بقلم سيمون شعيا
الموهبة الروحية نعمة اللـه المجانية وهبها للناس الذين يؤمنون به وبالرب يسوع المسيح.
كتب لنا بولس في رسالته الى رومة 11 : 29 انه لا رجعة في الهبات التي يهبها الـله ويعطيها لمجتمع يؤمنون أيماناً حقيقياً به وللذين دعاهم اللـه ليرثوا الحياة الابدية اللـه لا يبدل موقفه من الهبات يتمها فيه بالرغم من أن أسرائيل لم يؤمن ورفض يسوع ، الثمار التي تنبثق منهم لخدمة المسيح والكنيسة وتركهم الخطيئة التي تقودهم الى الموت.
“لأَنَّ أُجرَةَ الخَطيئَةِ هي المَوت، وأَمَّا هِبَةُ اللهِ فهي الحَياةُ الأَبَدِيَّةُ في يسوعَ المَسيحِ ربِّنا” (رسالة رومة 6 : 23 .)
موهبة الروح القدس تهبنا الخلاص الابدي
مسؤول العمل عنده ويدفع أجرتهم من عملته أما عملة يسوع المسيح فهي موهبة الروح القدس حياة أبدية وجيدة مع الـله التي لا نهاية لها والتي تبدأ من الارض وتستمر الى الأبد معه.
الموت سببه الخطيئة وعدم الايمان واما الحياة الابدية فعاقبتها التقديس وحصولنا على الهبات كل من يسير ويتبع الخطايا مكافائته عادلة والموت واما الذي يسير في الطريق المؤدي الى الحياة يحصل هبة ورحمة من الـله مجاناً أجرة الخطيئة العادلة والحياة الابديّة هي نهاية التقديس غير أن الحياة هي عطيّة مجانيّة من رحمة الـله .
الموهبة والنعمة لا تاتي الى الذين يؤمنون بيسوع فقط عن طريقه والسبب هو أن المسيح مات من أجلنا ونحن بعد خطاة وعليه منح لنا الهبة والموهبة الروحية فاصبحنا خليقة جديدة بولادة روحية ايمانية مع المسيح الذي صلب من أجلنا.
“ ولكِن لَيسَتِ الهِبَةُ كَمِثْلِ الزَّلَّة فإِذا كانَت جَماعَةُ النَّاسِ قد ماتَت بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد فبِالأَوْلى أَن تَفيضَ على جَماعَةِ النَّاسِ نِعمَةُ اللـهِ والعَطاءُ المَمْنوحُ بنِعمَةِ إِنسانٍ واحِد، أَلا وهو يسوعُ المسيح ولَيسَتِ الهِبَةُ كَمِثْلِ ما جَرَّت مِنَ العَواقِبِ خَطيئَةُ إِنسانٍ واحِد فالحُكْمُ على أَثَرِ خَطيئَةِ إٍنسانٍ واحِد أَفْضى إِلى الإِدانة والهِبَةُ على أَثرِ زَلاَّتٍ كَثيرةٍ أَفضَت إلى التَّبْرير” (رسالة رومة 5 : 15 / 16).
موهبة الروح القدس يعطينا سلاماً عميقاً دائماً والى ما لا نهاية
نعمة المسيح وهبته تفوق كل الحدود من أجل خير البشر والخلاص أيضاً هو للذين ماتوا قبل المسيح وبالتالي الى البشرية كلها من أدم والى أخر أنسان على في مجيء المسيح ، أذن المواهب تعطى مجاناً لكل من يؤمن بيسوع .
يسوع المسيح أفاض علينا الكثير من النعم والهبات وحقاً الـله غمرنا بها لنسبح ونمجد به الاب السماوي مع الحبيب يسوع.
“لِلتَّسْبيحِ بِمَجدِ نِعمَتِه الَّتي أَنعَمَ بِها علَينا في الحَبيب” (رسالة أفسس 1 : 6 . )
الـله ومجده هو الهدف والغاية من كل عمله للبشر فلنمجد ولنسبح الـله بابنه الحبيب يسوع المسيح
“ وإِذا صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت “
(أنجيل متى 3 : 17).
فاختيارنا هو لمجد الـله وحمده .
المؤمنون بيسوع المسيح الـله لا يبخل عليهم أي شيء بل يعطيهم كل ما هو جيد وصالح من أجل أنقاذهم من هذا العالم الشرير
“إِنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بابْنِه نَفسِه بل أَسلَمَه إِلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا كَيفَ لا يَهَبُ لَنا معَه كُلَّ شَيء؟” (رسالة رومة 8 : 32 .)
