من يطلب السلام يجب ان يحققه في داخله اولاً وينقله لمحيطه ثانياً

 الحلقة الثانية

في الحلقة الأولى أعـلنّا أن مَن يطلب جائـزة السلام يجب ان يحـقـق شرطه وهو ((المحـبة)) ، فالسلام بدون محـبة دعوة زائـفة بل مخادعة ترمي إلى الحصول عـلى مصالح ماديّة لتحـقـيق شهـوات جسدية (تمجـيد الذات ، كرسي سلطوي ، أموال لإخضاع الآخرين بها … الخ) وكل هذا منبعه هذا العالم وطبـيعة هذا العالم وإله هذا العالم ، وهنا سنـذكّـر غـبطتكم بالأعـمال التي جعـلـتـنا نـقـول هذا من خلال دراسة لشخـصكم الكريم …

من خلال موقعكم على كرسي الكلدان وفي اليوم الأول لـتـنصيـبكم عـلى هذا الكـرسي كانت لكم موعـظة قـيّمة جـداً ألقـيتها أمام حـشد من مسؤولي الدولة والمؤمنين أعـلنـتَ فـيها أنك لن تـتبع سياسة مَن سبقـوك وإنما ستكـون لك سياسة جـديدة وبصمة متـفـرّدة تـقارع الفساد وتحارب المفسدين والذي هو الموروث الثـقـيل الذي أرهق كاهل مَن سبقـوك وجعـلهم يخـضعـون له لإستـشرائه في المؤسسة الكـنسية الكلدانية ، وهـنا أعـطيت الخـطوط العـريضة لمسيرتك القادمة . إستبشر المؤمنون خـيراً وعـمّ السلام في قـلوبهم بإنـتهاء الحـقـبة السوداء التي لطّخـت جـبـين هذه المؤسسة الروحـية ومسيرتها الرائعة (بشهادتك سيدنا) فكانت أول أعـمالك تصفـية الإكـليروس الذين لم يعـطوك الولاء (خـصومك) وخاصة من الأساقـفة القـوميـين الكلدان ونـتـذكّـر صراعـك مع سيادة المطران سرهـد جمو الذي أطلقـت عـليه تسمية (المطران المتمرد) لأنه لم يخـضع لقـراراتك على الرغم من أنك لم تخضع يوماً ومنذ كـنت كاهـناً لقـرارات أساقـفـتـك ويومها كانوا يدعـونك (بالكاهن المتمرّد) (ونذكـر في ذلك ترشيحك لنفسك كـعـضو مجلس بلدية الموصل بدون العـودة إلى رئيس أساقـفة الموصل حـينها المطران الشهـيد مثلث الرحمات (بولس فـرج رحو) وسنأتي عـلى ذكـر هذا الموضوع بمشيئة الرب لاحقاً) .. وعـندما إطمأنت إلى ما وصل إليه صراعـك بتـقـديم سيادته نفسه عـلى الـتـقاعـد وعـلمت أنه سوف لن يشكل خـطراً عـليك ، أرسلت له الوفـود لكي يقـف على إستـقـبالك في المطار لتعـلن للعالم إنـتصارك ، وهذه الرسالة كانت ناقصة لِما شاهـده العالم من أحـداث وقـتها في إلتزام سيادة المطران بطقسه وعـدم المشاركة بالطقس الذي رغـبت فـرضه على المؤسسة وهنا كان تـفـريغ غـضبك على الرهبان الذين أطلقـت عـليهم لـقـب (الرهبان الهاربـين …!) وهم الأب نوئيل والأب بـيتر ، أما قـصة الأب أيوب الذي رحل إلى عـقـيدة أخرى ويعـزى هـذا كـلّه إلى الكـبرياء والغـرور وفـقـدان السلام في داخلك الذي إنعكس على قـراراتك ، ناهـيك أن هـؤلاء لم يسجـدوا أمام “قـداستك” ولم يُقـبّـلوا يـديك الكـريمتين ، لقـد إنـتـقـمت بصورة غـير مباشرة من (المطران المتمرد) في الوقـت الذي لم تصدّق حضوره لإستـقـبالك في المطار حـتى عانـقـته وإنهـمرت عـليه بالقـبلات ، من هنا أوضحت للعالم بأنك تعـمل على شعار (الكـيل بمكـيالين أو أكـثر) لخدمة مصالحـك …

سيدنا غـبطة البطريرك الجليل ((لم نلحـظ ابداً ومنذ اليوم الأول لدراسة شخـصيتك أنك عـشت في سلام مع نفسك فكـيف تستطيع أن تطلب أن تمنح جائزة السلام … وعـن أي سلام تـتحـدّث ((فـفاقـد الشئ لا يعـطيه لأنه لا يمتلكه)) ..

عـلى مدى الخمس سنوات العجاف التي مرّت على حياة المؤسسة الكـلدانية ، لاحظنا هجـرة المسيحـيـين الكـلدان من عـقـيدتهم إلى عـقائد أخـرى ينـشدون فـيها الإحـترام والمحـبة والسلام الذي لم تستطع أن تجـسده غـبطتكم بسبب عـوامل عـديدة وهي ((بدلاً من أن تحارب الفساد والمفسدين كما وعـدت في اليوم الأول لتسنمكم دفة قـيادة المؤسسة ، نراكم بدأتم بحماية الفاسدين وبالحـفاظ على الفساد في المؤسسة)) وقـد أعـلـنـتها غـبطتكم بلسانكم عـنـد لقاءاتكم في الكـنائس مفـتخـراً بالفساد الذي يعم ويشمل تلك المؤسسة بل وساهـمت في نـقـله إلى المجـتمع الكلداني بواسطة واجهـتكم السياسية (الرابطة الكلدانية) حـتى وصل الفساد إلى الإزدراء بالرب يسوع المسيح وأمه القـديسة البتول مريم العـذراء وبكل الرموز القـومية والوطنية … لأنك بحماية الفاسدين تطالبهم بالولاء لقـيادتك ظنّاً منك بأنهم سيـبقـون على العهـد معـك ، وأنت تعـرف جـيداً أنهم مِن أوائل مَن سيهجـرونك عـندما تدور الدوائر وبهـذا تكـون قـد ساهـمت بشق المجـتمع المسيحي الكلداني وزرعـت حـرباً فـيه لا ((( سلام ))) .

بركة الرب يسوع المسيح معكم دائماً

كادر الموقع