متابعة: لا يخفى على أحد أن حزب الطالباني و بالاخص بعض الاشخاص المتنفذين داخل هذا الحزب لا يريدون إنقاذ الوضع في أقليم كوردستان و أجبار جميع القوى الاخرى على الالتزام بالمبادئ الديمقراطية.
فبمجرد أن يقوم حزب الطالباني بالانسحاب من حكومة البارزاني فأن تلك الحكومة ستفقد شرعيتها و بنيتها القانونية للبقاء و يضطر البارزاني أما الى حل ما تبقى من الحكومة أو التفرد في الحكم و هذا سيجلب له الكثير من المشاكل الدولية و الداخلية خاصة بعد أن يتم تحرير الموصل و يتم أبعاد داعش عن اقليم كوردستان حيث سيفقد البارزاني الحجة لابتزاز أوربا و أمريكا للحصول على الاسلحة و احتكار المساعدات.
حزب الطالباني لم يقُم الى الان بتلك الخطوة و يدعي بانه يحمي أقليم كوردستان من الانشقاق، و لكنه في الحقيقة شق الصف الوطني في أقليم كوردستان و يتسبب بعدم أقدام القوى السياسية بالتنازل لبعضهما البعض و حل القضايا العالقة.
حزب البارزاني يُصر على موقفة بسبب بقاء حزب الطالباني في الحكومة، و حركة التغيير تصبوا الى قاعدة حزب الطالباني و أعضاء برلمان حزب الطالباني الذين يقفون الى جانب حركة التغيير في مطالبتها بأعادة تفعيل البرلمان و أزاحة البارزاني عن الرئاسة بسبب أنتهاء مدته القانونية.
حزب الطالباني يمارس أخبث شكل من أشكال الممارسة السياسة فهو من ناحية يدعم البارزاني في أستمرارة و أحتكاره للسلطة و موارد الاقليم و من ناحية أخرى يمارس دور الحريص على مطالب الجماهير و يضع رجله الاخر مع التغيير و الجماعة الاسلامية و جزء من الاتحاد الاسلامي الذي هو الاخر يمارس دورا شيطانيا من خلال تأييد نصفة للتغيير و النصف الاخر متفرج.
أن يتصرف الاتحاد الاسلامي بهذا الشكل أمر معروف حيث أن جزءة العائش في السليمانية يتمتع بحرية القرار أما الجزء العائش في أربيل و دهوك فهم تحت مطرقة حزب البارزاني أضافة الى كون الحزب بشكل عام حزبا اخوانيا مواليا لاردوغان الذي يتحالف معه البارزاني الى الان على الاقل.
أما أن يتصرف حزب الطالباني بهذا الشكل و يدعم بقاء الفوضى الادارية و القانونية و الفسادية في الاقليم فهذا لا يمكن تفسيرة ألا بوجود أتفاقيات سرية بينه و بين حزب البارزاني.
فما الذي يدفع حزب الطالباني للبقاء في حكومة يسيطرة عليها حزب البارزاني بشكل واضح في الوقت الذي كل كوادر و قاعدة حزب الطالباني هم ضد دكتاتورية حزب البارزاني، ليس فقط قاعدة حزب الطالباني بل حتى الكثير من قياداته هم ضد ما يجري في الاقليم و لكن حزب الطالباني مستمر في خباثته.
و حسب الكثير من المعطيات فأن ما يجري له تفسير واحد فقط وهو ان قيادة حزب الطالباني متمثلة بقباد الطالباني في قضايا النفط و الشيخ جعفر و جبار ياوز في القضايا العسكرية و كوسرت رسول في القضايا السياسية لديهم التزامات موقعة مع حزب البارزاني و هم شركاء في جميع ما يجري مع حزب البارزاني و لا يتجرأون اتخاذ أي قرار أو خطوة من شأنها زعزعة حكومة أو حزب البارزاني.
و لكن الاحداث تسير في طريق لا يستطيع هؤلاء الثلاثة الاستمرار في فرض هذا الموقف المتخاذل و الخبيث على الاتحاد الوطني الكوردستاني و إن أستمروا في ذلك فأن كوادر هذا الحزب و أعضاءة سوف لن يسكتوا و خاصة أنهم يدركون أن توقيعهم للاتفاقية الاستراتيجية مع حركة التغيير أتت بسبب ضغط كوادرة و وجود قرار من جلال الطالباني نفسة بهذا الخصوص. الطالباني الذي أدرك حقيقة الوضع في الاقليم و استخلصها قبل مرضة بالاتفاق مع نوشيروان مصطفى على تخليص وضع الاقليم من الانفرادية الحزبية.
أستمرار حزب الطالباني على هذا الموقف سيعرضة الى خسارة كبيرة في الانتخابات القادمة و لربما سيعرضة لانشقاق ينضم فيها قسم الى حركة التغيير و جزء اخر الى حزب البارزاني و الثالث وهم من يؤمن بمسار الاتحاد الوطني المعروف.