الحلقة الأولى – ذكريات للتاريخ
المقدمة
منذ اليوم الأول الذي تعرفت فيه على غبطة البطريرك الكاردينال منذ تسعينات القرن الماضي وبالتحديد في العام ( 1996 ) عندما كان مسؤولاً عن كنيسة ( ام المعونة ) في الموصل وكان ذاك اليوم الذي فيه بدأت مشواري لمعرفة الرب يسوع المسيح ومن خلال ولوجي للدورة اللاهوتية الرقم ( 13 ) وكان مقرها آنذاك كنيسة ام المعونة حيث تعرفنا على غبطته كمدير الدورة بحكم انها في ذات الكنيسة التي تقع تحت مسؤوليته منذ ذلك الحين رأينا فيه ما نراه اليوم وكأن الزمن بدا ثابتاً لا يتحرك … الطبع الذي فيه لم يغير تطبعه وصفاته الأولية لم تشذبها تجاربه الحياتية ، ولم تمضي السنة حتى تم نقل موقع الدورة إلى دير مار كوركيس في الحي العربي وتعيّن الأب الفاضل المرحوم ( يوحنا عيسى ) كمدير للدورة واستمر معنا لغاية التخرّج بتاريخ ( 29 / 10 / 1999 ) وقتها نشأت علاقة متميّزة مع صديقي واخي في المسيح ( الأب يوحنا عيسى ) كان نتاجها ان تم سحبي من كنيسة ( مار بولس ) التي انتمي إليها ( جغرافياً ) وكان يديرها الأب المطران الشهيد ( فرج بولس رحو ) إلى كنيسة ( العذراء فاطمة سيدة الزروع ) للعمل في مجلس خورنتها حسب رغبة الأب ( يوحنا عيسى ) … كانت لي ايضاً علاقة صداقة وأخوّة مع الشهيد المرحوم المطران بولس إلى اليوم الذي انفصلنا عن بعض بعد مغادرتي الموصل وكانت كلّما سنحت الفرصة اذهب لزيارته وقضاء أوقات رائعة معه … آخر لقاء كان لي معه بعد عودته من بغداد بعد اجراء عملية جراحية لركبة قدمه في مقر المطرانية في الموصل … واتذكّر واحدة من حواراتنا آنذاك عندما قلت له : ألم يحين الوقت لتغادر الموصل وتنقل كرسيها إلى منطقة آمنة وكان جوابه : انت تعرفني انا آخر مسيحي سأغادر منزلي بعد ان أطمأن على الجميع (( استذكار هذه الكلمات اليوم هي التي دعتني لكتابة هذه الحلقات )) ليس لأبيّن الفرق بين اخوتنا خدام الرب ولكن (( ذكّرعسى ان تنفع الذكرى )) على الرغم من علمي المؤكد انها لا تغيّر من الطبع لأن ” الطبع يغلب التطبع ” لبعض اخوتنا في المسيح وخاصة من الذين ابتلوا بحب الذات هذا المرض الذي من اجله اتخذ الرب الإله جسداً ليكون لنا ( وسيلة إيضاح عملية ) يعلّمنا فيها كيف يجب ان نتخلّص من هذا المرض المميت الذي صعد على الصليب من اجل خلاصنا منه انه ( الغرور والكبرياء ) هذه هي ( الخطيئة التي ورثناها من ابونا آدم وامنا حواء ) وتسمى ( الخطيئة المميتة ) لأنها تقتل مريضها ( تعطّل الضمير الإنساني للمريض ) قبل ان تصل إلى الآخر لتقتله ( كون هذا المرض يبحث صاحبه عن مصالحه ليهدئ ثورة غروره وكبريائه فيعمل أي شيء من اجل تحقيق تلك الشهوة ” المصلحة ” حتى وان كانت انهاء الآخر ) . قبل ذلك كنّا نعيش في العالم والعالم يحوي الكثير من متناقضات العلاقات كون الذي في العالم يلتقون في نقطة واحدة وهي المحور في العلاقات ( المصالح الخاصة ) وشعارها ( فيد واستفيد ) وان كان هناك شيء من الضمير الإنساني تراه بعيداً عن المس بالمصلحة الشخصية فأن تضارب معها كانت الغلبة للمصالح بالتأكيد . نعم تكوين شخصية الفرد تخضع لمسلمات واساسها التربية التي تبدأ من البيت فالمحيط ( الشارع ) فالمدرسة فالعمل ، وهذا الترتيب ممكن ان يختصر في البعض من البشر فتختصر مرحلة للظروف المجتمعية الحياتية … من خلال تلك العلاقات يتولّد عند الإنسان الطبيعي حالة من التمرد على حركات المجتمع تلك فيكون هناك تساؤل دائم … هل هذه هي حقيقة العلاقة البشرية ، هل وجد الإنسان لكي يقضي حياته في صراع مستمر مع الآخر ، هل ممكن ان يجد الإنسان ملاذاً للخلاص من تلك العلاقات السيئة والمسيئة , وأين سيجد ذلك ….؟ هذه الأسئلة جعلتنا نراجع صحة تلك العلاقات ونبحث عن المكان الذي فيه نجد خلاصنا ( راحتنا ) … فعندما التجأنا إلى ذاك المكان صادفتنا مفاجآت لم نكن نتوقّعها ولم تكن في الحسبان والسبب ( ان الفساد ” الخطيئة ” الذي هربنا منه موجود في كل مكان ولا يسلم منه أي كان مهما اعطيناه ” نحن البشر ” من قدسية مصطنعة ..) فلا القداسة قداسة ولا النقاء هو النقاء ولا هذا العالم هو العالم الذي ننشده بل كان ذات العالم الذي حاولنا الهروب منه فما كان منّا إلاّ ان نذهب إلى المصدر ونحقق علاقتنا معه ، ومن خلاله كان تعليمنا قد بدأ ينمو فعرفنا ما عرفناه ولم نبخل فيه على احد لأنه هو الذي اوصانا ان نتعلّم ثم نعلّم … فالقداسة ليست صناعة الإنسان ولا هي منّة منه … انما القداسة هي من تصنعها انت نعم انت عندما تتجاوز ذاتك لتساويها مع الآخر وهكذا نستطيع ان نتوحّد مع معلمنا ومخلّصنا وربنا يسوع المسيح له المجد
الرب يبارك حياتكم جميعاً
اخوكم خادم كلمة الرب يسوع المسيح حسام سامي 3 / 6 / 2019
أخي حـسام
قـبل سنين ، كـتـبتُ عـن عـقـدته هـذه
إنها منـذ طفـولته يشعـر بالنـقـص فـيحاول أن يعـوضها بعـقـدة ثانية هي ….. الأنا
الأخ الفاضل مايكل سبي المحترم …
بالتأكيد هناك مشتركات … لأن الموضوع واحد وكل يبحث بطريقته الخاصة … شكراً لتواصلكم معنا … تحياتي