صمتـت أبواق الكـتاب بعـد ست سنوات لإنـتخاب ساكـو بطركا

نـشر غـبطة البطريرك ساكـو رسالة بمناسبة ذكـراه السادسة لإنـتخابه بطركا ساردا فـيها إنجازاته السرابـية كـبـطرك . ولكـن الملـفـت لـلنـظر أنه لم يعـد هـناك مَن يهـتم به ولا مِن أقـلام تمدحه بعـدُ ، كما كانت من قـبل ، حـيث ملأوا المواقع بمقالات تمدحه وردوداً تـصفـق له

أين اصبحـت تلك الأقلام ؟ أمثال الـدكـتور الاكاديمي عـبد اللـه رابي ، وعـبد الاحـد قـلـو ، والدكـتور غازي رحـو ، وعـبدالاحـد سليمان بولس ، ويوحنا بيداويذ ، وجاك الهـوزي ، وسمير شبلا (أنت رائع) اللـه يرحمه ، وفارس ساكـو الذي إنـقـلـب عـليه منـذ مدة ، والمدافع العـنـيـد كـوركـيس أوراها ؟؟؟؟؟

ولكـن الإنقلاب الأخـير الذي كان متوقعا ، هـو المقالة الأخيرة التي نـشرها الدكـتور عـبد اللـه رابي بعـنوان ” أنا الكل بالكل…” فجاء الـرد الفاهي لـلـبطريرك ساكـو عـليه حالاً

وهكـذا بدأ زمن الإنهـيارات ، بعـد ان صمتت أبواق اللـوﮔـيات ، وحجاب البيت الكـلداني على وشك الإنـشقاق في العـلـنيات ! ودكـتور الإجـتـماعـيات الـذي صافح يوما أسدا كلدانيا عملاقاً ويـده عـلى الإنجـيل إلـتـزاماً بالمقـررات ، أصبح اليوم وبعـد الإنعـتاق مُرغما على الـثـورة والانطلاق تحـت أصول اللياقة والأخلاقـيات . نـتمنى ان يكـون كلامه المصداق ، شعاع أمل براق ، لمجـد أمتـنا وكـنيستـنا والحـديث عـنهما في السياق

في البداية كان قسم من هذه الأقلام يكـتب حـبا وإحـتراما لكـرسي بابل المقـدس وليس للشخص البطريرك الجالس عـليه ، وهـذه كانت إحـدى حججهم تـبـريـراً لطاعـته . والقسم الآخـر كان يكـتب تملقا (لواﮔـة) كما هي ميزة ضعـفاء الـنـفـوس من غالبـية الشعـب العـراقي ومنهم الشعب الكلداني . وهناك قسم آخـر يكـتب ويمدح لفائـدته الشخـصية ( مصلحـﭼـي ) طمعا بالمنصب والجاه كإنـتمائهم الى ربطة البطرك السياسية ، التي قـد يكـون من ورائها حـظ أو إلتفاتة منه لـترشيحهم لمنـصب ما في العـراق الديمقراطي ، حتى ان صاحب اول حـزب كلداني شجع أعـضاء حـزبه للإنحـطاط والإنخـراط في ربطة ساكـو (( رئيس حـزب يعـمل دعاية لصالح حـزب آخـر … يا ناس !! )) . أما القسم الأعـظم من المادحـين والمصفـقـين فـكان حـباً بالظهـور وإلـتـقاط صورة معه بحـبـور ، ليحـفـظـوها في متحـف ألبـومهم للأجـيال القادمة ، بعـد أن تـنـشر على صفحات ووسائل الأعلام (وأهمها الـفـيسبوك)

وبالنسبة للمصلحـﭼــية ، فجميع آمالهم إنكـمشـت وطموحاتهم تلاشـت بعـد الإنـتخابات البرلمانية الأخـيرة التي حـسمت ، وحـتى أحـدهم الفائـز من قائمة الرابطة الكلدانية ( ولكـن بدعم كامل من احـد الاحـزاب الكـردية حسب تصريح مستـشار ذاك الحـزب ) ، حـين وصل إلى قـبة البرلمان هـو ايضا تركه

هذه الاقلام جـفّ حـبرها شيئا فـشيئا الى ان وصل الحـد بها الى عـدم إمكانية شخـط ولو سطر واحـد ليهنيء غـبطته بمناسبة تـنـصيـبه وإنجازاته ، ولكن ماذا نـقـول لإنسان مريض – نرجسي ؟ لـقـد كـتب مادحا نفسه بنـفسه ، كي لا تعـبر عـليه هذه المناسبة ولا احـد يمدحه ؟؟ فـكـتـب بإسمه وهـنأ نفسه قائلاً : ” البطريركـية تهنيء البطريرك ” ….. ( إقـتباس ) ، الكلام حـلـو ولكـن منـو يأكـلـو ؟ … يا للمهـزلة

