Articles Arabic

الأبـوّة نعـمة إلهـية

الاب بيتر لورنس

خلق اللـه الإنسان بصفات ومواهـبَ تميّـز الواحـد عـن الآخـر، مأخـوذة من صفاته الإلهـية، ومن هـذه الصفات (الأبُـوّة) التي لا يمتـلـكها أي كان إلاّ الـذين وُهِـبتْ لهم كما يقـول الـقـديس بولس. إن كمال صورة الأبوّة يعـطيها لنا الرب يسوع في مثل الإبن الضال (لوقا 15: 11-32)  وفـيه يـبـين الرب يسوع موقـف الأب من الإبنين الأصغـر والأكـبر، الـذي من خلاله يعـطينا درساً رائعاً في مفهـوم الأبوّة لكـل مَن يحمل هـذه الصفة وهـذا الإسم، سواءاً كان بايولوجـياً أم روحـياً.

موقـف الأب مِن الإبن الأصغـر:

يطلب الإبن الأصغـر من أبـيه أن يعـطيه نصيـبه من الميراث لكي يستـقل بذاته، والأب إستجاب لطلبه. فأخـذ الإبن مال أبـيه وأنـفـقه عـلى شهـواته وملذاته إلى أن جاع ! إلى درجة كان يشتهي أن يأكل الخـرنـوب (أكل الخـنازير) لأنه لم يعـرف قـيمة ميراث وعـطية الأب. فـلما ضاقـت به الدنيا قـرر العـودة، لكـن مع الأسف بنـفس المستوى الـفكـري الخاطىء، في أن يجعل مِن نـفسه عـبداً (أجـيراً) عـند أبـيه.

من الطبـيعي أن يكـون كل واحـد منا، ذلـك الإبن الأصغـر، إلاّ أنه من الطبـيعي أيضاً لا يُـشتـرَط أن يكـون كل أب مثل ذلـك الأب في مثل الإبن الضال. أب يستـقـبل إبنه مجـدّداً ويسمع طلبه ذي المستوى الفكـري المحـدود، ويفاجـئه بما لا يتوقع: ألبـِسوه الحلة الفاخـرة والخاتم ، وإذبحـوا له العجل المعـلـوف، لأن إبني هـذا كان مائتاً فعاش وكان ضالاً فـوُجـِد.

إنه موقـف أبـويّ غـير إعـتيادي لأنه، أولاً: الأب دوماً لا يقـبل لإبنه أن يكـون عـبداً ولا أجـيراً، فالإبن هـو أميـر في نـظـر للأب. ثانياً: عـطايا الأب مهما كانت فإنها تـفـوق حـدود فكـر الإبن. ثالثا: عـمل الأب هـنا هـو برهان تربوي، فـلم يعاتِـب ولم يعاقِـب.

موقـف الأب من الإبن الأكـبر:

عـندما سمع الإبن الأكـبر مِن بعـيد صوت الإحـتـفال، سأل عـما يحـدث: قالوا له أن أخاك رجع وأنّ أباه إستـقـبله بفـرحة! فغـضب الإبن الأكـبر رافـضاً الـدخـول إلى الحـفـل . ذهب الأب إليه ودعاه للمشاركة في حـفـل إستـقـبال أخـيه. فـصار يعاتـب أباه قائلاً: جَـدياً لم تعـطِني لألعـب مع أصدقائي! وهـنا يواجَه الأب بمستوى فكـري آخـر محـدود مِن قِـبَـل الإبن الأكـبر، فأجابه: مَن قال لك لا تأخـذ، إنّ الـذي لي فهـو لك أيضاً. الأب يفـتح أمام الإبن الأكـبر باب ميراثه وعـطاياه بالكامل، ويحاول أن يُخـرجه من محـدوديته الفكـرية المحصورة في زاوية الأب المهـيمن على خيراته دون المساس بها إلّا بما يرغـب، وأن يحـرره من الحسد والغـيرة القاتلة تجاه أخيه الأصغـر. إنه موقـف أبويّ صاعق يتصف بـ:

أولاً: عـطايا الأب للإبنين بلا حـدود يجـب عـليكما التمتع بها. ثانياً: الأخـوّة أغـلى من مال الـدنيا.

ثالثاً: قـيمة الإبنين بالرغم مما فعلا بالنسبة للأب، هي قـيمة عـظمى، ولا يمكـن أن تـسـيّج بمحـدودية.

خاتمة:

الإخـوة والأخـوات الـقـراء الاعـزاء:

هـذه هي صورة الأبـوّة الحـقـيقـية التي يكـشفها لنا الرب يسوع من خلال هذا المثل، لكي نـتعـلم منه درساً لم يُعـلـّمه فلاسفة وعـلماء العالم كله بأوج عـظمتهم مثلما يعـلـّمه الرب يسوع، بهـذا النقاء الإلهي، فـلنـتمثل به إذا قـبـِلنا أن نكـون آباءاً بايولوجـياً أو روحـياً.

 

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • عزيزي
    خلي ساكو يتعلم شنو معنى الابوة ، بهدل الكنيسة والمهاجرين ، شوكت نخلص من هاي البلوة ، مسوي نفسه عالم الغيب وذكي ولا واحد ما يفتهم الا هو ،صدق المثل: ما بقى بالدار الا العار

  • الأبُــوّة هي … أن يجـعـل الأبُ يشعـرون أولادَه بأبـوّته لهم
    أما ساكـو البطرك الحـبـيـب ، فإنه عاجـز عـن ذلك
    الأب هـو الـذي يضحي من أجـل أبنائه ، وليس الأبناء يضحـون من أجـله
    وهـنا لسنا نـقـصـد أن لا يحـتـرموه

  • صحيح الاب يضحي من اجل ابنائه، لكن على الأبناء اللذين أخطأوا بحق أباهم ان يأتوا ويطلبون المغفرة عما اقترفوه، كما فعل الابن الشاطر، هو الذي أتى الى ابيه وقال ما قال… فعلى القس نوئيل وبيتر ان يطلبوا المغفرة لما اقترفوه بحق البطريرك، ولا يمكن ان ينكروا ذلك لان البطريركية
    طلبت منهم تقديم اعتذار رسمي لتطاولهم بعبارات خارج اللياقة الأخلاقية، اذا أرادوا ان يرجعو الى الكنيسة الكلدانية

    • قـصة لعازر والغـني
      البطرك هـو سيكـون الغـني يتـنـقـل بسيارة مـدرعة مع حارس بكـلاشـيـنـكـوف وخاصة في المناطـق الآمنة
      ولعازر الـفـقـير هـو نوئيل وبـيتـر

    • السيد توما اوراها
      ان موضوعي هذا هو موضوع انجيلي عام. انا لم اتطرق الى البطريرك أو غيره. لكن كما يقول المثل إلي على رأسه بطحة يحسس. اذاً يتضح من خلال ردك هذا علناً ان البطريرك هو صاحب الجريمة ولسنا نحن
      من جهة اخرى خبصتنا على القس نوئيل والقس بيتر يجب ان يعتذروا. يعتذروا على ماذا! على اخطاء لم نقترفها، واذا عندك دليل قولها ونحن مستعدين. المشكلة تكون بسيطة اذا أخطأ الابن يعتذر لوالديه، لكن إذا اخطأ الاب لمن يعتذر. لان الاب خطيئته تسبب جرح كبير للعائلة، ولا تحل إلا اذا كانت له الرجولة والجرءة في ان يعتذر ويصحح مسيرته على مدى الزمن. ومن هنا يمكن ان تعود المياه لمجاريها

  • ونعم الكلام والجواب اب بيتر كل ما تكرزون به مع الاب نوءيل يءخذونها على أنفسهم مع العلم ان اللذي تركزون به هي تعاليم المسيح فقط

Follow Us