بـدأنا بالسنة الجـديدة وهي فـريدة من نوعها ، كـونها رقـمين مكـررين فـقـط ولا تعاد مرة أخـرى في الـتـقـويم الميلادي أبـداً ( إلاّ بعـد رقـم خـيالي من الزمن في سنة 3030 ) ! .
أتمنى أن نـنـظر بعـيون ثاقـبة وآراء حكـيمة إلى حـوادث سوف نعـيشها يوميا في المستـقـبل من خلال 366 يوم لسنـتـنا الجـديدة ، وأن نقـدر أن نسمي الأشياء بمُسـمّـياتها الحـقـيقـية مِن دون لف أو دوران ولا مجاملات ، ولا ترضية للأشخاص في السلطة والمؤسسات ، سـواءاً كانت دينية كـنسية أو سياسية حـزبـية ، كي نعـيش أيام السنة بكـرامة وعـزة نفس التي يحـتاجها الإنسان في هـذه الأيام أكـثر مِن أي وقـت مضى ، لأنه أصبح تملق الأشخاص ورياءهم للسلطة الفاسدة سِـمة في هـذا العـصر ، وصار واقعهم اليومي المخادع .
أتمنى أن يحل السلام والوئام في المعـمورة وخاصة في بلدنا العـراق ، وأن تكـون الـثورة التي يقـوم بها الشباب منـذ فـترة ، ثـورة تأتي بنـتائج مثمرة لصالح الشعـب والـوطن ، وهكـذا تمنياتي إلى أبناء الكـنيسة والأمة الكـلدانية الذين تـمـرّ عـليهم ظروف أسوأ بكـثـير مما يمر به العـراق ليس فـقـط بسبب الهجـرة والضياع نـتيجة ظروف البلد عامة ، بل بسبب فـقـدان هـوية ” الأنا ” للإنسان الكـلداني الذي تجـرّد عـن نفسه ولبس لـباس السكـوت وكما يقول المثل ــ الساكـت عـن الحـق هـو شيطان أخـرس ــ .
وكما قال العالم الـفـيزيائي الشهـير ألبيرت آينـشتاين : (( إنّ العالم مكان خـطير جدا للعـيش فـيه ، ليس لكـثرة الأشرار بل لصمت الأخـيار ، عـما يفعـله الأشرار فـيه )) .
أتمنى من الأخـيار أن تكـون لهم شجاعة كافـية فـيكسروا قـيود صمتهم ويقـولوا كـلمة الحـق في هذا العام كي نـنهـض بثورة الإصلاح والرجوع إلى أصالة الإنسان البابلي
لـنـفـرح بهـذه السنة كما نـفـرح عـنـدما يقـول لنا طبـيـب العـيون ، أن عـيونك هي 20 /20 (2020) كـيما نرى الواقع ونحـقـق الأماني .
الاب نوئيل كوركيس