فأين إخـتـفـت أقلام الأكاديميين وأصحاب الشهادات ؟ كانت تـتـباهى أمام الـقـراء لكـنها فـقـدت إحـتـرامها ولم تعـد تـكـتـب ولا تـُـذكــَـر بعـدُ ، وهذا ينطبق على الغالبية العـظمى لإتحاد الكـتاب والأدباء الكلدان وكأنهم لم تعـد لهم قـضية تـذكـر كي يكـتبوا عـنها ، لـربما باتـوا مقـتـنعـين بمقـولة غـبطة البطرك التخـديرية : ” لـقـد إستعادت الكـنيسة الكلدانية هـيـبتها ودورها وتألـقها على الصعـيدين المحلي والعالمي “… وكأنها صارت بابل مرة اخـرى ــ بهاء الممالك وزينة فخـر الكلدانيين ــ بعـد ان حـرروها من الأثـوريين الجـدد بكـتاباتهم

اين هي هذه الهـيـبة يا غـبطة البطرك وشعـبك مشرد ومهجـر ووووو؟؟؟ وفـضائح وتحـرش وتهريب مخـدرات وأموال ووو

يتبين ان الكـتّاب في النهاية توصلوا الى هـذه الـقـناعة بأن ساكـو كـشف نفسه ورفع قـناعه تـدريجـياً طيلة السنوات التي كانوا مخـدوعـين به ، فـصمتوا ، ولا يزال يكـشف نـفسه أكـثر يوما بعـد يوم

إنّ غـبطته تعـرى أمامهم ، وأظهـرَ عـورته قـدام الأشخاص الذين إقـتـربـوا منه أكـثر فأكـثر حتى وصل البعـض إلى الـقـول : أنـنا لم نـرَ في حـياتـنا شخصاً بهـذا المنصب يكـذب مثله ، كـذاب كـذاب كـذاب ! وأما الذي كان متابعا خـطواته منذ كان كاهنا ، وثم مطرانا يعـرفه جـيدا ( ومنذ البداية لم ينخـدع به ) ، أمثال الدكـتور ليون برخو ، والكاتب المخـضرم والمخـتص بالساكـويات الأستاذ مايكل سـيـﭘـي

والحـقـيقة هي انه ليس فـقـط الكـتّاب تركـوه ولم يهـنـئـوه ، وإنما الأكـثر الأهمية حتى مطارنـته لا يسألـون عـنه ، لأنـنا لم نسمع أو نـقـرأ عـن تهـنـئة عـلـنية قـدّمـت له حـتى ممن له فـضل عـليهم برسامتهم أساقـفة التي ما كانـوا يـرون الأسقـفـية حـتى في أحلامهم ، ناهـيك عـن الـذي إستخـف بالكـنيسة الكلـدانية وتـذمّـر منها وذمّها …… فـصار مطرانها

المأساة هي أنه في تأريخ الكـنيسة الكلدانية وشعـبها لا توجـد فـترة ركـود ، وإنحـطاط وبُـرود ، في أيّ زمن مضى مثـلما نـراها الآن في زمنـنا المعـهـود ، وسبـبها ساكـو أبـو التأوين ــ التأيّـن الكـيماوي ــ وكـل ذلك بشهـود ، كالحـوارات والسفـرات نـزولا وصعـود … الى بلجـيكا على سبـيل مثال موجـود ، صارت مثل الطاعـون الـذي يفـتـك بكـنيستـنا وقـوميتـنا

فإذا لا يرحل قـريـبا ويستـقـيل ، سـتـنـتهي هـيـبة الكـنيسة الكلدانية ويفـقـد الشعـب الكـلـداني الأصيل كـرامته وهـويته

لـذا ، إن الصوم عـلى ( الـبـيـبان ) فأطلبوا يا أحـرار ( الكـلـدان ) أن ينـتهي زمن تأوين (الإنسان) ، برحـيل غـبطته ونيافـته كاردينالا معـززا إلى دولة ( الفاتيكان ) ويُعـيَّن رئيسا للمجلس البابوي للحوار بين ( الأديان ) كما كان قـد رشحه لهـذا المنـصب الكاتب مايكل سـيـﭘـي منـذ ( زمان )

وبهـذا ينـقـذنا قـداسة البابا وينـقـذ كـرسي كـنيسة بابل الكلدانية الأصيل من أخـطر بطريرك شوّه طقسها ودنّس قـدسيتها

كادر الموقع