بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
منـذ بـداية خـدمتي للـقـداس في ألـقـوش صرتُ ألـفـتُ نـظـر المرحـوم المطران أبلحـد صنا الـذي قال لي :
(1) في فـتـرة صلاتي التأملية الصامتة أثـناء الـقـداس ، تعال وإقـتـربْ من الـمـذبح وــ دَنـدِنْ ــ بصوت خافـت بالمقام الـذي أنت بـدأته كي يـتـواصل في أذني ولا أنساه … (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.
(2) في أحـد الأيام كـنـتُ أخـدم الـقـداس الصباحي معه ، حانـت فـتـرة تـناول الـقـربان المقـدس ، بـدأتُ بتـرتيلة (( مْـلِـبّي كــْـنـوءا مِشـتاقـوثا = من قـلبي ينبع الإشتياق )) بإيقاع موزون وصوت جَـهـوَري مما شـجّع النـساء ــ العـجائـز ــ فـبـدأنَ مشاركـتي في التـرنيم ويُـرتــّـلـنَ معي عـن بُـعـد ، فـتـوقـف المطران وطلب منهـنّ السكـوت قائلاً : شـووقـولِ د آمر لخـوذِح = دعـوه يرنم لـوحـده ! … (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.
(3) في ليلة عـيـد الميلاد لسنة 1965 دعانا المطران نحـن أعـضاء الأخـوية مع بعـض الشمامسة إلى مقـره ــ قـوناخ ــ في أمسية قـصيرة تـضمّـنـت فعاليات بسيطة وحـصلتُ عـلى كـتاب الصلـوات الطـقـسية ــ حُـذرا الجـزء الثالث ــ هـدية منه ولا زلـتُ محـتـفِـظاً به … (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!
(4) في إحـدى السنين وأنا طالب جامعي في بغـداد سافـرت إلى ألـقـوش صباح يوم جـمعة الآلام وكُـلي أمل أن أصل عـصراً للمشاركة في طقـوس موكـب تابـوت المسيح داخـل الكـنيسة ، وما أن وصلتُ أسرعـتُ إلـيها ودخـلـتُ فكان موكـب الشمامسة قـد باشر مسيرته وفاتت عـليَ فـرصة المشاركة وبـقـيتُ واقـفاً مع الواقـفـين بجانب الموكـب . وهـنا لمَحَـتْـني عَـينا المطران فأشّـر عـليّ للإنخـراط في الموكـب ، فأشرتُ عـلى ملابسي لأقـول له أني لستُ مرتـدياً رداء الشماس ! فأشّـر عـلى فـمه وعـليّ ثانية بما معـناه ــ أدخـل في موكـب الشمامسة ورنّـم ــ فـدخـلـتُ ورتّـلـتُ (( قـريلِ يا بابي ، ﮔـياني كِـمْـساﭘـن ، بْـدِيّـوخ إيـداثا = صاح يا أبي ، أسـلـّم نـفـسي ، بـيـديك )) … (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.
مع الكـهـنة :
في تلك الـفـتـرة إنـتـقـل رئيس أخـويتـنا إلى بغـداد ، ولما كـنـتُ أنا الأكـبر عـمرا ودراسة وبارزاً كـنسياً ، طلب مني المرحـومان الكاهـنان ( يوحـنا ﭼـولاغ ، هـرمز صنا ) أن أكـون رئيسا بديلاً عـنه فإعـتـذرتُ لهما عـن قـبـول الرئاسة وإنـتخـبنا غـيـره .
في أحـد الأيام ونحـن في صلاة الصباح ، إسـتعـد المرحـوم القس يوسف تـوماس لإقامة قـداس ، والمعـروف عـن صوته كان ناعـماً محـدود الـطـبقة ، فأشـر إليّ المرحـوم القس يوحـنان ﭼـولاغ للحاق به لخـدمة الـقـداس معه ، وقال لي مازحاً : (( خـنـوقلا بَـلـوتـِح = إخـنـق بلعـومه )) لأنه يعـرف أن بإمكاني رفع درجة صوتي عالـياً بما لا يمكـن للقـس مجاراتي (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.
