الأب ﭘـطـرس ( ﭘـيـتـر ) لـورنس
بعـد تـنازل المطارنة التـلكـيـفـيّـين عـن أصواتهم للبطريرك الحالي، إبتـدأ البطريرك بتصفـية الحسابات القـديمة والمعارضين له من المطارنة والكهنة عـلى حـد سـواء، وبعـد إنـتهائه من تصفـية أبرشية مار أدي الرسول في كـنـدا وخـضوعها له كاملة، جاء دور أبرشية مار بطرس الرسول غـرب أميركا والمتمثـلة في شخـص سيادة المطران سرهـد يوسف جـمو الجـزيل الإحـترام .
وهـو القائل بتأريخ 10 شـباط 2013 في أول كـلمة له: أقـول للجـميع، لا تخافـوا مني فإني أؤكـد لكم أني أبقى أسير عـلى خـطى المسيح وأؤكـد لكم أنه ليس لي حسابات مع أشخاص أقـوم بتـصفـيتها، لا صفـقات.
البداية كانت في قـضية لها شأنٌ داخلي لأبرشية مار بطرس وهي إبعاد مسؤول جـوقة مار ميخا من الساحة الكـنسية بعـد الإتـفاق في إجـتماع الكهنة على ذلك، التي إستغـلها البطريرك في تـدخله ودعـمه لهم في تأجـيج الموقـف ضد مطران الأبرشية وبمساعـدة خـوري كـنيسة مار ميخا في تصعـيد الموقـف، فحـوّل البطريرك القـضية إلى جانبه كي يرفعها إلى روما بطلب تحـقـيق في عـدة قـضايا ومن ضمنها قـضية مسؤول جـوقة مار ميخا. أما روما من جانبها، بعـد ضغـط البطريرك عـليها، كـلـفـت مطران اللاتين المتـقاعـد ــ المطران برام ــ بفـتح تحـقـيق حول عـدة مشاريع روحـية في الأبرشية، والبطريرك يعـتبرها حجـر عـثرة في طريقه في المستـقـبل القـريب بعـد القـضاء عـلى مطران الأبرشية.
1ــ قـضية مطران باوي المنـتـقـل من الكـنيسة النسطورية الشرقـية (الكـنيسة الآثورية).
2ــ قـضية سمنير مار أبا الكـبـير وإقـتراب رسامة كهـنة منه.
3ــ قـضية دير راهبات فعلة الكرم الأبرشي.
4ــ قـضية الآثوريـيـن في كـنيسة سان هـوزيه.
5ــ قـضية جـوقة مار ميخا.
قـضية المطران باوَي سورو:
بعـد إنـشقاق مطران الكـنيسة النسطورية مار باوَي سورو من كـنيسته مع بعـض الكهـنة والشعـب الآثوري المؤمن المنـتمي له، ولجـوئه إلى الكـنيسة الكاثوليكـية وبالأخص الكـنيسة الكلدانية بواسطة سيادة المطران سرهـد يوسف جمو، وذلك في زمن غـبطة البطريرك الراحل المثلث الرحمات مار عـمانوئيل الثالث دلي، تعـرقـل موضوع إنـتمائه بسبب مطارنة الشمال بقـيادة البطريرك الحالي، فـكان كلما حاول البطريرك دلي إدراج قـضية مار باوَي سورو في أجـندة السنهادس، يقـوم الطرف المعارض من أساقـفة الشمال بالتهـديد بالإنسحاب وعـدم المشاركة في السنهادس، وإستغـرقـت قـضيته ما يقارب الثمان سنوات، بالرغم من أن كهـنة وشعـب مار باوي كان لهم حـق الإنـتماء بموجـب القانون الكـنسي وقـبولهم من قِـبَـل سيادة المطران سرهـد جمو راعي أبرشية مار بطرس الرسول غـرب أميركا. ثم حـصل مار باوَي سورو الـقـبـول كمطران كاثوليكي فـقـط لحـين قـبوله كاملة كـمطران كـلداني في السنهادس الأول للبطريرك الحالي ((بعـد نسبة التصويت التي حـصل عـليها من أعـضاء السنهادس)).
إنّ مقـررات السنهادس أحـيلت إلى روما بخـصوصه لغـرض التصديق عـليها من قِـبَـل قـداسة البابا، لكـنها تعـرقـلت مرة أخرى بسبب البطريرك لأنه كان يريـده تحـت سلطته ورحمته. إنّ مجـريات الأمور لم تسِـر حسب رغـبة البطريرك بسبب تـدخل المطران سرهـد بهـذا الخـصوص، فـتأخـر الإعلان عـنه لمدة سـتة أشـهـر، حاول خلالها البطريرك إجـبار مار باوَي في روما عـلى توقـيع ورقة ولاء للبطريرك وتـقـديمها للمجمع الشرقي حـتى يكـون تحـت وصايته، لكـن روما وقـداسة البابا أعـطته سلطة خارج حـدود البطريركـية وتحـت وصاية مطران أبرشية مار بطرس غـرب أميركا، فـكانت تـلك ضربة قـصمت ظهر البطريرك من قِـبَل روما وجعـلته يفـتح تحـقـيقاً في الأبرشية بخـصوصه، ولكـن مع الأسف فإن هـذا المطران بالرغم من كل التحـديات التي واجهـتها الأبرشية بسبـبه من مطران وكهـنة، فإنه خان الـثـقة التي أعـطيت له.
