تعَـوَد البعـض عـلى تجَـنـّـب الصدق والصراحة والوضوح في الكلام، ويراوغـون في التعامل فـيقـلِـبون الموازين ويغـيّرون المعاني ويـبـدّلـون المفاهيم المألـوفة مستـخـدمين ألـفاظاً غـير لائـقة، ناكـرين كل ما يقـولونه عـنـدما ينحـرجـون ويـواجـهـون مُسائلة أو يقعـون في خطأ يُحـسب عـليهم، فـيلجأون إلى إلغاء المفاهيم الواضحة وضوح الشمس فـيتحـول النور إلى ظلمة، ونجـد أنّ ما تعـلمناه وتربّـينا عـليه كأنه صار وهماً وخـيالاً فـنـتـشكـك في صحة نـفـوسنا إنْ كـنا نحـن عـلى صواب أم أولـئـك؟ ونـتساءل هل أنّ ما تربّـينا عـليه هـو المفـروض أن يـسود أم ما نراه ونسمعه هو المطلوب؟ هل الصدق والصراحة في الكلام هـو المريح أم المراوغة والكـذب والتلاعـب بالألفاظ هـو الأكـثر قـبولاً وإستخـداماً بـين الناس في هذه الأيام؟.
فمن هـو كـذلك لا تستـطيع أن تمسك عـليه خطأ لأنه تعـودّ عـلى تغـيـير كلامه، فما يقـوله معـك الـيوم سينكـره مع غـيرك غـداً، وما يـقـوله مع غـيرك ينـقـله لـك بصورة مخالـفة تماماً، والعجـيب أنـك قـد تجـدهُ لا يـبالي ولا يلـومه ضميره على ما يفعله، لأنه قـد أمات ضميرهُ وأطفأ شعـلة الروح الـقـدس بداخله التي تبكـته عـن كل هـذه الأخـطاء، لـذلك أوصانا ربنا يسوع المسيح أن نحـترس في كلامنا ونُـدقـق فـيه، كما وجاء معـلمنا بولس الرسول يوجّه نصيحة لنا لكي يكـون كلامنا مفـيداً فـقال:
ليكـن كـلامكم كل حين بنعـمة، مُصلحاً بملح لتعـلموا كـيـف يجـب أن تجاوبـوا كل واحـد.
خالد مركو