يوسف يوسف
المقدمة :
الشريعة الأسلامية كتعريف – ” هي ما شرعه الله لعباده المسلمين من أحكام وقواعد ونظم لإقامة الحياة العادلة وتصريف مصالح الناس وأمنهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة ، في شعبها المختلفة لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقاتهم بعضهم ببعض وتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة .” / نقل من الويكيبيديا. وفي هذا البحث المختصر ، سأتناول جزئية واحدة وهي موضوعة تعدد الزوجات / وما يرتبط به ! ، في العقيدة الأسلامية ، والتي وردت في سورة النساء ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا / 3 ) ، حيث جاء في تفسير الطبري / للأية موضوعة الذكر ما يلي (( 8463 حدثنا هناد بن السري قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة في قوله: ” وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم “، قال : كان الرجل يتزوج الأربع والخمس والستَّ والعشر ، فيقول الرجل: ” ما يمنعني أن أتزوج كما تزوج فلان “؟ فيأخذ مال يتيمه فيتزوج به ، فنهوا أن يتزوجوا فوق الأربع .8464 – حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : قصر الرجال على أربعٍ من أجل أموال اليتامى . 8465 حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ” وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى “، فإن الرجل كان يتزوج بمال اليتيم ما شاء الله تعالى ، فنهى الله عن ذلك )) .
النص :
1 . اذا كان بعض الأنبياء قد تزوج بأكثر من واحدة ، فهذا لا يعني أن يتزوج أتباع تلك الديانة بما فعل أنبيائهم ! ومن ذلك
ما ورد فى سفر التكوين .. ((فكانت له أربع حلائل فى وقت واحد : اختان هما ليئة ، وراحيل ، وجاريتين لهما. )) ، وبعض الأنبياء كانت لديهم مبالغات في عدد الزوجات ، فقد ورد فى سفر العدد ، ما يلي (( وكانت لسيدنا داود عدة زوجات والعديد من الجوارى وكذلك لابنه سليمان : ” أما سليمان فقد زاد الألف ويقول عنه الرب فى التوراة فولدت له داود كما تزوج أبيا ملك يهود أربعة عشر زوجة ” (4) وكان لجدعون سبعون ولداً جميعهم من صلبه لأنه كان مزواجاً .. )) . أما رسول الأسلام (( فقد تزوج 13 مرّة ، بحيث اجتمع 9 من نسائه مع بعضهم في نفس الفترة ، وكان هذا التعداد الكبير بالزوجات وضع خاص له ، ففي كل مرة كان يزوج فيها كان ذلك لأسباب ودوافع متعددة ، وقد حظيت زوجات النبي بمنزلة أمهات المؤمنين .. / نقل من موقع موضوع )) .
* فهل هذا يعني أكراما للأنبياء ولنهجهم ، أن نقتدي بما عملوا في هذه الجزئية / تعدد الزواج ، ونحن في القرن الواحد والعشرين !! . الجواب بالتأكيد : كلا .
2 . كما يوجد بذات الوقت أنبياء لم يتزوجوا أصلا ، مثلا يحيى بن زكريا والسيد المسيح ، فهل هذا يجرنا أن نعيش عزابا مثلهما ! ، من المؤكد الجواب هو : كلا .
