الخيانة، اول طلقةٍ لسقوط مملكة

السيد توما اوراها المحترم
لقد ابدى غبطة البطريرك ساكو منذ اعتلائه لعرش الكنيسة الكلدانية اعجاباً كبيراً بالاشورية المزيفة ووقف مع الحملة الاشورية الموجهة ضد الكلدان وهويتهم التاريخية ولغتهم الكلدانية الاصيلة، وضد الفاتيكان، هذه الحملة التي كانت تصف الكلدان بالمنجمين والسحرة والمشعوذين، وتصف الكلدانية بالسحر والشعوذة والدجل، وان الكلدانية ليست قومية بل هي مذهب من مذاهب المسيحية، أي لم يكن هدف الحملة هو تشويه الهوية الكلدانية والقضاء عليها فقط بل كان ايضاً يشمل التهجم على الفاتيكان والديانة المسيحية من خلال الادعاء بأن الكلدانية هي مذهب مسيحي، اي ان المعنى المقصود هو ان هذا المذهب المسيحي الكاثوليكي تمارس فيه اعمال السحر والشعوذة والدجل، والبطريرك ساكو يدافع عن الاشورية المزيفة، ويحارب القوميين الكلدان، ويريد ان يتأكد من حقيقة اصله وانتمائه العرقي باللجوء الى أخصائيين وباحثين وعلماء، ثم يدعي بأننا شعب واحد، ويبذل كل ما في وسعه من اجل توحيد هؤلاء الذين يتبنون الاشورية المزيفة مع الكلدان، او دمجهم بالكلدان في اطار تسمية دينية موحدة كأن تكون سورايا، او سريانية، او المكون المسيحي من اجل احتواء الكلدان وابتلاع حقوقهم بالكامل، وليس من اجل الحصول على حقوق المسيحيين كما يدعون ويدعي غبطته.
ثم بدأ خلاف غبطة البطريرك ساكو مع سيادة المطران سرهد الجزيل الاحترام، بعد اعتلاء غبطته لعرش الكنيسة الكاثوليكية للكلدان في العراق، عندما لاحظ قيام سيادة المطران سرهد بنشر الوعي القومي الكلداني والدفاع عن هوية الكلدان ولغتهم الكلدانية وأصالتهم وثقافتهم وطقسهم وتراثهم، فما كان منه الا ان لجأ الى محاربة المطران لكي يتم ازاحته والتخلص منه بأسرع ما يمكن، وازالة كل أثر له او الغاء كل ما يربطه في أبرشية مار بطرس الرسول، وكان الاب الفاضل نوئيل كوركيس من ضمن ضحايا هذا الصراع باعتباره المعاون الكاتدرائية مار بطرس والمسؤول عن المركز الاعلامي في الابرشية الذي كان يشكل عقبة كبيرة في طريق التبشير بالاشورية المزيفة. بالاضافة الى ذلك كان الاب نوئيل ايضاً من ضمن ضحايا خلاف سيادة المطران سرهد مع راعي كنيسة مار ميخا الذي كان يحلم بالجلوس على كرسي الابرشية بعد احالة المطران سرهد الى التقاعد، وهو القسيس الوحيد من بين جميع الكهنة والرهبان في ابرشية مار بطرس الرسول الذي رفض التوقيع والموافقة على طلب المطران سرهد في بقائه لمدة سنتان بعد انقضاء خدمته القانونية، بالاضافة الى تفاصيل اخرى ذكرناها في ردود عل مقالات سابقة منشورة في هذا الموقع منها: (أبعاد أم تحرير؟؟) للأب نوئيل كوركيس، (الكاهن الكلداني نوئيل كوركيس يشكر المؤمنين الاحباء في ابرشية مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية العزيزة) للاب نوئيل كوركيس، ( بيان البطريركية الى أين ” الكلدان مشتتون في الغرب وهناك شحة في الكهنة”، للدكتور نزار ملاخا. وبمعنى اخر، تعاون راعي كنيسة مار ميخا مع غبطة البطريرك ساكو في محاربة المطران سرهد يوسب جمو والاب نوئيل كوركيس، على الرغم من ان المسيحية ترفض كل اشكال الحقد والحسد والكراهية والانتقام.
وعلى ضوء ما تقدم نود ان نطرح هذين السؤالين: مَن مِن هؤلاء جميعاً او غيرهم له او لهم مصلحة في ارسال معلومات غير دقيقة أو مزيفة الى الفاتيكان فيما يخص علاقة المطران سرهد بالكاردينال ساندري؟ مَن مِن هؤلاء له او لهم المصلحة في رفض فترة التمديد لسنتين التي طالب بها سيادة المطران سرهد؟