Articles Arabic

الخنوع والاستسلام ام الردع والعيش بسلام ؟

موضوع منقول من صفحة الكاتب

لن تستطع المجموعات البشرية في العالم الاسلامي عموما والعربي خصوصا العيش بسلام مع بعضها البعض اذا كان فريق الغالبية يشعر بالتفوق العشائري والقبلي والديني وعقلية الهيمنة والاستحواذ بغياب سلطة الدولة ووقوفها دوما بجانب المعتدي على حساب الفريق الأخر الذي يريد العدالة والمساواة يحاسب المعتدي وينصف المظلوم.
منذ فجر التاريخ كان القوي دوما هو الذي ينتصر ولا يحصل على حقوقه فقط بل يستحوذ على حقوق غيره ممن يعتبرون ضعفاء وليست لديهم حتى وسائل المحافظة على ارواحهم وممتلكاتهم ويكونون عرضة لأستلاب حقوقهم.
ومن ثم رويدا رويدا بدأ الوعي ينتشر في اقامة دساتير تحمي مواطني كل دولة وتنصف الحقوق المهدورة للمغدورين.
كذلك ماقامت بفعله الدول المتقدمة حيث انصفت المواطن وسنت القوانين ليتساوى فيها الجميع مهما اختلفوا في العقيدة والدين والجنس واللون حيث تكون هذه القوانين هي الفيصل لتنصف الضعيف وتردع المتغطرس وتحاسب المعتدي وليعيش جميع مواطني تلك الدولة بسلام ويعم الرخاء.
في دولنا العربية والاسلامية هناك قوانين ايضا (في الظاهر) ولكن لاتطبق بالمساواة مع جميع المواطنين ولايزال الغير مسلم في هذه الدول يعيش كذمي محتقر ومسلوبة حقوقه ولاتزال قوانين تلك الدول تناصر اخاك ظالما او مظلوما وتحت شرائع دينية مجحفة جعلت العديد من غير المسلمين ان يحزموا حقائبهم ويهجروا اوطانهم ولاتزال لحد كتابة هذه السطور الاعتداءات مستمرة منذ احتلال هذه الدول وغزوها من قبل الجيوش المسلمة وهيمنتها على الاخرين من اصحاب الديانات الاخرى.
ولنأخذ مثلا دولة مثل العراق الذي كانت نسبة المسيحيين فيه هي الغالبية العظمى قبل الغزو الاسلامي (عام 16 هجرية) فلم يبق منهم سوى 2% وهم مستعدون للهروب من جحيم الأعتداءات التي لايزال المتنفذين في الدين والسلطة يعتدون عليهم وسلب اراضيهم ومنعهم من العودة الى ديارهم في الموصل وبغداد لاتزال هناك اكثر من 35 الف عائلة لاتستطيع العودة وهي مهددة بالقتل لأنهم ببساطة مسيحيون وكذلك في شمال العراق هناك قرى كاملة تستحوذ وتسرق وتبنى عليها عمارات سكنية تحت مسمع ومرأى المسوؤلين واصحاب القرار.
لعبت الكنيسة العراقية دورا سلبيا بحيث جعلت الفرد المسيحي ليست له ارادة او مقاومة المعتدي للمطالبة بحقوقه تحت ذريعة السلام وقول المسيح (من لطمك على خدك الايمن فدر له الايسر) وكل ماتقوم هذه المجاميع بالشكوى من الظلم المحيق بها تجد الدولة لاتعير اية اعتبارا فتتوجه للمؤسسة الدينية وهذه الاخيرة روضتهم ان يكونوا خانعين مسالمين الى حد الجبن مما حدى الطرف الاخر ان يستقوي بدينه وعشيرته وقبيلته ليطارد فريسته طالما يعلم مسبقا ان القوانين العشائرية والقبلية والشريعة الدينية تقف الى جانبه وقرية نهلة في شمال العراق المنهوبة من قبل متنفذين مثالا صارخا للأستحواذ التي لاتعير ايه اهمية لمطالبة اصحابها السلمية بأستردادها او تعويضها.
ولازلت اعتبر قول الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني مثالا لتصدي المعتدي وردعه ليعود الى صوابه:

صَفحْنا عَنْ بَنِي ذُهْلٍ … وَقُلْنا الْقَوْمُ إخْوَانُ

وعَسَى الأَيَّامُ أنْ يَرْجعْنَ … قَوْمًا كَالَّذِي كَانُوا

فلَمَّا صَرَّحَ الشَّر … فَأَمْسَى وَهْوَ عُرْيانُ

وَلَمْ يَبَقَ سِوَى العُدْوَانِ … دِنَاهُمْ كَمَا دَانُوا

مَشَيْنا مِشْيَةَ اللَّيْثِ … غَدَا واللَّيْثُ غَضْبَانُ

بِضَرْبٍ فِيهِ تَوْهِينٌ … وَتَخْضِيعُ وإقْرَانُ

وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ … غَذَا وَالزِّقُّ مَلاْنُ

وَبَعْضُ الْحِلْمِ عِنْدَ الْجَهْلِ … لِلذِّلَّةِ إذْعَانُ

وَفِي الشَّرِّ نَجَاةٌ حِينَ … لاَ يُنْجِيكَ إِحْسَانُ

ان المطالبة بقوانين تنصف حقوق المظلومين وتقف بمسافة واحدة مع جميع مواطنيها ليعيشوا بسلام

