يوسف تيلجي
ومضة : ” إذا وجد الإرهاب الفكري فقد وجد كل إرهاب ، كما أنه إذا وجدت الحرية الفكرية زال الإرهاب كله .. فلا حرية إذا لم توجد الحرية الفكرية وإذا وجدت فقد وجدت كل حرية ، ومن المستحيل أن نكون أحرار ما لم نكن أحرارا في تفكيرنا وفي التعبير عنه ” / عبداللـه القصيمي ( 1907–1996 مفكر سعودي يُعتبر من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل بسبب انقلابه من موقع النصير والمدافع عن السلفية إلى الإلحاد ، وبسبب مؤلفاته المثير للجدل ومن أشهرها “العرب ظاهرة صوتية ” ) .
أستهلال:
أبلغني أحد العلمانيين العقلانيين المتحررين ، أنه حلم حلما / رؤية … للأسلام ، وسأرويه لكم كما نقله لي .. وقد يقول البعض أن هذا الحالم / العلماني ، زنديق أو كافر ، وأن حلمه يحسب عليه أيضا ، فلما كان الحالم كافر فالحلم أيضا يكون مضمونه كفرا ، وأنا أقول هي أمانة دعونا نسردها ، وكما يقال “ ناقل الكفر ليس بكافر ” ، وأصل هذا القول هو ( .. ويعبر عنه أيضاً بـحاكي الكفر ليس بكافر ، قد وردت على لسان بعض أهل العلم ، ومن أولئك الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وشيت بن حيدرة في كتابه حز الغلاصم ، وهذه القاعدة صحيحة فيما إذا كان الناقل يحكي الكفر فقط، أو يحكيه ويرد عليه ، وهذا في القرآن والسنة كثير ، وأما إذا كان ناقل الكفر ينقله مقراً له أو موافقاً فهو كافر كالقائل. / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى ) ، وسأرويه بصيغة المتكلم .
المقدمة :
هناك أفراد ينهجون / يتبعون ، العلمانية بعد وعي أو كرد فعل من الواقع الفكري والديني الذي يعانوه ، وهناك أفرد يولدون علمانيون ، لأنهم يتنفسون العلمانية ، وطائفة وسطية يقفون بمنطقة رمادية ، حيث أنك تحتار على أي منهج تحسبهم ، وطيف أخر من الناس يكفرون العلمانية و العلمانيون .. ألخ ، وتعرف العلمانية / حسب بعض المصادر القريبة من الأسلاميين ( وترجمتها الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللا دينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر / نقل بتصرف من صيد الفوائد ) ، أما التعريف الأكثر دلالة و الأكثر منهجية فهو أن ( العَلمانية هي فصل الحكومة والسلطة السياسية عن السلطة الدينية أو الشخصيات الدينية . وتعني أيضاً عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية ، كما تكفل الحق في عدم اعتناق دين معيّن وعدم تبني دين معيّن كدين رسمي للدولة . وبمعنى عام فإن هذا المصطلح يشير إلى الرأي القائل بأن الأنشطة البشرية والقرارات وخصوصًا السياسية منها يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير المؤسسات الدينية .. / نقل من الويكيبيديا). وبعيدا عن هذا التعريف وذاك أرى أن العلمانية هي .. (هي رؤية حداثوية لمؤسسات الحكم والنظم / كالدولة مثلا ، غير مؤطرة بأي أطر دينية كانت أو قومية ، عرقية ، أثنية ، فهي نظرة أيدولوجية متحررة من أي قوالب معتقدية ، أنتمائية أو سياسية للفعاليات الحياتية عامة).
النص :
أن هذا الحلم هو رؤية ، علمانية للأسلام ، ولما كان القرأن والسنة والأحاديث .. ومن بعد الأجتهاد والفتاوى / علما هناك توافق و أفتراق بين مفردتي “السنة والأحاديث” لا مجال لبيانهما في هذا الموضع ، هو منهج وحياة المسلمين ، فأنصب الحلم كله على هذه المفاهيم ، الحلم بغايته ذو طابع علماني بعيد عن كل الأطر التي تكفر وتلغي الأخر بشكل عام .. قرأن ومبادئ أسلامية كلها تسامح وسلام ومحبة وتعايش ، جاء الحلم بقرأن علماني خالي من النصوص التالية / والنصوص المذكورة وردت على سبيل المثال وليس الحصر ، وهذا يشمل أيضا أي نص يتشابه أو يتوافق أو ينسرد تحت نفس الغرض أو المعنى أو المقصد ، وليس من أستغراب في الأمر !! ألم يوقف عمر في عام الرمادة ( .. قد حدثت زمن الخلافة الراشدة الأولى أن ألمت بالمدينة مجاعة زمن عمر بن الخطاب ، فكيف تصرف هذا الخليفة الراشد ؟ وكيف دبر أمر أمته ؟ لنعرف ويعرف المسلمون جميعهم معنا كيف سيتصرف الخليفة الراشد زمن الخلافة الراشدة الثانية الموعودة قريباً بإذن الـله تعالى، وليعرف المسلمون جميعاً أنه لن يحفظ لهم دينهم وأرواحهم وكراماتهم وأرزاقهم إلا خليفة راشد يحنو عليهم كأب كما فعل عمر بن الخطاب في عام الرمادة… / نقل بتصرف من موقع الوعي ) ، حد السرقة ، ومن بعد منع سهم المؤلفة قلوبهم ..، وقد يجوز حدثت أحداث أخرى لم يوصلها التأريخ لنا في زمن الخليفة عمر أو غيره ، لسبب أو لأخر ! فليدعى هذا الحلم / من باب المعاملة بالمثل ، بعام العلمانية ، أو عام العلمنة تيمنا بعام الرمادة ، .. ومن النصوص التي جمدها أو حيدها الحلم ، هو التالي / وهي كما أسلفت وردت على سبيل المثال وليس الحصر :
1. أيات السيف، كقوله تعالى ( براءَةٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللـَّهِ وَأَنَّ اللَّـهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّـَهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّـَهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّـَهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/1- 5 .
2. نصوص التكفير ، ( .. فلم يخطر بالبال –قبلُ- أنّ هذه المسألة –أعني بيان كفر اليهود والنصارى وأنهم في النار – ستحتاج إلى بيان ، ودفع شبه ، وعناية من الدعاة إلى الـله ؛ إذ أنَّ ذلك من المسلمات التي لا ينبغي أن يطرقها التشغيب . ولكن لما كان هذا وجب البيان ؛ إظهاراً للعلم ، وإقامة للحجة .. ولعلي أقتصر على ذكر الأدلة الموضحة لما سبق تقريره :
|