الإصحاح الثالث
الجزء الأول
مما تقدم من استعراضنا لموضوع ((درجة الكاردينالية)) ومحاولة إعطائها حجم اكبر من حجمها في مسرحية استعراضية كما حصلت مع موضوع (جائزة نوبل للسلام) حيث افرزنا لها سبعة حلقات اضطررنا لكتابتها نشرت في موقع ((KALDAYA.ME)) كانت بعنوان ((جائزة نوبل للسلام اول درجات الصعود إلى ” الهاوية “)) نشرح فيها عدم توافق تلك الجائزة ومتطلبات ترشيحكم لها … كنّا نريد في ذلك لفت انتباهكم للاهتمام (بواجبات) كرسي السلطة وليس (بمكتسبات) ذلك الكرسي وهنا نعود فنذكّر بما طرحناه في موضوع ((العرض والطلب)) وكيف ان العرض يرخّص صاحبه فيفقده حتى صفاته الحقيقية الموجودة فيه اصلاً …
لذلك نقول يا سيدي: دعهم هم من ينتخبوك لتصعد إليهم بكل أنفة فارضاً انت شروطك عليهم مدللاً … وذلك ايضاً لا يتم إلاّ بتوافر شروط واهمها ((الحكمة والعدالة والمحبة والمصداقية والثبات على المنهج)).
لقد تعلّمنا من خلال ممارستنا الحياتية المهنية منها ان الشخص الذي يرنوا الحصول على وظيفة يكتب لمركز القرار شيء من حياته العملية ( CV ) أي نبذة تحريرية عن شهاداته واختصاصه واعماله السابقة … ليتعرّف عليه أصحاب القرار ليتم دراسته من قبل المختصين فيوظفونه في المكان المناسب له … لذلك فنحن نعي هذه المسألة فلا نرى سبيلاً للاعتراض عليها لكن اعتراضنا في ((أسلوب طرح ذلك والوسائل المستخدمة في الطرح)) … فكرسي الوظيفة يا سيدي هو كرسي ((خدمة)) وهو كرسي ((تكليف وليس تشريف)) ويتحوّل ذلك الكرسي ليصبح ((تشريفاً … عندما يتم صناعة الجالس عليه بإضافة مميزات ليست موجودة في صفاته الشخصية لإعطائه هالة برّاقة تزهو بقدسية او خوارق غير متوفّرة في آخرين من حوله ليجعلوه رمزاً يقتدى به وعندما تنتهي الحاجة منه … “ينهونه” أما في اسقاطه “مخدرات، زهايمر جنون … الخ” او تنحيته “احالته على التقاعد” ويكون سعيد الحظ ان حصل ذلك “او تصفيته” قتله “كما حصل مع “بن لادن، صدام، القذافي … الخ)) فتنتهي الأسطورة كما بدأت من ((الفراغ)) ومن هنا نستطيع ان نستنتج ان اغلب من تم تصنيعهم ((كقادة ضرورة او كقادة مرحلة)) هم من اختيار الشركات وليس ممن عرضوا ذواتهم لانتخابهم وحسب مواصفات محسوبة مدروسة ومع هذا تفشل مخابرات الشركات احياناً كثيرة وخاصة في المجتمعات الشرقية في الاختيار فيتمرد المصنّعون على صنّاعهم والسبب انهم يُخْتارون بدون دراسة متكاملة لخلفياتهم ((العقائدية والوطنية والقبلية)) ونعيد الأمثلة للتذكير (القذافي، صدام، أسامة بن لادن ونظيف لهم قادة العراق الجديد) حيث يكون ولائهم الأول والأخير لتلك الخلفيات … وكما يحصل اليوم في العراق الديمقراطي عندما تعارضت مصالح الشركات (الأمريكي ) المصنّعة لقادة المرحلة والسبب هو ولائهم ((العقائدي)) فكانت الغلبة للولاء … وبهذا ستعود الشركات للنظر من جديد للمصنّع لإعادة تصنيعه او تدميره … والآتي من الأيام سيثبت صحة ما ذهبنا إليه من تحليل …
نختتم هذا الجزء سيدي .. حول أسلوب العرض فكلما (كان الأسلوب هزيلاً كانت النتائج سلبية تنعكس على شخصية” المعروض “فتقلل من هيبته وحكمته … وكلما كان الأسلوب محكماً أعطت نتائج كبيرة وصولاً إلى إضافة “هيبة وحكمة” اكبر للمعروض … ) وهنا نعطي مثال بسيط لذلك …
يسعى دائماً الأشخاص الذين يريدون لفت الأنظار إليهم لتحقيق غاياتهم إلى استخدام وسائل ((إعلامية)) تتصف بالذكاء والحنكة للإعلان عن وجودهم وتوجيه الأنظار لهم والمثال الذي سنطرحه اليوم هو ((غوبلز)) رئيس ومدير الأعلام في (الرايخ الألماني) والذي استخدمه (هتلر) لتجييش الشعب الألماني وتهيئته لتحقيق اهداف الرايخ … وقد لاحظنا كم النجاحات التي وصل إليها هذا (الداهية) … فأنظر الفرق سيادتكم …!!
نلتقي في الجزء الثاني بمشيئة الرب ..
الرب يبارك حياتكم جميعاً ..
الخادم حسام سامي
- 23- 8- 2018