Articles Arabic

الجـزء الثاني: البطريرك ساكــو يحـرّف لأجـل تبرير جـريمته

رد عـلى مقالته ( رتبة الـقـداس الكـلـداني في زمن نرسَي )

الاب ﭘـيتر لورنس

في الجـزء الاول من هذا المقال حـددنا المشكلة التي يعاني منها البطريرك ساكـو وهي : https://kaldaya.me/2020/12/01/18442

((لعـل البطريرك ان يفهم ، لـذا عـليه ان يولد من جـديد داخل كـنيسته وفكـرها الروحي)).

وإنطلاقاً من هذا التحـديد للمشكلة ، نلاحظ في مقالة البطريرك أنه يهمل الكـثير من الأنافـورا (رتبة التقـديس) في نص نرسَي ، وما يقابله في نص الآباء الكـلـدان لـ (مار أدّاي ومار ماري). هذا الإهمال له سببان :

الأول: يركـز عـلى القسم الأول من الأنافـورا لأنها تحـوي صلاة الـ (الـقـدوس…) التي عانى منها كـثيراً في الفترة السابقة بسبب موعـظته الكارثية في قـداس 22/10/2020 وتهجّـمه الصارخ على نصوص الكـتاب المقـدس ونصوص الآباء ، بالإضافة إلى إنـتـقاده رسالة المجـمع الشرقي .

والثاني: هـو عـدم معـرفـته بطقس الـقـداس الكلداني ولاهـوته ، بما تحـتويه رتبة الـتـقـديس من صلوات الإنحـناءة الثلاث التي تعكس الوجه الصحـيح للـتـقـديس كما صنعه الرب يسوع في خميس الأسرار ، التي هي ( تمجـيد ، شكـر ، ذكـر تأريخ الخلاص) .

دراسة تحليلية :

من الصعـب عـلى البطريرك ساكـو أن يميز بين الفكـر اللاهـوتي الكلداني (النموذج النهـراني) ، والفكـر اللاهـوتي الغـربي (النموذج الأنطاكي) الذي تـتبناه معـظم الطقوس الكـنسية ومن ضمنها الكـنيسة الكلدانية بسبب تبنيها المذهـب النسطوري لحـقـبة من الزمن ، وتأثير الكـثلكة عـليها أيضاً ، وهـناك نموذج آخـر مستـقـل هو (النموذج الإسكـندري) الذي تـتبناه الكـنيسة القـبطية بفـرعـيها الأرثـدوكسي والكاثوليكي .

الإصلاح الطقسي للـقـداس لسنة 2006 أعاد طقس الـقـداس الكلداني إلى نموذجه الأصلي (النموذج النهراني) . هـذا الإصلاح لا يستطيع تـفـهّـمه البطريرك ولا السادة الأساقـفة ، بسبب أن تركـيـبة عـقـليتهم الـثـقافـية هي أنطاكـية غـربـية (بالرغم من أنهم يعـتـقـدونها شرقـية) لكـنها غـربـية . هـذا ليس بعَـيـب ، لكـن عـلينا أن نـتعـلم ونهـتـدي ونعـترف ، حـتى نستطيع أن نـتـفهم عمق أصالة روحـيتـنا الكلدانية الشرقـية المنـفـردة ، مع كل الإحـترام إلى النماذج الأخـرى من الطقـوس الكـنسية . مشكـلـتـنا نحـن الكلدان ، إننا نريد أن نكـون مثل اللاتين والموارنة وغـيرهم ، ولا نريد ولا نـقـبل أن نكـون كـلدان أصلاء ، لهـذا أصبحَـتْ لـدينا نزعة قـرودية وبـبغاوية ، بحـيث نعـتبر الغـريب أصيلاً ، والأصيل غـريـباً ، يا للعجـب !!!

1- في الـفـقـرة 11 من مقالة البطريرك ساكـو يقـول : (في اللاهوت المشرقي تـتم الإستحالة بحـلول الروح الـقـدس وليس بسرد نص العشاء الأخـير) . للعـلم فـقـط أن في هـذه الـفـقـرة الكـلمة الوحـيدة الصحـيحة هي : (وليس بسرد نص العشاء الاخير)، لأن نص سرد العشاء الأخـير هـو دخـيل عـلى أنافـورا الـتـقـديس في طقس قـداسنا الكـلداني. السؤال الذي نوجهه لغـبطته ، إذا إستطاع الإجابة عـليه نصف العـقـدة تحَـل : ما هـو أصل (نيثي مار – ليأتي يا رب)؟

