د.جريس داوود
استراليا
هل اضطهاد المسيحي العربي نابع من حيثيّات تخصّ المسيحي العربي! أم بالمضطهِد!
من المرجعية الدينية لاضطهاد المسيحي الناطق بالعربية من المسلمين يرجع لخلفية إسلامية دينية، هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تمدح اليهود والمسيحيين وكلها تعود لفترة زواج النبي من خديجة المسيحية التي تم زواجها حسب قس مكة ورقة بن نوفل عمّ خديجة ، لهذا نجد كل الآيات القرآنية التي نشرها النبي تمدح المسيحي واليهودي أهل الكتاب، كانت إبان حياة خديجة، ولكن بعد مماتها، انسكبت الضغينة والكراهية وتعدّد الزوجات، فالنبي العربي لم يتزوّج وهو متزوج من خديجة، فقط بعد وفاتها تزوّج لأنه حسب المسيحية يمنع من الزواج.
ففي كتاب “أحكام أهل الذمة” لابن قيم الجوزية تحقيق رشيد عمران القاهرة 2003 ، فلو سردنا بعض من فصول الكتاب نفهم مدى تغلغل الكراهية والحقد للآخر وحتى لمن يسكن بجواره ويتكلم اللغة ذاتها، إلا ان الاختلاف السلوكي النابع من تأثير التعاليم الدينية مختلف هو فكل يسلك حسب تعاليم دينه وكتابه، فاليهودي حسب التوراة ولا نرى عداوة للآخرين بسبب إيمانهم ولا المسيحي يعادي اليهودي لإيمانه أم المسلم فيعادي اليهودي والمسيحي لعدم إيمانهم بالنبي، والسؤال هل إجبار في الدين؟ فمراجعة فهرست الكتاب يظهر الكم الهائل من الضغينة والحقد والعداوة، ولاحقا سنردف بأقوال القرآن عن الموضوع في مقال آخر.
أولاد المشركين والمذاهب العشرة فيهم ص 422
ذكر الشروط العمرية وأحكامها وموجباتها ص 452
في أحكام البِيَع والكنائس ص 455 ولا نضرب نواقيسنا إلا ضربا خفيًّا في جوف كنائسنا ص 487
لا نظهر عليها صليبا ص 490
لا نخرج صليبا ولا كتابا في أسواق المسلمين ص 491
لا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا مما يحضره المسلمون ص 490
بالطبع القائمة وفيرة جدا، ويستشف من الفحوى لهذه العناوين البغض والضغينة للمسيحيين، ولهذا السبب نفهم لماذا لم يجد العلماء أي كتابة بالعربية للتوراة او الإنجيل قبل العام 800 م،أي مرّ على المسيحية أكثر من ثماني قرون واليهودية الاف السنين، ولم يجد العلماء أي مخطوطة بالعربية. كل إنسان يفكر بعقله طبعا غير المسلمين لان جلّ تفكيرهم بالقلب والعاطفة ، لماذا لم نجد أي ارث عربي للكتاب المقدّس؟ يقول العالم شبرنجر، ان السبب هو ان النبي اقتبس ما اقتبس من التوراة والإنجيل ولئلا يتّهموه بسرقة نصوص قام بحرق وإبادة كل كتابة بالعربية للكتاب المقدس والنبي كان يقرأ ويفهم العربية والعبرية لان ابن هشام يروي ان النبي قرأ ما قرأ من العربية والعبرية.
لا ننسى ان النبي العربي كان تلميذا للراهب البحيري وورقة بن نوفل قس مكة والمدينة وعمّ خديجة. هذا باختصار.
أو العامل النفسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو كلّها بواحدها وواحدها بكلها مجتمعة.
إن ما يحدث في الشرق للمسيحيين العرب، من اخطر الأمور ولا يمكن للشرق أن يعيش ويدوم دون المسيحيين العرب، ومن يفكر بان هذه الفرضية يمكن تحقيقها جراء الاضطهاد والقتل والملاحقة فانه يخفي الحقيقة ويخونها.
إننا نشهد في الشرق في الآونة الأخيرة اخطر الأحداث بما يخص المسيحي العربي: من ناحية الملاحقة لكونهم مسيحيين عرب فقط، لا لسبب آخر، ومن ناحية ثانية يؤدي إلى هجرة العربي المسيحي لبلاد الغربة المسيحية ليست العربية فينعمون بعيشهم هناك أو من يهجر بلدته للمدينة داخل الدولة بسبب الاضطهاد والملاحقة العلنية والمخفية أي ما نسميه “الهجرة الداخلية ” وهي بحد ذاتها خطيرة ولكنها اقل خطورة من الاغتراب.
يعيش المسيحيون العرب في المشرق عيشة رفاه وانتعاش اقتصادي وثقافي وتربوي وعلمي من أعلى المستويات إن لم يكن أعلاها مقارنة مع محيطهم .
إن نسيج العيش المشترك لأبناء الشعب الواحد على أساس احترام الآخر كما هو وليس كما أنا أريد، هو أساس من أسس العيش بسلام مع الذات إن الفرد إن لم يكن راضيا من نفسه ومع نفسه وذاته وحاله مهما كانت فلن يرضى بالآخر من أبناء قومه فكم بالحري إن لم يكن من دينه وإيمانه.
هذه المقولة المزيّفة مصير واحد وشعب واحد كذب وافتراء وزور وبهتان، المسلم لا يقبل المسيحي، وما نراه ليس بعيش مشترك بل كل بمفرده ولا مصير واحد، حتى السلطة الفلسطينية في الشرق تضرب بالمسيحيين وتضطهدهم ايما اضطهاد.
مثلا في مدينة العبيدية قرب بيت ساحور قامت السلطة بمصادرة أراضي الدير لمقبرة إسلامية.
