يوسف جريس شحادة
كفرياسيف
www.almohales.org
“وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِي الرُّسُلِ يُعْطَى الرُّوحُ الْقُدُسُ قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ قَائِلًا: «أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هذَا السُّلْطَانَ، حَتَّى أَيُّ مَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقْبَلُ الرُّوحَ الْقُدُسَ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ، لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ مَوْهِبَةَ اللـهِ بِدَرَاهِمَ”!
هذا النص من أعمال الرسل، للخزي والعار كثيرة هي الخوارنة هكذا وأساقفة للعار أيضا، طبعا لا تعميم ليكون الأمر بكل وضوح ولا لمكان وزمان، ومن يفهم انه هو وينطبق الحال عليه فمشكلته
كأن الكهنوت بمثابة “مكتب عمل” أو “مكتب شغل” أو ” مكتب لتامين العمل” وهلم جرا، هناك بعض الكهنة ما هي الا “لإقامة الخدمة” او “خوري خدمة الاحد وقبض التسعيرة”، فقط لا غير لا افتقاد مريض ولا زيارة بيوت ولا تعليم تنشئة مسيحية ولا دعم عائلات ولا تثقيف ديني بل استبداد واستسياد واستغلال الثوب لان الثوب يمنحهم الاحترام ويشرفهم وهم ليسوا بشرف للثوب او للسر، اغلبيتهم دنّسوا السر واكبر مثال على ذلك سر الاعتراف، هل خوري يستطيع ان يجيب كم نسبة المتقدمين لسر الاعتراف برعيته؟ اليست هناك خوارنة طلبت قبل الفصح من خوارنة اخرى لتقوم بالسر لانها على دراية بفسادها؟ والفاسد اكثر كل خوري يدافع عن خوري فاسد مثله هو يكون
ونضرب امثالا اخرى ، في قرية لا يوجد فيها اي معمداني او انجيلي او من شهود يهوة ونشر في وسائل الإعلام عن بناء “بيت” للخدمة لشهود يهوة؟ واغلب الناس من الروم الاورثوذكس والروم الكاثوليك” السؤال لماذا هجروا كنيستهم الأم؟ هل الخوري يقوم بإعادة الخراف الضالة؟ أم همّه جمع المال وسرقة أموال من هذه الحضانة أو الروضة التابعة للكنيسة؟ وجمع ثلة جاهلة من حوله ليسرق كما يشاء؟ كيف لخوري في قريته يتم اجتماع لأكثر من مائة إنجيلي ويسعون لإقامة مبنى خاص بهم؟ والخوري المغوار منشغل بتنظيم رحل ويتفلسف ويتشدّق : “رحلة دينية بدون خوري خطيرة”؟ يسافر لأشهر والناس بيد الـله وشهوده
هذه المادة أدناه من كتاب يعقوب مالطي تفسير الآباء، مع ان الشرح لا ينطبق على حال اغلبية الخوارنة اليوم
ولما رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يُعطى الروح القدس، قدّم لهما دراهم
ظن سيمون أنه قادر أن ينال سلطان الرسل في صنع الآيات والعجائب بدفع دراهم للرسل، ولم يدرك أن الرسل أنفسهم تمتعوا بها كنعمةٍ مجانيةٍ، مُقدمة لهم من الـله نفسه؛ وأن هؤلاء الرسل قد باعوا كل ما لهم ليتبعوا المصلوب. فما أراد أن يقدمه لهم سيمون ليس له موضع في قلوبهم ولا في فكرهم
مع أن سيمون قد قبل الإيمان المسيحي، لكن قلبه كان لا يزال أسيرًا لعمل أمور فائقة خلال السحر، ولعله ظن في السلطان الرسولي أنه نوع من السحر، ولكن بطبيعة أخرى غير التي مارسه قبل الإيمان
إنه مثل بلعام، قدم مالًا ليقتنى الموهبة، فكانت غايته نوال مكاسب مادية وراء هذا العمل
أخيرًا فإن تصرف سيمون يكشف عما في قلبه من كبرياء واعتداد بالذات
أحب سيمون الساحر سلطان المسيحيين أكثر من البرّ القديس أغسطينوس “قائلًا: أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان، حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس
يرى القديس ايريناؤس أن سيمون الساحر ظن أن ما يمارسه الرسل من عجائب هو عن معرفة أعظم للسحر وليس بقوة الـله، لذلك أراد اقتناء هذه الموهبة بدراهمٍ، لكشف السرّ له. لقد أظهر رغبته في التعرف على أسرار أعظم للسحر عوض إيمانه بالـله وتوبته
لا يقدر أن يرجو ملكوت السماوات من يفسد السماء بإصبعه وعصاته السحرية (أي باستخدامه النجوم في السحر). العلامة ترتليان
إذ تقبلت الكنيسة العطايا مجانًا من الله تخدم الآخرين مجانًا القديس إيريناؤس
لم يقل: “أعطياني أنا أيضًا شركة الروح القدس” بل قال: “هذا السلطان”… لقد قدم مالًا لمن ليس لهم مقتنيات، مع أنه رأى الناس يقدمون ثمن الأشياء المُباعة ويضعونها عند أرجل الرسل. القديس كيرلس الأورشليمي
عندما رأى سيمون ذلك ظن أن هذه القوّة هي من البشر، فأراد أن تكون له هو أيضًا. ما ظنّه أنه من البشر، أراد أن يشتريه من بشر القديس أغسطينوس
