الشماس سمير كاكوز
يسوع له المجد من خلال حياته العلنية ألقى مواعظ وكرازات وأمثلة عديدة وفي عدة مناطق مختلفة من اليهودية والسامرة وذكروها البشيرين الاربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا. من بين الامثلة التي وردت ذكرها في أنجيل البشير متى وكرز بها يسوع وكلم بها الجموع أمثلة تعليمية عن ملكوت الـله .
المثل الاول الزارع ( متى 13 : 3 – 8 ):
فكلهم كثيرا بامثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجائت الطيور واكلته وسقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض ولكن لما اشرقت الشمس احترق واذ لم يكن له اصل جف وسقط اخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه وسقط اخر على الارض الجيدة فاعطى ثمرا بعض مئة واخر ستين واخر ثلاثين.
المثل يسوع يتكلم ويتحدث عن أراض مختلفة، ارض عقيمة غير مثمرة ولا تعطي ثمار جيدة، وأرض طيبة مثمرة تعطي نبات واثمار جيدة. المثل يشدد على أن يكون الأنسان مثل ألأرض الطيبة التي تعطي أثمار وأثمار على طول السنة، هكذا المسيحي المؤمن أن يظهر الصورة الحقيقية امام الناس والمجتمع من خلال أثماره الاخلاقية والسمعة الطيبة والتواضع وبدون التكبر على الاخرين. يسوع يريد منا الاقتداء به مهما كانت الظروف وعدم تركه وخاصة قراءة الكتاب المقدس.
ثلاث أراض ميتة قاحلة ترابها يابس، اما انت فلا تكون مثل هذه الاراضي الغير مستفيدة منها بل أذهب وأعمل وبشر الاخرين ما هو سبب مجيء يسوع عندها تعطي ثماراً مئة وستين وثلاثين. حاول أن تزرع كلمة اللـه في حياتك وحياة الاخرين. يشبه ملكوت السموات هو الكنيسة التي تنشر الإيمان ومعرفة المسيح ليملك المسيح على قلوب شعبه. خدمات الكنيسة هي التعليم والكزارة والهدف واحد هو جلب المؤمنين للملكوت السماوي.
المثل الثاني الزوان ( متى 13 : 24 – 30 ):
قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات انسانا زرع زرعا جيدا في حقله وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانا في وسط الحنطة ومضى فلما طلع النبات وصنع ثمرا حينئذ ظهر الزوان ايضا فجاء عبيد رب البيت و قالوا له يا سيد اليس زرعا جيدا زرعت في حقلك فمن اين له زوان فقال لهم انسان عدو فعل هذا فقال له العبيد اتريد ان نذهب ونجمعه فقال لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وانتم تجمعونه دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد وفي وقت الحصاد اقول للحصادين اجمعوا اولا الزوان واحزموه حزما ليحرق واما الحنطة فاجمعوها الى مخزني.
يسوع في هذا المثل يتكلم عن زرع جيد وانسان وناس وحقل وحصادين ونهاية العالم ودينونة في أخر الأزمنة. المثل يوضح لنا ناس مؤمنين وناس غير مؤمنين يعيشون سوية جنب الى جنب لكن في نهاية العالم يسوع المسيح يرسل الملائكة يفرزون الناس المؤمنين والناس الغير مؤمنين، الذين كانوا يضعون عثرات وعراقيل امام كلمة اللـه ياخذهم الملائكة ويلقونهم في أتون النار، وأما الذين كانت حياتهم مع المسيح ياخذونهم الملائكة في الملكوت السماوي يضيئون كالشمس وبجانب ربهم يسوع المسيح .
المثل الثالث هو حبة الخردل ( متى 13 : 31 – 32 ):
قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات حبة خردل اخذها انسان وزرعها في حقله وهي اصغر جميع البزور لكن متى نمت فهي اكبر البقول وتصير شجرة حتى ان طيور السماء تاتي وتتاوى في اغصانها.
حبة الخردل هي أصغر البذور يستخدمها الفلاح في الزراعة وقت رميها على الارض، لكن بعدها بالرغم من صغر حجمها تنمو وتكبر وتاتي بثمار كثيرة، هكذا يسوع المسيح شبه ملكوت السماوي في بدايته كان صغيراً ولكن كثرة الذين يتبعون بشارة المسيح يكبر وينمو وياتي بنتائج جيدة ومفرحة .
مثل الزوان ماخوذ من النبي حزقيال 17 : 22 – 23 (هكذا قال السيد الرب واخذ انا من فرع الارز العالي واغرسه واقطف من راس خراعيبه غصنا واغرسه على جبل عال وشامخ في جبل اسرائيل العالي اغرسه فينبت اغصانا ويحمل ثمرا ويكون ارزا واسعا فيسكن تحته كل طائر كل ذي جناح يسكن في ظل اغصانه ). كلام النبي حزقيال بمثابة تحقيق مجيء الرب يسوع من ان اللـه قد غرس غصن جيد ولين وطري فينمو ويكبر ويلتجىء اليه كل الذين يسمعون كلام اللـه وبشارته وهذا الغصن هو المسيا وما ورد في سفر النبي اشعيا 11 : 1 – 5 ( ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه). هنا تحققت النبؤة أن شجرة المسيح هي الاقوى وهي الاصلية وتعطي ثماراً كثيرة.
