كريستيان بوست \ كيث دافيز
الاسلام يريد ازالة المسيحيين من العالم كله. هذا موقف غير صحيح سياسيا على الاطلاق، لكن الحقيقة عادة ما تكون سياسيا غير صحيحة اليس كذلك؟ الكنيسة تعلم الحقيقة لكنها لن تواجه الحقائق التي هي واضحة لمن لديه المعرفة
من المفهوم وبشكل واضح ان الكهنة والأساقفة من بلاد الشام يرغبون في مواصلة الثقافة والتراث المسيحي للمنطقة. نفس النقاش كان يمكن ان يجرى بالنسبة ليهود اوربا بعد الحرب العالمية الثانية، لكن معظم اليهود الذين نجوا قرروا الاستقرار في اسرائيل او الولايات المتحدة. كابوس تجربتهم المريرة كان ثقيلا جدا ليفكروا بالعودة الى حياتهم السابقة، وهذا هو بالضبط وضع المسيحيين الذين يعيشون في العراق وسوريا وكذلك اللاجئين منهم في دول الجوار
وتتناول منظمتنا بشكل يومي مع اللاجئين المسيحيين الفعليين في تركيا ولبنان والأردن وتايلاند وغيرها من البلدان الشرقية. وقد حاول العديد منهم التسجيل لدى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لكنهم يتعرضون للتمييز لان ادارة الامم المتحدة التي تدير المفوضية، حيث يطلب المسيحيون اللجوء، هم مسلمون ولا يتعاملون بنزاهة مع قضايا المسيحيين. هذا هو السبب في ان الولايات لمتحدة لم تقبل سوى تسعة لاجئين من بين 10 الاف لاجئ عندما كان الرقم يجب ان يكون 1000 على الاقل اعتمادا على التقسيم السكاني لسوريا في عام 2016
هؤلاء الاشخاص لم يكونوا فقط بحاجة للهرب بسبب
الاضطهاد في بلدهم، بل انهم يواجهون الان اضطهادا جديدا بالتمييز من جانب الامم
المتحدة، وهي المنظمة ذاتها التي من المفترض مساعدتهم. في بانكوك، لدينا ادلة
موثقة على ذلك وفي تركيا نحن نعرف لاجئين مسلمين حصلوا على معاملاتهم بسرعة نسبيا،
ولكن المسيحيين يتعرضون للإهمال وهذا بحد ذاته دليل
اود ان اشير الى انه حوالي 50% من 500 الف مسيحي في العراق فروا من البلد
قبل ان يسيطر داعش على مناطقهم، وفعلوا ذلك ايضا خلال بعد نهاية حرب الخليج
الثانية. اما ما تبقى من المسيحيين وعددهم حوالي 250 الف، اهلكوا بعد ان
دأب تنظيم الدولة الإسلامية على غزو مناطقهم. تم تدمير سبل عيشهم، اذا حتى لو ساعدنا
في بناء كنيسة وبعض المساكن، كيف سيكسبون عيشهم؟ علاوة على ذلك، فان الحالة
الامنية بالنسبة اليهم لا تزال غير قابلة للتحمل لا في الوقت الحالي ولا في
المستقبل
هناك اقل من 80 الف مسيحي بقوا في العراق. معظمهم باقون كسجناء في مخيمات اللجوء في القطاع الكردي، حيث يتم التلاعب بهم من قبل الكنيسة لكي يتمكنوا من “الحفاظ على الثقافة المسيحية في العراق”. ونحن نعرف هذه الحقيقة، لأنه كان لدينا اناس على الارض يحاولون المساعدة. وفي حين اننا لا نحتقر هذه العقلية، الا انها مجرد احلام مستحيلة التحقيق وليست بالواقعية بالنظر الى القوى السياسية المتنافسة من مختلف الفصائل الاسلامية في العراق وسوريا. اذا سألت الغالبية العظمى من اللاجئين المسيحيين العالقين في المخيمات في تركيا ولبنان والاردن، فأن القليل منهم، ان وجدوا أصلا، لديهم رغبة في العودة الى الوطن. هؤلاء هم الاشخاص الذين نستمع اليهم ونمثلهم. من المحزن جدا ان الكنيسة لا تحاول حتى مساعدة هؤلاء الناس من خلال الضغط على الحكومات الاوربية لاحتوائهم بدلا من تثبيط الحكومات الاوربية من قبولهم، لكن عوضا عن ذلك يقومون بطلب المال لإعادة الاعمار، وهذه العملية عقيمة اعتمادا على الادلة على وجود خطر شديد على المسيحيين في العراق
