الحـلـقة الثانية
بقـلم مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
هـل الكاهـن المسيحي مدعـوٌ إلى رسالة فـيستجـيب لـلـنـداء ، أم يخـتار له الكهـنـوت وظيفة كأداء ؟ …
في كـلمة لـلحـبر الأعـظم فـرانسيس إلى الأساقـفة ، مُـركــّـزاً عـلى الإنـتباه الرعـوي الواجـب إيلائه للعائلات والإكـليريكـيـين ! قال :
(( تعـبَ العالم من الكـذبة الساحـرين ومن الكهنة والأساقـفة العـصريـين ، بإستطاعة الناس إشتمامهم فلأبناء اللّـه أنـْـفُ اللـّه . بإستطاعة الناس ــ إشتمامهم ــ فـيـبتعـدون عـنهم عـنـدما يرون فـيهم حباً وتلاعـباً للـذات ، وعـنـدما يرونهم قـطاع طرق مدافعـين عـن قـضاياهم في حـروب صليـبـية عـبثية )) …..
قـدم البابا هـذه التـوصيات للأساقـفة ليضطلعـوا بعمل رعـوي فـيه الكـثير من الرحمة قائلاً :
(( الإهـتمام جـيداً بالإكـليريكـيات . لا تـنغـرّوا بالأرقام وأعـداد الدعـوات بل بنوعـية التلاميذ . لا تهـتموا للأرقام والأعـداد بل فـقـط للنوعـية . ولا تحـرموا الإكـليريكـيين مِن النمو إلى حـين يتمتعـوا بالحـرية التي تسمح لهم بالبقاء أمام اللـّه بسلام وسكـينة ، فـلا يكـونوا فـريسة أهـوائهم وعـبـيد ضعـفهم ، بل أحـرار في تـلـقـف كلّ ما يطلبه اللـّه منهم )) .
ثم أضاف : (( أطلب منكم أيضاً الحـذر والتصرف بمسؤولية عـند إستـقـبال الطلبة أو الكهنة في كـنائسكم المحـلية . أطلب منكم التحلي بالحـذر والمسؤولية وتـذكــّـروا أنه لطالما كانت هناك علاقة وثيقة بين الكـنيسة المحـلية وكهـنـتها ، ولم يكـن هناك يوما قـبول للكهنة الجـوالين أو المتـنـقـلين من مكان إلى آخر وهـذا هـو مرض عـصرنا )) .
*********************
كان ذلك تـوجـيه من أعـلى سـلـطة في الكـنيسة الكاثـوليكـية ، لـيسمعه كـل قائـد يحـمل الرسالة المسيحـية ، ويعـتـبر نـفـسه مطيعاً مقـتـفـياً آثار المسيح المؤدية إلى الحـياة الأبـدية …
وكأن البابا يقـول لهم : إرسـموا خـطوطكم الـبـيانية بـوجـدان ، لا أنْ تستـقـدموا خلاّن فـتـزيغـون وتـزيحـون علان من أجـل أمر تافه أياً كان !! فـفي المسيح لا فـرق بـين إبن الرافـدين أو السودان !! فـرأس عـرفاء الـوحـدة أدرى بالمعـسكـر والبستان ، وليس جـنـدي آخـر زمان ــ لـْـحـيمي ــ يُطـلـَق له العـنان !!!…. الكلام كـثير ولكـن يـؤجـل الآن .
باكـورة الكهـنة كانـوا تلاميـذ المسيح رجال ( لا نـساء ) ، لم يكـونوا مسبقاً للمسيح أصدقاء ، ولا أولاد أمراء أو أبناء ذوات أثـرياء ، بل إخـتارهم عـن عـمـد ، صيادي سمك غـير مثـقـفـين ضعـفاء ، لـيـبـدأ تـلـمَـذتهم من الصفـر ويـصبحـوا للـبـشر صيادين أكـفاء ، وقـد أكـد ذلك الرسـول ﭘـولس في رسالـته قائلاً : إخـتار الـله جُهّال العالم لـيُـخـزي الحـكـماء ، وإخـتار ضعـفاء العالم لـيُـخـزي الأقـوياء .
أرادهم المسيح أن يكـونـوا ملح الأرض ونـورَ العالم … فـيشع نـورهم وتـطيب ذكـراهم عـنـد مَن يأتي بعـدهم ، وعـليه يُـفـتـرض بكـل إكـليريكي مهما كان يحـمل من رتـبة ، التحـلي بصفات أولـئـك التلاميـذ النخـبة تملـؤه المحـبة ، وإلاّ سـيـكـونون إنـتهازيـين مصلحـيـين ينـظر الناس إليهم بـرَيـبة .
إن عـشرات السنين الماضية أنجـبت كهـنة أتـقـياء ( كانـوا منـذ يوم رسامتهم أكـفاء ) عـظاتهم إرتجالية وعـميقة تستحـق الـثـناء ، لا داعي لـذكـر الأسماء فـمنهم مَن رحـل وآخـرين ينـتـظرون نـداء السماء حـين يلاقـون ربهم بفخـر وإباء .
أما الكهـنة الشـباب الـيـوم بحاجة إلى تـنـشـئة وتـوجـيه صارم بإعـتـناء ، العـتـب عـلى مطارنـتـنا الأجلاء في الكـنيسة الكـلدانية الشماء ، وبـطـركـنا منهمك بسفـرات سياحـية أنيقة غـيـداء ، لا يهـمه إنْ كان ملكـوته عـلى الأرض أم في السماء .
إنـتـظرونا في الحـلـقة الثالثة …
عزيزي مايكل ؛ كنت أفضل أن يكون عنوان مقالك ” هـل الكاهـن المسيحي مدعـوٌ إلى رسالة فـيستجـيب لـلـنـداء ، أم يخـتار له الكهـنـوت وظيفة كأداء ؟ ” وهذا العنوان ذو مغزى وتساؤل عند غالب المؤمنين ؛ ورغبتهم في مدى مصداقية الكاهـن المسيحي , مضطلع وقبلها مؤمن بهذا النداء ومدى تمكنه روحيا , ومـُــنــْــــشَــدٌّ الى الرسالة الروحية قبل التطلع الى ملذات الدنيا المادية الباذخة أحياناً. والبركة في الكهنة الغيورين على رعاياهم. مَــثــَـلي من الراحلين منهم يوسف شليطا وأکتفي
أشكـر تعـلـيـقـك أخي أبـو سامان
عدد سفرات البطرك تفوق عدد سفرات أي وزير خارجية في العالم !!
البطرك يسافر هوايه من اجل التوعيه فتراه اي بلد يزوره يعمل لقاءات ونقاشات وتراه يستخدم كلمة يعني كثيرا للايضاح