موهبة الروح القدس تلهمنا الحيث والتكلم باسم يسوع
الخلاص أصبح شمولي ولا فرق بين الجميع اليهودي واليوناني والبربري، اللـه أعطانا ابنه وأسلمه الى الموت فما أعظم الهبة التي أعطانا الـله فلشكر له على هباته الروحية المجانية .
المسيحيون المؤمنون كانت الموهبة والنعمة الاولى هي حلول الروح عليهم وفي قلبهم وروحهم وفكرهم وأنغرس وزرع فيهم كمثل الحنطة التي تنزرع في الارض . موهبة الروح القدس بمثابة المحبة التي أفيضت على المؤمنين بيسوع وبخلاصه والدليل أنه مات من أجل قوم لا يؤمنون بالـله وبيسوع لكن بين محبته انه مات على الصليب ونحن بعد خطاة.
“الرَّجاء والرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه لأَنَّ مَحَبَّةَ الـلّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا لَمَّا كُنَّا لاَ نَزالُ ضُعَفاء ماتَ المسيحُ في الوَقْتِ المُحدَّدِ مِن أَجْلِ قَوْمٍ كافِرين ولا يَكادُ يَموتُ أَحَدٌ مِن أَجْلِ امرِئٍ بارّ ورُبَّما جَرُؤَ أَحَدٌ أَن يَموتَ مِن أَجْلِ امرِئٍ صالِح أَمَّا اللـهُ فقَد دَلَّ على مَحبتِّهِ لَنا بِأَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجْلِنا إِذ كُنَّا خاطِئين” (رسالة رومة 5 : 5 / 8 .)
موهبة الروح القدس ضمان حفظ الـله لوعوده
هكذا دلّ الـله على حبّه من أجلنا وحبّه المجانيّ لأننا لم نكن نستحق شيئًا لأننا خطأة هذا هو الدليل القوي من أن الـله يحبنا وابنه مات من أجلنا لغفران خطايانا .
الروح القدس تنبثق منه مواهب روحية كثيرة ولكن الـله ويسوع والروح القدس هما واحد ومن منا يتمكن من أن يؤمن وينطق أن يسوع المسيح هو رب إلا بالهام من الروح القدس
“ امَّا المَواهِبُ الرُّوحِيَّة أَيُّها الإِخوَة فلا أُريدُ أَن تَجهَلوا أَمْرَها تَعلَمونَ أَنَّكُم لَمَّا كُنتُم وَثنِيِّين كُنتُم تَندَفِعونَ إِلى الأَوثانِ البُكْمِ على غَيرِ هُدًى ولِذلِك أُعلِمُكم أَنَّه ما مِن أَحَدٍ إِذا تَكلَّمَ بِإِلهامٍ مِن روحِ الـله يَقول مَلْعونٌ يَسوع ولا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَقول يَسوعُ رَبٌّ إِلاَّ بِإِلهامٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس إِنَّ المَواهِبَ على أَنواع وأَمَّا الرُّوحُ فهو هو “ (رسالة قورنتس الاولى 12 : 1 / 4).
نشكر الـله ويسوع انهم اعطونا هذه المواهب المجانية وبدون أي مقابل .
كانت الجماعة من المؤمنون والمؤمنات بقوة الروح القدس يتكلمون بعدة لغات ليمدحوا الـله ويشجعوا باقي الاخوة التعود على الحياة المسيحية ، كانت عبادة الاوثان منتشرة في ذلك الوقت لكن بعد أيمان الكورنثيين اصبحوا الروح القدس يوجههم ماذا يقولون وماذا يفعلون .
الانسان المؤمن الحقيقي يعترف بيسوع أنه هو الرب ألا عن طريق ألهمه الروح القدس كمثل شجرة جيدة وصالحة التي تنبثق منها الثمار الصالحة وهكذا الانسان المسيحي المؤمن يشبه مثل الشجرة التي تعطي الثمار وهذه الثمار هي المواهب الروحية المقيمة فينا .
المواهب في العهد القديم خاصة زمن الانبياء كان حضور الـله يتجلى لهم ويلهمهم في رؤية نبوية واحلام في النهار أو في الليل
“فقالَ ميخا إِنّ رَجَعتَ بِسَلام فلَم يَتَكلَمِ الرَّبُّ فِيَّ وقال إسمَعي أيتُها الشُّعوبُ جَميعَا” (سفر الملوك الاول 22 : 28).