في الـيـونان / أثـينا
وصلتُ مع عائلتي إلى أثينا في مطلع تـشرين الثاني 1992 وسكـنا في دير الأم تـيريزا وتعـرّفـنا عـلى كاهـن لـبناني ــ الأب مكاريوس ــ كان يحـتـفـل بالـقـداس للعـراقـيـيـن مساء كـل يوم أحـد حـسب الطـقـس الـبـيـزنطي وتعـلـّـمته نـصوصاً وألحاناً 100% ولما إنـتهـت مهـمته غادر إلى لـبنان . وفي منـطقة ــ آخـرنـون ــ كاتـدرائية كـنيسة يونانية كاثـوليكـية ، كان الكاهـن اليوناني يقـدس بلغـته اليونانية وحـسب الطقـس البـيـزنـطي ونحـن نشاركه بالعـربي والكلـداني . وبناءاً عـلى طلـبه مراراً ، كـنـتُ أقـرأ الإنجـيل وأقـدّم الكِـرازة ، وأحـياناً أقـف بجـواره عـنـد المـذبح وأشاركه بالصلاة ــ بالكـلـداني ــ ، وأقـدّم معه الـقـربان المقـدس للمؤمنين … (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) .
ومحـبة بأطـفالـنا العـراقـيّـيـن في أثينا أخـذتُ عـلى عاتـقي تعـليمهم وتهـيـئـتهم لـلتـناول الأول عـلى مدى خـمس سنين 1992 ــ 1997 أعـلـّـمهم : ( أوليات التعـليم المسيحي + نـبـذة عـن العـهـد الـقـديم + نـبـذة عـن العـهـد الجـديـد + طريقة الإعـتـراف بالخـطايا أمام الكاهـن + المشاركة في صلوات الـقـداس نـقـيمه في الكاتـدرائية وبحـضور المطران الـيوناني ) … (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) .
وجـدير بالـذكـر أنّ المطران الـيوناني الكاثـوليكي ( أنارﮔـيـروس ) إستغـرب مِن بقائي سنيناً في اليونان ولما شرحـتُ له الموقـف عـرض عـليّ أولاً الرسامة الكـهـنوتية لخـدمة العـراقـيـيـن في أثـينا قائلاً : سأتابع مراجـعـكم الكـنسية بهـذا الشأن ( طبعاً رفـضتُ ) ثم حاول مساعـدتي في موضوع الهجـرة وحـصل عـلى وعـد من قـنـصل الهجـرة الأسـترالي لمقابلتي ، وتأكـدتُ ذلك من ــ كاميليا ــ سكـرتيرة السفارة ولكـنها بكل صلافة حـدّدت موعـداً بعـيـداً مما جـعـلـني أفـقـد الأمل وأخـطط لمغادرة الـيونان 1997 فـطلـبتُ من الشمامسة ( بعـضهم دارسين في السيمنير ) أن يأخـذوا عـلى عاتـقهم مسؤولية الـتـناول الأول للأطفال فإعـتـذروا ! . لم أرغـب في تـركهم فأجّـلـتُ سـفـري إلى ما بعـد الإحـتـفال بالـتـناول ، ولما عـلِمـتُ أن سيادة المطران إبراهـيم قادم إلى أثـينا مع الكاهـنين كـمال بـيـداويـذ و فـيـليـب نجـم ، حـدّدتُ يوم الإحـتـفال ليكـون مطرانـنا الكلـداني هـو المحـتـفـل في الـقـداس ( فـلـقّـنـتُ الأطفال خـدمة الـقـداس الكلـداني الإحـتـفالي الأصيل بكامله وبمفـردهم ــ عـددهم 41 ــ دون مشاركة الحاضرين ) وعـنـدي الـﭬـيـديـو … وكانت الـفـرصة مناسبة ، فـرسم المطران بعـض الشمامسة ، أما أنا إعـتـذرتُ ولم أرغـب بالرسامة .
