الحـلقة الأولى
بـقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
في مرحـلة دراستـنا الإبتـدائية تعَـلـّـمـنا أن نـكـون صادقـين ، وحـين كـبـرنا عـرفـنا أن الصدق يـبـدأ مع الـذات لـيمتـد إلى الآخـرين …. وبالمناسبة ، أقـرّ وأعـتـرف مقـدّماً بأن البطرك لـويس الفاضل روفائيل الأول ، قـد صدقَ في كلامه مرة واحـدة فـقـط ــ ﮔـول وفـعـل ــ حـين قال للمـذيع ولسن يونان (( آنا لـيـبي ، أنا مريض )) ولكـنه إرتـضى لـنـفـسه أن يـبقى مريضاً ولم يـذهـب إلى الدخـتـور .
كـلـنا نـتعـلم ونـتعـلم من الخـيّـرين ، وأحـيانا نأخـذ الحـكمة من أفـواه المجانين ، فـكـيف لا نستـقـيها من أناسٍ مشهـورين ! كالـقـول الجـميل المنـسوب إلى الرئيس أبراهام لينكـولن محـرّر العـبـيد ، إذ يقـول :
(( تستطيع أن تغـشّ جـميع النّاس بعـض الوقـت ، وبعـض النّاس طول الوقـت ، لكـن لا تستطيع أن تغـشّ كـلّ الناس كـلّ الوقـت )) … أقـول بـدون شـك أنّ البطرك لـويس إستـطاع أن يخـدع بعـضاً من أبناء شعـبنا الـواعـيـن المثـقـفـين المشـتاقـين إلى صورة فـوتـوغـرافـية مع المكـرّمين وعـلى المقاعـد الأمامية جالسين ، لكـنه يـبقى عاجـزاً عـن خـداع كل الناس في كل الأوقات …. نحـن نـقـول ذلك بأدلة وبراهـين نـطقها بلسانه مستـطعماً بشفاهه ، أو خـطها بـيـده ملـوّحاً بساعـدَيه ، ولهـذا نـرى حاشيته كأنهم ــ آسف عـلى التعـبـيـر ، بلاّعـين الموس مع تـقـديري للمحـتـرَمين ــ يـقـرؤون كـتاباتـنا وأدلتها الـدامغة فـينحـرجـون وعـن الردّ يتجـنـبـون وعـلى التحـدّي لا يتجـرؤون …. فـبأيّ آلاء مقالاتـنا يُـكـذّبـون ؟
أينما يكـون البطرك لـويس اللطيف نـراه يتـراكـض من أجل نـشر صورة له متـلهـفاً لأرخـص مقابلة صحـفـية معه ، فهـذه من أولـويات حـياته ، لـذلك إغـتـبطَ وــ تخـتـخَ ــ حـين وُضِعَـتْ صورته الفـوتـوغـرافـية بحجم باب الغـرفة فـوق المـذبح بـدلاً من صليب يسوع المسيح مخـلـّـصِه داخـل هـيكـل الكـنيسة ( صدگ لـو ﭼـذب ؟ ) ولهـذا قـلتُ إنه فعلاً مريض كما جاء بإعـتـراف لسانه وليس من إدّعائي ، وإذا كان هـناك مَن لا يزال يشك !! فـليسأل الأخ المذيع ولسن يونان من إذاعة ( إس بي إس ) / سـدني ، وعـلى صعـيـد آخـر سبق أنْ كـتـبتُ عـنه أنه ــ يشعـر بعَـوز طفـولي ــ فـتعـقـدَتْ نـفـسيته وصعـبَ شفاؤه ، ولهـذا نـراه يـبحـث منـذ زمن عـن أي منـصب يعـوّض به نـقـصه فـنافـس السياسيّ حـين صار عـضواً في مجـلس محافـظة نينـوى وهـو كاهـن ــ مناقـضاً تـصريحاته التي ينـثـرها عـلينا بـرُخـص ــ متحـدياً رأي المرحـوم رحـو مطرانه ، ورافـضاً إرشادات معارفه الأكـثر إلـتـزاماً منه وكـلها موثـقة عـنـد أناس محـتـرَمين …
