Articles Arabic

الوعي القومي الكلداني هو الحل

أن ما يبعث على الأسف حقاً هو أن الغالب الأعم من الناشطين القوميين الكلدان يعتقدون بأن الإنتماء القومي مرتبط بالإنتماء لمؤسسة كنسية معينة، وهذا لعمري تناقض لا يحسدون عليه! السؤال البريء هنا هو: كيف بربكم بعد أكثر من أربعة عقود من (العمل القومي الكلداني) ما زال هنالك أناس على هذا الكوكب لا يعرفون بأن (المؤسسة الكنسية) لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالعمل القومي؟ … وبأن (المؤسسة الكنسية) إذا ما تدخلت فلن يكون هدفها إلا إحتواء الآخر، أي إحتواء (العمل القومي الكلداني) وتوجيهه وجهة طائفية محضة. أن كان أغلبكم لحد اليوم لا يعرف بأن (القومية) هيَّ أكبر من (أي إنتماء طائفي) وأوسع من (أية مرجعية دينية)، فكيف يمكن لكم أن تمارسوا عملية توعية الآخرين؟!! … الأنكى، هو أن هذا التعكز على (المؤسسة الكنسية) المستمر والمريض، لم ولن يؤدي إلا إلى إنعكاسات سلبية ومريرة، طالت وما تزال كافة المنظمات الكلدانية في الوطن الأم والعالم، حيث تم تحجيمها وتدجينها من قبل المؤسسة الكنسية التي (لا يهمها غير سطوتها وتنمية جاهها)، وهذا ليس بشيء جديد على رجالات المعبد، ذلك أن هذا هو (ديدن جميع المؤسسات الدينية) منذ عصر ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا.

أن من يسعى للنهوض بالأمة الكلدانية عليه أن يستوعب أولاً ماتعنيه مفردة (قومية)، وبالتالي ما هيّ أبعاد القومية ومعاييرها وضوابطها وأن يؤمن حقاً وفعلاً بثوابتنا القومية الكلدانية. نعم بسبب الفراغ السياسي وصراع القوى المهيمنة على ساحة العمل السياسي في العراق وسطوة المؤسسات الكنسية في المهجر، لا يمكننا الإعتماد على الأحزاب الكلدانية (الهشة) التي أثبتت عدم قدرتها على مجاراة الواقع، كما لا يمكننا توقع أي دعم أو مساندة من المؤسسات الكلدانية المدنية، لا سيما المتمكنة منها التي (تتاجر بالأسم الكلداني) ليل نهار على حساب وجودنا وتاريخنا، مع ذلك فأن علة العلل تكمن في التعكز المريض على (المؤسسة الدينية) التي لا علاقة لها بالعمل القومي، والذي لم ولن يجر علينا إلا الخراب، وسيبقينا ندور في دائرة مفرغة دون أن نتقدم شبراً واحداً. لنتذكر أيها الأعزاء، الحكمة الكلدانية التي تؤكد بأن الحقوق ينتزعها الأقوياء، أما الضعفاء فلا حقوق لهم (من ربيوثا دأكاريه هوي حقلاثا لذياشا) بمعنى، أن (هزالة الفعلة تُفقِدنا حقولنا أي حقوقنا). لذلك آمل أن يراجع الناشطون القوميون الكلدان أنفسهم ويميزوا بشكل جاد ما بين الإنتماء الكنسي الذي مملكته وفقاً للكتاب ليست من هذا العالم (يوحنا 18 : 36)، وبين العمل القومي الكلداني المرتبط بممارساتنا الحياتية اليومية وحقوقنا القومية بصفتنا (سكان العراق الاصليين). دمتم وأمتنا الكلدانية بكل خير.

د. عامر حنا فتوحي

منقول من صفحة

Nabu Khadnezzar

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • لا تـتـرجى خـيرا من شعـب يتـظاهـر بالثـقافة ويـدّعـي بغـزارة المعـلـومات !!!!! لكـنه يرتضى لـنـفـسه أن يكـون عـبـداً خاضعاً تابعاً عـمياوياً لرجـل دين فارغ

    لا تـتـرجى خـيرا من مسيحي متعـلم ومهـنـدم يتـظاهـر بمستـوى عالي من الـثـقافة ، ويجـهـل معـنى كـلمة (( مار )) … (( درغا )) … ويعـتـقـد أن معـناها ((( قـداسة أو قـديس ))) … ما الفائـدة من الطرق عـلى حـجـر أصم

Follow Us