يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
مُقدّمة
طالعنا قبل أيّام المطران يوسف متى في موقع” مطرانية الروم الكاثوليك_ الجليل” بنشر مادّة كان قد كتبها قدس الاب مجدي هاشول المحترم تحت عنوان ” لماذا نرفض كلمة “يشو” للمسيح؟
يشير الاب ان هذه اختصار لما شرحه صوتيا بالتنشئة الصوتية.
قبل ان نتطرق لما كتب الاب هاشول، أسئلة واستفهامات كثيرة عن نشر سيادته للمادة في موقع الأبرشية من بين هذه الاستفهامات وليس كلّها:
+ ما الغاية من ذلك والموضوع ولم يُشرح بشكل كاف شامل؟
+ هل ينوي بفتح ملفّات قديمة من حيث العلاقات واليهود؟
+ هل يريد ان يخبرنا عن حقبة مظلمة في الكنيسة تجاه اليهود؟
+ هل المطران يؤيّد تلك العلاقة للكنيسة ولليهود قبل قرون؟
+ لماذا لم يضف كلمة المطران وليوضح الموضوع؟
+ لماذا بالنص المنشور لم يتطرق سيادته والأب هاشول مَن أوّل مَن استخدم تعبير ابن بنديرا؟
+ لماذا لم يكتب سيادته او الاب عن من يرفض الصلب والقيامة، بل آخر صُلِب ومات؟
+ هل هناك أهداف سياسية لسيادته من نشره، وهو مطران في دولة إسرائيل؟
+ سيادته راعي أبرشية لمسيحيين مواطنين في دولة إسرائيل، هل هذا كلّ همّه بعد سنة لتنصيبه فتح ملف العلاقة ونظر بعض اليهود للمسيحي منذ قرون؟
+ أيا صوفيا؟ يا صاحب السيادة ما نشر حول الموضوع؟ ما كتب سيادته؟ أم لأن اليهود ليس من حوّل الكنيسة لجامع لا يكتب؟ وألا ما غاية نشر عن يشو وأيا صوفيا لم تُذكر؟
+ هل صحيح ان سيادته طلب مساعدات مالية من سفير فرنسا دعما للمدارس؟ أليست الوزارة تدعم بشكل كاف؟ وهل صحيح ان رأيك ان الوزارة مقصّرة بالدفع للمدارس؟
+ ما غاية نشره باللغة العبرية :” ישוע,קוראים לו ישוע” في صفحة المطرانية هل يبشّر اليهود سيادته أليس أولى العمل على حل مشاكل حيث توجد في الرعايا؟
+ نشره أيضا عن إبعاد خوري قبطي، هل سيادته يؤيد ذلك؟ ما رأيه مثلا في بعض الخوارنة التي لا تقول الحقيقة مثلا، أنها تعمل بالخورنة بالمجّان دون مقابل؟ وهو يعلم تماما ان تحويل مصرفي كل شهر للخوري؟ لهذين الموضوعين لتولّيه سنة وإبعاد كاهن قبطي سنخصّص نشرة منفصلة لاحقا.
قول الاب هاشول: ” لماذا نرفض كلمة “ييشو” للمسيح؟
سأورد باختصار ما شرحته في التنشئة الصوتية اليوم: المسيح كما يرد في التقليد وفي الكتب المقدسة بالترجمة الارامية هو يسوع مع حرف العين {راجع مثلا متى 1 ،1 و 16 و18 و 2،1 و13 الخ}.
الكلمة ي.ش.و حملت احيانا معنى جملة التحريم {يماحاك شمو فيزيخرو اي ليمحى اسمه وذكره} التحريم الذي كان يُلقى على عبدة آلهة الاوثان، مثلا القيت على العماليق في سفر التثنية 25 ،19 وعلى من يجب ان يمحى ذكره بذات المرجع آية 6 والخ. وتاريخيا وجد جدل ” بوليميكا” عن يسوع وهويته، مما اسفر عن استخدام القاب قبيحة بحقّه. نجد في التلمود بسياق الشخص الذي صلب في ليلة الفصح وانه كان ساحرا أضلّ الشعب ونُسب بشكل يتعارض مع تاريخ يسوع انه تلميذ يشوع بن فراخيا بقصة مهينة ولو ان الشخص الاخير كان على ما يضيف النص بحقبة مختلفة”.
لن ادخل بكتابة لفظية لالفاظ عبرية منافية للنحو العبري { يماحاك مثلا } او استخدامه للفظة يونانية الاصل ” polemike_بوليميكا هناك قرينتها العربية جدال حوار نقاش حاد الخ” على كل يهمّنا الجوهر الكتابي.
يشو عند سيادته والاب
الاختصار في اللغة العبرية السامية له قواعده، لن ندخل بالموضوع اللغوي هنا، حيث يجب ان يكتب “יש”ו ” هكذا كُتب في التلمود ابونا؟ راجع قاموس الاختصارات في اللغة العبرية.
ما نُشر من قبل الاب هاشول وسيادته بمشاركة النشر، بعيد كل البعد عن طرح الموضوع بشكل وافٍ، حتى ولو أشار الاب “باختصار”.
