Articles Arabic

الغياب التام للمحبة المسيحية في غزوة سانت دييغو

الكاتب: حمورابي الحفيد

بدءا أود الاعتذار لمتابعي كتاباتي عن فترة انقطاعي عن الكتابة بسبب السفر والتنقل الذي لم يوفر لي الاجواء التي يتطلبها العمل الفكري.

لست على معرفة بما ارتكبه العصاة والمتمردين في ابراشية بطرس الرسول من معاص وذنوب كي يستحقوا الرجم، لاني ليست لي اية معرفة شخصية باحدهم من جهة ومن جهة اخرى اني لست مقيما اصلا في الولايات المتحدة.

لكن ما دفعني الى تناول هذه الماساة هو التربية المسيحية التي تربيت عليها والتي شحذت مخيلتي وانضجت مشاعري وأطرت شخصيتي ايمانا ومعايشة يومية والضميرالذي يتولد من رحمها، تلك القيم السامية التي تمثل العمود الفقري وخلاصة مكثفة لتعاليم المعلم الصالح المتجسدة في ادناه:

*المحبة المطلقة حتى الاعداء

*التواضع والرحمة والتضحية والفداء

*الغفران والتسامح حتى 77 مرة في اليوم الواحد ومضاعفاتها

*من قال لاخيه احمق يستحق الدينونة

*الابن الضال والابوة ومحبتها، الابوية والرعوية

*الراعي الصالح الذي يترك 99 من غنمه بحثا عن المفقودة

*من منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر

*لا تدينوا كي لا تدانوا

*الم يخذل ويتنكر جميع التلاميذ معلمهم وتنكروا له في الوقت العصيب وعلى راسهم بطرس مع هذا لا ادانة ولا عقاب.

*الوحيد الذي اخلص له كانت صاحبة الذنوب بنت المجدل التي بحثت عنه في المقابر.

*ما تقدم غيض من فيض من الغنى والرقي الانساني اللامحدود في معين الفضائل المسيحية التي لا نضوب لها.

هنا اتساءل:

هل من اثر لاحدى القيم المذكورة اعلاه في طريقة تعامل الكنيسة المركز مع العصاة المتمردين (اقول هذا ارضاء لولاة الامر في المركز لان هذه كانت فكرتهم عنهم) في كنيسة القديس بطرس في سانت دييغو.

لوقارنا تعامل الحكومات العراقية مع الثورات الكردية المتمردة لوجدنا فيها من الرحمة والتعقل اكثر مما رايناه في قصتنا قيد البحث.

ما اتمكن الاشارة اليه مما تسرب الى الاعلام ونحن في عصر الانترنت هو انه كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين ادارة سانت دييغو والمركز في العراق

اي ان الأول:

كان يجد في تشجيع هجرة المسيحيين هو الخيار الافضل اضافة الى انه كان يفتخر بهويته القومية دون تردد.

اما بغداد (البطريركية) فكانت تجد ان التمسك بالبقاء على ارض الوطن هو الخيار الافضل اضافة الى ميوعة وعدم وضوح موقفها من مسالة الهوية القومية لا بل كان ديدنها مجاملة ومغازلة الاطراف المتهسترة والفاقدة رشدها في حربها على الغاء هوية شعبنا القومية.

ان اختلاف الاجتهادات في امور حياتية ومصيرية كهذه امر طبيعي بين البشر.

هل في هذا ما كان يمس الايمان والعقيدة المسيحية التي يؤمنون بها؟

هل فيها شيء من الجحود والهرطقة لكي يستحقوا التحريم كما رايناه بعد الانتصار على العصاة؟

اما كان ممكنا التعايش مع الفكرتين لان كلتاهما واقع شئنا ام ابينا لو توفرت احدى ركائز الفكر المسيحي اعلاه لدى ذوي الامر في معالجة هذا الاختلاف في الراي؟

كأن يتفقوا على ان تقوم ابراشية القديس بطرس بتقديم ما بوسعها من مساعدات لمن يريد ان يهاجر او هاجر او في طريقه للهجرة.

ومن الجانب الثاني ان يقدم الطرف الاخر ما بوسعه من حماية وخدمات لمن يختار البقاء فما كان الضرر في هذا لو عمل به؟؟؟

يقول مستر تشرتشل: عند النصر الشهامة…اين حال اليوم من هذا؟

الذي حصل ان المركز تعامل في هذه الاشكال الطبيعي بين الافراد وفقا لمبدا -اما قاتل او مقتول-

اخذت ادارة الصراع خطا بيانيا صداميا عنيفا في التصميم على كسر الارادات لاظهار من الذي يامر وينهي.

