هناك الكثير والكثير لقوله عن هذا المنظر او غيره ولكن سنعتمد الخْفة والبساطة وسنتعرج الى بعض المواقف المطرفة والمضحكة ولكنها في نفس الوقت مقرفة ومُشوه الى درجة الاشمئزاز .
ما ان تصل الى القاصة لدفع حق ما اقتنيته من حاجيات طلبتها المرأة منك حتى تنصدم بعلبة كبيرة بجانب القاصة مكتوب عليها تبرع لبناء جامع إسلامي ( كل ما أقرأ هذه العبارة تنفقد محفظتي ومفاتيح سيارتي انساها عند الرجُل وعليّ العودة من جديد للبحث عن المفاتيح ومن ثم أراها عند علبة الجامع فأخرج مرة اخرى دون المفاتيح ) . يعني ماذا فعلت الجوامع والحسينيات لنا ونحن في بلداننا الإسلامية حتى ننادي ببنائها في العالم الغربي ( ألا نخجل قليلاً من أنفسنا ! بَس لو جنا نخجل كان هذا يكون حالنا ) ! …… نقطة .
لافتات مقرفة منقوش عليها وبخطوط ذهبية وفي كل الإتجاهات بأن المطعم يُقدم الاكل الإسلامي الحلال ، وبجانبه لافتة اكبر من السابقة مخطوط عليها اسواق إسلامية حلال ( بَس البضاعة فرنسية ) وعلى مَيسرها اخرى مكتوب عليها حلاقة رأس بالطريقة الإسلامية ( بس المقص ياباني) وعلى مَيمنها مجزرة إسلامية حقيقية على الطريقة الإسلامية وبجانب الخط صورة كبيرة لِبقرة هولندية موجه لِرأسها نحو العالم الإسلامي ( يعني راح اتصير حلال إذا دارت رأسها نحو القطب الجنوبي ) ! وغيرها من اللافتات والمناظر الغريبة التي تراها يوميا من هذا النفر الهارب والتارك والناقم لعالمه الإسلامي نفسه ….. نقطة .
منظر آخر لا يقل غرابة عن الذي سبق عندما تشاهد الآلاف يجوبون هذه الشوارع وفي هذه الايام وموجه الحر تضرب الغرب وهم بكامل قيافتهم العسكرية . نساء يغطينّ انفسهُنّ ببطانيات إيرانية وكوفيات هندية وكأنهم في القارة القطبية الشمالية ! حتى إذا أطلقت قذيفة روسية سوف لا تخترق ملابسهم الضد الرصاصية ( يا عمي واللـه عيب والمنظر غير إنساني ! هسة مو هيك ولا هيك ) . وبين الحين والآخر تشاهد فتاة غربية وهي شبه عارية تخترق هذه الصفوف المدرعة وكأنها حرامية ! ترتجف كل ما اقتربت من احداهنّ . صارت الفتاة الغربية شاذة في شوارع بلدها ونحن نلعن كل دقيقة هذا العالم الغربي ( لا اجد كلمة لوصف المنظر هنا ) !!!!!!!! نقطة ..
ما تقف في الإشارة الضوئة إلا وتشعر برجفة إلهية قادمة من ضربة قوية لأحدهم على بلورة السيارة وهو يحمل معه مجلد يحوي على عشرات الأحاديث والصور للمفقودين والشهداء ومبتوري الاعضاء ( عبالك جايب باكستان كلها الى سيارتي ) ويطلب منك العون لمساعدة كل الموجودين في الملف الذي يحمله ( هسة آني اشلون راح اتأكد واتحقق من قصة الكتاب الذي يحمله والإشارة لا تستغرق غير ثواني معدودة ) ! فما عليك غير أن تضرب رأسك بالمقود وتضغط على دواسة البنزين وتقود وتهرب من المكان وإن كانت الإشارة تقول عكس ذلك او أن تبحث عن بارك لتصف سيارتك ومن ثم تدعوا الممثل الى اقرب قهوة او مطعم لتبحث في مصداقية الملف الذي معه ( بس راح يقول هذا المطعم والقهوة حرام ما ادخل اليها ) واللـه فكرة ..