واني ادعو المؤسسة الدينية المسيحية ان تكون اكثر صلابة للتحدي من تغيير الكثير من القوانين المجحفة بحق الغير مسلمين حيث لاتزال المناهج التي تدرس للطلبة تعتبر الغير مسلمين كفرة وتستهزئ بديانتهم وبدلا ان تدعو مواطنيها الى الصلاة فقط عليها ان تطالب السلطات بتغيير هذه المناهج والشكوى عند المنظمات الدولية فالحقوق لاتهب مع الاسف مع هذه الحكومات الجاهلة بل تنتزع انتزاعا وهذا لايفهمها الجانب المتغطرس، بل الدعوة الى مقاطعة مهازل الانتخابات التي هي مزورة مسبقا كما الدعوة للعصيان المدني والشكوى لدى المنظمات الدولية خيرا من دس رأسها في الرمال كالنعامة ومواطنيها يهانون كل يوم

وليد كاريو

الخنوع والاستسلام

ام الردع والعيش بسلام ؟

باريس في 29/5/21

Walid Kario

اليكم بعض الردود على المقالة من صفحة الكاتب

Miita Harbi

منشور جميل ومفصل والعبرة بهذه الكلمات : الرئيس يختلف عن الراعي وما لدى المسيحيين قادة وليس رعاة لان الراعي يبذل نفسه من أجل خرافه اما الرئيس فشعاره : يموت الشعب ويفنى فداء للرئيس…. وهذا ما يحصل ببساطة

وعدالله ايليا

منشور راقي.. أحسنت وصدقت أستاذ وليد.. تقبل وافر محبتي وخالص تقديري

Tariq Shaboo

استاذ وليد المحترم كلامك حول النظم والبلدان العربية وبالأخص العراق صحيحة اما قولك ان الكنيسة لعبة دورا سلبيا وعلمت الفرد المسيحي الخنوع وسلب الإرادة فانت كنت صاحب إرادة فلماذا حملت حقيبتك واتجهت إلى فرنسا وتركت البطرك ومن يتبعه يبقون جبناء يعيشون بخنوع لا نصير لهم عيش حياتكم وتركوا الكنيسة تدبر أمرها بقوة المسيح

Walid Kario

Tariq Shaboo كيف تدبر امرها عزيزي تحت الظلم والاضطهاد واستمرار التجاوزات ؟

نحن في الخارج سفراء لوطننا نتكلم بحرية وننتقد من اجل الاصلاح وليس من اجل التشفي

انا مثل ملايين مثلي لم نستطع التغيير لأن الكنيسة لم تكن الا على الحياد

نريد كنيسة ثورية تقول لا للقوانين المجحفة وتثور وتقدم تظاهرات سلمية وتندد بكل عمل يمس المسيحية وتناضل من اجل رفع كلمة الدين المسيحي وليس اهانته

انت ياعزيزي لاتدري ماكنت افعل خلال السنوات التي عشتها في الوطن وليس هناك شرح لذلك

يجب ان تكون الكنيسة مثل جنوب افريقيا التي طردت المستعمر الانكليزي على الرغم انه كان يدين بنفس ديانتها

نريد مثل ديزموند دودو الذي وقف مع المناضل نلسن مانديلا لضرب التعصب العنصري فأين لنا مثل نلسن مانديلا او الاسقف توتو ؟

هل تعتقد ان رجل الدين هو منزل لايجوز النقد ؟

Tariq Shaboo

Walid Kario يا استاذ او يا دكتور لا اعرف دعنا من هذه المزايدات أنتم سفراء لبلادهم تكلموا يا ينفع مواطنيكم وبلدكم ولا تطلب من والكنيسة ان تتظاهر حتى لو سلميا وانت تعلم انا من يتظاهر في العراق يقتل مثل الكلب ولا تقارن التظاهر في العراق مع جنوب افريقيا لأن افريقيا المستعمر مسيحي المستعمر كذلك ممكن نجاح المظاهرة اما تتظاهر في دولة اسلامية وانت مسيحي يشافيك المسيح المصلوب لانهم ياتمرون بعقيدتهم لانهم مهما وصلو من علم ودراية لا يقبلون المسيحي وانتم في فرنسا اتحداك ان تتظاهر ضد المسلمين أنتم والحكومة

Walid Kario

Tariq Shaboo مادمت تتحداني اني انسحب

Tariq Shaboo

Walid Kario اخي وليد ان كان هناك كلمة تحدي فليس الغاية منها مظمونها الحرفي بقدر ما هو تبيان الرأي ومعرفة الحقيقة وانسحابك مرفوض وتبقى أستاذنا وقدوتنا ورفعت رأس لعشيرة بشليمن

Methaq Bahena

منشور راقي وكلام صحيح بشأن رجال الدين انا كمسيحيي مهجر بسبب د11عش ومنزلي محترق احمل مسؤلية ضياع حقوقي لشخصين هم البطرك ساكو والمطران بطرس موشي

Walid Kario

ارسلت نسخة منها للبطريرك واخرى للمطران نجيب

Toma O Julet Alsanaty

عندما قتل أجدادنا بحد السيف في تركيا وتشردوا وحتى عند داعش منو احتضنهم واستقبلهم واواهم واطعمهم حتى روحيا غير الكنيسة بالمحبة والخدمة والعمل الدؤوب بالليل وبالنهار الى ان قاموا على رجليهم انا احترم اي كاهن وياريت الشباب يختاروا هذا الطريق احسن من مشاكل الحياة

Follow Us