يوسف تيلجي
الأستهلال :
الدين موضوع محدد وموصوف وفق أركان ومرتكزات معينة ، وهو عامة نصوص وطقوس وممارسات وعادات ، أما عندما نتعرض الى مصطلح ” فكر ديني ” فأننا نذهب في مسارات متعددة ونربطها بهذا الدين ، حيث يصبغ هذا الدين بهذه المسارات ، ومن أهم هذه المسارات .. مسارات أنسانية وثقافية وفكرية وأجتماعية ، مع أختلافات مذهبية وعقائدية أقتضتها مسألة التجزأ والتفرق ، والأسلام كدين له القدح الأعلى في هذا المضمار .
النص :
الأسلام كدين : يعرف على أنه ” هو الاستسلام لـله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله، لأنه المبلغ عن ربه . ولهذا سمي إسلاماً : لأن المسلم يسلم أمره لـله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، ينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام ” / نقل من موقع نحن العرب . أما الفكر الديني ، كتعريف فهو موضوعا أخر غير الدين ، وقبل تعريفه ، أود أن أقول أن البعض يوغل أعمق من التعريف ، حيث يبين علاقة الفكر الديني بالتفكير الديني ، وبهذا الصدد يبين د. يوسف ربابعة / موقع عمان نت ، أنه : ” ثمة مصطلحان مختلفان لمفهومين مختلفين أيضاً ، فالحديث عن التفكير الديني يختلف عن الفكر الديني ، فالثاني هو نتاج للأول ، أي أنه ليس هناك فكر ديني إلا من خلال التفكير فيه ، فالفكر هو قضية تاريخية إنسانية أنتجتها ظروف المكان والزمان والمنهج والأدوات ، وهو أيضاً متغير على وفق أدوات التفكير التي أنتجته في لحظة معينة . ” ، ويمكن تعريف الفكر الديني الأسلامي / تحديدا ، بأنه ( كل ما أنتج فكر المسلمين منذ مبعث الرسول إلى اليوم في المعارف الكونية المتصلة بالـله سبحانه وتعالى والعالم والإنسان الذي يعبر عن اجتهادات العقل الإنساني لتفسير تلك المعارف العامة في إطار المبادئ الإسلامية عقيدة وشريعة وسلوكًا ) أو هو ( كل ما ألفه علماء المسلمين في شتى العلوم الشرعية وغير الشرعية بغض النظر عن الحكم على مدى ارتباط هذا النتاج الفكري بأصل العقيدة الإسلامية ) ، من هنا ممكن أن نبدأ بقراأتنا الخاصة للموضوع .
أضاءأت :
وحتى نقرأ ما نحن عليه الأن من ” واقع ووضع وحال ” الذي هو مزري بكل معنى الكلمة ، يجب أن نمهد بهذه الأستهلال .. أن الأسلام كدين يقوم على أركان خمسة ، ويدل عليها حديث “بني الإسلام على خمس ” ووردت في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة ، وهي أجمالا كما يلي : ( شهادة أنّ لا إله إلا الـله وأنّ محمداً عبده ورسوله ، إقامة الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً ) ، أما الأسلام كعقيدة ، وحسب الكثير من المصادر ، منها التالي :www.blog.saeeed.com و amen1418.wordpress.com، ويقوم الأسلام على اللأركان العقائدية الستة التالية / الأيمان بالـله ، الأيمان بالملائكة ، الأيمان بالقدر ، الأيمان بالكتب ، الأيمان بالرسل والأيمان باليوم الأخر . ولكن هذا الربط بين ” التفكير الديني والفكر الديني ” من جهة والأسلام كدين ” من جهة أخرى ، وضع من الأسلام كدين في بودقة ليس لها من الأسلام المتداول / الاركان والعقائد ، سوى الشكل والمظهر ، فالتفكير الديني جرد الدين من لبوسه المتمثل بالأركان والعقائد وأخضعوه لتأثيرات كثيرة ، وجعلوه أسيرا لتأثيرها الفكري عليه ..
