مارتن لوثر الكـنيسة الكلدانية

عـندما قام مارتن لوثـر بإعلان آرائه التي كانت تخـتـلف عـن تعاليم السلطة الكـنيسة الكاثوليكـية في حـينها وإعـترض عـلى صكـوك الغـفـران، إنهالت عـليه التهم بالهـرطقة والإنشقاق وغـيرها، وصدرت بحـقه عـقـوبات بالحـرمان الكـنسي، إلاّ أن ذلك لم يثـنِه عـن التبشير بالإنجـيل حـتى إستطاع أن يجـمع أعـداداً كـبـيـرة من مؤيـديه وأصبحـت فـيما بعـد ((الكـنيسة الـلـوثرية)) ….. وأخـيرا، وبعـد مرور 500 عام أفاقـت الكـنيسة الكاثوليكـية وإعـتـرفـتْ بغـلـطتها وظلمها له، فأقـرّت عـلى لسان الـﭘاﭘا فـرانسيس بأن مارتن لوثـر هـو مُصْلح للكـنيسة.

وما أشـبه الـيـوم بالبارحة، إنـنا نحـن الـيـوم أمام ظاهـرة الأبـوَين ــ نوئيل وﭘـيـتـر ــ الـلـذين تـمّـت محاربتهما مِن قِـبَـل رئاسة الكـنيسة المتمثـلة بالـبطرك لـويس! لا لـذنب إقـترفاه وإنما لـتمسكهم بالقانون الإلهي وبتراث آبائهم الكـلدان ــ كـنسيا وقـوميا ــ وهـذا لا يروق للبطرك ساكـو، الـذي:

(1) زاغ عـن أصالة آبائه الكـلـدان فألـف كـتابه ((آباؤنا السريان)) …

(2) أدخـل في قـداسه ــ الساكـوي ــ نـصوصاً من الطقس السرياني الـذي وضحه لـنا سيادة المطران سرهـد جـمو في إحـدى محاضراته منـتـقـداً هـذا الـقـداس، ومن شـدة ألمه من هـذا الـتـشـويه إنـفـعـل في حـينها وقال مخاطبا البطرك لـويس ــ تـريـد سريان روح عـنـد السريان!! ــ .

ورجـوعاً إلى الأبـوَين نوئيل وﭘـيـتـر: إنهالت عـليهما العـقـوبات ونعـتِهم بألفاظ لا تليق بأن تخـرج من فـم قائلها!!! …. إلّا أنّ تمَسّـكهما بكهـنوتهما الذي لا يستطيع أحـد أن يجـرّدهما منه، جـعـلهما يـتـفانا لخـدمة مذبح الرب. فالأب ﭘـيـتـر يعـمل لساعات طويلة من أجـل إعالة زوجـته وولـدَيه ولا يتخـلى عـن كهـنوته، والأب نوئيل يقـيم مع اهله ليستطيع إكـمال خـدمته الكهـنوتية، حـيث كان في البـداية يقـيم الـقـداس في دار والـده إلى أنْ إستطاع بمسانـدة الخـيّـرين من إستـئجار كـنيسة مار يوحـنا لإقامة الـقـداس حسب الطقس الكـلداني الأصيل ……

وقـد يتصوّر الكـثيرون أن الأبوَين (نوئيل وﭘـيـتـر) هـما خارجان عـن القانون ويحاولان الإنـشقاق عـن الكـنيسة، لكـن بعـد متابعة الأمور وتحـليلها وفـق المنطق يتضح أنّ هـذا التصور خاطئ! لأن موقـفهما الكهـنوتي قانوني وسليم بشهادة الكـرسي الرسولي. وقـد نـشر الأبوَين وثائـق تـثـبـت ذلك ـ إلّا أن البطرك بتعاليه وغـروره لم يـعِـر لها أهـمية، لأنهما لم يطيعا أوامره بالعـودة إلى العـراق متجاهلا كل الـقـوانين والوقائع التي تمكـنهما من البقاء في أبرشية مار ﭘـطرس، لـذا نستطيع القـول أن كـنيسة مار يوحـنا المستأجَـرة ليست ضد البطرك ولا ضد الأبرشية كـما ليست منـشقة عـن الكـنيسة الكـلـدانية، بل هي كـنيسة إيمانية لا تجامل أحـداً ولا محاباة عـنـد الـله!، وتـنـتهج نهجَ الآباء وتراثهم الـذي شوّهه البطرك ساكـو، هـدفها هـو الإصلاح وإظهار الحـقـيقة … وبهـذا يمكـن أن نطلق عـلى الأبوَين نوئيل وﭘـيتر ((مارتن لوثـر الكـنيسة الكـلدانية)) والـزمن كـفـيل بإثبات ذلك ولو بعـد حـين، وإنّ غـداً لـناظره لـقـريب.

أبو النور