رسالة الى سيادة المطران عمانوئيل شليطا الجزيل الاحترام

سُـلمت هـذه الرسالة بالـيد إلى سيادة المطران عـمانوئيل شليطا راعي أبرشية مار ﭘـطرس الجـزيل الإحـترام قـبل مغادرته سان ديـيـﮔـو لحـضور السنهادس البطريركي المنعـقـد في روما، لـتـوضيح الحـقـيقة أمامه ــ إنْ كانت غامضة ــ ولكي أضعه وسط الصورة بشأن مجـريات الأمور التي حـدثت في الأبرشية، لكـونه مطراناً جـديـداً للأبرشية ومن الضروري أن يطـلع عـليها.

في هـذه الرسالة أحـبـبت أن أضعه أمام ضميره الأسـقـفي ومسؤوليته الرسولية كأسقـف وراعي للأبرشية في أن يجـد الحـلول الـناجعة لإنقاذ أبرشيته من الضياع كـنسياً وقـومياً وتحـرير ذاته من منابع الشر التي تحـيط به سواء كانت داخـلية أم خارجـية، تلك المصادر التي كانت سـبـباً في خـراب كل ما كان شامخاً بأبرشيتـنا في عـهـد سيادة المطران سرهـد يوسب جمو.

بما أني لم أستلم أية إجابة عـلى هـذه الرسالة مِن قِـبَـل سيادته، لـذا أنـشر لكم أيها القـراء الأعـزاء نصّها ليطلع عـليها جميع أبناء شعـبنا الكـلـداني، ولكي نضعكم بالصورة الكاملة، وكـشف الحـقـيقة لكم عـن الحالة التي وصلتْ رئاسة كـنيستـنا الكلدانية بأساقـفـتها وكهـنـتها بعـيداً عـن رسالة ربنا يسوع المسيح التي مِلـؤها المحـبة والتسامح والسلام. وأن نـبَـيّـن للجـميع مسيرتـنا وإصرارنا عـلى الإصلاح في كـنيستـنا الكـلـدانية مستـنيرين بنـبراس رسالة الرب يسوع المسيح.

نص الرسالة:

سيادة الحبر الجليل مار عمانوئيل شليطا الجزيل الاحترام

سلام بالرب يسوع

اكتب اليكم بمحبة بنوية وغيرة كنسية عن مجريات الامور التي اوصلتنا الى هذا المسلك المتشنج من جميع الاطراف في الخروج عن الاصول الكنسية، والتي نسعى جاهدين لحلها بموجب روح العدل والحق المؤسسة على الرب يسوع المسيح وكنيسته المقدسة.

رأس مشكلة ابرشية مار بطرس ومخطط الشر عليها منذ تأسيسها هو القس صبري قجبو، هذا قبل انتمائي الى الابرشية، وبعد انتمائي لها، وكشف جلياً هذا المخطط عندما تعينت في خورنة مار ميخا معاوناً لخوريها. حاول راعي الابرشية سيادة المطران مار سرهد جمو جاهداً ان يصلح سلوك هذا الكاهن المهيمن على قلعة كنيسة مار ميخا ادارياً سواء بالترغيب، أو بالتطميع، أو بالسلطة، ان يبني في داخلها الروح المسيحية والكنسية لكنه لم يستطع لان ارض الواقع والامكانيات لم تكن متاحة. عند التحاقي بابرشية مار بطرس تم تعييني في خورنة مار ميخا، لان راعي الابرشية كان على أمل في ان يزرع روح جديدة داخل هذه الخورنة من خلال معرفته المسبقة بالقس بطرس (بيتر) لورنس بواسطة سيادة المطران جبرائيل كساب، من ضميرٍ مسيحي، وحس كنسي، مما تدفعه للعمل بغيرة ومصداقية، دون النظر الى المصلحة الشخصية.

خلال السنة الاولى من خدمتي داخل هذه القلعة، ماذا اكتشفت؟ بؤرة فساد وشر يقودها كاهن يحيطها اشخاص تربطهم مصالح أما شخصية (علاقات خاصة)، أو عملية (بزنز)، أو سياسية،  على شكل عصابة، كل واحد منهم يهيمن على جزء من الكنيسة، لا يمكن المساس بهم لانهم ذو حصانة، أما ان تكون معهم، أو تكون خارج نطاق العمل الكنسي. بلغت مطران الابرشية بما توصلت إليه، فقال انا اعرف بهذا. الان ماذا يجب ان نعمل داخل هذه القلعة التي تقودها عصابة برئاسة كاهنها؟ البداية كانت: انشاء مشاريع روحية جديدة داخل الكنيسة، وادخال كوادر عاملة جديدة الى الكنيسة. جوبهت هذه المشاريع بالمعارضة، ومحاولة تخريبها عدة مرات. لكن بفضل الله ومساندة راعي الابرشية وصلت الى ذروتها بعد اربعة سنوات من العمل الدؤوب. حينها عندما رأى مطران الابرشية ان الوقت قد حان في ان يكسر طوق القلعة الحصين بستخدام سلطته الاسقفية، واستأصال بؤرة الفساد والشر من الكنيسة قامت القيامة عليه وعلينا وظهرت نوايا الشر على حقيقتها.

لكن مع الاسف ان غبطة البطريرك بدل ان يساند اخيه الاسقف على قلع الزؤان من كنيسته، أخذ يحمي ويساند بؤرة الفساد والشر، ويضرب بسلطته بكل ما عنده من قوة الابرشية وكهنتها، حتى يحمي الفاسدين والاشرار، ويسمع لاقوالهم التي ملئها الحقد والضغينة والكذب. حاولنا مراراً وتكراراً ان نقول لغبطته ان ما تقوم به هو خطأ فادح اتجاه ابرشيتنا. لكنه أخذ يضرب بقوة وبقوة وبعنادٍ كأنه القضية شخصية ضده. القضية حقيقةً هي قضية فساد وشر داخل كنيستنا كان يجب ان يقلع، ونحن نعلم ان هذا يقدم به تضحيات. الكثير يقول: انا والقس نوئيل ضحية مطران سرهد، أو البطريرك، لكن انا أقول: اننا ضحية الفساد والشر الذي حاربناه وما نزال نحاربه في كنيستنا بضميرٍ واعي ومحبةً لكنيستنا.

سيادة الراعي الجليل احببت ان احيطكم علماً عن حقيقة الامور التي ذقنا مرارة الالم بسببها وما زلنا. اطلب من سيادتكم ان تنقلوا رسالتنا هذه الى آباء السينودس المقدس وبامانة لكي ترسوا في كنيستنا الحق والعدل الذي مصدره الرب يسوع المسيح. وسيادة المطران سرهد جمو شاهد على كل ماكتبت.

ودمتم في حماية امنا العذراء مريم.

الاب بيتر لورنس

الكاهن الامين