1. أن الأسلام ، بقى كفكر متحجرا ، فبدل أن يتبنى الحداثة والتقدم والحضارة والتعقل كرديف له في نهجه وفي سلوكه وفي مظاهره ، ولكن نرى أن الأسلام تبنى عكس ذلك ، لأنه تبنى الفكر الديني العربي البدوي ، بكل مكنونه وكل تقاليده البالية وكل أعرافه العصبية ، وأبتعد عن محور التقدم الغربي وتطوره ، فبقى الأسلام يعيش في قمقمه بعيدا عن المطروح في العالم وكل الذي يدور من حوله ، لأجل ذلك تأخر وتخلف الشرق الأسلامي بمجمله عن الغرب المسيحي بمعظمه ، ويبين ، في بعض من هذا الجانب ، المفكر محمد أقبال (1877-1938) / موقع قنطرة – نقل بتصرف ( .. وفيما يتعلق بمسألة تفوق الغرب على المشرق فإنه يرى كباقي مفكري جيله كنتيجة لتوالي قرون عديدة من “ التحجر الذهني ” للإسلام . لذلك ينبغي تجديد الفكر الديني حسب رأيه : “ إن المهمة المطروحة على المسلم المعاصر ذات حجم لامتناه . عليه أن يعيد التفكير في مجمل النظام الإسلامي دون أن يقطع كليا مع الماضي”. وإحدى الشروط الأساسية في عملية التجديد هي تناول العلوم الحديثة تناولا نقديا : “ إن الطريقة الوحيدة التي ما تزال مفتوحة أمامنا تتمثل في التعامل مع العلوم الحديثة باحترام لكن بموقف مستقل مع ذلك ، وتقدير التعاليم الإسلامية على ضوء ما تمنحه هذه العلوم من إنارات “ ) .
2 . أن أكثر تفاعل وحراك أثر في الدين هو الفكر الديني ، المتمثل بالثقافة البدوية التي كانت قبل وفي وبعد صدر الدعوة المحمدية ، فمثلا تلاحظ على الجهاديين ( شكلا وملبسا ومظهرا وكلاما … ) كأنهم من عصر البعثة المحمدية ، أما الأفعال من صلب وحرق وسبل عيون وجلد .. فهي أكبر دليل على أن الجهاديين يعيشون ويمثلون حقبة عصر النبوة ! وهذه كارثة ، لأنها دليل على أن الأسلام لا زال يعيش في حقبة الرسول بكل ثقافتها البدوية المتعصبة والمتوحشة من حيث العادات والطباع والتقاليد ، ومهملا الحاضر ، ولاغيا حتى الفكر المستقبلي في وعيه المغيب.
3 . أما القول بأن الرسول جاء منهيا لعصر الجاهلية ومبشرا لبداية عصر جديد وهو ” حقبة الأسلام ” ! ، فقبل تعليقي على الموضوع ، أود أن أسرد الحديث التالي ( عن ابن عباس قال : بُعثَ الرسولُ أربعينَ سنةً ، فمكثَ ثلاثَ عشرةَ سنةً يُوحى إليه ، ثم أُمِرَ بالهجرة فهاجرَ عَشرَ سنينَ ، و مات وهو ابنُ ثلاثٍ وستين . نقل من صحيح البخاري- كتاب المناقب \باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة – حديث : 3711 ) ، وأنا أقول هل تكفي السنوات المذكورة في الحديث أن تغير من تأثير القبلية بكل سبلها الثقافية والمجتمعية وما تضم من تقاليد وأعراف وعادات على الأسلام كدين ، هل تكفي هذه السنوات أن تنهي عصر وتنذر ببداية عصر أخر ، وهل تغيير العصور تكفيها سنوات معدودة ! ، خاصة العقلية العربية العصبية الجاهلية تحتاج الى عقود طويلة لأجل التغيير ، لذا أرى أن الدين ظل تحت تأثير الثقافة القبلية في زمن الرسول أيضا ، وأمتد هذا لحقب متتالية بعد وفاة الرسول ، ومن بعض الشواهد ، مثلا ، دور الخليفة عثمان بن عفان في محاباة أقاربه ، فقد جاء في ” كتاب حقبة من التاريخ ” للشيخ عثمان الخميس ما يلي ( أن عثمان بن عفان وَلَّى أَقَارِبَهُ : ومَنْ أَقَارِبُ عُثْمَانَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ : أوَّلُهُمْ : مُعَاوِيَةُ. الثَّانِي : عَبْدُ اللـهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ . الثَّالِثُ : الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَة . الرَّابعُ: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ . الخَامِسُ: عَبْدُ اللـهِ بْنُ عَامِرٍ. هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ ولَّاهُمْ عُثْمَانُ وَهُمْ مِنْ أَقَارِبِه ) ، أن نهج عثمان يبين بشكل جلي دور العصبية القبلية في أسلوب الحكم ، فالأسلام لا يستطيع أن يغير العقلية البدوية بسنوات معدودات ! وقد بين” ابن خلدون ” هذا الامر بعد قرون في وصف للعصبية القبلية : (( العصبية هي النعرة على ذوي القربى وأهل الأرحام أن ينالهم ضيم أو تصيبهم تهلكة . وتكون العصبية بين أهل النسب الواضح ( القرابة الظاهرة ) ومن صاهرهم ، أي تزوج من نساء منهم أو تزوجوا هم من نسائه ، أو ينتسب إليهم بالولاء دخل في حمايتهم أو أصبح رقيقًا عندهم )) ، أو الحلف ( المعاهدة ) .
