تاريخ كنيستنا الكلدانية حافل بالإضطهادات عبر مختلف العصور وعانى شعبها الكلداني كما كل المسيحيين في هذا الشرق شتّى أنواع التّعذيب والإعتداء وسرقة الممتلكات وتكميم الافواه وهرطقات اتت من كل جانب مستميتة لتحييدها عن دربها لكنها ظلت صامدة بوجه عاتيات الزمن فذلك هو جوهر مسيحيتها التّضحية والفداء في سبيل المسيح الذي تألّم لأجلنا ذوداً عن خطايانا.
لقد حمل لواء هذه الرّسالة ابائنا الأوائل ومنهم الكثير من القدّيسين الّذين لتثبيت ونشر الرّسالة المسيحيّة دفعوا حياتهم ثمنا. اما مسيرتها الايمانيه الطويلة اثبتت انها اهل لمواجهة كل تلك الصعاب رغم قساوتها ووحشيتها وتنكيلها بشعبنا الكلداني ورموزه الكنسية على مر العصور والازمنه الغابره والجناة ابناء الشرير كما هم اليوم دأبوا على اسكات والغاء اي صوت كلداني خاصة ومسيحي عامة في هذا الشرق محاولين بعثرة اوراق هذا الشعب الحي وتاريخه الايماني الاصيل بشتى الوسائل واخبثها لترتدي هذه العروس اي كنيستنا الكلدانية المقدسة كما الكثير من شقيقاتها وشاحها الاسود طول تاريخها تقريبا لما جرى لها ولرعاياها ورغم هذا ايضا بقيت وبقي معها ابائنا– رمز– فخرنا– واعتزازنا على نذورهم وحبهم لسيدهم المسيح ولكنيستهم الكلدانيه المجاهده.
وما اشبه اليوم بالامس فهذا شعبها ورعاياها مضطهدين مهجرين مسلوبة منهم كنائسهم واديرتهم وتاريخهم مع صمت مخزي وحقير لكل ذي شان من حكومة وقيادات عراقية ودوليه اكتفت بالاستنكار والشجب تاركة هذا الشعب الاصيل يباد عن بكرة ابيه بلا اي رادع يفترش الارض ويلتحف السماء ولا تلوح في افقه اي بادرة امل للعوده مع جهود كبيرة بذلتها كنيستنا– الكلدانية– ورؤسائها لاسعاف الناس ومساعدتهم قدر المستطاع بالرغم من امكانياتهم المتواضعه امام هكذا كارثة وماساة ومحاربة لكل المحاولات الاتية من كل جانب للطعن بشعبها وبايمانه بل وبتسميته الكلدانية ايضا من اناس لا تاريخ لهم قدموا من خلف الافق البعيد واحتظنتهم ارضنا ليصبحوا اليوم وطنيين اكثر منا وقوميين اكثر منا ومؤمنين اكثر منا انتسبوا لاسمنا خلسة وها هم يحاولون الطعن به بشتى الوسائل القذره محاولين بائسين لجعل مقدراتنا بامرتهم ”حسب احلامهم طبعا ولن يكون هذا واقعا ابدا”.
ستثبت كنيستنا– وشعبنا– الكلداني.. مجددا بانهم كفوء لكل تلك الاحمال الثقيلة ”وهذا مايجب ان يكون”.
في هذه الايام الصعبة لن يفيدنا غير لم شمل البيت الكلداني والاستماع لشريحة واسعة من ابنائه وعدم الانجرار خلف اي اطراف اخرى تحاول طمس هويتنا وتاريخنا وايماننا دوما ووسط كل هذه المشاكل والتشعبات يبقى لنا الامل والثقة بكنيستنا وقادتها الحكماء وبرموز شعبنا الكلداني الاجلاء ونثق قبلها بوعد الرب القائل في كتابنا المقدس… “البار كثيرة مصائبه والرب من جميعها ينقذه”).
وكلنا امل بانجلاء هذا الوضع الاليم على قلوبنا جميعا لتبقى كنيستنا- وامتنا- الكلدانية كما سابق عهدها منارة للمسيحية بايمانها القويم ومحبتها وتسامحها وبقوة وحكمة قادتها الرعاة الصالحين كما عرفناهم دوما وبفكر وثقافة ورقي ابنائها الكلدان على مر الزمان .
ولن نخاف او يهتز ايماننا وثقتنا او نبتعد عن كنيستنا يوما لاننا نؤمن بوعد الرب القائل .. “عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا”...
مارتن متي الهرمز
عضو الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان