في الجزء الأول حللنا أسباب انعقاد المؤتمر السادس والعشرون المعلنة واليوم سندخل في تحليل أسبابه الغير معلنة …. تتلخّص هذه الأسباب بأنها رسائل من شخص غبطة البطريرك الكاردينال ساكو جزيل الأحترام إلى جهات مختلفة وهي كالآتي
أولا: مجلس الكنائس المسيحي في العراق : مفادها (( هذا الذي رفضتم بالأمس ان يكون رئيساً عليكم ها هو اليوم رئيساً على اكبر ممثلي من يمثلوا المنطقة… على الأقل فنحن لا نحتاجكم لأنكم اقليّة ونحن الأكثرية ))
ثانيا: إلى الفاتكان : ومفادها انظروا اننا نعمل وخاصة في هذا المؤتمراصبحنا اثنان كنّا العام الماضي واحداً فقط واليوم اثنان
وهنا نرغب ان نتوقّف قليلاً لأن الرسالة إلى الفاتيكان لم تكن الأولى فالأولى اثمرت وهذه هي الثانية … لنعود إلى الماضي قليلاً ونستعرض ما حصل بعد ان اعلن غبطته بأنه تم ترشيحه من جهات معيّنة للتنافس على جائزة نوبل للسلام …وقتها كتبنا سلسلة مقالات من سبعة أجزاء وكانت بعنوان … ((( جائزة نوبل للسلام أول درجات الصعود إلى الهاوية ))) قلنا فيها استحالة حصول غبطته على تلك الجائزة كون شروطها لا تتوافق مع معطياته وقد نُشِرَت وقتها في موقع (( kaldaya.me)) . وخلال تلك الفترة وقبل ظهور النتائج عقد غبطته مؤتمراً دعا فيه رجالات الدين المسلمين وشيوخ من الأديان الأخرى … وهنا نذكّر بأن (( السفير البابوي )) كان مدعواً للمشاركة فيه ” في حين ان جميع البروتوكولات تشير لعدم ضرورة مشاركته” ولو كان هناك ضرورة لتلك المشاركة كان يفترض مشاركة جميع سفراء الدول في العراق كونه ( سفير دولة ) ولا يتميّز عن الآخرين بأي صلة ” ناهيك عن الغاية من وجوده هو تزكية البطريرك لدرجة الكاردينال ” من هنا نقول ان … ((المصلحة الخاصة تقتضي وجوده … وقد أدى هذا الدور … ان كان يدري فهذه مصيبة وان كان لا يدري … فقد ابتلع الطعم … )) وكان الموضوع هو (( الخطاب الديني والتسامح والعيش المشترك … )) وهذا ما كان يتوافق مع متطلّبات جائزة نوبل للسلام… عسى ان يخدم ذاك المؤتمر الطموح المشروع لدى غبطته وكان القصد ان “”يضرب عصفورين بحجر “” أولهما للجنة الجائزة وثانيهما لحضرة الفاتكان …فخاب الحجر الأول … وأصاب الحجر الثاني … بعد ان نقل سيادة السفير الفاتيكاني وبأمانة رأيه إلى مصادره الرسمية حول نشاط غبطته في وجهوده التي تستحق ان يميّز عليهما وكان لتقريره صدى مقبول في الحضرة ومنه جاءت درجة الكاردينالية … وهنا نذكّركم بالشعار المطروح في هذا المؤتمر لتلاحظوا تقارب الشعارين اولاً وتلاحظوا تباعد هذين الشعارين من غايات واهداف المؤتمرين وتقاربهما من الهدف المستتر لهما وهنا نقول ان المؤتمرين تم تسخيرهما لخدمة غاية وهدف واحد هو تعظيم شخص غبطته وارضاء لطموحه وكبريائه … شعار هذا المؤتمر كان (( مناهضة التعصب والتطرّف …))
ثالثا: رسالة إلى الحكومة بشقيها : لا تخلوا هذه الرسالة من درجات التملّق والتي عهدناها في غبطته طوال سنوات تسيّده الكرسي الرئاسي … وسنعلّق على ما جاء في فحواها :
(( نثمّن الأجواء الإيجابية التي بدأت تسود في العراق بانتخاب رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء، ممّا يساهم في تعزيز بوادر الاستقرار التي نرجو أن تكتمل بتشكيل الحكومة الجديدة لتقوم بمهامها لما فيه خير الوطن بكلّ مكوّناته.))