4 . أرى أن أول ” تفكير ديني ” جدي ، كان بعقلية وفكر عمربن الخطاب ، من ذلك تعطيل سهم المؤلفة قلوبهم ( هم قوم دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم وقد كان لهم تأثير في مجتمعهم بسبب مكانتهم الاجتماعية ، ومن بين هؤلاء أبو سفيان بن حرب ، ويعلى بن أمية ، فقد كان النبي ـ يعطيهم نصيباً من الزكاة من أجل تأليفهم ، لما لهم من مكانة في مجتمعهم القرشي ) وقد منع عمر سهم المؤلفة قلوبهم بينما أقره أبو بكر ، والمؤلفة قلوبهم ( هؤلاء النفر الذين أعطاهم الرسول مثل الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن عطائهم . وهذا الفعل مشهور بإسقاط سهم المؤلفة قلوبهم . ذكر ابن قدامة : “ وقد ورد أنّ الأقرع بن حابسٍ وعيينة بن حصنٍ – وهما من المؤلفة قلوبهم – جاءا يطلبان من أبي بكرٍ أرضًا ، فكتب لهما بذلك ، فمرّا على عمر ، فرأى الكتاب فمزّقه ، وقال : هذا شيء كان الرسول يعطيكموه ليتألّفكم ، والآن قد أعزّ اللـّه الإسلام وأغنى عنكم ، فإن ثبتّم على الإسلام ، وإلاّ فبيننا وبينكم السّيف ، فرجعا إلى أبي بكرٍ ، فقالا ، ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال : هو إن شاء .. / نقل بتصرف من mosafer-lantern.blogspot.com ) ، كذلك منع عمر بن الخطاب
في عام الرمادة قطع يد السارق ، فقد جاء في موقع الألوكة ، مايلي (( فتعطيل عمر بن الخطاب لحد السرقة لا نسميه عدم تطبيق الشرع إنما هو من فقه المرحلة فوجود شبهة الجوع تقتضي أن السارق سرق جوعا وهذا من باب حفظ النفس . فهي مقدمة عن السرقة .. .وما قاله عمر ؟ : أن الذي يأتيني في هذه المجاعة وقد أخذ شيئاً فليس هو بسارق إنه يريد أن يأكل حتى لا يموت إذن فهو مضطر ، وقد قال تعالى : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فإن ربك غفور رحيم } [الأنعام : 145 ] ، فليس بسارق إذن عند عمر ؟ ، وهو الحق )) .
5 . حول الفرق والجماعات الأسلامية ، جاء في الحديث ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الـله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي . وفي بعض الروايات : هي الجماعة ) ، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم / نقل من الويكيبديا ، ولا أدري مدى صحة عدد الفرق المذكورة في الحديث ، ففيما يخص اليهود والمسيحيين ، نعم هناك طوائف ولكن ليس هذا العدد لأنه أكثر من مبالغ فيه ، أما فيما يخص الفرق الأسلامية فهي في أزدياد وفي أنقسام وتباعد وتجزأ ، وفي حديث أخر ، حول نفس الموضوع ، “ روى أبو داود (4597) عن معاوية بن أبي سفيان رضي الـله عنه قال : ألا إن الرسول قام فينا فقال : ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة ) ” وهو حديث صحيح / نقل من موقع قصة الأسلام . والبعض عدد الفرق الأسلامية على أنها أكثر من مئة فرقة ، منها : ( أهل السنة أهل الحديث السلفية الأشاعرة الماتريدية المرجئة المعتزلة الجهمية الصوفية الطرق الصوفية الإباضية الشيعة الامامية الإثنا عشرية الشيعة الدروز الزيدية الأصولية الإخبارية الشيخية الإسماعيلية النزارية المستعلية الخوارج الأزارقة النجدات الأحمدية القاديانية القرآنيون بهرة .. / نقل من الموسوعة الحرة ) ، والتعدد في الجماعات ، يبين أنقساما فكريا وعقائديا ، أخذ يتولد ويتضاعف ، وبدأ يأخذ مظهر ظاهرة فكرية !! .