ישוע _ יהושע _ ישו _ יש”ו
الصيغة اللغوية ” ישו ” هي صيغة لغوية متأخرة للاسم ” ישוע” والذي هو اختصار لِ :” יהושע “مثلا الاسم :” יהושע בן נון _ ישוע בן נון” راجع نحميا 17 :8 :” וַיַּעֲשׂוּ כָל-הַקָּהָל הַשָּׁבִים מִן-הַשְּׁבִי סֻכּוֹת, וַיֵּשְׁבוּ בַסֻּכּוֹת–כִּי לֹא-עָשׂוּ מִימֵי יֵשׁוּעַ בִּן-נוּן כֵּן בְּנֵי יִשְׂרָאֵל, עַד הַיּוֹם הַהוּא; וַתְּהִי שִׂמְחָה, גְּדוֹלָה מְאֹד”.
وردت الصيغة اللغوية :” ישו ” في فترة المشناة والتلمود، وفي معجم :” مختصر الاسماء والكلمات” نجد الصيغة :” יש”ו _ ישו”ז” احيانا بمعنى :” يمحى اسمه وذكره” ولكن في التلمود ورد بصيغة :” ישו דרמייא” كإسم يعني :” يشو الجنوبي او من الجنوب”، وكذلك اسم حكيم آخر :” יושו בריה דרבי תנחום _ يوشو بن الحكيم تنحوم”.
لفظة الاسم :” ישו”، يعود { الاسم } لتقليد قديم ولا اساس له ان المعنى والقصد اختصار :”يمحى ذكره واسمه” في تلك الفترة الزمنية.
حذف العين ” ע ” من الاسم “ישוע ” يعود لسببين:
-
حذف الاحرف الحلقية في لغة الحكماء { לשון חז”ל } وخاصة بين اهل الجليل، والدلالة على ذلك انه في التلمود الاورشليمي يحدد ان الناطقين من سكان مدينة حيفا وبيت شان وطبعون:” אין מעבירין לפני התבה לא חיפנין ולא בישנין ולא טבעונין מפני שהן עושין היהין חיתין ועינין ואאין” מסכת ברכות, ירושלמי פרק ב’ דף טז,ב.{يسرد الأحرف الحلقية الهاء والحاء والعين والألف}
-
تأثير لغات اجنبية غير سامية، بحيث لا تشمل هذه اللغات على الاحرف الحلقية كما هو في الساميات، ومن الجائز ان الصيغة ” ישו “، ما هي الا تقليد كتابي للفظ اليوناني:” يسو_ايسو_ايسوس” وفي الكنيسة الجيورجية يُلفظ” يسو” وتعاور “س _ ش _س” وارد في الساميات وفي اللغة العبرية الحرف ” ש” يمكن ان يلفظ “ش أو س ” حسب النقطة الصغيرة المميزة للحرف على اليمين او اليسار فبالتالي يمكن ان تكون”يسو_ ישו”.
في أقدم التراجم الارامية للاسم نجد ” يشوع_ ישוע” كما في متى 21 :1 :” תאלד דין ברא, ותקרא שמה ישוע הו גיר נחיוהי לעמה מן חטהיהון”.
عاش اليهود في الدول المسيحية تحت الحكم المسيحي، وكانت فترات مظلمة من قبل السلطة تجاه اليهود { لن ندخل هنا في الامور التاريخية والأسباب لذلك } ومن اليهود في هذه البلدان لم يذكروا اسم المسيح يسوع المخلّص اما لاسباب سياسية او لاسباب دينية مثل الفريسيين والكتبة في وقت المسيح مستندين على نص سفر الخروج 13: 23 :” וּבְכֹל אֲשֶׁר-אָמַרְתִּי אֲלֵיכֶם, תִּשָּׁמֵרוּ; וְשֵׁם אֱלֹהִים אֲחֵרִים לֹא תַזְכִּירוּ, לֹא יִשָּׁמַע עַל-פִּיךָ. ” ولان المسيح هو الله فلم يذكروا اسمه.
الاسم ישו في الادب التلمودي
ورد الاسم في خمس قصص:
-
ישו בן פנדירה _ ذكره كمعلّم لرجل باسم يعقوب، راجع תוספתא מסכת חולין.
-
ישו הנוצרי _ תלמוד בבלי, מסכת עבודה זרה דף יז עמ’ א.
-
ישו מפושעי ישראל, واونكلوس { باليونانية تعني المبشر ευάγγελος, من عائلة القيصر الروماني اعتنق اليهودية في القرن الاول الميلادي وهو من تلاميذ الحاخام اليعيزر والحاخام يهووشع ويعتبر من التنّائيم الكبار قام بترجمة التوراة للآرامية والمسماة على اسمه } المبشّر استشار يشو مجرم اسرائيل، قبل ان يعتنق اونكلوس اليهودية، وهذا يشو مجرم إسرائيل حُكم عليه في جهنم روث مشتعل لسخريته على اقوال الحكماء، תלמוד בבלי,מסכת גיטין נ”ז עמ’ א.
