Articles Arabic

نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ

“فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ {متى البشير}
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org.
ترجمة دار المشرق : ” بيت التقدمة” انتبه ان الترجمة الآرامية :”ܒܝܬ ܩܘܪܒܢܐ  בית קורבנא” ومن يقترح الترجمة “بيت قوربانا -خزانة القربان_ بيت القربان “استنادا على النص اليوناني”Eis Chorbanan” وكذلك حسب النص الارامي.
لو رجعنا للتوراة ومبنى الهيكل يمكن ان نفهم النص بصورة واضحة، وما التوراة إلا الظل للإنجيل وبدون فهم العادات والتقاليد وأسلوب ونهج الحياة اليهودية بزمن المسيح من العسير ان ندرك كنه الإنجيل.
يوجد في الهيكل ما يسمّى “خزانة ” مكتوب عليها ” قربان ” كما في لفيفة שקלים י”גשופרים.
وصيّة التوراة في سفر الخروج 30 _23 :25 :” وَتَصْنَعُ مَائِدَةً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ، وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ، وَارْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ. وَتُغَشِّيهَا بِذَهَبٍ نَقِيٍّ، وَتَصْنَعُ لَهَا إِكْلِيلًا مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهَا. وَتَصْنَعُ لَهَا حَاجِبًا عَلَى شِبْرٍ حَوَالَيْهَا، وَتَصْنَعُ لِحَاجِبِهَا إِكْلِيلًا مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهَا. وَتَصْنَعُ لَهَا أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَجْعَلُ الْحَلَقَاتِ عَلَى الزَّوَايَا الأَرْبَعِ الَّتِي لِقَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ. عِنْدَ الْحَاجِبِ تَكُونُ الْحَلَقَاتُ بُيُوتًا لِعَصَوَيْنِ لِحَمْلِ الْمَائِدَةِ. وَتَصْنَعُ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ، فَتُحْمَلُ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. وَتَصْنَعُ صِحَافَهَا وَصُحُونَهَا وَكَأْسَاتِهَا وَجَامَاتِهَا الَّتِي يُسْكَبُ بِهَا. مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ تَصْنَعُهَا. وَتَجْعَلُ عَلَى الْمَائِدَةِ خُبْزَ الْوُجُوهِ أَمَامِي دَائِمًا.” وبالنسبة لتفاصيل الخدمة خروج 26 .
اختلف الحكماء الشيوخ بتفسير مقياس “الذراع“، كذلك بالنسبة “للأطراف ” هل يجب ان تكون على الطاولة من فوق أم على الجانب من أسفل؟ لتحوي الخبز الذي يسقط ان سقط وذلك استنادا على نص الملوك الأول 28 :7 : “وَهذَا عَمَلُ الْقَوَاعِدِ: لَهَا أَتْرَاسٌ، وَالأَتْرَاسُ بَيْنَ الْحَوَاجِبِ.” ومن يجمع الحكماء ان اللفظة الإطار “מסגרת “تعني ” القاعدة”.
النص العبري استخدم لفظة “זר” وترجمت “إكليلا” خروج 25 _24 :25 من الجدير ان ننوه ان اللفظة العبرية وردت في التوراة لمرتين فقط وبنفس المعنى، يشير البعض من المفسّرين للرب يسوع بطبيعتيه اللاهوت والناسوت وليس عبثا استخدمت” إكليلا” {اللفظة إكليل ليست عربية تاثيليا سننشر مادة منفصلة عن اللفظة رغم عدم ورودها بالتوراة כתר}.
خزانة خبز الوجوه، لها أربعة أعمدة {قارن والمائدة المقدّسة في الهيكل وعلام دلالة الأربعة وأحيانا تكون ذات خمسة أعمدة ولها التفسير المسيحي} وعلى وسطها يوضع 12 قربانه وبلغة الحكماء الشيوخ تسمى هذه بالعبرية”סניפים_קשוות” بمعنى فروع أو متشعّب {لن ندخل بالتفسير اللغوي للكلمتين والأصل اللغوي حسب إبراهيم ابن عزرا ويفسر ان اللفظة متعاورة الأحرف وتعني الكأس الترجمة أعلاه لسفر الخروج ناقصة هي مقارنة وعبرية التوراة…}.
ماذا تعني خزانة القربان، حسب الحكماء الشيوخ في تفسيرهم بما يسمى: ” العدد الكبير 21 ” ان الخزانة تنبّىء وتُبشّر بالمستقبل وبالتدقيق : ” وليمة المستقبل” وجاء في لفيفة العدد الكبير 21 : ” أنتم تقرِّبون لي الآن خبزًا، خبز الوجوه، وما هو إلا 12 قربانه تقدمة وفي العالم الآتي سأقيم لكم مائدة وتخرّ أمامها الملائكة والنجوم وعظيمة هي”في سفر الخروج 40 يروي عن ترتيب المائدة، وفي منظار مسيحي “وليمة العشاء الرباني الأخير”.
في كتاب زوهر {كتاب الزوهر من اكبر وأعظم كتب الصوفية اليهودية من ينسب الكتاب للحكيم شمعون ابن يوحاي من التنّائيم من القرن الثاني الميلادي } الجزء الثاني ص 153 : ” تكون خزانة القربان هذه في الجهة الشمالية {قارن والمذبح في الكنيسة ومكان المذبح يستند على نصوص توراتية كنا قد اشرنا إليها بتوسع في كتاب شرح القداس الإلهي قيد المراجعة} لأنه من الشمال تأتي نعمة الرب وبركاته وعلى خزانة القربان بركة ونعمة الله العليّ ودوما الخبز موجودا لا ينقطع بتاتا ” ويضيف صاحب الزوهر مفسرا لنص الملوك الثاني 2 :4 :” لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ» .أي القليل هو الوفير وعدم الانقطاع دلالة على الكثرة والوفرة الغزيرة.ومن هنا الكنيسة الاورثوذكسية الأم تحافظ حتى يومنا على الدوام بخدمة القداس يوميا وكنا قد نشرنا عن وصية الرب ” اصنعوا هذا لذكري” بمعنى الاستمرارية والمعنى اللغوي للعبارة حسب عبرية التوراة المداومة والاستمرار وليس بمعنى ذكرى لحدث تاريخي بل اليوم المسيح قام واليوم صلب في كل يوم نقوم بخدمة الذبيحة الإلهية.

Follow Us