سمنير مار أبا الكبير:
أسس سيادة المطران سرهـد جمو الجـزيل الإحـترام، سمنير مار أبا الكـبـير في أبرشية مار بطرس، لحـرصه على العـمق الروحي لكـنيسته الكـلدانية في تـنـشئة جـيل من الكهـنة الكـلدان أميركـيّي الولادة، وعـنـدهم حـس كـنسي كـلـداني أصيل، وَإرث ثـقافي مما يجعـلهم متأصلين بتأريخـهم الحضاري من جهة، ومن جهة أخـرى يعـيشون إيمانهم في حضارة أرضهم أميركا .
هـذا التحـدي الفـكـري الذي يغـيب تماماً في أرض الكـلـدان، جعـل البطريرك يشكـك في تعـليم وتـثـقـيف هـؤلاء الكهـنة وعـرقـلة رسامتهم فـيما بعـد. لأنه يتصور في عـقـله أن تربـيتهم الكهـنوتية هي خارج نطاق فـكـره غـير الأصيل من ــ عـروبـية وسريانية وتأشورية وتأوينية ــ فـكـيف سيواجه هـذا التحـدي بعـد إستـقالة مطران الأبرشية مار سرهـد؟.
والتحـقـيق في هـذا الموضوع أصبح فاشلاً أيضاً بعـد تـقـديم الأدلة الكاملة حول موضوع تـثـقـيف هـؤلاء التلاميذ. ولهـذا نلاحـظ بعـد إستـقالة مار سرهـد تم تغـيـير محـتوى مسيرة سمنير مار أبا الكـبـير وإبعاد مار سرهـد عـن السمنير في عـملية الـتـثـقـيف لأنه لا يلائم مسيرة البطريركـية ونهجها الغـريب عـن أصالة الكـنيسة الكـلدانية .
والسؤال المطروح هـو: لماذا يُـبعـدون مار سرهـد وفـكـره الأصيل عـن تـثـقـيف تلاميذ السمنير في الوقـت الحالي من حضارة وتأريخ وطقس كـنسي أصيل؟.
دير راهـبات فعـلة الكـرم:
تحـدي آخـر يواجه البطريركـية ، هـناك بنات بتولات يتم تـثـقـيفهـن تحـت وصاية مطران ذو ثـقافة روحـية أصيلة في الكـنيسة الكـلـدانية وخارج نطاق خط البطريرك وأعـوانه. هـذا الدير للراهـبات هـو عـبارة عـن خـط تـثـقـيفي لأبناء وبنات الأبرشية من أجل تعـميق روحـية فـريدة من نوعـها في زرع روح الإيمان من جهة، والأصالة الكـنسية الكـلـدانية في معـرفة جـذور آبائهم في بلاد الغـربة والتواصل معهم في تـثبـيت أواصر الثقافة والعـلم والإرث والإيمان من جهة أخـرى، من تـثـقـيف مسيحي ورياضات روحـية بما يوافـق عـصرهم ومحـيطهم العـلمي والثـقافي .
قـضية الآثوريـين في كـنيسة سان هـوزي:
إنها قـضية أخـذت وقـتاً طويلاً في حلها من قِـبَل راعي الأبرشية مار سرهـد . جماعة مار باوَي الآثوريـين المنـتمين إلى الكـنيسة الكلدانية وجماعة الكـنيسة الكلدانية من جهة، وجماعة الكـنيسة الآثورية النسطورية من جهة أخـرى. لكلٍ منهم توجه يخـتـلف عـن الآخـر إضافة إلى سياسة أحـزاب كانت تريد إسقاط الطرف الآخـر من أجل مصالح شخـصية، من هـنا يريد كل منهم الإصطياد بالماء العكـر عـلى حساب الكـنيسة .
قـضية جوقة مار ميخا:
في مقال آخـر سوف يكـون لنا شرح مفـصل عـن حـقـيقة هـذا الموضوع الذي تـوارد الحـديث عـنه عَـبر وسائل التواصل الإجـتماعي.
القـضية بإخـتصار :
المسؤول! عـنها تم إيقافه عـن مسؤوليته، فأقام الدنيا وأقـعـدها، وبمساندة خـوري الكـنيسة له، وذلك لغايات في نفس يعـقـوب! بسبب مصالح مشتركة فـيما بـينهما، وعـليها علامات إستـفهام كـبـيرة .
خاتمة:
عـزيزتي وعـزيزي القاريء : إن نـتائج التحـقـيقات التي دامت ثلاثة أشهـر باءت بالفـشل، لأن كل ما بناه سيادة المطران سرهـد جمو كان على الصخـر، وأن مشروع اللـه الروحي لا يستطيع أن يهـدمه مَن في قـلبه الحسد والغـيرة تجاه هـذه الأبرشية العامرة بإيمان الغـيارى من كهـنة وشعـب مؤمن، ولهـذا كان يجـب أن تـُـضرب من الداخل بكهـنـتها، وإن حِـيَـل إبليس لا يمكـن أن تهـدأ مقابل عـمل الـله في كـنيسته. ولهـذا لم ترد قـضية الكهـنة في التحـقـيقات إلا بعـد فـشلها . ولكم التقـيـيم يا أعـزائي .
السؤال هـو : لماذا لم ترد قـضية الكهـنة في التحـقـيقات، إذا كانت غـير قانونية؟