بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
سـبع سنين مرّت عـلى ﭘـطـركـيّـة فـضيلة لـويس الفائـق الإحـتـرام وقـبلها عـشر سـنـوات مطراناً وتسع وعـشرون سنة كاهـناً ( 46 سنة رجـل الله بالمفـهـوم الشعـبي ) له حـقـوق يستحـقـها وإلـتـزامات تـوجـب عـليه متابعـتها ومسؤوليات ــ شاء أم أبى ــ يتحـمّـلها ليخـدم شعـب الله وفـق تـصريحه مع تـوصيات يسوع المسيح ربه ، وعـنـد حـساب محـصلة خـدمته ستـظهـر نـتيجـته التي سـتـقـيّم صلاحـيته كـقـدوة للشعـب المؤمن أم لا يـصلح لمنـصبه .
ورغـم تـصريحه التمثيلي بتـصنــّع لـلمذيع ــ ولسن SBS ــ عـن إمكانية تسنـمه كـرسي الـبـطـركـية حـين قال ( لا لا … آنا لـيـبي … أنا مريـض ) ! إلاّ أنّ الظروف ساعـدته وتـلهـّـف له ، ومن فـرحـته بحـصوله عـلـيه والمطارنة واقـفـون ، شكـر وبالإسم المطران إبراهـيم إبراهـيم الـمسانـد له في تلك الأيام قائلاً : (( لـن أنسى فـضله )) لكـنه نسيَ ما نسيَ من وعـوده المخادعة ! . وبعـد أن صار بطـركاً لم يظهـر أمام الشعـب كمحافـظ عـلى العـقـيـدة والـتـراث الكـنسي ــ وبـبـراهـين ــ ولا كـقـدوة متـوقعة مثـلما يـريـد المسيح ( قـولاً وفعـلاً وتـفـكـيرا وإيماناً ) ، وعـليه آسـف أن أقـول : إنه لا يستحـق منـصبه بل الأفـضل أن يعـتـكـف في ديـر أو يتـصرّف وفـق تـوصيته لـلكاهـن الكـلـداني أيـوب / كـنـدا ، لـيـصبح عـلمانياً حـيـث ( سعادته ) !.
****************
قـرأتُ رسالـته بمناسبة إقـتـراب عـيـد الفـصح 2020 المنـشورة بتأريخ 5 نـيسان 2020 بعـنـوان :
الـفـصح وكـورونا ، الحاجة إلى الـنـقـد الذاتي والتغـيـير https://saint-adday.com/?p=37159
وأقـول : ينـتعش الـبـطـرك أن نـقـرأ له ، ولكـنه بالتأكـيـد يُسعـده أكـثر حـين نكـتـب عـنه ، لماذا ؟….. (1) لكي يـبقى إسمه متلألـئاً في وسائل الإعلام فـيَسـدّ بعـضاً من معاناته الـنـفـسية وشعـوره بالـنـقـص . (2) كـتاباتـنا وإنـتـقاداتـنا له ، دليل عـلى تأدية واجـبه الهـدّام المكـلـف به .
أقـتـطـف هـنا بعـضاً مما جاء في رسالته عـن نـقـد الـذات والأمل :
أولاً : (( يتـزايد عـددُ الأشخاص الذين يفـقـدون وظائـفهم ومَصدر رزقهم بشكلٍ يوميٍّ )) .
