يمكن ان يكون لما سأقوله اليوم للبعض مُضحِكاً او غير مهم ولكنني لا اجد فيه اي ضحكة وهو المهم الذي يجب حصولهِ ..
منذ سنوات لا بل قرون نحن الكلدان المنشقين عن الكنيسة القديمة نمر بمنعطفات وتقلبات تاريخية وشخصية ولم يخلو يوم إلا ودخلنا منازعات عقيمة مع الآشوريين كان او الآراميين او السريان ( هذولة شيريدون منا ) . واليوم يشتدد ذلك الصراع اكثر من اي وقت مضى ..
هناك تخبط في كل الإتجاهات ومع الجميع ويتداخل مَن هب ودب في إنكار القومية الكلدانية من جهة وإنسابها الى الآشورية من جهة اخرى ومن ثم يظهر البهلوان السرياني ينفي ويلغي القوميتين ناسباً لهم للآرامية السورية ومن ثم يأتي المؤرخ الانترنيتي وينفي وجود اي قومية كلدانية اصلاً !! .
طيب : ماهو الحل إذاً ! كيف سنخرج من هذه الزجاجة ونعي مَن نحنُ !
الإستمرار في هذا الصراع النافي والناكر والناسب سوف يقضي على الجميع ، وسيرحل الكل دون معرفة اي طريق للمستقبل ، ومن ثم سيضيع ذلك المستقبل بين ارجل الجيل الجديد والذي سوف لا يكترث لأي من تلك القوميات وستضمحل رويداً رويداً الكنيسة معهم وينتهي الاسم ..
نحن شعب وكنيسة مستقلة منشقة او منفصلة من الكنيسة القديمة وعمرنا الآن يزيد على خمسة قرون وهذا التاريخ كاف وواف للإستقلالية وتشكيل قومية مستقلة . قومية تكون منفصلة عن التاريخ وتشبعاته المعقدة والتي سوف لا نصل بها الى اي نهاية واضحة ( كل جمعة وثلاثاء راح يجي واحد مثل السيد افريم ويقول لنا انتم آشوريين واللـه تعبنا مو حتى الـله سَكر بابَّ على هالموضوع ) ! . إذاً :
قومية جديدة اسمها القومية الكلدانية ! هذا هو اسمنا الجديد . لا يهمنا من اي فرع انطلقنا او اي لغة استعملنا او من اي كنيسة انسلخنا . لدينا شعب يزيد عن باقي القوميات عدداً ، لدينا كنيسة مستقلة عن تلك الكنائس ، لدينا تاريخ واف لإحترامه ، لدينا لغة او لهجة محكية ( راح نجد اسلوب كتابي لها ) لدينا رؤساء دينيين وأكاديميين ومثقفين واعين فلا ينقصنا غير الإنفصال وتشكيل قومية جديدة . اللغة ليست عارض أمام اي قوم ، فأغلب الشعوب الافريقية تتحدث الفرنسية ولكنها لا تنتمي للقومية الفرنسية . اغلب شعوب الدول المستقلة تتحدث الروسية ولكنها لا تنتمي لتلك القومية . أي إن اللغة ليست شرط في تحديد نوعية القومية . فاللغة تُكتسب وتُستخدم وتستحدث عبر التاريخ وليست شرط من شروط تشكيل القومية ابداً . والإنشقاق التاريخي الذي سيتحجج به البعض هو الآخر ليس شرطاً في تحديد مسار اي قوم . ففي كل يوم يتم إنسلاخ في الاحزاب العالمية ويتولد منها احزاب جديدة . الزوعا صار زواوع . كل خمسة ايام يخرج حزب جديد ويسمي نفسه ببيت نهرين او شباك الرافدين او أبواب نينوى وهكذا الحال مع الجميع . فلماذا يتوقف ذلك عند الكلدان ! نحن نشكل اليوم قومية جديدة ونمتلك كل المقومات في ذلك وهي القومية الكلدانية المستقلة . طُز في كل التاريخ الذي لا يمكن إستيعابه او ترجمته او تحديده من قِبل الجميع . لكم تاريخكم واسمكم وقوميتك ولكل واحد منكم الحق في اللعب بتاريخه او اسمه او جذوره كما يحلو له ونحن بدورنا سنلعب بتاريخنا الجديد وسنبحث عن لون بشرتنا القديمة ( إنشاء يكون لون جْدّي أصفر ) ! .
