الكهـنوت مرتبط بالمسيح نفسه مباشرة ، لا يعـود إلى أية سلطة أرضية
المقـدمة والترجـمة :
كادر موقع كـلدايا . مي
نـشر الأب الفاضل نوئيل ﮔـورﮔـيس في 6 آب 2018 رسالة على شكل ﭬـيديو قـصير وجّهها عَـبر الإنـترنت ــ الفـيسبوك ، وأيضا على شاشة اليوتـيوب بعـنوان : (الكهـنوت سرّ حيُّ فيَّ) وذلك بمناسبة الذكـرى 29 لرسامته الكهـنوتية ، وفـيها يعـلن ويؤكـد للمؤمنين بأنه مستمر في كهـنوته وهو كاهن إلى الأبد في كـنيسة المسيح .
في هذا الـﭬـيديو يتكـلم الأب نوئيل ويـبـيّن بكل صدق طاعته للـّه وأمانته لإيمانه المسيحي ولسر الكهـنوت الذي إقـتبله ككاهن إلى الأبد ، وأيضا أصالته وإنـتمائه لكـنيسته الكلدانية وطقسها الذي هـو موروثه يحافـظ عـليه بإقامة الذبـيحة الإلهـية كل يوم أحـد عـلى مذبح الرب في كـنيسة يسوع المسيح حسب أنافـورا القـديسين ــ أدّاي وماري ــ بالصيغة القانونية المثبتة عام 2006 .
كـذلك يبين أبونا نوئيل في هـذه الرسالة أنه ليس مرتبطا ولا تحـت أية ( سلطة – رئاسة ) كـنيسة ، وإنما يخـدم مذبح الرب كأي كاهن في كـنيسة المسيح منـذ دعاه الرب ليصبح كاهـنا في عـيد التجـلي 1989 وحتى اليوم ، وسيـبقى مكملاً رسالته الكهـنوتية في خـدمة الرب وكـنيسة المسيح ومؤمنيها ، ويـبشر بإنجـيل ربنا يسوع المسيح وكـلمة الحق حسب تعـليم الكـتاب المقـدس .
وفي أدناه الـنص الكامل لكلمة الأب نوئيل بالكـلدانية (ومن ثم ترجمتها إلى العـربية ) بعد مشاهدة الفيديو:
هذه ترجمة بالعربية للكلمة التي قدمها الاب نوئيل كوركيس (بالكلدانية) حسب الفيديو الذي نشره على الفيسبوك في 6 آب 2018 بمناسبة ذكرى رسامته الـ 29، قائلاً:
سلام الرب مع جميعكم
اليوم هـو عـيد تجَـلي الرب الذي فـيه كـشف تجَـلى يسوع نفسه أمام ثلاثة من تلاميذه على جبل طابور وهم : شمعـون كـيبا – بطرس ، ويعـقـوب، وأخيه يوحنا.
سأقـرا لكم انجيل ربنا يسوع المسيح من بشارة القديس متي (17: )
“وبعـد ستة أيام اخـذ يسوع بطرس ويعـقـوب ويوحنا أخاه وصعـد بهم الى جبل عال منفردين، وتغـيرت هيأته قـدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور، وإذا موسى وإيليا قـد ظهرا لهم يتكلمان معه، فجعل بطرس يقول ليسوع / يا رب جـيد ان نكون ههنا فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة، وفـيما هو يتكلم ، إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا، ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا، فجاء يسوع ولمسهم وقال قوموا ولا تخافوا، فرفعـوا أعـينهم ولم يروا احدا إلّا يسوع وحده”.
اخواني واخواتي ، يسوع تجلى نفسه لي عـندما قـبلت الدرجة الكهنوتية في مثل هذا اليوم قـبل 29 عاما في بغـداد – العراق ، لأنه في كل مرة يقـرّب الكاهن القربان المقـدس على مذبحه مذبح الرب ، تـتجلى حـقـيقة يسوع المسيح ، ونسمع ذلك الصوت العـذب الذي يأتي من أبيه الذي في السماء : هذا هو ابني الحبيب (ابني العـزيز)، له اسمعـوا . والكاهن يجب أن ينصت بكل اهـتمام واستعـداد الى صوت يسوع فقط ، الذي هو إلهنا وربنا وملكـنا ومخلصنا وغافـر خطايانا كما نصلي في طقسنا الكلداني.
اخوتي ، أنا هنا اتكلم عن درجة الكهنوت الذي هو مرتبط مباشرة بيسوع المسيح ، لأنه عـندما يقـبل الانسان درجة الكهنوت قـبل كل شئ يجب ان يكـون قـد ربط ذاته بربنا وحده ، وليس بإنسان اخر ، ولا أتكلم عن الكهنوت المرتبط بمؤسسة رؤساء لأية كـنيسة كانت.
لهـذا اني اشارككم بهذا الفـيديو القصير وانا احـتـفـل بـ 29 عاما لرسامتي الكهنوتية في عـيد التجلي في 6 آب 1989.