يا عـمي ، طالما تعـتـرف بضيق رزق الأشخاص ، فـكـيـف تـطالـبـونهم بالـتـبرّعات في هكـذا ظروف صعـبة ؟ إنّ مِن بنـود النـظام الكـنيسة المالي ، أن يعـرف أبناؤها ( وارداتها ، نـفـقاتها ، مع تـفاصيلها ) فـرجـل الـدين أرفع من أن ينـشغـل فـيها . وإذا سألـتَ : مِن أين لك هـكـذا معـلـومة ؟
الجـواب : قـبل تأسيس مطرانية أستراليا لـلكـلـدان 2005 ! عَـلِـم الكاردينال رئيس الأساقـفة الكاثـوليك في سـدني أن أبناء الكـنيسة الكـلـدانية ليس لـديهم أي عِـلم عـن مالـيّـتها ! فأوعـز في وقـتها إلى كاهـن الكـنيسة أن يـدرج في الـنـشرة الكـنسية الأسبوعـية تـفاصيل عـن ماليتها ، مما إضطـر أخـونا إلى نـشر ثلاثة أرقام منـتـوفة الريش لا غـيـر : ( الواردات ــ الـنـفـقات = الصافي ) والتي لا تُـشـبع طموح الإنسان الساذج فـكـيـف بأبناء الله الـذين هم أبناء الكـنيسة الـواعـين !. وهـنا أذكــّـرك بأني قـبل مـدة إقـتـرحـتُ في أحـد مقالاتي أن تـوجّه أبرشـياتـك الكـلـدانية إلى نـشر رقـم حسابها المصرفي عـلى لـوحة إعلاناتها ، فـقـد يـرغـب أحـدهم بالتـبرع مباشرة ورسميا لِما في ذلك مِن فائـدة جـزئية للمتـبرّع ، فـكانت آذان جـميع القادة صماء لأسباب تعـرفـونها ونعـرفها ! ولكـن الـيـوم نـظـراً لعـدم وجـود روّاد الكـنيسة فلا صينية ولا تـبسية ولا الحاويات الصغـيرة ! نـراهم هم الـذين ينـشرون إعلانات تـطـلـب الـتـبرعات إلى الحـساب المصرفي للكـنيسة مباشرة …. إذن ، أنـتم لا تسمعـون المقـتـرحات الـبناءة من أبناء الكـنيسة ، وتـريـدونها أن تـصدر عـنكم أليس عـجـيـب أمركم . فـما رأيك يا حـضرة بطـركـنا الجـلـيل ؟ .
ثانياً : (( عـلى كل شخـص أن يحـلل ــ ينـتـقـد ــ سلوكه الخاص . فأخلاقـنا تراجعـت ))
ما أروع يكـون نـقـد الـذات حـين يـصفي أخلاقها من الشوائـب ، إنه يشبه هـبـوب الرياح الـذي يفـرز الـقـش المحـيط بحـبة الحـنـطة في الـبـيـدر ! ولكـن كـيـف ستعـرف حـضرتك أني إنـتـقـدتُ سـلـوكي بـدون نـتـيجة ؟ وبالمقابل كـيـف سأعـرف أنـك إنـتـقـدتَ سـلـوكك بـدون ظهـور نـتائجـك ؟ وهـنا إسمح لي بأن أعـيـد كلاماً قـلـتُـه سابقاً وهـو أنّ المتـفـرج خـير كاشـف لأخـطاء اللاعـب في الساحة .
والآن نسأل : حـضرتـك تـتـكـلم بصيغة الجـملة في قـولك : أخلاقـنا ، هـل يمكـنـك أن تـوضح كـيـف تـراجعـت أخلاقـك ؟ وهـل وضعـت خـطة لـنـفـسك لإستعادتها ، كي أرافـقـك في مسيرتـك ؟ .
لـقـد كـتـبتُ في أحـد الحـوارات : لـو شاء الـقـدر أن يعـترف البطريرك لويس ساكـو يوماً بخـطئه ( في أي حـقـل كان من تـصريحاتهِ أو كـتاباتهِ ) فإن 90% من الإنـتـقادات الموجهة نحـوه ستـنـتـفي الحاجة إليها إحـتـراماً لـتـواضعهِ ، بل ستـتحـوّل إلى دعـم وإسناد لهُ .
ثالثاً : (( لـقـد أقـصينا الله عـن عالمنا أو إستخـدمناه غـطاءاً لـتصرفاتـنا السيئة ))
إن القائـد والرئيس في جـميع الحـقـول ، أكـثر مسؤولية من المرؤوسين ، وزيغانه يعـرّضه إلى مساءلة أكـثر منهم وبالتالي يكـون الحساب أشـده معه …. ألا تـرى أنـك ( بحُـكم بطركـيتـك ) تستخـدم الله غـطاءاً لتـصرفاتك السلـبـية ؟ إبتـداءاً من قـصة تسنّـمك منـصبك ، وإدّعائك شعارات غـيرك مُـلكاً لك ، ونسفـك التـراث اللـيتـورجي الأصيل لكـنيستـنا الكـلـدانية بحجة التجـديـد ، وإعـتـقادك الهـدّام لأساس المسيحـية ( بتـولية مريم أم الله ) وأنت تـتخـفى بالكاثـولـيكـية ، وإبعاد كـل مَن لا يسايـر أهـواءك الشخـصية أسقـفاً كان أم كاهـناً ، وإعـطاؤك لله ما لـقـيصر ثم لـقـيصر ما لله …….. أتـريـد المـزيـد ؟ .