-
ישו _ الذي كان عنده خمسة تلاميذ، תלמוד בבלי,מסכת סנהדרין דף מ”ג עמ’ א , ק”ז עמ’ ב.{ انظر لاحقا الأسماء}
-
ישו _ הוא תלמידו של הרב החכם יהושע בן פרחיה_ يشو ابن الحاخام فرحية.
العديد من الباحثين اليهود يشكّكون الربط بين يشو ويسوع المسيح، القائمة كبيرة لهؤلاء الباحثين ولن ندخل في سرد الأسماء وللمعنيين بمراجعة النصوص يبحث في كتابات كل البروفيسور كلاوزنر وافرون ودانيال بويارين وهناك الكثير من المراجع وهناك من يدّعي العكس ان يشو هو يسوع لأسباب سياسية.
يسوع _ ישוע _ عند الآباء
حسب اكليمنضس الاسكندري من القرن الثاني وكيرلس الأورشليمي من القرن الرابع يفسّرون ان الصيغة اليونانية هي الأصل للاسم العبري ولم تكن من العبرية.
بعض العلماء يؤيدون ان اللفظة العبرية” ישו “، هي صيغة اللفظ الشمالي الجليلي الناتج عن حذف الأحرف الحلقية في آخر الأسماء كما ذكرنا أعلاه.
ابن بنديرا _ سطدا
لم يعرف الاسم ” بنديرا”، في الكتابات، والصيغة اللاتينية من اليونانية هي ” Panteral _ Pantheras ” أي ” نمر ” ووُجد الاسم “Pantera ” على قبر جندي روماني في مدينة “Bingerbruk ” في ألمانيا سنة 1 ميلادي وفي القرن الثاني الميلادي كتب المُلحد الفيلسوف اليوناني كلسوس { Κέλσος) } ان والد يسوع هو بنديراس {Pantheras }.
العالم روبرت ايزلر { من المؤرخين وباحث في علوم التوراة يهودي من النمسا } يقول ان الاسم ” بنديرا” هو صفة وليس صيغة اسم علم وتعني :” الخائن أو المُسَلِّم” ففي الياذة هوميروس “Pandaros ” خائن او مُسَلِّم، حين رمى بالرمح وخان الاتفاق والعهد، والاسم ” פנדר ,בראשית רבה נ’ קול פנדר ” بمعنى ” صوت خائن” ومن هنا الصيغة ” ابن بنديرا ” أي ابن الخائنة ” كتعبير لغوي مثل ” בן בליעל,בן עוולה_ قارن ابن السبيل” أي ليس ابن الطريق او الابن الحقيقي.
في מסכת שבת,סנהדרין סז _א ، يُذكر الاسم كمن يعمل السحر أي الساحر،وهذا ما حدث لابن سطديا _ סטדא _ في اللد وتمّ شنقه.
النص التلمودي التالي:” בעל סטדא בועל פנדירא בעל? פפוס בן יהודה הוא! אלא אמו סטדא מרים מגדלא נשי היא! כדאמרי בפומבדיתא סטת דא מבעלה”.
المعنى، ابن مريم التي كانت مهنتها تجديل شعر النسوة والمسمّاة: ” סטדא סוטה ” أي “منحرفة” زوجة ” פפוס ” ابن يهوذا بسبب سلوكه وسحره زَنَت زوجته ومن هنا التعبير :” מגדלא שיער נשייא ” يدلّ على الزانية، والاسم ” مجدليّة” غير الصفة ” מגדלאי ” بالآرامية منحرفة عن زوجها.{هل والدة الإله كانت تجدّل الشعر ؟}.
ومن يربط الاسم ” سمعان سيمون الساحر” في كتاب بطرس الابوكريفي يوصف :” Huios ho studios “:” الابن الواقف “.
كما ذكرنا آنفا ان كلسوس سنة 178 م ذكر زواج الجندي الروماني.
الترجمة السبعينية للتوراة استخدمت ” Parthenos ” عذراء اشعياء 14 :7 والتفسير بتعاور الأحرف بين :” Parthenos _ Pantheras ” لأنه حسب الروايات الكتابية كانت في مهد المسيحية ينادون على المسيح “ابن العذراء” أي ” يسوع ابن برثينوس”.
القديس ابيفانيوس من سيلاس على لسان القديس اوريجانوس في الرد على الملحد كالسوس آنف الذكر، يقول ان الاسم” بنتيراس” اسم عائلة يوسف خطيب والدة الإله لان اسم والده يعقوب الملقب بنتير، وكانت العادة اليهودية وقتها بأغلب الحالات عدم ذكر اسم العائلة بشكل دائم.
حسب التلمود أسماء تلاميذ يسوع الخمسة: מתאי.נקאי,נצר,בוני ותודה.
باختصار: هل والدة الإله عملت بتجديل الشعر للنسوة؟ هل ليسوع كان خمسة تلاميذ فقط؟ هل يشو احتقارا آم استخدم بحقبة متفاخرة لخلفية سياسية؟