“فقال له بطرس: لتكن فضتك معك للَّهلاك، لأنك ظننت أن تقتني موهبة اللـَّه بدراهم
كشف له القديس بطرس عن جريمته، وهي اعتقاده أنه قادر أن يقتني المواهب الإلهية التي لا تُقدر بثمن بدفع دراهمٍ
يؤمن القديس بطرس أن محبة المال مدمرة للنفس، فإن كان قلب سيمون مرتبطًا بهذه الرذيلة إنما يهلك مع ما لديه من فضة، التي حتمًا تزول وتتبدد، بل والأرض كلها تزول. لقد ربط نفسه بما هو زائل فينحدر مع ما ارتبط به
ظن سيمون أنه قادر أن يشتري من الـله إحساناته الإلهية وعطاياه السماوية بالمال؛ وهو بهذا يهين الـله الكلي الحنو
“ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر،” ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر، لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام اللـَّه”. “نصيب”: تستخدم في توزيع الميراث حيث ينال كل شخص نصيبه منه. فإذ كان قلب سيمون غير مستقيمٍ لم يعد يُحسب ابنا لـله القدوس، وبالتالي ليس من حقه أي نصيب في الميراث. وكأن ما يشغل ذهن المسيحي ليس نواله النصيب من الميراث، مهما بلغت قيمته، وإنما التمتع بالبنوة لـله، والثبات فيها، عندئذ ما يناله من مواهب في هذا العالم، أو من ميراث في الحياة الأبدية، هو ثمر طبيعي للبنوة الفائقة
“قرعة”: كانت تستخدم حين تتحقق نصرة جيشٍ ما، فيجمع الغنائم وتُستخدم القرعة في توزيعهما. ليس من حق سيمون أن يتمتع بالقرعة، لأنه عزل نفسه عن جيش الـله، ولم يعد بالجندي الصالح الذي يهدم حصون إبليس ويسحقه بالنعمة تحت قدميه، فأي قرعة تعمل لحسابه؟
أخيرًا، فإن علاج الموقف ليس مجرد التراجع عن طلب الموهبة بدراهمٍ، بل التحول من الاعوجاج أو عدم استقامة قلبه إلى الاستقامة والقداسة والإخلاص في محبته لـله
لقد آمن سيمون واعتمد، لكنه أصر على الاعوجاج وعدم التمتع بالحياة الجديدة التي في المسيح يسوع. فالـله يراه حسبما يكون قلبه عليه، لأنه فاحص القلوب والكلى
تُنسب السيمونية لسيمون الساحر الذي ظن أنه قادر أن يقتني مواهب الروح القدس بدراهمٍ، إما لمكسبٍ مادي أو لنوال كرامةٍ زمنيةٍ. تناقض السيمونية عمل الروح، لأن مواهب الروح تقدم لمن باعوا العالم وصلبوا الذات مع الشهوات من أجل المجد السماوي. فمن كان نصيبه السماء لا ينتظر مكاسب مادية أو مجدًا زمنيًا
جاء في إبيفان
Epiphan
قال سيمون عن نفسه أنه الابن، وأنه لم يتألم حقيقة، بل بدا لهم هكذا وأنه جاء بنفسه بين اليهود بكونه الابن، وبين السامريين الآب، ولبقية الأمم بكونه الروح القدس
في دفاعه الموجه إلى أنطونيوس بيوس كتب الشهيد يوستينوس كان يوجد سيمون السامري من قرية تدعى
Gitton
في أيام حكم كلاديوس قيصر في روما مدينتكم الملكية، هذا صنع أعمالًا وسحرًا، وذلك بواسطة الشياطين العاملة فيه. لقد حسبوه إلهًا وكُرم بينكم بعمل تمثال له، حيث أقيم في نهر التيبر بين جسرين، وحمل هذا النقش
“Simoni Deo Sanceto”
الذي هو “سيمون، اللّـَه القدوس.” وذكرالقديس إيريناؤس والعلامة ترتليان ذات القصة
سيمون الساحر هو مصدر كل هرطقة هذا الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل أنه فكَّر أن يشتري بمالٍ نعمة الروح القدس، فسمع القول: “ليس لك نصيب في هذا الأمر” إلخ.، وعنه أيضًا كُتب: “منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا” {1 يو }
هذا الإنسان بعدما طرده الرسل جاء إلى روما، حيث استمال إليه زانية تدعى هيلين
Helene.
وقد تجاسر بفمه المملوء تجديفًا أن يُدعي أنه هو الذي ظهر على جبل سيناء كالآب، وظهر كيسوع المسيح بين اليهود، ليس في جسدٍ حقيقيٍ بل كان يبدو هكذا، وبعد ذلك كالروح القدس الذي وعد المسيح أن يرسله كمعزٍ
لقد خدع مدينة روما حتى أقام له كلوديوس تمثالًا نقش عليه من أسفل بلغة الرومان
Simoni Deo Sancto،
وهي تعني “إلى سيمون اللّـَه القدوس” القديس كيرلس الأورشليمي
اشترى سيمون من صور، وهي مدينة فينيقية، زانية معينة تدعى هيلين، اعتاد أن يأخذها معه، معلنًا أن هذه السيدة هي أول إدراكات ذهنية، وأنها أم الجميع، بواسطتها أدرك منذ البداية خلقة الملائكة ورؤساء الملائكة القديس ايريناؤس
كشف له الرسول عن سمات شخصيته الخفية وهي “عدم استقامة قلبه”؛ فجريمته تكمن في أعماقه، ولا تقف عند ما نطق به أو سلك به. فهو في حاجة إلى تجديدٍ داخليٍ للقلب. إنه يحمل فكرًا عالميًا ماديًا، أو طبيعيًا، لا يقبل ما لروح لـله، فكيف ينال مواهب الروح؟