وهـنا نـردّ عـلى إدّعائه الباطل حـين يقـول أن المرحـوم المطران رحـو هـو الـذي طلب منه ذلك ! فـنـقـول : إذا كان كلامه صحـيحاً وإيجابـياً فـلماذا لم يقـتـفِ أثـر مطرانه ويسلك سـلـوكه ويعـمل مثـله حـين أصبح مطراناً ليُـوجّه أحـد كهـنـته لـيـرشح نـفـسه لـمجـلس محافـظة كـركـوك ؟ أم عـنـده الـبـديل وما أخاف عـليه !!! فـيا غـبطة لـويس المعـظم ، لـقـد سـبق أن قـلـنا لك (( عـلـينا ؟ إحـنا الـثـلج بالـدهـن ﮔـَـلـّـينا ! )) . وأخـيرا لم يصدق نـفـسه حـين صار بطركاً بضربة مقايضة المساومات المخـفـية التي لا ينـسى فـضلها عـلـنية ( هَـم ﮔـول ما ﮔـلـتْ !! ) والروح الـقـدس يتـفـرج عـلى الجـماعة من المقاعـد الخـلـفـية ! .
وطـنياً ! يهـمنا كل العـراق وشعـبه … قـومياً ! شعـبَـنا الكـلـداني ، ولا يحـق لي التكـلم بإسم غـيرنا فأقـول : البطرك لـويس في سـفـراته عـلى مقاعـد الـدرجة الأولى وما أكـثرها ــ أثمان الـتـذاكـر ما جايـبها بتعـب جـبـينه ــ عـليه أنْ يطل من نافـذة طائـرته في جـولاته الخِـرّي مِـرّيّة التـرفـيهـية ولـقاءاته السياحـية ومداخلاته السياسية بحجة مؤتمرات أورﭘـية وأخـيراً خـليجـية … وهـو يعـرف أن ليس مِن ورائها فائـدة حـقـيقـية ، سوى متعـته الشخـصية عـنـد ظهـوره في الوسائل الإعلامية ، ومن خلالها يـوحي إلى دول العالم برفـض قـبـول طلبات الهجـرة لأبناء شعـبنا ( لا حـباً بهم والقـرب منهم ) بل ضماناً لإستمرارية تمتعه بسلطته عـلى بقعـته الجغـرافـية … إنه بتحـرّكاته الإستعـراضية كـمسؤول ، يحاول أنْ يغـشي أبصارنا فلا نبصر نـواياه الهـدّامة ، عـن طريق طلـب المساعـدات المالية والعـمرانية لأجـل إبقاء شعـبنا عـلى أرض يكـون فـيها ذليلاً ينـتـظر التهجـيـر المبرمَج ، ولم يستـطع ــ أو تغاضى عـن ــ تحـليل أحـداث غـزوة الموصل التي باتت أهـدافها مفـضوحة لـدى الجـميع ، كما يعـرف أيضاً أنّ أرضنا قـد فـقـدناها منـذ 1400 عام …
أقـول ، إنّ عـلى فـضيلة البطرك لـويس أن لا فـقـط يمعّـن الـنظـر ولكـن ! بـبُـعـدِ نـظـر ! في أبناء شعـبنا الكلـداني أمانة الله في عـنقه ، يمشون ــ لا عـلى متن طائرات ــ بل عـلى الأقـدام مهاجـرين يـبحـثـون عـن مكان آمن يأويهم لـيضمنـوا حـياتهم ويجـدوا فـيه كـرامتهم ، وهـو عارف يقـيناً أن الأوضاع الحالية وما ستـؤول إليه مستـقـبلاً ليست في صالح شعـبنا بل ستـكـون بمثابة سـمّيل ثانية بممارسات متـنـوعة ( هـل يريـد أن أتـنـبّأ عـنها ؟ سـبق أن قالها لي في عام 1974 المرحـوم الأب ـ المطران ـ يوسـف تـوماس ) لكـن صاحـب الغـبطة يثـرم الـبصل عـلى ذقـون الـبُـسطاء فـيـؤملهم بالعَـودة اللاعـودة ! وبالعـمران المشمشي الـذي ــ وإنْ صار ــ فإنه يكـون لغـيرنا وليس لشعـبنا ! … نسأله وهـو أبو التأريخ حـسب تـفاخـره بشهادته : ألا تكـفـيك آثار كـنائسـنا في تكـريت والنجـف وكـربلاء والبصرة وفي شمال العـراق ، علامة لك لـتـُـنـبّـهـك ؟ .
