يوسف تيلجي
لا بد لنا أن نعترف، أن الدين الأسلامي، مهما كانت عقائده وفقهه، يبقى دينا لا غير، أي ليس دينا فوق باقي الأديان الاخرى قدرا ومنزلة وعلوا .
لا بد لنا أن نعترف أن كان الرسول محمد خاتما للمرسلين، أم لا ..
لا بد لنا أن نعترف أن كان الأسلام هو الدين عند الله، أم لا ..
لا بد لنا لا نعترف هل أن الأسلام أعترف بكل الانبياء والرسل وبكتبهم السماوية أم لا .. ولكن ما هي جدوى هذا الاعتراف ..
لا بد لنا أن نعترف / من ناحية أخرى، أن الأسلام يلغي كل ما سبقه من أديان وأنبياء ومعتقدات وملل .. أشارة لقوله في سورة أل عمران “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) ”
لا بد لنا أن نعترف أنه هل من الأمكان أن يصلي الله على النبي، أم أن فعلا وطقسا كهذا لا يجوز!
لا بد لنا أن نعترف بوجود مفارقات ومناقضات وخلافات في النصوص، أم يعتبر هذا كفرا وحراما ان أعترفنا به ..
لا بد لنا أن نعترف كيف أن يكون صحيح البخاري أعظم كتاب بعد القرأن، وهو كتاب ألفه شخص عادي من بخارى، وقد أختلف عليه الكثير! .
لا بد لنا أن نعترف هل أن الكل كفرة، والمسلمين وحدهم هم المؤمنين ..
لا بد لنا أن نعترف بأن بعض النصوص القرأنية كانت سببا في أيجاد المنظمات الأرهابية ..
لا بد لنا أن نعترف أن السيف هي أدات للقتل والتوحش وليست هي الوسيلة الوحيدة للجهاد .. لأن الكلمة ممكن أن تكون هي وسيلة الجهاد السلمية لنشر الدين ..
لا بد لنا أن نعترف أن الجمود الفكري سوف يغرقنا مع معتقداتنا في مستنقعات ضحلة ونحن أحياء ..
لا بد لنا ان نعترف بأن الدين بشكله الماضوي أصبح وسيلة أرتزاق بالنسبة للكثير من رجال الدين ..
لا بد لنا أن نعترف بأن البيئة الحياتية والمجتمعية في زمن وحقبة نزول القرأن ليس بها من مقاربات البتة مع عالم اليوم!! .
لا بد لنا أن نعترف أن الفرد فرض عليه الوضوء ليس فقط كطقس يجب أن يؤدى قبل الصلاة، بل هو وسيلة أيضا للنظافة لفرد كان يحلم “بجربة ماء” في صحراء قاحلة كمكة والمدينة.
من كل ما سبق، لا بد من شيوخ الدين أن يتركوا كل هذه الأعترافات/ أيجابا أو سلبا، وغيرها من موجبات أيطار ومعتقدات وفقه وطقس هذا الدين، المغرومون به حد العشق، وأن يتركوا كل النصوص الهدامة التي تكفر الاخر، وأن يهتموا بما يجمع المسلمين بعالم اليوم، بعيدا عن التعنت والتطرف والتزمت والتمذهب والتخندق، لأن التقوقع سيجعلك وحيدا، أما الأختلاط والأندماج والتواصل الحضاري سيجعلك مع العالم في بودقة واحدة، وليس بودقتين، كما هو حال أسلام اليوم/ أي المسلمين بجانب وكل العالم بجانب أخر، وأن حصل كل هذا وغيره من الأنتكاسات والأزمات الدينية، سيخنق الدين. وأن تم ذلك قاضوا شيوخ الدين عن السبب!! .