اصبح من الطبيعي ان نشهد كل عشرين عاماً تقريباً ظهور قاتل يحصد أرواح البشر وبدأت تنظيماتنا الاجتماعية ونركز اليوم على التنظيم الديني ( المؤسسات الدينية ) بجميع اشكالها والوانها مللها ونحلها ، تعزو هذا القاتل إلى انه ( غضب الله على تجاهله من قبل البشر والأشراك به ) وان هذه هي وسيلة الله للخلاص من الجاحدين المتمردين … فأخذت هذه المؤسسات دورها في إيجاد الحلول للتخلّص من هذا القاتل الرهيب برمي الكرة في ساحة الشعب على انه السبب في غضب الله ونسوا او تناسوا دورهم الذي من اجله هم موجودين وهو ( تعليم الشعب وتوعيته على مخاطر الانشغال عن دوره في عبادة آلهته وهذا يدخل من باب الخدمة وليس السلطة ) نسى هؤلاء دورهم وانشغلوا هم في عبادة إله هذا العالم وادواته ( الشهوات من مال وجنس وكراسي سلطة ) وكما في كل مرّة يتحمل الشعب وزر ( الحادهم وجحودهم ) اليوم يعود هؤلاء لاستغلال مشهد القتل بدعوة الشعب للصلاة والصوم والعودة إلى بناء علاقة صحيحة مع آلهتهم ونسوا انهم افهموا الشعب بأنهم ( الوسيط بينهم وبين الإله ) وان الشعب ينتمي إلى حضيرة ( الخرفان ) بالمناسبة ( فنظرية الخرفان ليست فقط في المؤسسات المسيحية انما في جميع المؤسسات الدينية ) ولولا هم فلا احد ينال حظوة عند الإله … ومن هنا نقول … اين انتم اليوم اثبتوا لنا انكم ممثلو الإله وصلوا له ليرفع هذه الغمّة عن الشعب وكما ذكرها القرآن على لسان اليهود يخاطبون فيها النبي موسى ( اذهب انت وربك فقاتلا ونحن ها هنا قاعدون ) وهذه القاعدون تعني ( اذهبوا وقاتلوا ونحن لنا الصافي اثبت لنا ان إلهك قوي وقادر ” وهنا تأتي مرحلة التجربة ” )… وإلاّ فأنتم كما وصفكم رب المجد يسوع المسيح ( يا قليلي الإيمان … ) طبعاً هذا يشمل جميع التنظيمات الدينية ولا يخص واحدة منها لأن يسوع المسيح قد جاء من اجل الإنسان وليس من اجل تنظيم ولا من اجل مؤسسة فلا تفرحوا بما انتم عليه الآن …
هنا جاء زمن الحقيقة ليكشف ( فايروس لا حياة فيه ولا روح لا عيون لا اقدام لا اذنين وايدي ).. والسؤال الكبير جداً والمهم : من سيوقف هذا القاتل الجميل الرائع انتم ام آخرين … ؟ والجواب بسيط جداً … اما انتم فلا تقدرون … لأن لنا معكم من خلال التاريخ تجارب ودروس ولنذكّركم بالطاعون الذي اجتاح اوربا في القرون الماضية وقفتم امامه حائرين مخذولين لا صلواتكم ولا ابتهالاتكم استطاعت ان توقف مسيرته لقد حصد منكم كما حصد من الشعب كثيرين والرسالة كانت انتم بدون الشعب لا شيء فالشعب هو مصدر كل شيء ولذلك انتم تعرفون هذه الحقيقة لكنكم تتجاهلونها دائماً … لماذا تطلبون من الشعب ان يصلي للخلاص … ؟ لأنكم تعرفون ان الله يستجيب للشعب المؤمن حتى وان كان ايمانه ساذجاً بدائياً وان فعل الله الخلاص تنسبون ذلك لكم لتحولوه إلى انتصار لمؤسساتكم لتحكموا قبضتكم على رقاب الشعب … هل تساءلتم وقتها من باب الإيمان لماذا يكون هذا ونحن وكلاء الله على الأرض والجواب هنا يأخذ شقين … اما انكم أدعيتم الوكالة لتحصلوا على قداسة غير مستحقة لتميّزوا وتفرزوا أنفسكم عن الشعب … او انكم لم تفهموا مقاصد الله في الانتماء له … اين انتم من التلميذ النجيب بولس رسول الأمم مؤسس التنظيمات الكنسية … اين انتم من توصياته ( الكاهن ينتخب من الشعب وان وجدوا علّة فيه ” انحيازه لشهواته ” يعزلوه ويأتوا بآخر وان يكون زوجاً لامرأة واحدة لكي يعرف قيمة العائلة ويقدس شركة الزواج ولا يسقط في تجارب الشيطان في الشهوات الجنسية ) اين انتم من ( انا الرب إلهك لا يكن لك آلهة سواي ) فأشركتم مع إلهكم آلهة اخرى ( شهواتكم ). الآن استوجب عليكم إعادة النظر فيما انتم عليه وتعودوا إلى ما دعاكم له الرسول بولس باسم المسيح ان تكونوا خدماً لا اسياد وان تكونوا جزءً من الشعب لا سلطات عليه فالشعب ( الإنسان ) هو قصد الله وهدفه وان كان لكم ان تكونوا من التنظيمات المجتمعية فكونوا ( خدميين ) كما هم ( الأطباء والمهندسون والعلماء والعمال … الخ ).