في عام 2015 رآني مطران كـلـداني بارز في مطار سـدني ، هـمَسَ لي قائلاً : (( لا كـزدإن إلـّـوخ = ما أخاف عـلـيك )) !! وبعـدها سافـرتُ فحـضرتُ الـمؤتمر الكلـداني / ديتـرويـت الـذي خـتمناه بـقـداس أقامه سيادة المطران إبراهـيم الـذي طلب مني خـدمة الـقـداس الإحـتـفالي معه … (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) فـقـلتُ له : إنـنا جـميعـنا حاضرون ولا أريـد أن أكـون منـفـردا بل الأفـضل أن نخـدم سـوية فـلم يعـتـرض . ولما حان موعـد تـناول القـربان وأنا واقـف بجانب المـذبح مع الأب نـوئيل ﮔـورﮔـيس والشماس مؤيـد هـيـلـو ، أشار إليّ أن أرنم تـرتيلة : سْـراﭘـي د نـورا وَذ روحا = سرافـيم (ملائكة ) النار والـروح ، فأديتها …(((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) .
وفي فـتـرة خـدمة سيادة المطران جـبرائيل كـساب في أستراليا رسم وجـبـتـين من الشمامسة . في الـوجـبة الأولى إتـصلـوا بي هاتـفـيا وسألـوني عـن رغـبتي في الـرسامة فـقـلتُ لا أرغـب …. وفي المرة الثانية جاء إلى دارنا وسألـني عـن سبب رفـضي الرسامة ، فـقـلتُ : أرى نـفـسي غـير مستحـق ، فأجابني بتـواضع : ومَن منا مستحـق !!!! .
ملاحـظة تـرفـيهـية : في غـرفة الشمامسة سألـني أحـدهم لماذا تـرفـض الرسامة ؟ فأجاب عـني مباشرة أحـد الشمامسة المرسومين وقال : (( وما الـذي نعـمله نحـن المرسومون كي يعـمله هـو إذا رُسِـمَ ؟ …. كما سألـني الـمرحـوم الشماس لـويس منـصور عـن سبب رفـضي الرسامة ، فـقـلتُ له : أنا لا أرفـض الرسامة ولكـن عـنـدي شـرط ! قال : وما هـو ؟ قـلـتُ وأنا أمزح : أن تكـون لي فـرصة الرسامة الأسـقـفـية !! فـقال : هـذا لا يجـوز ، فـقـلتُ له : كـيـف لا يجـوز ؟ إقـرأ رسالة ﭘـولس الرسـول الأولى إلى تيماثيوس : (( يكـون الأسـقـف بعـلَ إمرأة واحـدة )) وأنا عـنـدي زوجة واحـدة ، فـما المانع ؟ فـقال مبتـسماً : نعـم بهـذا عـنـدك حـق .
الحـلـقة الثالثة ، يقـول أحـد المطربـين : ( آه من غـيـرة الرجال ) … بعـض أشباه الرجال ــ المرسومين ــ ومواقـفهم الـدنيئة الحاقـدة من ((( شماس غـير مرسوم ))) .
والله يا استاذ مايكل المحترم
كلما اقرا مواضيعك انتعش بالاسلوب الذي تكتب وتزيد من معلوماتي كثيراً
وانا من حقي عندما اقراً هذه افعالك واعمالك اقول وبملئ فمي
((( قطمُوخ برِيشت د پترك ساكو وكل مطارنة وقاش ديلاي خوثت ايداثيح بآذا زونا چپل )))
شكراً لك ولكل متابعين لمواضيعك المشوقة
واذا لا يروقكم ردي اعلاه تستطيعون مسحه