مثل الزوان ورد ذكره أيضاً في سفر النبي حزقيال 31 : 6 (وعششت في اغصانه كل طيور السماء وتحت فروعه ولدت كل حيوان البر وسكن تحت ظله كل الامم العظيمة ) .
النبي دانيال 4 : 9 و 18 (فكبرت الشجرة وقويت فبلغ علوها الى السماء ومنظرها الى اقصى كل الارض اوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع وتحتها استظل حيوان البر وفي اغصانها سكنت طيور السماء وطعم منها كل البشرو اوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع وتحتها سكن حيوان البر وفي اغصانها سكنت طيور السماء ).
الايات هذه كلها تتكلم عن نفس المثل الذي ذكرها يسوع وبمعنى أخر الانسان المؤمن لكي يريد أن يرى مجد يسوع الوضيع عليه بناء حياته مع المسيح فيكون مثل البذرة الصغيرة لكن بعدها تكبر وتنمو وتاتي بثمار كثيرة .
الملائكة لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان فهم لا يعرفون المستقبل ، الله دائما يعمل في قلوب قلوب الناس ويحول البعض من زوان شرير إلى حنطة مثمرة بالروح القدس، الملائكة لا تدرى عن هذا شيئاً مما يعمله الروح القدس داخل قلوب وارواح البشر جمعاء، اللـه لو سمح للملائكة بقلع الزوان لقلعوا شاول الطرسوسى بسبب شره ومهاجمته للكنيسة غير عارفين أنه سيتحول إلى أعظم حنطة. فالملائكة لا تعرف سوى ما يرونه الآن. اللـه يعطى فرصاً للتوبة لكل فرد حتى لو قرر التوبة يعطيه اللـه بنعمته طبيعة جديدة فينشئ منه من أنسان شرير الى أنسان مؤمن بيسوع فيتحول من زوان إلى حنطة. الزوان لو طحنت بذوره مع الحنطة فالدقيق يكون ساماً لذلك يجب حرق الزوان وهذا مصير الأشرار الذين لم يستغلوا فرص التوبة.
المثل الرابع الخميرة التي أخذتها المراة ( متى 13 : 33 ):
قال لهم مثلا اخر يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها امراة وخباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمرت كلها. هنا الخميرة بالرغم من صغرها كما هو الحال في مثل حبة الخردل تدل على الملكوت التي كانت بدايته بحجم صغير لكن سرعان ما اصبح كبيراً موثراً على العالم اجمع وهكذا الخميرة لما تتخلل في العجين يوثر به ونراه بعد مدة يصير بضخامة ويكبر بسبب الخميرة
المثل الخامس الكنز واللؤلؤة التي يجدها رجل ( متى 13 : 44 – 46 ):
ايضا يشبه ملكوت السماوات كنزا مخفى في حقل وجده انسان فاخفاه ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل ايضا يشبه ملكوت السماوات انسانا تاجرا يطلب لالئ حسنة فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها. الملكوت السماوي لا يقدر بثمن وهو اغلى من كل شيء في هذه الدنيا وعليه من يريد الحصول على الحياة الابدية يجب التضحية وترك كل شيء وما عندنا في هذا العالم من اجل الحصول على الملكوت السماوي فالرجل هكذا فعل وجد الكنز فباع كل شيء من أجل الحفاظ على هذا الكنز وهو الملكوت السماوي. والتاجر كذلك كان يبحث على اللآلي الحلوة والثمينة فلما وجدها باع كل ما عنده من املاك واشترى ذلك اللؤلؤة أي الملكوت السماوي. الملكوت السماوي معناه الفريد والسعادة والهناء الفريد مع يسوع المسيح .
المثل السادس الشبكة التي جمعت كل شي ( متى 13 : 47 – 50 ):
ايضا يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع فلما امتلات اصعدوها على الشاطئ وجلسوا وجمعوا الجياد الى اوعية واما الاردياء فطرحوها خارجا هكذا يكون في انقضاء العالم يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار ويطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان. المثل تقريباً له نفس المعنى ما ورد في مثل الزارع. الشبكة قد أمتلات من جميع الاصناف الموجودة في البحر وعند سحبها من البحر جلس الصيادين بفرز الاسماك الجيدة في سلال وطرحوا الاسماك الرديئة مرة ثانية في البحر وهكذا المؤمنين يعيشون سوية في هذه الحياة لكن في يوم الدينونة سوف يتم افرازهم كما فعلوا بالسمك المؤمنين يبقون في السلال الجيدة أي الملكوت السماوي وأما الاشرار فيطرحون في البحر أي الى النار الابدية واتون النار وهناك البكاء وصريف الاسنان . لكن ليس علينا أن نفكر من هم أهلاً للملكوت ومن هم ليسوا أهلاً للملكوت، هذا القرار اللـه يتخذه وحده وليس لنا احق أن ندين الاخرين. والمجد للـه دائما.
الشواهد
1- مثل الزارع ( متى 13 : 3 – 8 )
2- مثل القمح والزوان ( متى 13 : 24 – 30 )
3- مثل حبة الخردل ( متى 13 : 31 – 32 )
4- مثل الخميرة ( متى 13 : 33 )
5- مثل الكنز ( متى 13 : 44 )
6- مثل اللؤلؤة ( متى 13 : 45 – 46 )
7- مثل شبكة الصيد ( متى 13 : 47 – 50 )