كانت النتيجة الاخراج المسرحي لانهاء زعيم التمرد وحفاظا لماء الوجه للطرفين اعلن عن قبول طلب الرجل لاحالته على التقاعد وانتصرت السلطة المركزية على العاصي و لم يكن الله هنا لا غفورا ولا رحيما.

والسؤال هنا هل:

هل هناك من اخرين سيطلبون احالتهم على المعاش في سن معينة ام ان البركة والغنيمة هي من المهد الى اللحد!!!؟؟؟

هذه المسرحية تبدوا غير مقنعة حتى لطفل، التسمية الحقيقية لحل النزاع هو ان الجماعة صدر بحقهم العزل والخلع عن الرتبة الكنسية التي كانوا يحملونها ليس الا.

اما ما يخص المتمرد رقم اثنين قرات ايضاح المدبر الرسولي المنشور على موقع البطريركية عن وضعه القانوني انه معزول من ممارسة الخدمة الكنسية والمخجل في الامر انه خيير بين ان يترك الكنيسة الكاثوليكية بالذاهب الى كنيسة اخرى غيرها.

وبين ما ذكرمن اسباب 8 على ما اذكر، وان واحدا منها فقط جلب انتباهي الا وهو الذي بسببه حسم الامر كما اعتقد، وهو ان الرجل يمس ويتطاول في مواعضه على رؤسائه لا اعلم باي شكل، وكأن الرؤساء ايقونات مقدسة وليسوا بشرا!

يقول الكتاب (ليث طاوة اب لا حذ – ليس هناك واحدا صالحا)

او ان النظام الاداري الكنسي هو مؤسسة عسكرية شديدة الانضباط والويل لمن لا يحيي رؤسائه بكل احترام في حضورهم وغيابهم على السواء وان العزل والخلع مصير كل من لا يخنع لسطوتهم، كان ينال من احدهم حرفا او كلمة لانهم فوق النقد لانهم ايقونات مقدسة.

يظهر من هذا التجبر:

اننا مقدمون على زمن التحريم الذي لا زالت الكنيسة تعاني من تبعاته وتسعى روما جاهدة لطمسه لنسيانه لانه لا يشرفها.

وكوننا جميعا بشر: فكم من قرارات خاطئة اتخذت وستتخذ يزخر بها تاريخ الفاتيكان هذا اذا تغاضينا عن موت بعض البابوات مسمومين وانتخاب بابوات من خلفية غير مسيحية وغيرها وغيرها وهذا ليس غريبا لاننا وهم جميعا بشر نصيب ونخطيء فما الغضاضة في هذا؟؟؟

هل هناك خطيئة او ذنب ارتكبه الموما اليه بما يخص ايمانه المسيحي من جحود وهرطقة ومساس بالمقدسات كي يكون اهلا للرجم؟

ام ان الموما اليه تتطاول على ايقونات يريد اؤلياء الامر ترسيخ هيبتها لدى العامة والخاصة على انهم يد الله على الارض ما على عباده التعساء الا الطاعة والخنوع.

والشيء بالشيء يذكر اذ ان التاريخ يعيد نفسه رحم الله جبران خليل جبران لانه عاش نفس الماساة وعلى يد نفس القوى التي كسرت اجنحته الى ان لبى نداء ربه غريبا حزينا بائسا مخذولا.

نجد من طريقة التعامل مع هذا الاشكال منذ بدايته الى مرحلة تحقيق النصر بروز نزعات لدى الادارة في الوطن نحو التجبر والانتقام والمكر ومبدا سحقا حتى العظم هذه هي ملامح الحل الذي انهى الخلاف ولا حرب دون ضحايا وقيل ان المنتصرون يكتبون التاريخ.

لا هكذا تورد الابل ايها الآباء الاجلاء

بعد هذا لا يسعني الا ان اختم هذه المرثية وهذا الفشل المخجل بدرجة الفضيحة الا بالقول (من لا جارة) الف الحمد الله والشكر ان مركز الكنيسة خرج من المعركة منتصرا ولا رحمة الله على الضحايا مادامت ادارات الكنيسة وليست الكنيسة بخير والنعم الارضية التي ينعمون بها (هذا من فضل ربي)

اخيرا سؤالي الى الروؤساء الاجلاء المنتصرين هل كانت ادارة المعركة في خططها اكثر قرآنية منها ام انجيلية؟؟؟

تحياتي الى القاريء الكريم املا منه السماح والغفران ان اذنبت فيما ذهبت اليه.

بذلت قصارى جهودي لاصيب في اجتهادي هذا في تناول ماسات وجرح نازف في خاصرة كنيسة يسوع الناصري المطارد، اني اجتهدت: قد اصبت وقد اخطأت: رجائي منكم ان تكونوا رحماء كما نريد جميعا ان نكون.

Follow Us