صلاة إستـدعاء الروح الـقـدس حسب الطقس الكلداني لـ (أدّاي وماري) لا تصنع الإستحالة الجـوهـرية للـقـرابـين ، لكـنها تباركه وتـقـدسه (ليأت يارب روحـك القـدوس ويستـقـر عـلى هـذا قـربان عـبـيـد ، ويـباركه ويقـدسه) . من الممكـن أن يتساءل البعـض ومن ضمنهم غـبطته ، أين تصبح الإستحالة الجـوهـرية للـقـرابين ، إذا لم تكـن في حـلول الروح الـقـدس ، ولا في نص سرد العشاء الأخـير ، بموجب الطقس الكلداني ؟ إن الجـواب عـلى هذا السؤال نـتـركه لمقالة أخـرى .

2- في الـفـقـرة 14 من مقالته يقـول : (رتبة الكسر والمزج . كسر الخـبز- الجسد يرمز إلى موت المسيح ، ومزجه بالخمر- الدم إلى قـيامته) . هذه الرتبة متميزة ومنـفـردة في الطقس الكلداني بكل تـفاصيلها . من خلال هذه الرتبة نـتـوجّه بسؤال إلى غـبطته : إذا كان المسيح المائت أصبح حـياً (قائماً) في رتبة الـتـقـديس (الأنافـورا) ، لماذا نعـيد موته وقـيامته في رتبة الكسر والمزج ؟ إذا هو قائم من بين الاموات لماذا نعـيد قيـامته مرة أخـرى ؟ أيضاً للإجابة عـن هـذا السؤال سوف أتركه لمقالة أخـرى في حـينها .

3- الظاهـر كلمة (العـبد) في رتبة التوبة تـقـلق البطريرك ساكـو . كلمة (العـبد) يا غـبطة البطريرك هي كلمة كـتابـية ، أصيلة من الكـتاب المقـدس . السؤال هو : هل (العـبد المتألم) في سفـر إشعـيا هو (عـبد) بمعـنى العـبودية ؟

4- في الـفـقـرة 18 من مقالة البطريرك يقـول : (يليق الـقـدس بالـقـديسين : قـوذشا لـقـديشيه يائي بشلموثا) . السؤال الأول : هل يستطيع غـبطته أن يشرح لنا كلمة (بشلموثا) لاهـوتياً ، ويقـوم بترجمتها إلى العـربية بصورة صحـيحة ؟ السؤال الثاني : إذا كان أصحاب الغـبطة والأحـبار العـظام يدعـون أصحاب الغـبطة من الكـنائس الأرثدوكسية والنسطورية بـ (قـداسة البطريرك فلان)، لماذا لم تـشركه معكم في المناولة المقـدسة في قـداديسكم عـند حـضورهم ؟ أليس (الـقـدس للـقـديسين) وهـم أصحاب الـقـداسة ؟

5- في الـفـقـرة 21 من مقالته (البركة الأخـيرة) . هل يستطيع البطريرك ساكـو أن يقـول لنا ، ماذا تعـني البركة الأخـيرة في الطقس الكلداني ؟

تـنويه :

يدّعي البطريرك ساكـو أن صلاة الأبانا في خـتام الـقـداس هي إضافة إلى نص نرسَي . نطلب منه إثـباتاً عـلمياً وبالـدليل أنها إضافة ، وإلّا نعـتبر كلامه باطلاً ، أو مجـرد تبرير عـلى رفعه صلاة الأبانا في قـداسه المؤوّن . والسؤال هـنا : كـيـف يضعـها نرسَي في مقالته في الـقـرن السادس ، والبطريرك طيماثاوس أدخلها في الـقـرن التاسع ؟ هـناك 300 سنة بـينهما .

خاتمة :

غـبطة البطريرك ساكـو . مع كل الإحـترام والـتـقـدير للأستاذ عـبد الله رابي ومقالته ، فهـو ليس أستاذاً ولا بروفـيسوراً بالطقـوس الكـنسية حـتى تستـشهـد به لدعم صحة مقالتكم ، أو حـتى الإشارة إليه . إذا أردتم أن تـفحِـمونا بطرحكم العـلمي كما تـدّعي ، فـهـناك العشرات من العـلماء بالطقـوس يمكـنكم الإستـشهاد بهم ، ولا تـنـسَ مفسري طقسنا الكلداني الأصلاء مثل (جـبرائيل القطري و المؤلف المجهـول) ومار سرهـد جمو .

Follow Us