لـقـد زاغ البطرك ولم يعـد يشعـر بأصالته العـراقـية حـين إستـطاع مـذيع بسيط عامر إبراهـيم ــ مع الإحـتـرام له ــ في قـناة الشرقـية أنْ (( يـبـوگ لسان بطرك العالم ! )) فكـشف له مكـنـونات قـلبه بكـل سهـوله والمصفـقـون له مغـيّـبـون لا يكـتـرثـون لتـصريحاته اللاوطـنية المعـيـبة ، ثم نـراه يلـمّع وجه حـكـومته الفاسـدة في المحافـل الـدولية ويـذود عـنها ، فـماذا يعـني ؟ …. وإذا إدّعى البطرك أو غـيره أن كلامي عـن فـساد الحـكـومة تـلـفـيق ! سأعـطيه بـرهاناً ساطعاً يُـبهـر عـيـونه ولا يطيق سماعه ، ويعجـز عـن معارضته بل ويتجـنب رفـضه ! .
إنّ البطرك ساكـو لم يعـد غـريب الأطوار بل بالعـكس صار ورقة معـروفة الأفـكار منـذ رفعه بنـفـسجـية أصبعه والـذود عـن سـرﮔـون جـعـفـره بالإستعانة بمدحـته وأعـرجه وغـيره ، ودخـو هـيثم مهـرّب أموال أوقافه … مروراً بالسـكـوت عـن ملايـين الـدولارات المرصودة والوصولات المفـقـودة ناهـيك عـن تبخـر أملاك معهـودة من أبرشـيتي البصرة وبغـداد ( هـو الـذي نـشر الفـضائح ! ) فأين تـصريحه بمتابعة ذلك قـضائياً ، وماذا يعـني غـلق ملـفها سكـتاوياً ؟ …
أخـتم المقال بنكـتة سمعـتها في فـتـرة دراستـنا الجامعـية :
واحـد بايع مْخـلـّـص مشعـوذ إسمه عـبَـيّـس ، راح إلى إيران ويعـرفهم شيعة ما يفـتهمون عـربي ولكـن يقـدّسـون إسم ( حـسين ) ويموتون عـليه …. لـبس جـبة سـوداء وربط عـلى رأسه عـصّابة خـضراء ، فـرش قـطعة قـماش عـلى رصيف والناس رايحة وجاية ، وصار يقـرأ ويكـرّر أهـزوجة ( حـصان حـسين بالكـربلاء يأكـل حـشيش ) بنبرات عاطفـية وحـركات لطمية !! أما المارّة الإيرانيّـون إلـتمّوا عـليه وعـجـبتهم قـراءته ، وما يفـتهـمون كلامه العـربي سـوى إسم ــ حـسين ــ فإعـتـبروه واحـد من سادة أهـل الـبـيت يستحـق التـكـريم فـبـدأوا يغـدقـون عـلـيه الفـلـوس … شاءت الصدفة أنْ مـرّ من هـناك شخـص من ديرته يعـرفه فـوقـف خـلـفه مستغـرباً وهامِساً في أذنه قائلاً له : ولك عـبَـيّـس ! شجابك لهاي الـديرة ، وْشـنـو هـذا إللي دَ تـسَـوّي ؟ أجابه بأهـزوجة ثانية مع لطمية أقـوى كي لا ينـفـضح : ( أسـكـت ولك ، نـصّه إلي ونـصّه إلك ) .