الاب پـيتر لورنس
إنّ الـقـداس الكلداني عـبارة عـن سلسلة ماسية ، تـرتبط بأحـد قِـطعها أنافـورا الرسولين أدّاي وماري . هذه السلسلة أعـدّها آباء كـنيستـنا على مر الزمن بما يتوافـق مع عمل الرب يسوع المسيح الكامل في الإنجـيل المقـدس من مجمل بشارته الخلاصية وعلى الخـصوص ( آلآمه ، وموته ، ودفنه ، وقـيامته )
عـنـدما يقـوم غـبطته أو أي شخص يتصور نفسه على عـلم ودراية ، بحـذف أية قـطعة من هـذه السلسلة الماسية الأصل ، يُحـدِثُ بها تـشويه وخـلل ، مما يجعـلها تـفـقـد جمالها وقـيمة جـوهـرها وأصلها . مع الأسف الكـثير من الأساقـفة ، والكهنة ، والشمامسة ، والشعـب المؤمن أيضاً ، لم ينـتـبهـوا ولا يـبالون إلى ما حـدث مع جـوهـرتهم الثمينة البطريرك ساكـو بمفـرده سرق ( السرقة جـريمة ) من جـوهـرتـنا قِـطعاً ثمينة ، وقـدم لنا قـطعة مشوهة تـفـقـد رونـقها وأصالتها ، بحجة التجـدد والتأوين . إضافة إلى أنه كسر قانون طاعـته للرب في عمله الخلاصي الذي كان آباء كـنيستـنا الكلدانية أمينين عـليه وسلموه لنا بأكمل صورة على مثال ربهم له المجـد . البطريرك من صفاته الأبوية للكـنيسة ، أن يحافـظ على الأمانة الرسولية ، وأن يطبق العـدل والقانون بين أفـراد شعـبه حتى يجسد طاعـته لربه المخلص ، مِن هذا المنطلق نحن بدورنا نطيعه ونـتكاتـف معه من أجل تحـقـيق مشروع إلهنا فـيه . حـقـيقةً إن ما حـدث هو جـريمة بحق موروث طقس قـداسنا الكلداني بصورة غـير قانونية ، لأنه إذا حـدث أي تجـديد في أحـد الطقـوس الكـنسية ، يجـب أن يخـضع إلى لجـنة طقسية مخـتصة قانونياً لدراسته بما يتوافق مع الإنجيل أي ( عمل الرب الخلاصي ) وتعـليم الآباء بما يتوافـق مع الإنجـيل . الـقـداس الساكـوي يخـلو من القانونية الكـنسية المتبعة أصولاً ، والشرعـية المزيفة التي تجعـل الأساقـفة أن يوافـقـوا ويوقعـوا على بـياض دون عـلمٍ ودراسة . في الحـقـيقةً نحـن اليوم في مأزق إيماني نحـتاج إلى قـوة إلهـية تغـير مساره داخل كـنيسته المقدسة.
عـنوان كـتاب الـقـداس النسخة الأصلية
عـنوان كـتاب قـداسنا الكلداني النسخة الأصلية هو ( طخسا درازي آلاهايي ، أخ عـياذا دعـيتا دمذنحا دكلـدايي ) باللغة الكلدانية ، ترجمتها إلى العـربـية ( طقس الأسرار الإلهـية ، حسب كـنيسة المشرق الكلدانية )
السؤال الذي طرحـته في المقالين الأول والثاني ، حـول العـنوان يعـطي جـوهـر ومعـنى محتوى الكتاب والرتبة التي نـقـوم بها . ( رازي آلاهايي – الأسرار الإلهـية ) : منذ البداية أراد آباء الكـنيسة أن نـفهم معـنى رتبة الـقـداس . رتبة الـقـداس الكلداني هي دخـول في الأسرار الإلهـية التي مركـزها ( جسد ودم يسوع المسيح على الصليب ) من هذا المنطلق يلزم وجـود المصلـوب على الصليب والـتـوجّه نحـوه والتكلم معه أثـناء رتبة الذبـيحة ، أي الذبـيحة الطقسية التي تجعـل الـقـرابين المقـدمة على المذبح الغافـر جسده ودمه ، ومشاركة المؤمن مشاركة فعالة مع إلهه في الـدخـول إلى مجـده ، لـذا تـتلى صلاة ( تـشبوحـتا لآلاها بمرومي … = المجـد لـله في العلى …) ، والشعـب المؤمن يجـيب : ( أبون دبشميا … = أبانا الذي في السماوات…. = المجـد… لأبانا الذي في السماوات ) ، من هذا التـناغم في بداية الـقـداس يؤهـلنا للدخـول إلى أعماق هذا السر الإلهي الذي يكلل في جـوهـر عمقه بالذبـيحة الإلهـية ( آلالآم ، وموت ، ودفن ، وقـيامة ربنا يسوع المسيح ) الذي هـو القربان المقـدس
إنـتـقالاً من هـذا المفهـوم الأصيل لعـنوان كـتاب الـقـداس الكلداني ، نستطيع أن نميز بين النسخة الأصلية للـقـداس الكلداني ، والنسخة الساكـوية المؤوّنة والمفـروضة التي تستعـمل في كـنائسنا اليوم . هذا التوضيح وكـشف الصورة الحـقـيقـية لمفهوم قـداسنا ، يجعـلنا ان نكـتـشف منذ بدايته عمق الجـريمة الساكـوية التي إرتكـبها بحـق طقس قـداسنا الكلدني ، وما خـفي كان أعـظم ، لكن سوف يكشف على السطوح عـلناً فـيما بعـد
الآب بيتر المحترم :
قـراء موقع الحق ( كـلـدايا . مي ) المحـترمون
أحـبـبت أن أشارككم نكـتة …
كان أحـد الكهـنة الآفاضل يحـب أن يمازحـنا بين فـترة وأخـرى على شكل سؤال فـيقـول :
متى تمت أول رسامة أسقـفـية في الإنجـيل ؟
فـنجـيب بأجـوبة كـثيرة .. فـيقـول :
لم تحـزروا … ثم يضيف :
إن أول رسامة تمت في بستان الزيتون عـندما إلـتـفـت الرب يسوع الى تلاميذه وهـو يصلي في بستان الزيتون فـوجـدهم نياما .. فـقال لهم :
( ما بالكم نائمين ؟ قـوموا وصلــّـوا لكي لا تـدخـلوا في تجـربة) … لوقا الإصحاح 22 العـدد 40