نتخلص بذلك من كل الغوغاء الحاصل . لا الاكاديمي له الحق في نشر مزمورات سريانية ناسباً لنا لها ولا للسيد مموكا واستاذه الموّفق الحق في إنسابنا لأجدادهم السورين ولا هُم يحزنون .
القومية الجديدة تضم كل الشعب الكلداني وكنسيته ويحق للجميع الإنتساب اليها وكذلك الخروج منها ولكنه غير مسموح في العودة للزبالة التاريخية وإرجاعنا للصفر التاريخي .
يتم بموجب القومية الجديدة تأسيس قوانينها ووضع دستور لها من قِبل المختصين ونبدأ من نقطة الصفر . نقطة . تاريخ قوميتنا يبدأ من عام 1552 م اي عمر قوميتنا اليوم 465 سنة .
يحق لنا قانونياً وإنسانياً وحتى تاريخياً أن نجد لنا اسم جديد ومستقل عن كل دهاليز التاريخ وكُتبهِ المتفرعة ومنازعاته العقيمة . هذه وبحسب رأي الشخصي ستكون ضربة قاضية على اي افندي انترنتي يأتي في كل اربعة دقائق بكتاب نافي كل الذي سبق وكل الكُتب الآخرى ولاغياً لتاريخ حسب اهوائه الفنطازية . لا تاريخ لكم ، لا اسم تُسمونَ به ، لا قومية لكم ، لا ارض لكم وغيره من التسقيطات اليومية . كُنا ناصريين او احوازيين او منغوليين او طاجيين او غيره فهذا لا يهمنا بعد اليوم ولا علاقه لكم به . .. ونحن بدورنا لا علاقة لنا بكم ولا نعتدي او نسلب فيها على حقوق وتاريخ واسم اي قومية اخرى .. نحن نقوم بتحديد مصيرنا اليوم ، ونُشكل لنا اسم جديد بعيد عنكم وعن تاريخكم وهلوساتكم ، ولا نسمح لكم بالتدخل في القومية الجديدة واسمها وتاريخها ومصدرها ولغتها وجذورها . نحن نبدأ من نقطة الصفر . تاريخنا ولغتنا واسمنا ومصدرنا وجذورنا القديمة وقبورنا إن تواجدت او غير ذلك فهذا شأننا وليس شأن احد منكم .
نُقدم اوراقنا لهيئة الامم المتحدة لإدراجها في القوائم المستحدثة ونرسل نسخة من دستور واسم القومية الجديدة الى الحكومة العراقي ونتصرف ونتعامل ونتعاطى مع القادم حسب الهوية الجديدة والاسم الجديد ( على الاقل نحدد تعاملنا مع الباقيين في العراق يمكن نصف المساعدات تذهب للاخوة الاعداء من السريان والآشوريين وغيرهم ) !!. نقطة .
صادقاً سنرتاح ويرتاح الجميع بهذه الخطوة . والاهم من هذا وذاك سوف نلغي الرابطة ( مامعقولة رابطة كلدانية في رابطة كلدانية ) أي سوف لا نحتاج الى روابط جديدة ولا منازعات ومناوشات يومية ، ولا إتهامنا بالتبعية المارونية الرومية ولا هُم يحزنون . وسيرتاح الاخ زيد ( مو إنشقت بلاعينة ) وسيهدأ السبي ولا يتغنى المزاميري بالتأوين ولا حُجج للأخيقري بلون بشرة القوم الجديد وسيرحل الآرامي ( خلي يروح يلعب بعيد مو شق ملاعبنا ) وسينتهي المُوَفّقي في التنقيب والبحث عن المصادر المملة وسيرتاح الجميع ..
هي فكرة قد تكون غريبة للوهلة الاولى ولكنها صحيحة وعلمية إن لم يكن لأحدكم طريقة للتخلص وإنهاء كل هذا الجدل العقيم والذي يزيد في طوله عن قرون دون جدوى او حتى أي بارقة امل في الافق . هذا افضل حل لكم وللجميع !! نقطة .
كل عام والاسم الجديد والقومية الجديدة بخير وسلام ، ولِباقي القوميات الاخرى محبتي ومودتي .
لا نحتاج الى المقولة لهذا اليوم لأننا سنبدأ من الصفر ! والـله فكرة !!!! .
ملاحظة : لقد ارسلتُ إقتراحي هذا الى موقع البطريرك واتمنى ان اقرأ او اتطلع على رأيهم ..
الكلمة موجودة على المنبر الحر واتمنى ان اسمع او اقرأ رايكم فيها .. مع التقدير .
نيسان سمو الهوزي 30/12/2017