تـناقـض بـين مسيرة حـياة يسـوع عـلى الأرض وتطـبـيقها مِن قِـبَـل السلطة الكـنسية في الطقس

الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس

عـندما يـبـدأ الطفـل بالكلام يلـفـظ كـلمات متـقاطعة ومِن ضمنها أرقاماً يقـفـز بـينها تاركاً بعـضها دون مراعاة تـسلـسلها، (ولكـن الوالـدَين مِن حـرصهما يُعـلـّـمانه فـيصحّحان له أخـطاءه، كما تـفعـل أيضا المعـلمة في رياض الأطفال). إن سـيناريـو شـبـيهاً بهـذا نـراه في تـقـويم الكـنيسة الكلدانية (وأيضا بقـية الكـنائس التي تـتبع الـتـقـويم ذاته) وذلك بقـفـزات عـلى أسابـيع الدنح من الأحـد الثاني إلى الأحـد الخامس! فأين أصبح الأحَـدان الثالث والرابع؟ الجـواب: هـو لأن باعـوثا دنينوايي تـقع قـبل الصوم الكـبـيـر بثلاثة أسابيع لـذا عـلينا ((الـقـفـز .. شـوارا .. قـواطا)) وترك الأحَـدَين الثالث والرابع.

إن مركـز الـتـقـويم الطقسي للكـنيسة هـو عـيد القـيامة، لـذا فإن بقـية المواسم ــ شاووعـي ــ تُحسب قـبله وبعـده ما عـدا الثابتة منها والتي هي شاووعي تكـليل (تـقـديس) الكـنيسة الذي توقـيته يكـون 4 آحاد من شهـر تـشرين الثاني (11) … ويليه شاووعي دسوبارا من شهـر كانون الأول (12).

إن معـنى الطقس هـو ترتـيـب ونظام، فكـيف يقـبل عـلى نفسه أن لا يعـرف كـيف يعـد الأرقام حسب تسلسلها؟؟؟ هل أن الكـنيسة الكلدانية لا تـزال في مرحلة روضة الأطفال؟ والجالس عـلى عـرشها يتبخـتر بأنه أوصلها إلى قـمّـتها؟ وأبناؤها الـقـدماء قـبل المسيحـية هم الـذين إبتـكـروا الرقـم!!.

إقـتراح للبطرك ساكـو والذي قـد يفكـر به بعـد 3 سنوات أو أقـل، هـذا إذا كان باقـياً ولم يكـن متـنحـيا أو تـنحـيا:

1ـ أن يكـون كـتاب رتبة صلاة الـباعـوثا منـفـصلاً ومطبوعاً مع الأعـياد والـتـذكارات وليس في الأحـد الخامس من الدنح، كي نصلي به في وقـته بدون قـفـز، بهـذا سوف نـتعـلم عـلى الأقـل عـندما نحسب الأرقام نـقـول: 1 خا، 2 تـري، 3 طلاتا، 4 أربعا، 5 خـمشا، 6 إشـتا، 7 شـبعا … بتـسلسلها وليس 1، 2، 5، 6، 7… مما يضطـر الـوالـدان فـيصحّحان لـنا أو نـتعاقـب مِن قِـبَـل معـلمة الروضة.

2ــ لماذا تضع الكـنيسة في تـقـويمها ــ صوم ــ قـبل صعـود (يرفع) يسوع إلى السماء؟ ألم تـقـرأ وتـفكـر ما قاله يسوع في هـذا المقـطع ؟: 

وَكَانَ تَلاَمِيـذُ يُوحَـنَّا وَالْـفَـرِّيسِـيِّـينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: « لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيـذُ يُوحَـنَّا وَ لْـفَـرِّيسِـيِّـينَ ، وَأَمَّا تَلاَمِيـذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ ؟»

فَـقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَـلْ يَسْتَطِيعُ بَـنُو الْعُـرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَـرِيسُ مَعَهُمْ مَا دَامَ الْعَـرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُـونَ أَنْ يَصُومُوا.

وَلكِـنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَـرِيسُ عَـنْهُمْ ، فَحِـيـنَـئِـذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّام.. (مرقس 2: 18_ 20)

هل من جـواب كـتابي عـلى هـذا النص الإنجـيلي بخـصوص ترتيب الطقس بدون أية سفسطة طقسية وقانونية وتقوية؟

لـقـد صام يسوع قـبل أن يـبـدأ بشارته في الكـرازة، أي بعـد إن إعـتمـذ عـلى يـد يوحـنا المعـمذان مباشرة: وللوقـت أخـرجه الروح إلى البرية (مرقس 1: 12) وليس قـبل صلبه!! وعـليه إذا أرادت الكـنيسة أن تكـون أمينة عـلى أقـوال ربها، عـليها أن تعـمل حسب قـوله وليس بتألـيـفات من ذهـنها وشطارة المتسلطين عـلـيها؟ إن طقـسنا الكـلداني أمين بقسمه الثاني في خـطوات يسوع، أي بعـد صعـود يسوع إلى مجـده، وحـينها يـبـدأ الرسل بمهمتهم الـتـبـشيرية .

إن الكـنيسة التي أسّسها يسوع بنـفـسه عـلى الأرض بالصوم (وليس السلطة ولا الرئاسة) يجـب أن تـبـدأ من هـنا كما فـعـل هـو قـبل أن يـبـدأ بالكـراز.

إذن، عـلـينا أن نـتـتـبّع خـطواته عـلى الأرض بأمانة، فالأفـضل أن يكـون صوم فـقـط (أي صوم الجُـمَع وغـيره وباعوثا) بعـد صعـود (رفع) يسوع إلى السماء وجلوسه عـن يمين أبـيه، كما يوجـد في طقسنا الكلداني (صوم الرسل) وهـنا يتم تطبـيق قـول الرب:  وَلكِـنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَـرِيسُ عَـنْهُمْ ، فَحِـيـنَـئِـذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّام .

أليس طقسنا مُنظم حسب مسيرة حـياة يسوع وثم تكـمّلها الكـنيسة، أي المؤمنون به؟ أي أن هـناك قسمين في الطقس: زمن حـياة يسوع، وزمن حياة المؤمن به.

هـذه بعـض الإقـتراحات للبطرك ساكـو مُـؤوّن الطقس، ليأخـذ وقـته في فـحـصها وتمحـيصها .