كهـنوت المسيح هو دعـوة من اللـّه وطاعة للمسيح ، والسير مع يسوع . وفـرحتي هي اني احمل بشارته حسب الكـتاب المقدس وأطبق كلامه الذي قال : اعملوا هذا لذكـري ، وكل من يأكل من جسدي ويشرب من دمي يحـيا الى الابد .
اشكـر الرب ، اني اكمل كهنوتي واحمل الإنجيل المقدس كأي كاهن له كل الحـقـوق (حقوتا) لنكـرز بالانجـيل المقـدس ، ونمنح كافة اسرار الكـنيسة السبعة . مع اني اليوم حاليا لست مرتبطاً بأية سلطة كـنسية، كمؤسسة ، ولا حتى كما البعض يشيّع للناس بأني منتمي الى الكـنائس البروتستانتية ، انا لا أنتمي الى أية كـنيسة . وحينما أقـدّس كل أحـد مع اخي القس بيتر لورنس في كـنيسة مار يوحنا لللوثريين ، هي مؤجـرة ، بمعـنى ندفع إيجار.
إن كهنوت المسيح الذي قـبلته لبسته يجعـلني ان اكـون متحدا مع كل كاهن في كـنيسة يسوع ، لأنها هي كـنيسته وحده ، وليست كـنيسة أي شخص آخـر ، لأن هدفـنا وغايتـنا هي يسوع المسيح–لا ولاءات لأحد ، كي نكـون أمناء لرسالتـنا ، ومتكـلين على الرب مع كل ضعف موجـود فـينا .
في الختام ، أطلب صلواتكم اخوتي واخواتي ، واللـّه يـبارككم بإسم الثالوث الاقـدس الآب والابن والروح القدس الى العالمين آمين .
الأب الفاضل نوئيل كوركيس المحترم … تحية مسيحية
كما تعلمنا من الكتاب المقدس ان الرب يسوع المسيح لم يأت ليؤسس مؤسسة كنسية بل جاء ليبشر بأسم (( الآب والأبن والروح القدس )) وهذه حكمة اللاهوت المسيحي في إله واحد … كانت المسيحية ومنذ البدء تستند على قاعدة واحدة وهي البشارة بالرب يسوع المسيح كلمة الله واقنومه الثاني وبه تجسدت تلك الكلمة وعاشت بيننا مولودة من العذراء البتول مريم سيدة العالم … اذاً فالمؤسسة الكنسية هي حالة تنظيمية تتبع من جلس على كرسيها تنفذ تعليماته وتسير بمقتضى توجيهاته … من هنا نتعلّم أن المؤسسة تتبع بشراً … وهنا كان الفرق فـ (( الكهنوت يتبع الرب والمؤسسة تتبع البشر )) وعندها فالكاهن الحقيقي هو من يحقق العلاقة الصحيحة مع الرب الذي تبنى ان يتبعه لا ان يحقق اهواء من جلسوا على كراسي سلطة المؤسسة فالبشر خطاؤون ويعوزهم مجد الرب ليتوعووا ولطالما سقطت المؤسسة في اخطاء العلاقة مع الرب مما أدى ذلك إلى انشطارها وانقسامها وقارؤا التاريخ يستطيعون ان يفرزوا تلك الأخطاء …. اخيراً نقول ان ((( الكاهن الحقيقي هو من يحقق نذوره في ان يكون خادماً للرب يسوع المسيح جاعلاً منه قائداً لحياته موجهاً لها معلماً للمؤمنين لتعريفهم طريق الرب … ))) الرب يبارك حياتك اخي العزيز وينعم عليك بمحبته ورحمته ويبارك خدمتك … فرجال الله لا يتخلون عن خدمتهم مهما صعبت عليهم حروب الشرير تحياتي
اخوكم حسام سامي 23 – 11 – 2018
شلاما اخوتي في المسيح
– نعم ان الكهنوت مرتبط بالمسيح مباشرة، لا يعود الى أية سلطة أرضية، ولكن كيف يُمكن ان نلقي جنبا السلطة التي اعطاها يسوع المسيح لسمعان بطرس – الصخرة – كيبا؟؟ فهل يا ترى من الممكن ان ننفي ما قاله يسوع عندما سلّم هذه السلطة لبطرس؟؟ او هل من الممكن ان ننفي صلاحية السلطة المعطاة لبطرس من قبل يسوع المسيح “ارع خرافي” ومرتين “ارع غنمي”؟؟
ان الكتاب المقدس يقول لنا مَن هو سمعان بطرس، ولماذا اعطى يسوع هذه الوكالة له ؟؟ ومَن هم الخراف والغنم؟ . اما قضية فيما اذا كان بطرس أمينا او غير أمين على السلطة الموكلة له، فهذا أمر له ضوابطه التي لا يمكن ان تسير بدون اعمال مؤسساتية لها نظامها في تسليم هذه الوكالة والحفاظ عليها، ومواصلة وظائفها (رسامة اساقفة وكهنة وشمامسة)، من زمن بطرس تلميذ المسيح (اكثر من الفي عام) وهكذا الى زمن بطرس اليوم لكي يرعى نفس الغنم