3 . الأسلام كعقيدة ، أرى أنه من أكثر المعتقدات الدينية الذي ركز على هذه المفردات ” الزواج وتعدد الزوجات وطرق وتعدد أشكال الزواج والزواج في الأخرة !! .. ” ، فنقلا عن موقع / طاهرة ، أنقله بأختصار وتصرف ، الذي يعدد أنواع الزواج عند الوهابية والسنة ، فيبين (( أنـــــــواع النكاح المشروعة في دول مجلس التعاون حاليا ، ماعدا زواج المتعة فإنه حرااااااااااام ، وهناك زيجات متعددة عند الوهابية ، منها : المصواب – نكاح عادي مع عقد ونفقة وشهود عيان ، ويصلح لمن وصل سن البلوغ وصار يتلفت يمنه ويسره . المسيار – نكاح تتنازل فيه الزوجة عن كل شي حتى النفقة ولا يلزم الزوج أداءها إن طلبت الزوجة ذلك . المصياف – نكاح يعقد في بداية اجازة الصيف دون تحديد وقت للطلاق طبعا وينتهي هذا الزواج بالطلاق عند انتهاء الاجازة تقريبا . المسفار – نكاح تم اقتراحه مؤخرا لتتمكن المبتعثات من الحصول على محرم خلال فترة الدراسة في الخارج . المطيار – نكاح للطيارين والمضيفين من المضيفات خلال تكرر الرحلات الطويلة . المصياع – نكاح يتم بين اهل السياحة المتكررة والوناسة ومحترفات الزواج في بعض الدول لتلافي الوقوع بالحرام بالزواج الصوري . المحجاج – يتم بين طالبة لأداء فريضة الحج ورجل يرغب في قضاء الحج فتدفع الزوجة تكاليف الحج ليكون لها محرما . المسياق – نكاح يصلح للمعلمات اللاتي يدرسن في مناطق بعيدة ويحتجن محرما لركوب الأتوبيس فيتم الزواج بالسائق ، او بين المدرسات وسائق أتوبيسات النقل ، الى حد أربعة زوجات لكل سائق ، ( و هذا حرم مؤخراً ) . المهراب – زواج يتم بالخطيفة ، ويكثر بين اهل الشام وعند من لا يشترط الولي في عقد الزواج . وزواج المسهال – وهو ان يلتقي الرجل بالمراة فيعطيها ثلاث حثيات من التمر .. )) . وفي موقع / النبأ ، يورد أشكالا أخرى من الزواج منها :
زواج المحلل – أما زواج المحلل ، فهو باطل ، حيث إن أقر المقرر شرعا أن البائنة بينونة كبرى وهى التى طلقها زوجها ثلاث طلقات لا تحل لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره نكاحا صحيحا شرعا قصد به الداوم والإشهاد .
زواج القاصرات – أما الحالة الأخرى من الزواج والتى تنتشر داخل المجتمع المصرى ، وهى الزواج من قاصرات ، وهذا النمط من عقود الزواج يكون باطلًا ، لعدم توافر الشروط والأركان الحقيقية للزواج .
الزواج العرفى – وهو اتفاق مكتوب بين طرفين ( رجل وامرأة ) على الزواج دون عقد شرعى ، مسجل بشهود أو بدون شهود .. )) ..
اما بالنسبة للشيعة فهناك زواج المتعة ، وقد جاء بخصوصه التالي (( موضوع زواج المتعه كان ولا يزال نقطة خلاف كبيره بين الشيعة وأهل السنة ، الشيعة يرونه زواجا مشروعا بينما يراه اهل السنة نوع من الزنا ، وزواج المتعة هو زواج محدد بأجل مقابل مهر متفق عليه بالتراضى ، وينتهى زواج المتعة بإنتهاء الأجل المحدد ، وليس هناك حد أدنى أو اقصى للأجل . ويثبت بهذا الزواج النسب . وتستحق الميراث إذا اشترطت ذلك فى عقد الزواج ، وهذا هو رأى فقهاء الشيعة .. / نقل بتصرف من موقع أهل القرأن )) ..
4 . والأسلام ، يذهب بعيدا بهذا الصدد ، حثا وتشجيعا وأغراءا منه لدفع الفرد لعمليات الجهاد ، حيث أنه يوعد للذين يقتلون في الجهاد بحور العين ، ويوصف الواقعة وصفا أغرب من الخيال ، متخللا الواقعة بتفاصيل جنسية ! ، وهي بعيدة كل البعد عن هكذا وعود من أن تصدر من قبل الذات الألهية ! ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي أنقله بأختصار وتصرف : (( فقد أعد الله لعباده المؤمنين في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .. رواه مسلم برقم 275 . وإن مما أعده الله لعباده المؤمنين ” الحور العين ” ، قال الله تعالى : ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الدخان /54 . وقال تعالى : ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الطور /20 .والحور العين في غاية الجمال حتى إن مخ ساقيها ليرى من تحت الثياب ، وكل رجل يدخل الجنة له زوجتان من الحور العين ، قال تعالى في وصفهن : ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ) الرحمن/70 – 76 . وقال تعالى : ( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/23 .ويجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ، عن أنس عن النبي قال : ” يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ ” رواه الترمذي برقم 2459 )) * هذه ليست نصوص دينية ألهية !! ، بل هي نصوص جنسية لا يمكن ان تقبلها عامة عقلية جمهور المسلمين من العقلانيين خاصة في الوقت الحالي ، وأنما قبلت في حينها ، قبل 14 قرنا وفق زمان ومكان ومجتمع بدوي قبلي جاهل أمي !! .
