الكاتب: حمورابي الحفيد
نظرا لقرب موعد الانتخابات يلاحظ نشاط غير بريء لمختار العصر من الظهور على شاشات التلفزيون واللقاءات والزيارات الى مدن الجنوب ذات الأغلبية الشيعية ومحاولاته التخريبية للاستقرار في كردستان من خلال زيارته الى السليمانية وتقديمه اغرائات الى القوى السياسية المهيمنة في محافظة السليمانية مستثمرا الخلافات الكردية الكردية.
مختتما هذه النشاطات بزيارة مراجع صنع القرار في طهران لكونه الى الان الابن المدلل للملالي وأفضل معول ذات فعالية تدميرية في تحويل الحلم الإيراني الى حقيقة بانهاء العراق كدولة من جهة، واعلان المنطقة الوسطى والجنوبية اقليما من أقاليم الجمهورية الاسلامية في ايران.
كونه امر واقع هيئ له المالكي في فترة حكمة السابقة عن طريق سياساته الطائفية في أعلانه العداء المطلق بين الشيعة من جهة وبين الاكراد والسنة معا من الجهة الثانية.
ففي اليوم الثاني لمغادرة القوات الأميركية للعراق أعلن الحرب مباشرة على السنة والأكراد معا بهذه السياسات تحقق له في النتيجة ما أراد حيث لم يعد ممكنا التعايش بين هذه المكونات للشعب العراقي.
لم يعيش العراق فترة سوداء في تاريخه كالتي عاشها تحت حكم هذا المخلوق حيث أعلن الحصار الاقتصادي على اقليم كردستان وأعلن الحرب على شركائه في الحكم من ممثلي السنة في الحكومة ولم يخفي عن طموحه بتشكيل جيش شيعي كما صرح في احد لقاءاته التلفزيونية من ضرورة تشكيل جيش من الشيعة وقد تحقق له ما أراد حيث هو من ادار مسرحية تشكيل الحشد الشعبي وهو القائد الفعلي له حيث تخضع له معظم تلك التشكيلات بأنواعها ربما ما عدى الصدريين وهذا ليس بالامر المؤكد او المضمون.
لان يمكن ان تتدخل ايران في الوقت المناسب وتجبر الصدر للانصياع لإرادتها (وقد حصل ذلك مرات عديدة في قضايا مشابهة سابقا) بدعم مختار العصر لانهاء ما تبقى من وطن تتولى اموره نخبة من ألد أعداء وجوده، فكل النخب الحاكمة في العراق هم ألد أعداء وجوده اي ان الاحزاب الاسلامية بجميع مكوناتها واتجاهاتها تختلف في كل شيء لكنها تتفق على امر واحد وهو الغاء وجود دولة العراق كهدف مقدس عندهم جميعا.
فقراءة المالكي للخارطة السياسية التي عمل لتشكلها في العراق قد اكتملت بكل تفاصيلها حيث لازال السيد العبادي كطفل غير شرعي او ابن للزوجة الثانية لعائلة المكون الشيعي وأسباب وجوده هو الضغط الخارجي على الوضع في العراق فهو في نظر النخب المتسلطة في البلد كشر لابد منه لكن الى حين، لان الرمال في المنطقة في حالة زلزال ممكن ان تتكون منه تلول وكثبان هندسية لم تخطر على بال مهندسي السلطات في المنطقة فكل الاحتمالات واردة منها حسم ايران لموقفها باعلانها صراحة بانها من يحكم ما كان يسمى بالعراق الذي خلعه التيار الاسلامي وبجدارة فكل أوراق الحكم الإيراني للعراق هي في سلة الهالكي سلام اللـه عليه.
فالمالكي داخليا له اليد العليا في كل مراكز السلطة منها الان ما يسمى الحشد الشعبي المقدس هو تحت امرته من جهة وان ما يسمى بالبرلمان له فيه اعلى الأصوات والاتباع وينفذ ما يخطط له المالكي من تأسيس وتقوية كل اركان الدولة الاسلامية التي قامت عليها جمهورية الخميني من تطبيق الشريعة الاسلامية في الإقليم وتم اكتمال كل متطلبات ما يماثل تشكيلات الحرس الثوري الايراني بإدارة السيد قاسم سليماني وتأكد له ايضا استحالة التعايش بين الألسنة والاكراد من جهة والغالبية الشيعية من الجهة الاخرى فلم يبقى امام الهالكي الا اعلان جنوب ووسط العراق اقليما ضمن الجمهورية الاسلامية في ايران.
لو القينا نظرة سريعة على فترة حكم المالكي وطريقة ممارسته للمسؤولية نجد انه كان كصياد في الماء العكر لا كأعلى مسؤول في ادارة البلاد، حيث لم يحيل من يخرج على القانون من شركاءه في السلطة الى القضاء لمحاسبته بل حفظ لهم ملفات لاستعمالها في الوقت المناسب عندما يصفي الحساب مع رفاقه عند اقتضاء الحاجة وضد أعداءه المخمنين.
فكان على المالكي كرئيس للوزراء وكأعلى سلطة في البلد كان عليه ان يحيل من يثبت خرقه للقانون الى الجهات القضائية للنظر في تلك الحالة لا اخفائها في سراديبه المظلمة للغدر بالأعداء والتشهير بهم عند تطاولهم عليه او كمنافسين له بما فيها القيادات الشيعية فهو قد حفظ بملفات عن الجميع سيستخدمها للابتزاز عند جراة احدهم للظهور علنا عند الحاجة او ككاتم افواه وشراء سكوتهم لعلمهم بان لديه ما يجبرهم على السكوت.
