الاب بيتر لورنس
عـلِمنا صباح اليوم 29/12/2018 برحـيل الأب لوسيان كـوب إلى الأخـدار السماوية بكل فـرح ومجـد من خلال قـنوات التواصل الإجـتماعي (الفيس بوك) لملاقات رب المجـد الذي آمن به وعـلــّـم تعاليمه كما وردت في الكـتب المقـدسة الرب يسوع المسيح له المجد
إن الأقـوال عـنه كـثيرة ، وتلامذته دوماً يتـذكـرونه بالخـير ، لكـن شخـصه يُعـبر عـن إيمانه ورسالته في أرض بلاد الرافـدين (العـراق) . كل مَن إلـتـقاه ودرس عـلى يده ، إستطاع أن يفهم معـنى إله آبائـنا (إبراهيم وإسحق ويعـقـوب) الذي نؤمن به من خلال الكـتب المقـدسة بصورة أوضح وإيمان راسخ
رحـلته الرسولية في أرض الآباء
ما لم نعـرفه عـن سبب وجـود دير وإرسالية الآباء المخلصين في العـراق ، هو المثلث الرحمات البطريرك مار بولس الثاني شيخـو باطريرك الكـنيسة الكلدانية ، الأصيل والأمين على ميراث آبائه ، وإيمان كهـنـته وشعـبه . لهـذا البطريرك رؤية عـميقة في الحـفاظ على أصالة كـنيسته من الـدخلاء بإسم الكـثـلكة من الرهـبنة الدومنـيكـية والرهـبنة الكـرملية التي كانت تغـرد خارج سرب الكـنيسة الكلدانية . إستعان البطريرك منذ أوائل الستينات برهـبنة غـربـية تحـت سلطته الرسولية لكي يدعم كـنيسته روحياً وعـلماً لاهوتياً ، ويغـذي السمنير البطريركي مار شمعـون الصفا بما يتلائم بتـربـية كهـنة أفاضل في المستـقـبل ينمون على أصالة كـنيستهم وإيمانهم الرسولي . إبتـدأت هذه النواة بالأب فـرنسيس ، ومن بعـده الأب لوسيان كوب ، والأب منصور . لأن للبطريرك رؤية واضحة عـن الخـلـل الكـبـير الذي سببه الآباء الدومنيكان في المعهـد الكهـنوتي لمار يوحنا الحـبـيب في تربية كهـنـتـنا التي هي خارج نطاق أصالة وإرث كـنيستـنا الكلدانية العـريقة ، توصلها إلى فـقـدان مكـونها وإسمها ولغـتها وطقسها وتراثها ، هذا التخـوّف من المستـقـبل لدى البطريرك الأصيل تحـقـق اليوم في البطريرك الدخـيل ساكـو خـريج معهـد مار يوحنا الحـبـيب الدومنيكي . هذا التخـوف مما جعـل من البطريرك شيخـو ان يسعى جاهـداً عـلى غـلق سمنير مار يوحـنا الحـبـيب في الموصل ، ووصل الى مبتـغاه سنة 1984، بعـدما خـرجـت مجموعة من الكهنة المعاقـين فـكـرياً تجاه كـنيستهم الكلدانية
الأب لوسيان كـوب الأمين عـلى إيمانه ورسالته مع الأبوين فـرنسيس ومنصور ، لم ولن يدعـو الرب إلا بإسمه الكـتابي (أيل ، أيلوهيم ، يهوه) على مثال ربه ومعـلمه يسوع المسيح ، إله الآباء (إبراهيم وإسحق ويعـقـوب) حـتى يـبـين لنا جميعاً أن كلمة (الـله) في اللغة العـربية الذي نعـرفه ، هو ليس إله آبائـنا في الكـتاب المقـدس ، لأن إلهـنا هو ليس الـله المسلمين في القـرآن كما يدعي الغـير في يومنا هذا . هذا المفهـوم لدى الأب لوسيان كـوب يجـعـلنا أن نفهم جـلياً ونـتعـمق روحياً من الكـتب المقـدسة ان إلهـنا هو إله الآباء والتاريخ وهو نفسه إله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح
الأب لوسيان كـوب تـغـذى من أرض الأجـداد واعـطى لها كل ما يغـني الجسد والروح الى يوم ملاقاته في الفردوس الأبدي . لهـذا الرجُـل فـضل لا ينسى في فـتح أبواب معـرفة كـتبنا المقـدسة والحـق الذي لا يضاهـيه شرع في الأرض
الأب لوسيان كـوب ، حوربَ مِن قِـبَل كـثير من الكهـنة والمطارين الذين لا يعـرفـون حـتى إسم ربهم الحـقـيـقي ، في رحـلته الرسولية كـمدرس للكـتاب المقـدس في السمنير والدورة اللاهـوتية والكـنائس ، تخوفاً من أفـكاره الكـتابـية الأصيلة التي تـزرع الحق والعـدل الإلهي بين شعـب إلهـنا
حقاً الأب لوسيان كـوب مثال للتواضع والمحـبة لكـنيستـنا الكلدانية ضمن رؤية باطريركـنا المغـفـور له مار بولس الثاني شيخو . ونحن اليوم خير خلف لخـير سلف لكل من تعـلم منك حـرفاً في خـدمة رسالـتـنا الإلهـية عـلى هذه الأرض إلى أن نلـتـقـيك في فـردوس إلهـنا الأبدي
احسنت ياايها الأب فاضل بيترفلقد كفيت ووفيت وعبرت عن مافي صدرك وصدورنا تخليدا لهذا الأب الفاضل الراقد على رجاء قيامه سيدنا يسوع المسيح. فهذا الأب الرائع الذي جسد بدماثه اخلاقه وورعه وايمانه بانه بحق الابن البار والامين على ميراث كنيستنا الكلدانية التي احتضنته فأعطاها بكل اخلاص وكلمن تتلمذ على يديه يشهد له ، فلنصلي للرب يسوع ان يجعله مع الابرار والقديسين