القراءة :
أولا – أن الأسلام ماضوي عقيدة وفكرا ونهجا ، لذا أرى أن ما يتم تداوله من نصوص / كالتي وردت أنفا ، أن يحجر عليها لأنها وردت وفق سياق تأريخي موصوف ومحدد مكانا وزمانا ومجتمعا ! مضى عليه كثر من 14 قرنا ، ولا يمكن لهكذا نصوص أن تقبل في الصحوة العقلية التي يمر بها الموروث الأسلامي ! من قبل بعض المفكرين ! .
ثانيا – لم الله كهكذا شريعة خص بها الدين الأسلامي دون غيره ، في مواضيع بهكذا تفاصيل حميمية للعلاقات الجنسية ! ، كما وردت بهذا الكم من المفاهيم والمفردات الحميمية في النصوص الواردة في الموروث الأسلامي ، وهل الله كذات مقدسة يدخل في هكذا حيثيات !! .
ثالثا – ولم رسول الأسلام ، تحديدا وبهذا الموضوع بالأخص ، ينفرد عن باقي الأنبياء والرسل ! ، بأنه يتكلم مثلا عن القدرة الجنسية للرجل في الجنة ! ” يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ / رواه التلمذي ” ، وهل للرسول معلومات عن الجنة أو سجل خاص يتعلق بقوة الرجال الجنسية !! .
رابعا – يقال أن الأسلام حدد كشريعة عدد الزوجات ! ، وأني لأرى أن الشريعة الأسلامية ، نهجت عكس ما ذكر ، لأنها فتحت الباب على مصراعيه في هذا الصدد بقوله ( .. فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ ” مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا ” .. / 3 سورة النساء ) ، وهذا الأمر جعل من الخلفاء / مثلا ، يمتلكون النساء والجواري دون أي تحديد للعدد ! ، ( وكان للخليفة هارون الرشيد أربعة آلاف جارية من أجمل النساء ، ومع ذلك كانت تصبو نفسه لما ليس في يده أو لما يحرمه عليه الشرع .. / نقل من موقع أهل القرأن ) ، والجواري هن بحكم الزوجات ( وأن الخليفة المهدي عرضوا عليه الخيزران كجارية .. وأصبحت زوجته فيما بعد ، وولدت له الهادي والرشيد ) ، وهنا يتضح أن الشريعة الأسلامية منحت الرجل حقا شرعيا غير محدد بسقف عددي للنساء ، وأمتلاك الخلفاء للجواري أكبر دليل على هذا والأختلاف فقط بالتسمية ( جارية بزوجة ) . ونفس الأمر يحدث في السعودية ، فالملك الراحل سعود بن عبد العزيز ( 1902 – 1969 ) ، على سبيل المثال وليس الحصر ، كان له أكثر من 102 أبن وابنة من زوجاته ومن ما أمتلك من عشرات الجواري !! .
خامسا – هل الشريعة الأسلامية وما تضمنته من نصوص وروايات ، كانت مستخدمة من أجل غايات معينة ! ، خاصة أهداف مسخرة من أجل فتح دول / عن طريق الجهاد ، وجذب الأخرين لهذا الدين ، من خلال أغرائهم بمفاهيم تعدد الزوجات والجواري والسبي وحور العين !! ، أضافة للغنائم هذه مجرد تساؤلات .
خاتمة :
في هذا المقام أرى أن الشريعة / وكما ذكر في التعريف المشار أليه في أعلاه ، هي مجموعة من الأحكام والسنن والضوابط والقواعد التي تحكم الحياة العامة للأفراد .. ، ولكن الأشكال هي فيما ذكر من مفردات / تعدد الزوجات .. ، المفروض كونها أحكاما ألهية / وفق المعتقد الأسلامي ، من ” نصوص قرأنية وأحاديث وسنن نبوية ” – والرسول لا ينطق ألا بوحي ! ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ / سورة النساء ) ، فهل من المنطق أن الله يدعو الى تعدد الزوجات – مثنى وثلاث ورباع ! ، وهل من المنطق أيضا ، أن الله يدعوا عباده / المؤمنين ، الى أمتلاك الجواري – ما ملكت أيمانكم ، وهل هذه الأحكام تدلل في تطبيقها على قيم أخلاقية وأنسانية ! فأذا كان الجواب ! نعم ! ، فكيف لله الذي هو مصدرا للحق وللعدالة والمساوات أن يرتبط ذاته بهكذا أحكام ، وأذا الجواب كلا ! ، فكيف للذات الألهية أن تدعوا أليها ! ، هذا مجرد تساؤلات !! .