فهل هذا اداء للمسؤولية من قبل رئيس وزراء وقائد عام للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات ام تصرفات قناص محترف للاجرام وصياد ماهر في الماء العكر؟؟؟
وسوء نية معلن وبإصرار كمنهج ثابت للرجل مشفوعا بلغته الخشبية التي تفتقر لابسط اليلت ممارسة المسؤولية وفهمه لها، وهذا امر غير غريب لان خلفيته في الميدان السياسي تشكلت بتدبير الاغتيالات والتفجيرات وكل انواع الجريمة التي هي منهج عصابات السياسيين الإسلاميين.
ومن منجزاته ايضا تكفل بمساعدة ودعم جميع من تمكن من نهب الثروة الوطنية في العراق ووقف كدرع منيع ضد اي محاولة لمحاسبة احد السراق من الحيتان الكبار او الصغار الى ان نجح في افلاس البلاد وضياع ما يقارب الترليون دولار اثناء فترة حكمه الاسود للبلاد المنكوبة به وبأمثاله من العصابات الاسلامية على اختلاف مشاربها.
وكلل إنجازاته بان تمكنت داعش من السيطرة على اكثر من ثلث مساحة العراق بفضل إشرافه على عملية بناء الجيش الذي لم يبدي اية محاولة مقاومة اثناء زحف داعش وسقطت محافظات تشكل ركنا كبيرا واساسيا في الدولة العراقية.
اما ما صرح به الهالكي وهو في احضان مرضعيه في طهران بان سقوط الموصل كان مؤامرة من دول الجوار وبعض العراقيين،
ان هذا لا يبرر ما حصل اذ المفروض بمن يتبوء منصب حكم بلاد بحجم العراق ان يكون على دراية بما يجري من حوله، هذا من جهة ومن جهة اخرى نتساءل لماذا اختفى ملف سقوط الموصل الذي اعدته لجنة برلمانية ومن هي الجهات التي عملت على إخفائه؟؟؟؟
كذلك كنا نتمنى من رئيس وزراء العراق السابق ان يسمي الدول الاحنبية التي تآمرت على العراق هل كانت مملكة الشر السعودية وقطر وراء ما حصل ام الجمهورية الاسلامية الإيرانية ذات النفوذ المطلق في الادارة والحكم في بغداد يوم كان مختار العصر اعلى سلطة في البلاد؟؟؟؟
في تصورنا الاثنتين معا مع اختلاف في النوابا والاهداف.
فطموح المالكي بالعودة الى الحكم ليست وليدة تمنيات او احلام انها نتاج نضوج الظروف الموضوعية لذلك وما يشجع الرجل على تحقيق أهدافه هو نجاحه في منع العبادي من اجراء اية إصلاحات كانت ربما تنقذ ما يمكن انقاذه، لكن العبادي في النهاية هو ايضا ابن نفس التنظيم الارهابي اي حزب الدعوة وكون الهالكي رضي اللـه عنه رئيسه المباشر فربما لم يكن هناك من اختلاف في قضية الإصلاحات هذا ليس ببعيد في هذه القضية الخيانية للمصالح العليا للوطن، ولا يفوتني ان اعرج على مصير قادة الحراك الوطني كيف تتم تصفيهم واحدا بعد الاخر باشراف المسؤولين والتنيفيذ على يد العصابات الشيعية من الحشد المقدس هذا بجانب الاعتدئات بالقتل على ابناء الاقليات الذين لم يبقى امامهم مصدر للارتزاق غير العمل في المطاعم او بيع المشروبات والتي اعتبرت مؤخرا من الممنوعات في العراق الدمقراطي حتى العظم وتتم تصفية العاملين بها قتلا وامام ورضى السلطة الطائفية الشيعية وكانت اخر حصيلة لهذه الغزوات مقتل تسعة مواطنين سدت امامهم كل سبل العيش كثمرة من تطبيقات الشريعة الاسلامية التي الغت مواطنتهم او حقهم في الحياة.
ولا ننسى الموقف المخزي لحكومة العبادي من المهجرين من الرمادي حيث منعوا من دخولهم الى بغداد عاصمة بلادهم سابقا، وأمروا بالتوجه الى اقليم كردستان فهل يتصور البعض ان هذا الجرح سيندمل وينمحي من ذاكرة من اكتوى بهذه السياسة اللاوطنية التي اتبعها حكام الطائفة الشيعية للبلد؟؟؟
لهذا يكون من احلام العذارى لمن يأمل يقيام العراق من كبوته التي بلغ عمقها هاوية يكون النهوض منها اقرب منه الى معجزة في التحقق، وكلنا يعلم اننا لم نعد في زمن المعجزات.
اخيرا أختم بالقول شئنا ام ابينا فأبو اسراء هو حاكم بغداد في الانتخابات المقبلة بسبب نجاح القوى الاسلامية في تغييب الوعي الوطني لدى الغالبية العظمى من شيعة العراق واحتكارهم لكل الأنشطة السياسية في البلاد ونجاحهم في هدم كل اركان الدولة وتغول نشاط المليشيات المسلحة ولم تنجوا من بطشهم ووحشيتهم حتى العاملين في الحقل التعليمي والصحي هذين الحقلين اللذين كانا ارضا محرمة لكل عابث ومخرب ولم يحصل ان ديست حرمتهما في تاريخ الدولة العراقية الا في زمن وقيادة الاحزاب الاسلامية التي لم تترك حرمة لكل مقدس في العراق الا وانتهكتها على بركة اللـه … تحياتي
4- 1- 2017