ابعد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، بلاده، عن اي حسابات مالية او مسؤولية لاعادة اعمار المناطق التي دمرت في العراق نتيجة الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية، وخصوصا في مدينة الموصل، تاركا العراق يبحث عن دول مانحة أخرى لتغطية “الفاتورة الهائلة” للأعمار.
شبكة ان بي سي “NBC” الأمريكية، أوردت تقريرا، عن التكاليف الهائلة لإعادة الأعمار، وتهرب ترامب وادارته من مسؤوليتها فيها، مؤكدة، بان 3000 طن من الركام المفخخ والمليء بالجثث والقنابل، الذي أمست عليه مدينة الموصل، يحتاج الى ما يزيد عن 100 مليار دولار لإعادة أعمارها، مبلغ ترفض ادارة ترامب المشاركة في دفعه، على الرغم من مسؤوليتها عن الدمار الكبير الذي حل بالمدينة.
يشار الى ان الشبكة أكدت، بان خطوة العراق القادمة، ستكون محاولة استحصال الدعم المالي لإعادة الاعمار من ايران، وكذلك من دول الخليج وأهمها السعودية، فيما تحاول الأمم المتحدة تقديم ما يمكن ايضا، الامر الذي قد يعني ترك الولايات المتحدة، خارج اطار التحالفات القادمة للعراق بعد انتصاره على داعش، بسبب عدم وجود تعاون مالي او استثماري مشترك، يساعد في اعادة بناء المدن المحررة.
التقرير شبه حالة مدينة الموصل وخصوصا القديمة، بتلك التي كانت عليها مدينة “هوي” الفيتنامية، في اشارة الى اتهام الولايات المتحدة بالتسبب بالدمار الهائل عبر أساليبها في القتال، فيما أكد المحلل الأقدم في مؤسسة “ديجيتال غلوب” للتصوير الفضائي “ستيفن وود” للشبكة، بان شكل مدينة الموصل اليوم يطابق ما حل بمدينة “درسدن” الألمانية، اثناء الحرب العالمية الثانية.
يأتي هذا في الوقت الذي حمل فيه أهالي الموصل، المجتمع الدولي والولايات المتحدة، مسؤولية اعادة اعمار مدينتهم، بحسب التقرير، حيث قابلت الشبكة المواطن “عمار اسماعيل ابراهيم”، الذي أكد بان “العراقيين قاتلوا داعش بالنيابة عن العالم، والان حان الوقت ليقف العالم مع الموصل”.
الشبكة أكدت أيضا، ان الصندوق الذي أعدته الأمم المتحدة لاعادة اعمار واستقرار العراق، حصل على 392 مليون دولار فقط الى الان من التبرعات، كانت “حصة الأسد” فيها من نصيب الولايات المتحدة التي قدمت 115 مليون دولار، خلال الفترة السابقة لموقف ترامب، لتحل ألمانيا بعدها 64 مليون دولار، ثم الإمارات والكويت بمبالغ ليست بالكبيرة، فيما غابت أسماء باقي دول الخليج عن هذا الصندوق، رغم قيام منظمات قطرية بالمساعدة في اعادة أعمار مدينة الرمادي بعد تحريرها.
ان بي سي أضافت نقلا عن سيناتور أمريكي لم تذكر اسمه، ان الموقف الأمريكي الأخير الرافض لمنح العراق اي مساعدات مالية لاعادة الأعمار، يأتي بسبب “الفساد” الكبير والمستشري في جسد الحكومة العراقية، حيث أكد السيناتور، ان وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تليكرسون”، ابلغ نظرائه العراقيين، بان الولايات المتحدة لم تعد تمارس “بناء الدول”، مضيفا، بان المسؤولين العراقيين توقعوا تدفق الملايين من الدولارات الأمريكية بعد القضاء على داعش، لكن الحكومة الأمريكية فاجأتهم ورفضت تقديم اي اموال، بسبب الفساد، مشددا، على ان تجارب الولايات المتحدة السابق في الاستثمار في بناء حكومة عراقية لم تنجح، خصوصا ضمن برنامج “اعادة اعمار العراق” الذي أطلق بعد عام 2003.
يشار الى ان الموقف السياسي الأمريكي الحالي، قد تعرض الى نقد شديد من الجانب الألماني، والذي اتضح خلال مناظرة أجريت في منتصف تموز الماضي بين السفير الألماني للعراق والذي كان يشغل مساعد مدير التحالف الدولي لإعادة استقرار العراق “بروس”، بان الولايات المتحدة “تتحمل مسؤولية الكثير في العراق”، ردا على ادعاء نظيره الأمريكي “دوغلاس سيليمان”، ان مسؤولية الدمار تقع على “داعش وداعش وحده”، حيث شدد السفير الألماني والذي خاضت بلاده تجربة النهضة من رماد الحرب العالمية الثانية، بان الرفض الأمريكي لتحمل المسؤولية عن اعادة الأعمار سيتسبب في بطئ العملية وثم توقفها، متسائلا عن الذي سيحصل بعدها، متوقعا ان تأتي قوة جديد لتملئ الفراغ، قد تكون بحسب راية، روسيا، او ايران.
http://www.dijlah.tv/index.php?page=article&id=204642