المسيحي تحت حكم السلطة الفلسطينية لا يتمتع بالحرية الدينية وقبل عامين ألغى أبو مازن العطلة للأعياد المسيحية وفي غزة حرقوا المكتبة المسيحية وهجّروا المسيحيين هناك.
الأسئلة التي تطرح: ما العمل؟! وما دور الرئاسة الروحية؟ وما مسؤولية الدولة؟
وهل الشرق يقبل الفصل بين الدين والدولة؟! وهل القوانين المتبعة في العالم العربي تسمح بحرية الإيمان؟ وليس المقصود بحرية الإيمان أن تولد مسيحيا فقط، لا بل أن تمارس كل الطقوس الدينية بحرية كاملة من بناء كنائس ولترميمها والى ما هنالك من طقوس وصلوات الخ ! في عصر الانفتاح التكنولوجي ما من مستور اليوم، خلال ساعات وينشر الخبر والكل يسمع ويقرأ ما يحدث في هذه الدولة أو تلك، للمسيحيين العرب! وما دور العالم الأوروبي المسيحي غير العربي! ما مسؤوليته! أم هناك جهل أو عدم معرفة عن حال المسيحيين في العالم العربي! وهل الرئاسة الروحية المسيحية تنقل الصورة الحقيقية لحال العربي المسيحي في الشرق ؟! أم نظام الحكم في الشرق يضفي أسلوبا مغايرا للحقيقة!
لقد سئمت العامة وسئم العربي المسيحي، من هذه الأحداث التي تطلعنا عليها وسائل الإعلام بشتى أنواعها، وهذه ليست بمصلحة العالم الشرقي برمته.
آن الأوان للتعامل مع الآخرين بفكر سديد صائب وعقل منفتح وتحكيم العقل لا القلب.
اغلب الرئاسة المسيحية الدينية خذولة منافقة لا تنقل الصورة الحقيقية لحال المسيحي الذي يعيش بدولة اسلامية، خوف الرئاسة المسيحية الدينية لانهم لا يتبعون المسيح حقا، بل يسعون وراء مصالحهم الشخصية والعائلية لا غير.
المسيحية ليست بتعاليم خذولة الرب المسيح الله دخل الهيكل وحين عاين الخطأ اخذ سوطا وضرب تشدّق أغلبية الرئاسة الدينية المسيحية بالتسامح هو عن خوف وضعف لا هوادة بالتعاليم المسيحية الشريفة المسيحيون الاوائل ماتوا دفاعا عن الايمان القويم وثبتت المسيحية.
الوقوف تجاه المسلم المتطرف واجب وحق على كل مسؤول مسيحي، الاسلام في محنة علمية، الغرب والعلماء ينشرون المئات والالاف من الابحاث عن الاسلام العنيف والقتل بحسب نصوص قرآنية. لمن يبحث عن المعرفة ليراجع كتاب القتل في القران او كتاب جنة الملذات للسيوطي حسب نصوص قرآنية تتحدث عن الجنس.
“ولا تخافوا ممن يقتل الجسد ولا يستطيع أن يقتل النفس بل خافوا ممَّن يقدر أن يهلك النفس والجسد في جهنم”.
“من علم ما يجب عليه صنيعه من الخير ولم يصنعه فعليه خطيئة”.
“من يجازي الخير بالشر فلن يبرح الشر من بيته”.
“الرجل الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والرجل الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. لأنه من فضلة القلب يتكلم الفم”.
عزيزي جريس المحترم
ما دكرته عن اضطهاد المسيحيين، ربما صحيح، لكنه لم يكن موجوداً إلا بشكل شاذ قبل 2003 في العراق، أنا من الموصل، وكتبت رواية عن الموصل في الأربعينات والخمسينات، من القرن الماضي: الدنيا في أعين الملائكة. وبعد ترجمتها إلى الإنكليزية حازت على جائزة جامعة كنساس، 2010 ونشرتها جامعة سيراكيوز في نيويورك، ثم أعادت نشرها الجامعة الأمريكية في القاهرة. وكتب عنها كتاب أمريكيون وإنكليز، وعرب كثر، وقبل اسبوع اكتشفت مقالتين في مجلة محكمة “أكاديميا” تشيد بالرواية، وفي إحدى المقالتين توجه الكاتبة رسالة إلى من يهمه الأمر تقول فيها إنها توصي بوضع الرواية في المكتبات العامة في أمريكا ووضعها في منهج الأدب في جميع جامعات أمريكا، والمدارس الثانوية، لأ لأنها مكتوبة بشكل جيد حسب، بل لأنها مرآة للمجتمع العراقي قبل الاحتلال، وبخاصة في الأربعينات والخمسينات. كلامك إن صح فلم يكن ظاهرة عامة قبل 2003، والدليل هو آلاف القرى المسيحية في سهل نينوى، وعيشنا المشترك في الموصل وضواحيها. أذكر لك شيئاًَ علمياً مثبتاً، وهو إن ما دعيته بالوثيقة العمرية، لم يذكره أي مؤرخ حتى الغزو المغولي، بسبب تعاون قسم كبير من المسيحيين مع القوالت الصليبية والمغولية، لا بل ثبت أن المسيحيين بعد سيطرة المغول على المدن كانو يضعون علامة على بيوتهم كي لا تهاجم، وإذ أردت التأكد من ذلك فاطلع على تلك الفترة في تاريخ الطبري، ولهذا أقول إن من يريد سلامة الناس البسطاء لا يحشد قلوبهم بالتفرقة، ولا يقول غير الحقيقة. وتحياتي القلبية لك لأنك تكلمت بصراحة وبما تشعر، ونحن كشعب لا يفيدنا غير الصراحة، فالتاريخ لا يرحم. تحياتي وسامحني لصراحتي