قادة الكنيسة لديهم جدول اعمال لتجديد الحياة المسيحية في العراق: ويستند جدول اعمالنا على واقع الوضع، الفترة الزمنية. نحن لسنا ضد فكرة التجديد. ونحن نفهم فقط انه غير مبني على الوقائع على الارض او مبني على السياسات الخارجية الحالية للولايات المتحدة والغرب. الكنيسة مع سياساتها في التمسك بالمجتمعات المحلية وإبقاء اللاجئين المسيحيين في تركيا ولبنان والاردن فأنهم بذلك يوقعون على حكم الاعدام على اخوتهم
الدليل واضح على انه ليس هناك مستقبل طويل الاجل
للمسيحيين للعيش في اي دولة ذات غالبية مسلمة. لقد استولى الاسلاميون في المنطقة
سيطروا على الوضع و يستمر تأثيرهم السياسي بالازدياد
هدف تركيا-حليف الولايات المتحدة- اليوم هي ان الثيوقراطية الاسلامية ترغب بإعادة
الخلافة الاسلامية، والولايات المتحدة ستسمح لهم بتحقيق اهدافهم بنجاح، وفي غضون
العقد القادم او اقل من ذلك، ستكون تركيا الاسلامية تحت حكم اردوغان هي القوة
السياسية المهيمنة في المنطقة، وسوف توحد العالم الاسلامي بأسره ضد اسرائيل وسيكون
المسيحيون في مرماهم.ان الابادة الجماعية للأرمن، وهي اول محرقة في القرن العشرين
التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية السابقة في الحرب العالمية الاولى، ستبدو
وكأنها فظاعة طفيفة مقارنه بما سيأتي
في هذه المرحلة، نناشد حكومات الغرب ان تعترف بالمشكلة الحقيقية، والتي هي المذبحة المزمعة لكل المسيحيين من قبل الاسلاميين الذين اصبحوا الان على وشك السيطرة على السلطة السياسية في كل المنطقة. وينبغي السماح للاجئين المسيحيين في تركيا والاردن ولبنان بالذهاب الى اوربا وكندا واستراليا والولايات المتحدة، وينبغي على كل بلد ان يوافق على تخصيص حصة معينة، او ان يتم التوصل الى اتفاق بين مختلف البلدان لقبول بعض اللاجئين، حتى وان تم ذلك بالسر، لتجنب الحشد الصحيح سياسيا. العدد الاجمالي للاجئين المسيحيين في هذه المخيمات ليس سوى بضع مئات من الالاف، وهذا ليس كثيرا، اذا كان الحمل سيتوزع بين العديد من البلدان. يمكن للولايات المتحدة ان تقود العملية بأخذ الاسر العالقة في مخيمات اللجوء التابعة للأمم المتحدة، ثم اتخاذ هذا الفعل كمثال لدفع الاخرين بشكل سري ثم علني
تعمل منظمتنا على تحذير الدول الامريكية والاوربية المتحضرة لإنقاذ اخوتها قبل وفاة الملايين، فضلا عن انشاء عمليات انقاذ لإنقاذ اخوتنا من الاضطهاد والرق. اذا لم يعمل الغرب في القريب العاجل، ستتكرر محرقة اليهود التي حدثت في الحرب العالمية الثانية وستكلف حياة حوالي 11 مليون شخص وسيبدو الرقم صغيرا اذا ما وضعنا بنظر الاعتبار حقيقة انه هناك اكثر من 100 مليون مسيحي في خطر (في مصر وباكستان لوحدهم يوجد حوالي 30 مليون) واستنادا الى احصاءات القتل في الحرب العالمية الثانية، فأن ما يقارب 70 مليون شخص قتلوا من قبل الاسلاميين. قد لا ترغب بتصديق ذلك ولكن اذا كنت تدرس تاريخ الفتوحات الاسلامية فانهم قتلوا 250 مليون شخص على مدى 14 قرن من الفوضى، والتي شملت مجازر بابورناما. في الهند تم خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر قتل ما بين 80 -100 مليون من الهندوس وغيرهم من غير المسلمين، لقد حدث الامر مسبقا، ويمكن ان يحدث وسيحدث مرة ثانية اذا استمرينا بتجاهل ذلك التهديد
نادرا ما يناقش الاعلام والقساوسة الاضطهاد المسيحي. لنكن صريحين، فذلك مضر للأعمال التجارية
* الكاتب من منظمة “انقاذ المسيحيين”
www.RescueChristians.org
https://www.christianpost.com/…/the-church-is-betraying-per…
كريستيان بوست \ كيث دافيز
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم