Articles Arabic

رجال دين الكنيسة الكلدانية لا يؤمنون بربّهم ولا بميراث كـنيستهم ـ الجـزء الأول

الاب بيتر لورنس

إن ما وصلت اليه الرئاسة الكـنسية الكلدانية اليوم من ظلم، والحكم بسلطتها عـلى كهنـتها وشعـبها، هو نتيجة عـدم ايمانها بالرب يسوع وفعله الخلاصي، وتـرك مـيراث الكـنيسة الأصيل فـفـقـدت توازنها بسبب ابتعادها عن روح الانجـيل من محبة وغـفـران وتسامح وأبـوّة وتعـليم وتـدبير. لـقـد أصبحت فارغة من جوهـرها، لأنهم لا يسمعـون إلا صوتهم وافكارهم، ويطلبون من الاخرين ان يتـبعـوهم دون المساس بهم وبمصالحهم، كأنهم بُـدلاء للرب يسوع، وهـذه هي خـطيئـتـنا!

رئاسة الكـنيسة الكلدانية لا تـؤمن بربها: 

في العالم حـقـيقـتان لا يمكن ان نحجب نظرنا عـنهما:

الاولى مطلقة وهي اللـه ووصاياه ، وإبنه الرب يسوع المسيح من تعـليمه وعمله وحـدثه الخلاصي على الصليب .

والثانية ذات قـيمة عـليا وهي الانسان .

لا يمكـن لأية مؤسسة في العالم ــ حتى الكـنسية بالرغم من وجـود العـنصر الإلهي بداخلها ــ ان تكـون بديلة عـنهما، فإذا تعـتـقـد انها بديلة عن الـله المطلق وقـيمة الإنسان العليا ، فهي مخـطئة في خـدمة رسالتها ، لأنها بشرية ومحـدودة.  فالكهنوت هو خادم للـه المطلق وللإنسان ذي القـيمة العليا بالنسبة للخليقة. إنّ رسالة المؤسسة الكنسية هي أن تكـشف صورة الـله المطلق بإبنه الوحـيد الرب يسوع المسيح، للانسان ذي القـيمة العـليا، وان تكون خادمة لهما من خلال البشارة الخلاصية بلغة متحضرة لها اثرها في عالم اليوم، وليس العكس حـين تجعـل من الـله ووصاياه خـداماً لما تبتغـيه مصالحهم وخضوع الانسان لهم بواسطة الكلمة الالهية والخروج عن المبدء الالهي وهو :

(أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك إله غيري) و(ان تحب الرب الهك من كل قـلبك وكل نفسك وكل قوتك، وان تحب أخيك مثل نفسك) .

بطريرك كنيستنا الكلدانية يضع شعاراً باطريركـياً اكبر من حجمه (تجـديـد ، وتأوين) . السؤال المطروح : هل أنّ تعـليم وعـمل الرب يسوع يحتاج الى تجـديد؟ إذا كان يحتاج الى تجـديد، فـهـذا يعـني ان في تعـليمه وعمله نقصاً! حاشى لربنا أن يكـون قـد علم وعمل شـيئاً فـيه نـقص. هنا تـكـون الرئاسة الكنسية قـد زاغـت عن رسالتها، فـبدلاً مِن ان تكـون كاشفة ومعـلمة لتعليم الرب يسوع وعمله والإقـتـداء به في ان تعـطي لشعـبها الرب يسوع ووصاياه، فإنها تعـطي فكـرها وسلطتها، حتى يغـيب اصل الحـقـيقة التي فـدى بها الرب يسوع العالم على الصليب … هـذه الحـقـيقة الالهية هي التي تجعل من الانسان إبن لـله، وحُـراً في الارتـقاء انسانياً واجـتماعـياً وثقافـياً. 

ما هـو التجـدد لديكم؟ هـل في ان نجعـل من صورة إيماننا موازية لـ”سورة الفاتحة” في كـنائسنا! أو أن نرفع المصلوب من الصليب، ونخلي كـنائسنا من التماثيل والأيقـونات، حتى نـقـول اننا نؤمن بإله واحد. هل نحـن اليوم نحتاج الى تبرير وتجـديد لكي يفهم الآخـر بماذا أؤمن؟ هل تعـتـقـدون ان التأوين لعقائدنا ومقـدساتـنا والإستخـفاف بها، يجعلهم يؤمنون بما تؤمن، أو يرضون عليكم؟ نحن نؤمن بتعليم الرب يسوع وعمله من اجل خلاصنا، لان الرب يسوع يقـول: (اذا رأوا اعمالكم الصالحة …) وليس … اذا تنازلتم واستخـفـفـتم بجـوهـر إيمانكم، يعـرفـون انكم تلاميذ الرب. 

مار توما ومار أدي وتلميذه مار ماري، بشروا ــ بالمسيح في ارض الكلدان ــ شعـباً وثـنياً لا يؤمن بالـله، لكـنهم آمنوا بالكـرازة، لأنهم أعـطوا لهم المسيح الرب المخلص كما هو بالانجيل، وليس مسيحاً آخـراً كما يحلوا لهم. لأن كـرازة الرسل الى الشعب الكلداني كانت نابعة من جوهـر المسيح المخلص، الذي يجعـلهم حـقـيقةً أبناء لـله واحـراراً بحـقه، ويصحح صورة انسانيتـنا المطبوعة صورته بداخلها. اين انتم يا خلفاء مار توما ومار أدي من كـرازة الانجـيل الحقة، والشهادة للرب يسوع بكل تعـليمه وعمله.

أم هي مجـرد سلطة صورية سرابية تـظهـر كأنها حـقـيقة، لكـن عـنـدما تصل إليها تلاحـظ أنها إخـتـفت تخـتـفي لأنها سراب لا تعَـبّـر عـن حـقـيقة وجودها. أما الايمان بالرب المسيح هو حـقـيقة فـرضت وُجـودها في العالم البشري بكل فكـرها ومبادئها دون نـقص أو تخـفـيف، يكـتـشف العالم ان الرب يسوع هو أبن لـله، وهـذه هي شهادتـنا دون تجـديد أو تأوين. 

خاتمة:

قـضيتـنا اليوم ليست قـضية ظلم على ابرشية مار بطرس إبتـداءاً مِن اسقـفها وكهـنـتها، لكـنها منذ البداية كانت تحمل في جـوهـرها قـضية ايمان باللـه، وابنه الوحيد يسوع المسيح، وكـنيسته المقـدسة التي دافع عنها مطران الابرشية وبعض الكهنة الغـيارى، لكي يجعلوا من ايمانهم وعـقـيدتهم صورة ناصعة كالثلج لا تـشوبها ظلال، ولا يـدنسها فكـر دخـيل. ان الضريبة قـد دفعـناها، ونحـن مستعـدون ان ندفع الكـثير من اجل هـذا الايمان، الذي تـشوهه رئاسة كـنيستـنا الكلدانية اليوم بروح بعـيدة عـن خـدمة الـله المطلق وقـيمة الإنسان العـليا.

 

Follow Us