والآن نعود فنقول من سيوقف كورونا … سيوقفه من اخترعوه ، صنعوه ، خلقوه … ستوقفه المختبرات التي خرج منها لغاية تخدم ( التنظيم المجتمعي الآخر الذي هو التنظيم السياسي ) لغايات لا نجهلها … وهنا جاء الوقت لنصلي للرب إلهنا ان يعطي لأبنائه وأنبيائه من العلماء ان يستعجلوا لطرح الدواء لكي لا يسقط الكثير الآخر ( ولو ان مقاصد الشركات الاحتكارية الشريرة التي تقود العالم اليوم والتي تسيطر على مقدرات العالم هي في ان تحارب بعضها بعضاً من اجل ان تكون هي الأولى ومن اجل خلق توازن بيئي في ان تضع حلول للحد من تكاثر البشر المخرّب للبيئة كون الإنسان كائن مستهلك لا فائدة منه ). وهنا تظهر خطورة الشيطنة وليس الشيطان .
أخيراً نعود لنذكّر ان موضوعنا هو ان كورونا الجميل ينشط ذاكرة الإيمان… ونؤكد ان ذاكرة الإيمان التي تحتاج لتنشيط هي الذاكرة الغير منشّطة الذاكرة التي اغرتها عبادة إله هذا العالم واستخدمت أدواته ( الشهوات من مال وجنس وكراسي سلطة ) الذاكرة التي ارتكزت على سلطاتها من خلال الغرور والكبرياء الذي أذلّته ( فايروسة لا ترى بالعين المجردة فانظروا هشاشة هؤلاء ) وركزنا على الذين يفترض انهم قادة الإيمان فوخزناهم ليعلموا ان (( الإيمان هو فعل شخصي بين الإنسان وربه وان ركيزة الإيمان في ان يقترن قول الإنسان بأعماله )) ولنعود فنقرأ رسائل الرسول بولس في هذا الخصوص …
لقد وخزنا ضمير من رقّد ضميره من اجل مصالحه ومن اجل ان يرضي كبريائه وغروره ورسالتنا هي … ان لم تصحّيكم كورونا وتعيد لكم ذاكرة الإيمان فسوف لن تصحوا ابداً من شرككم بإلهكم والحادكم به وإيمانكم بأنكم آلهة لذلك فسقوطكم سيكون سريعاً كما سقط الذين من قبلكم وبمشيئة الرب السماوي وليس مشيئتكم …
أخيراً نقول ان هذا الموضوع خص المرضى في إيمانهم وليس الأصحاء … يقول رب المجد ( الأصحاء لا يحتاجون لطبيب انما المرضى ) و ( انا ما جئت للأصحاء انما للمرضى …. فهل هناك امل في شفائكم وان كان بواسطة فيروس جميل مثل كورونا ) ولهذا نقول للأصحاء كما وصفهم الرب ( انتم ملح الأرض ) فأحذروا من ان تفسدوا لأن عقوبة الفساد هي ان يكب الفاسدون في الطرقات لتدوسهم الأقدام… أهناك أسوأ من هذا المصير أقدام تدوسهم على الأرض والذي تدوسه الأقدام لم ولن تفتح له أبواب السماوات … الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم ..
اخوكم الخادم حسام سامي
21 / 3 / 2020
أفـكار نـيّـرة تـزيل الغـشاوة عـن عـيـون الـبـعـض
عاشت إيـدك أخي حـسام
اخي العزيز ابو مارتن
شكراً لتواصلكم معنا
الرب يبارك حياتكم وخدمتكم واهل بيتكم
تحياتعي