قـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
نـشر الشماس الإنجـيلي قـيس ميخا سـيـﭘـي / سان هـوزيه مقالاً بعـنـوان ( قَـيِّـموهم وأكـرِموهم اليوم وهم أحـياء يُـرزقـون ــ الفـنان داني أسمرو أحـدهم ) والمنـشـور عـلى الرابـط
و إرتأيتُ أن أكـتب هـذا الـتعـقـيـب المستـقـل
جاء في ردّي عـلى المقال : نحـن الشرقـيـون نـرفـض فـكـرة أو مقـتـرح ( تخـلـيـد الأحـياء ) عـن طريق نـصب تمثال لهم أمام أعـينهم قـبل إنـتـقالهم إلى الحـياة الأبـدية ، ولا أدري ما الخـلل في إقـتـراح قـيس ؟ وهـل أن تحـليلي لأفكارنا الشرقـية واقع أم لا ؟
إن مسألة رفـضنا نابعة من أعـماقـنا الـثـقافـية الموروثة عـن أجـدادنا ولا ذنب لـنا فـيها ، لأنها متـرسخة عـنـدنا عـن أجـيال قـبلـنا ، فـليس من السهـولة حـكــّها من أذهانـنا
تمتلىء متاحـف العالم ( الغـربي خاصة ) بتمائيل لشخـصيات ذات شهـرة عالمية تـركـوا بصماتهم عـلى سطح الكـرة الأرضية ، معـروفـين لـدى شعـوبهم ولا يزال بعـضهم أحـياءً ليسوا بحاجة إلى إعلاء شأنهم بوسائل دعائية ! لأن أسماءهم تغـطي وسائل الإعلام الـدولية ، أليس واضحاً أنّ التخـلـيـدَ شـرف إضافي معـروف مع الشـرف العام المألـوف ؟ ونـتساءل : هـل مِن ضرر في ذلك ؟
لماذا لا نعـتـبره محـفـزاً ، مشجعاً (( لآخـرين مبـدعـين لم يـبـرزوا عـلى الساحة لسبب أو لآخـر )) … قـد تـثيرهم قـدحة تعـطي وميضاً فـتـحـفـزهم ، أو إشارة ضوئـية تـعالج حَـيرتهم ، أو لمسة تحـرّك خـمولهم ، أو قـوة دافـعة تـطـلِـق موهـبتهم المكـبـوتة إلى العـلـن لتعـمل في مجالات عـديـدة من الحـياة
هـل أن تـكـريم المـبـدع يُـخـجـلٌ صاحـبه اللبـيـب ؟ أم أنّ الإفـتخار بكـفاءة الـذات معـيـبٌ ؟
…………………………
مَن منا ( ونحـن أجانب ) ومعـنا ( أهـل الـبـلـد : أميركـيـيـن ، فـرنسـيـيـن ، ألمان ، روس ) لا يعـرف قادة العالم المشهـورين : أوباما ، ساركـوزي ، ميركـل ، بـوتـين ؟ إنهم أحـياء يُـرزقـون ليسوا بحاجة إلـيـنا ولا ينـتـظرونـنا لـنـقـول لهم ( بـراﭬــو ، عـفـرم ، منـوّرين ، بارك ألله بكم ) ؟ كما لا تـنـقـصهم الشهـرة كي يأمروا بوضع نسخ من تمائيلهم في المتاحـف ؟ ومع ذلك خـلــّـدوهم مقـدماً وهم أحـياء
أتريـدون التأكـد من كلامي ؟ إفـتحـوا هـذا الرابـط الإلكـتـروني ، ستـرون ثـقافة الغـرب بهـذا الشأن
http://www.frenchpedia.com/Grevin_museum.html
ومثال آخـر أوردُه لـتـذكـيـركم ، مع الإعـتـذار لجـميعـكم و بعـيـداً عـنكم أنـتم مكـرّمون
التمثال الـبـرونـزي 1934 ( لـلكـلب ” هاتـشـيكـو ” ) إستـبـدِل بالحـجـري 1948 ، الذي إنـتـظـر صاحـبه 10 سنوات أمام محـطة الـقـطار / طـوكـيـو ، تخـلـيـداً لـوفائه لصاحـبه
الكلب “هاتشيكو”.. رمز الوفاء الذي انتظر صاحبه 10 سنوات أمام محطة القطار
إذن ، إسمحـوا أن أقـول
أن فـكـرة تخـلـيـد الـفـنان داني أسمرو لا تعـني أنه محـتاج إلى الشهـرة ! ولا تـدفعه إلى التـوقـف عـن إبـداعاته إطلاقاً ، بل بالعـكس ستعـطيه قـوة دافعة لا تـوقـفه العـواصف ولا نكـبات الحـياة ، فهـل نبخـل عـليه ؟ . لـقـد خـلـّـدْنا المرحـوم تـوما تـوماس ــ بعـد وفاته ــ فـلـو كانت الظروف مؤاتية قـبل تلك الأيام كم كان شيئاً جـميلاً لـو خُـلــّـدَ وهـو حـي يُـرزَق ؟ وهـل في ذلك عـيـب أو ضرر ؟
أرجع وأقـول : إنها ثـقافـتـنا الشرقـية الضيقة ، إنها نـفـسيتـنا لا تـتحـمّـل رؤية غـيـرنا مكـرّماً بتمثال يُجـسـد شهـرته البارزة عـلى الملأ وهـو حيٌ يُـرزق واقـفٌ بجانبنا
ولا يسعـني إلاّ أن أقـول : (( رحم الله إمرىءٍ قال خـيراً فـغـنـم ، أو سـكــت فـسـلم ))