بداية نقول : اين هي وما هي هذه الأجواء الإيجابية أنه يا سادتي الكرام أعضاء المؤتمر … ( انها أجواء اليأس من عدم حصول أي تغيير في العراق ) فاليوم هو كالأمس واتعس وغداً سيكون الأتعس … اول منجزات الحكومة الجديدة كان اغراق 7 – 12 مليار دينار عراقي بسبب الأمطار … هذه هي الأجواء الإيجابية التي ستسود العراق الحمد لله “” بدايتها مسك فتصوّروا كيف ستكون نهايتها…!! أكيد عنبر “” وكما عوّدتمونا من لقاءاتكم بالساسة ” الغير فاسدين …!! ” ولازلتم …. أهذا جزء من موروثكم الإلهي ام انه الجزء المخصص للسياسة في مؤسستكم … تعلقون شمعة على التخلّص من داعش في مدينة الموصل وقصباتها والعراق ملئ بالدواعش من شماله إلى جنوبه ويومياً تنهض خلايا هنا وتنام هناك” وحسب الحاجة لها ” .. تطلبون وبإصرار وارغام اللاجئين بالعودة إلى مناطقهم حتى وصل الأمر بكم ان اغلقتم مخيّم “” اشتي “” الذي كان يضم عدد من اللاجئين واغلبهم من اخوتنا السريان لأنهم لا حول ولا قوّة ولامكان يحويهم لإرغامهم على العودة ليكونوا حطب مجدكم وأداة ضغط على من تعتبروه عدوّكم الذي كان بالأمس رفيق دربكم … لا بيوت معمّرة ولا مدارس تستقبل العائدين ولا شغل يعوّضهم لقمة عيشهم … إلى من يعودون هل يعودون ليحرسوا اموالكم ومبانيكم… ماذا كان سينقص لو كان ” كلامكم نعم نعم ولا لا ” وانتم تعلمون ان كل ما زاد عن ذلك فهومن الشيطان ماذا كان سينقص لو تبنينا الحقيقة في كلامنا بدون مجاملات رخيصة
ما كان مستوجباً ان يكون : من المفترض ان يكون هناك برنامج عمل للمؤتمر وهذا ما يحصل في جميع المؤتمرات ناهيك عن طبيعتها في بدايته يتم مراجعة جدول اعمال المؤتمر الماضي وما تم تحقيقه وما هي الإيجابيات والسلبيات التي رافقت مسيرة برنامجه السنوي وما هي المحصلّة التي خرج بها للأستفادة من ذاك كلّه في المؤتمر الجديد وخاصة ان هناك مؤتمراً تحت الرقم ( السابع والعشرين ) من المؤمل ان يعقد في مصر ما بين ” 25 و 29 تشرين الثاني (( ام ان حال هذا المؤتمر مثل بقيته وسيكون لاحقيه مثل سابقيه … فقط دعاية إعلامية مفادها انظروا ” فنحن نعمل ” نجتمع ونهدر الأموال والنتيجة : …… لا نتيجة )) فلا الاضطهاد قل ولا الأوضاع تحسنت بالنسبة للخطاب الديني وغير الديني كذلك كنّا بدكتاتورية وخرجنا بدكتاتوريات … كان هناك واحداً يقتلنا فأصبحنا هدف الجميع اليوم… لم يبقى لنا سوى ان نصلّي .. وسنقترح عليكم هذه الصلاة لربما ستأتي أكلها
يا رب حنن قلب الأمريكان ليستحدثوا ولاية رقم ( اعتقد 51 ) في داخل أراضيها وتعطي الجنسية الأمريكية لكل السياسيين من رئيس الجمهورية وإلى اصغرعضو حزبي في الحكومة النظيفة ويتم سحبهم إلى تلك الولاية ليقودوها فيخلصون ونخلص
يا رب حنن قلب ايران لتسحب جميع سياسييها من القادة والمحبين والتابعين بعد ان تهبهم جنسيتها فيرتاحون ونرتاح
يا رب حنن قلب السعودية وتركيا لتعمل كما ستعمله ايران
يا رب حنن قلب الفاتيكان لتسحب كل كاردينال لينتظر دوره ليصبح البابا إلى أراضيها فيأخذ جميع اخوته ومحبيه إليها لدعمه ومساندته في مشاريعه السياسية … فيرتاحون ونرتاح
شكراً لكم لصبركم والرب يبارك حياتكم جميعاً
اخوكم الخادم حسام سامي 12 – 12 – 2018