6 . أما على صعيد المذاهب ، فظهر الأئمة الأربعة ، وبأختلاف أسلامي / مذهبي وفكري وثقافي وأجتماعي ، وظهورهم هو دليل على خلق تفكير ديني ، أدق من فكر ديني متعدد المسارات :
الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ( 80هـ/699م – 150هـ/767م) ، ومذهبه الحنفي . الإمام مالك بن أنس ، ( 93هـ/715م – 179هـ/796م) ، ومذهبه المالكي . الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، ( 150هـ/766م – 204هـ/820م) ، ومذهبه الشافعي . الإمام أحمد بن حنبل ، ( 164هـ/780م ـ 241هـ/855م) ، ومذهبه الحنبلي
القراءة :
الأسلام الحالي ، أصبح مختلفا عن الأسلام الذي كان سائدا في عصر الرسول ، وذلك لأن التفكير الديني الذي تبلور الى فكر ديني مرتبط بالتجزأ المذهبي الطائفي والمنتهي الى فرق وجماعات متناحرة ، والتي ينطوي تحت كل جماعة منها ، ثقافة أنسانية ومجتمعية وحياتية بما تضم من تقاليد وعادات وأعراف وطقوس ، الأمر الذي جعل من كل جماعة كيان خاص له طرقه ونهجه ، حتى أن الاختلاف بين الجماعات أنجر الى الثوابت فمثلا ، الشيعة الأثني عشرية لهم شهادتهم الخاصة ، الذين أدخلوا بها ولاية علي بن أبي طالب ، فقد جاء في موقع https://alwatan.wordpress.com أنه ( ودخل هنا أيضا موضوع الولايه إذ علمنا أن أركان الإسلام يوجد بها الركن الأول وهي الشهادتين وليست أكثر من شهادتين أي بمعنى لا يوجد شهاده بولاية أحد ، فمعنى ذلك أن موضوع الولايه المزعوم سقط عن بكرة أبيه لأنه لم يذكر مع الشهادتين المذكوره في الأركان التي يقوم عليها الإسلام ولم تذكر حتى في أركان الإيمان . فمن أين أتوا بقصة الولايه ؟؟ ومن أين أتوا بـ 12 شهادة غير الشهادتين ؟؟ ومن أي أركان للدين ؟؟ ) ، كذلك في أداء الزكاة ، وحسب النص القرأني ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ / البقرة : 43 ) ، ولكن للشيعة نهجهم الخاص في أداء الزكاة ، وهو حق الخمس ( الخمس حق مالي مقرر في الشريعة الإسلامية المقدسة بنص القرآن الكريم ، وقد ورد الاهتمام بشأنه في كثير من الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت ، وفي بعضها اللعن على من يمتنع عن أدائه وعلى من يأكله بغير استحقاق .. / نقلت الفقرة من الموقع التالي www.sistani.org/arabic/book/24/186 . ) ، بينما أتفقت الشيعة مع أهل السنة فقط في مفردة زكاة الذهب والفضة ، فقد جاء في موقع أسلام ويب ما يلي : ( لا خلاف بين السنة والشيعة في نسبة زكاة الذهب والفضة ، فإن نسبة الزكاة في الذهب والفضة ربع العشر أي: 2.5% وهذا لا خلاف فيه بين السنة والشيعة . ) ، كذلك هناك خلاف في قضية ” الأمام مهدي المنتظر ” فقد جاء في موقع مركز الأشعاع الأسلامي التالي (( وأول الأئمة الأوصياء المعصومين عندنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وخاتمهم الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الـله فرَجَه ) ، الذي وُلد في سنة 255 هجرية في سامراء ، ثم مدَّ اللـه في عمره وغيَّبه إلى أن يُنجز به وعده ويظهره ، ويظهر به دينه على الدين كله ، ويملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوْراً )) ، وهناك أختلافات طقسية في صلاة الشيعة عن اهل السنة طريقة وتوقيتا وأسلوبا وممارسة .. أن ما ذكر هو جزء جدا يسير بين الخلاف والأختلاف بين الشيعة الأثني عشرية وأهل السنة ، الذي يطرح دينا ذو فكر خاص به يختلف عن باق الجماعات والفرق الأخرى.
الختام :
الأسلام اليوم ، أسلام المفكرين والمنظرين ، أسلام الشيوخ والدعاة ، أسلام المراجع وأسلام الأزهر ، وليس الأسلام الماضوي ، أسلام تبنوا مريديه أسلاما مقترنا بالـفكر الديني العربي البدوي ، المعبأ بالثقافة البدوية التي كانت سائدة في صدر الدعوة المحمدية ، غافلين أنهم يعيشون في القرن الواحد والعشرين ، وفي زمن حضاري مختلف عن ثقافة الجهاد بالسيف !! ، وغفلوا أيضا أنهم في زمن الجهاد بالعقل !! .