رافد جبوري
كاتب وصحفي
رسميا، أصبح بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، مار لويس رافائيل ساكو، كاردينالا، بعد أن رقاه البابا فرانسيس. أصبح عضوا في مجمع الكرادلة الذي يضم رجال الدين الكاثوليك الأعلى مرتبة في العالم، والذين يختارون واحدا منهم ليكون البابا. وينتمي الكاردينال ساكو إلى جيلٍ كتب عليه أن يكون شاهدا على مأساة تناقص الوجود المسيحي في العراق إلى درجة التهديد بالاضمحلال. منذ سنوات، يحاول أن يقاوم حركة هجرة مسيحية إلى خارج العراق، اجتمعت عواملها الأمنية والاقتصادية والسياسية. وإذا كان عدد المسيحيين في العراق قبل الاحتلال الأميركي يقارب المليون ونصف المليون، فقد انخفض اليوم إلى حوالي مائتي ألف، يعيش جزء كبير منهم في إقليم كردستان، حيث هناك احترام أكبر لخصوصيتهم. على الرغم من أن ترقية الكاردينال العراقي تعكس حضور القضية العراقية وهمومها في الفاتيكان، فإن ساكو بالتأكيد يقف على رأس كنيسةٍ تواجه أزمة وجودية حقيقية، وإذا استمرت أوضاع أبنائها بالتدهور، فهي مهدّدة بأن تكون كنيسةً في المهجر الذي استقر فيه مئات آلاف من أبنائها.
لأن معضلة المسيحيين العراقيين كبيرة، يبدو الكاردينال ساكو سائرا باتجاهين مختلفين، فحين يتكلم عن الفظاعات التي يتحملها المسيحيون، يسترسل في الحديث عن الصدمة التي أحدثها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وما فعله بالمسيحيين (وغيرهم طبعا)، وعن تعثر عمليات عودة النازحين إلى المناطق التي تمت استعادتها من التنظيم، وعن اضطرار كنيسته، لتحمل أعباء مساعدة أبنائها، وعن قلة دعم الحكومة العراقية في هذا المجال، أو انعدامه. وليس تنظيم داعش القوة الوحيدة التي اضطهدت المسيحيين، ودفعتهم إلى الهرب، بل أوجدت المليشيات في بغداد والبصرة أيضا منذ سنوات جوا لم يعد المسيحيون يقدرون على العيش فيه. وحتى بعد نزوحهم، هناك عمليات استيلاء منظم على منازل المسيحيين في بغداد وغيرها بعد رحيلهم، حيث يتم تحويل ملكية المنازل لمصلحة القوى التي تسيطر على الأحياء والمناطق. يتوقف الكاردينال ساكو فقط حينما يرى أنه يدعم قضية الرحيل التي يقاومها، ليعود متحدثا عما يتمناه ويأمله، لكن لا يجد شواهد عملية كثيرة لدعمه، فيستعين بما في الدين من أبعاد روحية، تطلب من الإنسان أن يتمسك بما هو أعلى من الظروف الآنية، وأبقى منها.
مضت الأيام التي كان فيها المسيحيون العراقيون، مثل مسيحيي المشرق العربي الآخرين، يحتلون موقعا مميزا في قيادة الأحزاب السياسية الكبرى وعضويتها. لم يعد لهم في النظام السياسي العراقي الجديد سوى كوتا لخمسة مقاعد في البرلمان من أصل 329. يصف ساكو الكوتا بأنها مختطفة، فقد جاءت بنوابٍ، يقول ساكو إنهم جميعا جدد، وستستغرق عملية بناء خبرتهم السياسية وقتا طويلا. ما لا يقوله أن بعضهم جاء بدعمٍ من المليشيات المسيطرة التي انضموا إليها، وهو أمر لم يعهده المسيحيون العراقيون الذي يبتعدون، في العموم، عن العنف والتسلح المفرط.
يتحرّك الكاردينال ساكو بحذر بين براكين السياسة والأمن في العراق، فهو يحيي مبادرة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي وعد بعد تشكيل كتلته السياسية الفائزة في الانتخابات بما سماها الحكومة الأبوية، والأبوية مصطلح قريب لمبادئ المسيحية، لكن ساكو يعود إلى الإشارة إلى أن معناه السياسي يدل على خدمة الشعب بكل إخلاص، ويشبه الجمهورية التي رسم ملامحها أفلاطون، ملمحا إلى عدم واقعية الطرح.
وإذا كان البابا فرانسيس قد رقّى ساكو إلى أرفع المناصب الكنسية، فإنه أعفى قبل سنوات رؤساء فروع الكنيسة الكلدانية في الولايات المتحدة من أوامر ساكو العودة إلى العراق، إدراكا منه للظروف. كما أن محاولة البطريرك ساكو السابقة في توحيد كنيسته الكلدانية الكاثوليكية مع الكنيستين اللتين تضمان الطائفة الآشورية، وهي الثانية في الحجم بعد الكلدانية في العراق، لم تنجح.
رسالة الكاردينال الجديد إلى رعاياه هي التأسّي بما يحدث للآخرين، فعلى الرغم من عمق مأساتهم، يشير ساكو إلى مآسي الآخرين أيضا. .. في زمن صحوة الهويات والتغيير الديمغرافي وصعود النزعات الطائفية والقبلية والصراع من أجل السلطة على كل المستويات، يمضي الكاردينال ساكو في السعي إلى إنقاذ الوجود المسيحي في العراق. كلما تجمعت الغيوم، يحاول أن يشير إلى موضع الشمس، لكن ديناميكيات الوضع العراقي تجعل مهمته أصعب، بل إنه مهدّد بأن يكون مثل دون كيشوت، يحارب طواحين الهواء التي باتت تطحن البشر في صراعاتٍ إثنية طائفية، ذات أهداف سياسية، ليس لساكو ولا طائفته منها شيء، فمن غير أن تمتد يد المساعدة من غير المسيحيين، وخصوصا الحكومة التي من المفترض أن تفهم أهمية التنوع وخطورة التغيير الديمغرافي، فإن الكاردينال في أرفع المجمعات للديانة الأكبر في العالم سيبقى مذكّرا فقط وشاهدا على الصفحات الأخيرة للوجود المسيحي في العراق.
https://www.alaraby.co.uk/opinion/2018/7/5/الكاردينال-العراقي-ومحنة-المسيحيين-1
عندما يشعر الآخرون بمأساتنا ويعبّرون عن وجودنا… فماذا ينفع جمودنا
((( محاولة البطريرك ساكو السابقة في توحيد كنيسته الكلدانية الكاثوليكية مع الكنيستين اللتين
تضمان الطائفة الآشورية، وهي الثانية في الحجم بعد الكلدانية في العراق، لم تنجح.
)))
تحية طيبة للجميع
يبدو بأن كاتب المقال الكاتب الصحفي رافد جبوري
يستنقي معلوماته من المتأشورين الذي ظهر وجودهم بالعراق من بعد 2003 عام الاحتلال
أرجو أن يعيد حساباته بالمستقبل ويكتب الحقيقة
لان السريان بِشَقّيهُم الكاثوليكي والارثوذكسي هم الطائفة الثانية بالعراق ولا يوجد وجود الآشوريين أكثر من 1% بالعراق
لان الآشوريين حالياً موجودين بملاهي شيكاگو ولاس فيگاس وشواطئها عالبحر بأمريكا
وهذا الرابط هو الدليل
https://youtu.be/BC1gkyH2m8g
وشكراً