الكاتب: حمورابي الحفيد
مرة اخرى يلمع نجم اردوغان في قمة العشرين والكل يقدم ما يطلبه عن يد وهم صاغرون!!!
اختلف الروس والامريكان في كل شيء، ولكن بقدرة قادر طأطوؤا روسهم معا امام هيبة السلطان اردوغان ملبين كل طلباته وهم اذلاء امام سطوته. كانت البداية في اقرار اسرائيل بجريمتها وتقديمها التعويضات التي فرضت عليها ارضاء للسلطان في قضية غزوة غزة الاسلامية الاردوغانية. والان تنصل الجميع عن السؤال عن مذبحة مليون ونصف ارمني واشوري وكلداني وسرياني واعتبرت من قبل الامناء لحقوق الانسان تسلية وتمارين لهو على الطريقة السلطانية.
اما الوطن الارمني المغتصب من قبل السلطان فاعتبر هدية متواضعة لكي لا يعكر السؤال عنها ميزاج السلطان.
اما القسطنطينية والارث اليوناني فهذه اصبحت ملكا شرعيا بسبب عامل التقادم ولا تستحق تعكير مزاج السلطان بسببها.
اما الاكراد فيستحقون الذبح غسلا للعار لانهم يزعجون السلطان وتنتابه احلام وكوابيس مزعجة فما المشكلة في ابادتهم وهم في احسن احوالهم لا يتعدون 30 مليون نسمة يتنكر كل العالم لحقهم في الحياة كي تدنس احذية اردوغان اللماعة ترابهم، وحتى موتاهم سوف لن تنالها الرحمة لان مزاج السلطان فوق كل اعتبار، فها هي جحافله تدك بيوتهم على روؤس من فيها بمباركة امريكية روسية المانية في حلف غير مقدس وقد ترك هؤلاء القادة المجردين من كل ذرة اخلاق وضمير تركوا الاكراد يواجهون مصيرهم تحت قصف طائرات اف 18 وكل انواع الراجمات والماحقات التي في مستودعات التدمير الاردوغانية .
لان الامريكان والروس خانوا كل عهد مع الاكراد رغم كونهم العرق الوحيد في المنطقة الذي حارب باخلاص وتفان وقدم دماء ابنائه وبناته دفاعا عن الانسانية كلها ضد التوحش الداعشي المدعوم من السلطان والذي رشحته داعش منذ يوم بروزها على الساحة كأمير اسلامي لدولة تركيا كمقدمة لتبوأ الخلافة فيما بعد.
ها هي سوريا هي الاخرى قدمت هدية متواضعة للسلطان الذي سيطهر المنطقة حتى من العرب وغيرهم الذين رفضوا ان يتداعشوا.
هناك اشارات اخرى لاحياء مشروع ولاية الموصل لتعود الى ما كانت عليه قبل الحرب العالمية الاولى والا ما معنى ترحيب الامريكان بدخول جيشه الاراضي العراقية تحت ذريعة محاربة داعش كذبا لان داعش اردوغان هو الاكراد وكل من لم يصبح داعشيا حقيقيا. حتى لو اباد نصف الشعب التركي نفسه بتهمة انهم يشك بانهم كانوا سيفرحون بنجاح الانقلاب كل هذا مجاز له ان يفعله امام اعين ورضى اوصياء حقوق الانسان.
لا اعلم اين ستنتهي متطلبات الامن التركي الاردوغاني ربما الخطوط القادمة لضمان امن سلطنة اردوغان ستكون حدودها على مشارف موسكو وبرلين وفينا وفقا للخريطة التي فرضها اجداده قديما، ولما لاء ما دام الكل راكعا امام سطوته.
اين بوتين من الخنجر المطعون به من الظهر؟
لماذا باع الامريكان الاكراد مجانا للسيد التركي وتحولوا بين ليلة وضحاها الى ارهابيين وقطاع طرق!!!؟؟؟
حقا قيل ان السياسة طريق لا يعرف الاخلاق، واستعداد السياسي ان ينحط الى اسفل درك لتحقيق مصالح وهمية او ان يسجل موقفا حتى لو كلله بكل عار الدنيا.
وليس خافيا على اي متابع مدى استثمار محاور الشرنقطة الضعف هذه الناتجة من العقم الاخلاقي لساسة الدول العظمى لدرجة انهم اصبحوا العوبة في ايدي الصغار كالرياض وطهران وانقرة بكل ما فيها من النوايا الشريرة فاخذوا يهددونهم ان ادرت علي ظهرك فسارتمي في احضان الطرف الاخر هذا لعلمهم ان الطرف الاخر سيستقبلهم بالاحضان وابرز مثال حي على هذا كان شعور اردوغان ببرود الاجواء مع واشنطن و رغبة منه لتنبيههم وتاديبهم توجه الى موسكو وارتمى كالطفل المدلل في احضان من طعنهم بخنجر مسموم في الظهر قبل حين، لكن ضيق الافق لدى الكبار يجعلهم دمية رخيصة في ايدي العابثين بمصائر البشر، ولم يفت الرياض دخول هذه اللعبة وها هي تسرع الخطى الى موسكو وبكين وطوكيو، وربما تلتحق قطر ايضا من باب التهديد بانها سترتمي في احضان طاغية كوريا الشمالية من باب الامان ان فكرت واشنطن في ان تدير ظهرها على مشيخة الدوحة والعكس ايضا صحيح، اي سيوحي الطاغية اردوغان الى الروس ان لم يقدموا ما يطلب منهم فانه سيلطع قيأه اي يعود الى احضان واشنطن لعلمه انه سيستقبل بالاحضان كما فعل ندهم في موسكو وهكذا دواليك.
هنا نتسائل ماهو السر في ان تكون تركيا الهجينة المكونة من الاتراك والعلويين والاكراد بهذه المعزة لدى الجميع فقط ارضاء للثلث التركي والسكوت على ابادة الثلثين الاخرين حتى لو حصل، كما حصل مع مسيحيي تركيا الذين كانوا يكونون الشعب التركي كله يومها؟؟؟
هل يبرر الساسة الامريكان كل هذا الاجرام لانها على حدود روسيا؟
ان كان الامر كذلك فانهم بحاجة ملحة للعلاج في اكثر المصحات العقلية تقدما في بلادهم.
اختم هذه الاسطر وانا عاجز عن الاجابة على وفهم سر التدليع الغير العقلاني من قبل الجميع ورضوخهم لارادة سلطان هائج ومتعجرف وغير متزن الطباع ومتعطش للانتقام.. ربما بين القراء من هو ادرى مني لحل رموز وشفرات هذا الجنون العالمي.. تحياتي