يلفون في المقاهي والمطاعم وكل واحد يحمل معه ملف وصور وآيات وأحاديث يطلبون تارة للمساعدة في بناء جامع او لمساندة الفقراء في العالم الإسلامي او يحمل احدهم ألبوم صور لعشرات الاطفال ويقول انه محتاج للمساعدة في تغذيتهم ( اي والـله لو هذا الملعنون مو مليونير ما يقدر الف سنة ضوئية اخرى في دفع اجرة المهرب الذي اوصل هذه السرية الى الغرب ) ! سرية كاملة من المشوهين والمبتوري الاطراف وعندما تشاهدهم لا تقدر على النوم لأشهر عديدة ويطلب منك المساعدة وعندما ترفض او لا تستجيب يقول لك اللـه كريم وهو الاكبر والقادر على كل شيء ويقوم بشتمك وسَب العالم الغربي الذي هو فيه ولكن لا يسأل نفسه لمرة واحدة لماذا اعطاه الرب لهؤلاء المشوهيين وتركهم في الشوارع دون الرعاية ! وعندما يحين موعد الآذان وهو بالصدفة أمامك يقول لقد حان وقت الصلاة ويسألك عن اقرب جامع في المنطقة ( ويطلبون منك أن تحافظ على ضغط الدم ) !! …… نقطة .
أحياناً يستهويني مشهد لدراما او فلم معين او مبارة كرة القدم او اي لعبة مُشوّقة اخرى فآخذ مكان هادىء في الصالون للإستمتاع بما هو معروض حتى تنقطع الصورة والصوت ويخرج صوت آخر تماماً وكأنه جالس معك على الكنفة وهو يؤذن ( يا ربي هذا اشجابة هسة ) فما عليّ غير ان اندب حظي وحظ اللي خلفوني واهرب للشارع .
ما ان تفتح الراديو وأنت تقود سيارتك حتى تتصدع بالدعاية الإسلامية عن إفتتاح مطعم جديد يقدم أكلات حلال مائة بالمليون ( يعني إسلامية وهابية فقهية طهرانية مُطعمة بالتوابل الإفغانية ) ! كيف يُقدمون هؤلاء الاسلاميون الاكلات الحلالية في الدول الحرامية إذا كان كل أكل العالم الإسلامي قادم من دول الغرب الحرام ( واللـه الشغلة صارت اكثر من المصخرة نفسها ) بعدين ليش يقدمون اكل حلال في عالم حرام وماذا يفعل المسلم في العالم الحرام أصلاً ! وهل هذا يعني إن العالم الغربي كل طعامه حرام في حرام ّ. أليس من الافضل وأشرف للمسلم الحلال ان يبقى في دول الحلال بدلاً من الهجرة للدول الحرام ! . وبعدين كيف يستقدم هذا الحلال الطعام الحلال فهل يأتي بالأبقار والمواشي والطيور من الصحراء الغربية أم من مراعي طهرانية أم يعتقد فعلاً بأن تغير رأس الحيوان لجهة معينة قبل النحر تضحى فعلاً حلال ( واللـه فكرة ) ! . بيض إسلامي حلال ( و اْشلون يكون البيض الحرام ) ! فلافل إسلامية حلال ( هل يقول لي احدكم ماهو لون الفلافل الغربية ) افران وخبز إسلامي حلال ( بس الفرن والغاز والخميرة والمكان حرام والباقي كله إسلامي حلال ) ! .. هذا والعشرات الاخرى من الأمثلة الغريبة فعلاً ..
كل هذا وهم هائمين في دول الحرام ، ويكررون لك ستون ألف مرة باليوم بأن اللـه قادر على كل شيء ويشكرونه ويحمدونه على نعمته وعلى إنجازات الرائعة التي قدمها المسلمون في كأس العالم الاخيرة ولكن لا يذكر احدهم لماذا يشارك المسلم في كأس العالم وهو في دولة حرام بنت الحرام !
والاهم من كل هذا وذاك هل يحق لنا بعد ان اتسنجدنا بهذا العالم وارتمينا دخلاء عنده فقدموا لنا كل العون والدعم وتعاملوا معنا وكأننا من اهل الدار أن ننعتهم بآكلي الحرام ؟؟؟؟ ولكن الاهم من هذا ايضاً هو : ماذا استفدنا نحن المسلمون خلال كل هذه القرون من اكل الحلال ! واللـه لا يوجد غيرنا احنا الحرام ….. نقطة .
لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو الهوزي 03/07/2018