اما كهنوت الأب نوئيل (مبروك رسامته 29)، فالمفروض ان مصدره هو نفس الكهنوت الذي اسسه يسوع المسيح في العشاء الاخير، والمفروض ان الرسامة الكهنوتية تحيا في الكاهن ولا تنتهي الى الابد (كالعماذ) اينما كانت المؤسسة او تبدلت الادارة، لذلك لا يمكن للمؤمن ان يشك في حضور القداس (لا تهم بناية الكنيسة) من قبل اي كاهن مرتسم إلا في حالة توقيفه لاسباب تخالف تعاليم الكتاب المقدس او الايمان الكاثوليكي (لا سمح اللـه) ، والاب نوئيل كان قد نشر عبارات ثناء من كبار المسؤولين في الفاتيكان تؤكد عن خدمته الكهنوتية بتفان وحرارة وامانة صادقة
ليحفظ الرب كنيسته ووكلائها من كبيرهم الى صغيرهم وخرافها وغنمها
حـضرات الـقـرّاء الـكِـرام …. سـلام الرب معـكم
مبروك للأب نـوئيل كـهـنـوته …. وهـنيئا له أمانـته في أداء واجـبه
إن أية مجـموعة تـتـفـق مع بعـضها عـلى مبادىء أولـية محـددة في مسيرتها أو مشروعـها ، لا بـد أن يكـون مِن بـينها قائـد مسؤول زعـيم مديـر آمـر شيخ مَلك رئيس منـظـّـم … سَـموه ما شـئـتم
وفي ذات الـوقـت لا يعـني إستـفـراده بالرأي والأمر والقـرار والتـشريع ، ولا هـو مخـوّل بـذلك فالمسألة تهـم الجـميع
إن ملاحـظة الأخـت وسن عـن مار ﭘـطـرس قـيّمة ، وفي الوقـت ذاته لا نـنـسى أنه في مرحـلة ما ، تـدخـّـل في شـؤون الرب يسوع فـنهـرَه ، نـبّهه وتـنـبّأ عـن خـيانـته المقـبلة وفـعـلاً نكـره في اللحـظة الحاسمة وبعـدها تـنـدّم
ثم بعـد القـيامة وفي أول إجـتـماع ( مجـمع أورشـليم ) أفـتى بما لا ضرورة له بل معـرقِلاً فـعـل البشارة مما جعـل مار ﭘـولس ــ ولم يكـن من الإثـني عـشر ــ مضطـراً إلى تـوبـيخه أمام الملأ ، حـيث يقـول (( كان يستحـق اللـوم )) رغـم تـوكـيله بالقـيادة من الرب يسوع ! … فالرجـل كانت عـنـده إيجابـيات وسـلـبـيات
نعـم ، الـرب خـوّل مار ﭘـطـرس لـرعاية خـرافه مؤملاً به أن يقـودهم إلى حـيث المرعى والأمان ــ الخلاص ــ مع المتابعة بعـين مسؤولة و حـريصة
ولكـن إنْ ( … أؤكـد : إنْ ) لوحِـظ إهماله لها ! أو يأخـذهم إلى التهـلكة حـيث الـذئاب تخـطـفها ! أو يـبـث السموم في عـلـفـها
عـنـدئـذٍ لا بـد من محاسبته كخائـن ، بواسطة المؤسسات وضوابـطها ، وإلاّ ستـنهار عـملية البشارة عـلى أيـدي قادة مخـرّبـين عـمـداً
وبالتالي لـن تكـون هـناك كـنيسة
بالتأكيد اخي الكريم مايكل، انا ارى ان اسلوب انتهار يسوع المسيح لتلميذه المقرب بطرس ليس من باب الاستهزاء، بل من اجل التوعية والسير في خطى الرب، وهو موقف نابع من كثرة محبة يسوع لهذا التلميذ وثقته به كأخ وصديق (بالرغم من نكرانه ليسوع وتركه لوحده)، وذلك كي لا يخسر يسوع اقرب شخص اليه، ولانه يعرف معدنه، طلب منه وسلمه اكبر واهم مسؤولية يمكن لقائد ان يعطي لجنديه كي لا تبقى الخراف بلا راعي بين الذئاب ويتبددوا في طريق الهلاك.
وانا لست ابدا ضد محاسبة المخطئ مهما كان منصبه، بل بالعكس فالمسؤول الاكبر (حسب منصبه) له مهمة القيادة بأمانة وحكمة ليكون المثل الاعلى نحو طريق الخلاص، وليس ليبدد الخراف ويظللهم… وانما قصدي الرئيسي كان الاعتراف بوجود سلطة بطرس واهمية دوره في قيادة الكنيسة بأمانة وتضحية كراعي يريد انقاذ الخراف والغنم الذين هم رعيته وكلهم مع راعيهم بطرس هم اعضاء في جسد واحد رأسه المسيح