رابعاً : (( فالفـصح ودرسُ كـورونا ، دعـوة للإهـتـداء الكامل إلى الله وإلى مبادىء إيمانـنا وإلى الروحانية والأخلاق الحـميدة ))
يا ألله …. ألله وإيـدك … هـذا ما نـتـمناه فـيـك … يا ألله وينـك … نـريـد نـشوف فـيك ــ عـملـياً ــ إهـتـداءك الكامل إلى الله وإلى أخلاقـك الحـميـدة … وأهم شيء إيمانـك وروحانيتـك … وهـنا حان الـوقـت لـنـؤكـد لك أن الجـسد المادي هـو جـسـدنا الـذي نـتحـسّسه منـذ ولادتـنا وفهـمناه ، ولكـنـنا نسألك :
هـل تـوضح لـنا ( أنت أو أي لاهـوتي كلـداني ) ما هـو الجـسـد الروحي الـذي سـيُـقـيمنا به الله في يوم الـقـيامة ، والـذي أنت كـلــّـفـت الـقـس قـيس ممتاز فـذكـرَه في مقاله جـواباً عـلى سؤال وُجّه إلـيه ؟ .
خامساً : (( القادة السياسيون ، عـليهم ألّا يفـقـدوا إنسانيتهم … إنها فـرصة لمراجعة سـتراتيجـيتهم السياسية وتـصحـيحها ))
إن هـذا هـو من غـرائب ما قـرأناه منـك ! ما شأنـك بالقادة السياسيّـيـن يا أخي ؟ … تـصحـيح وستـراتيجـية ومراجعة وفـرصة ! هـل أنت وصيٌّ عـليهم ؟…. ألم تـقـرأ كلام الرب يسوع في الإنجـيل عـن الـقـذى والخـشبة والعـيـون ؟ ألم تـقـرأ مقالي الـذي نـبّـهـتـكَ فـيه قائلاً : يُـفـتـرض أن تـؤمن بما تـصرّح به ، وتـطـبّـقه عـلى نـفـسك أولاً ، ثم تـوصي الآخـرين الإلـتـزام به ؟ .
سادساً : (( تـزامنُ عـيد الفصح ــ القـيامة مع كارثة كـورونا ، ينير بصائرنا ، فـنـنهـض من كـبوَتـنا بقـوة وإصرار لتحـمُّل مسؤولياتـنا كاملة ، حـتى لا نـتراجع أمام إنسانيتـنا وعالمنا .
نـقـول : رغـم عـدم وجـود علاقة بـيـن ــ الخالة كـورونا ــ وفـصحـنا … ولكـن ، حـلـوٌ أن تخـتـم رسالـتك بهـكـذا إرشاد ينـير بصرنا وأنت أوّلـنا لأنـك قـدوة ! فـنـنهـض من كـبـوَتـنا وأنت أوّلـنا لأنـك قـدوة ، ونـتحـمّل مسؤولـيتـنا وأنت أوّلـنا لأنك قـدوة ، ولا نـتراجع أمام إنسانيتـنا وعالمِنا وأنت أوّلـنا لأنك قـدوة .
وأخـيرا … هـل سـنـرى لـويس ساكـو ينـقـلـب عـلى ذاته السلـبـية ، لـنـرى فـيه إنـساناً جـديـدا في فـصحـنا الجـديـد ؟ والله وراء كـل قـصـد مـفـيـد .
*****************
ملاحـظة : أصدرت وزارة الداخـلية العـراقـية تعـليمات بإطلاق سراح جميع الموقـوفـين عـلى ذمة التحـقـيق في كافة المحافـظات تـفاديا لـتـضررهم من فايروس ” كـورونا ” 18 آذار 2020
https://kaldaya.me/2017/04/12/5990
هـذا المقال قـبـل سـنـتـيـن
و الـبـطرك لـويس رغـم مناداته بالمبادىء المسيحـية …
فإنه يضم بـين أضلاع صدره ، حـقـداً أسـوداً ولم يتـغـيّـر
فـهـل سوف يعـتــذر غـبطة البطريرك ساكـو عـن تصريحاته ؟
في عـيد القـيامة ؟