وبعض المرات الـله ينقل هؤلاء الاشخاص بالروح
“يا ابنَ الإنْسان إنِّي جَعَلتُكَ رَقيبًا لِبَيتِ إِسْرائيل فاسمعَ الكَلِمَة مِن فَمي وأَنذِرْهم عَنِّي” (سفر حزقيال 3 : 17).
عمل موهبة الروح القدس في حياتنا هي السلام العميق على عكس سلام العالم الممتلىء صراعات وحروب وانشقاقات
الاختطافات العجيبة الخارجة التي يعملها لتخليص اتباعه من الضيقات والاضطهادات من الاخرين.
“فيَكونُ إِذا ذَهَبتُ مِن عِندِكَ أَنَّ روحَ الرَّبِّ يَذهَبُ بِكَ إلى حَيثُ لا أَعلَم فآتي وأُخبِرُ أحآبُ ثُمَّ لا يَجدُكَ فيَقتُلني وعَبدُكَ مُتَّق لِلرَّبِّ مُنذُ صِباه ” (سفر الملوك الاول 18 : 12 .)
ميخا النبي يسمع صوت الـله وكلامه الحق ويبين من هو النبي الحقيقي والنبي الكاذب ، ميخا يرجع سالماً وأخاب لن يعود سالماً
“ سأُقيمُ لَهم نَبِيُّا مِن وَسْطِ إخوَتِهم مِثلَكَ وأَجعَلُ كلامي في فَمِه فيُخاطِبُهم بِكُلِّ ما آمُرُه به وأَيُّ رَجُلٍ لم بَسمَعْ كَلاميَ الذي يَتَكلَمُ بِه بِاسمْي، فإِنِّي أُحاسِبُه علَيه ولكن أَيُّ نَبِيٍّ اعتَدَّ بنَفْسِه فقالَ بِاَسْمي قَولاً لم آمُرْه أَن يَقولَه أَو تكَلَّمَ بِاَسمِ آِلهَةٍ أُخْرى فليَقتَلْ ذلك النَّبِيّ فإِن قُلتَ في قَلبكَ كَيفَ نَعرِفُ القَولَ الَّذي لم يَقُلْه الرَّبّ؟ فإِن تَكَلَّمَ النَّبِيُّ بِاَسمِ الرَّبِّ ولم يَتمَّ كَلامُه ولم يَحدُثْ فذلك الكَلامُ لم يَتَكلَمْ بِه الرَّبّ بل لِلاَعتِدادِ بِنَفْسِه نَكلَمَ بِه النَّبِيّ فلا تَهَبْه “ (تثنية الاشتراع 18 : 18 / 22 )
“ فقال اِسمَعا كَلامي إِنْ يكُنْ فيكم نَبِيَّ فبِالرُّؤيا أَتَعَرَّفُ إِلَيه أَنا الرَّبّ وفي حُلْمٍ أُخاطِبُه” (سفر العدد 12 : 6).
افتح قلبك لكي تدخل موهبة الروح القدس وتجد معونة لحل ومواجهة جميع مشاكلك اليومية
المواهب الروحية تكشف النبي المزيف والنبي الحقيقي وعليه نجد من بعد صعود يسوع الى السماء ظهر عدد كثير من الانبياء الكذابين وما كما يقول لنا المسيح فاحذروا منهم جميعاً .
موهبة الروح أشعياء النبي حلت عليه وتنبأ بالمسيح الموعود
“ ويَحِلُّ علَيه روحُ الرَّبّ روحُ الحِكمَةِ والفَهْم روح المَشورَةِ والقُوَّة روحُ المعرفةِ وتَقوى الرَّب” (سفر اشعياء 11 : 2).
الملك شاول حل عليه روح الرب
“فأَخَذَ صَموئيلُ قارورَةَ الزَّيتِ وصَبَّ على رَأسِه وقَبَّلَه وقال أَما أَنَّ الرَّبَّ قد مَسَحَكَ قائِدًا على ميراثِه؟ “ (سفر صموئيل الاول 10 : 1).
وكذلك الملك داود أيضاً حل عليه روح الرب
“فأَخَذَ صَموئيلُ قَرن الزَّيتِ ومَسَحَه في وَسْطِ إِخوَته، فانقَضَّ روحُ الرَّبِّ على داودَ مِن ذلكَ اليَومِ فصاعِدًا وقامَ صَموئيلُ وانصَرَفَ إِلى الرَّامة ” (سفر صموئيل الاول 16 : 13).
موهبة الروح القدس تجعلنا أن نصبح أبناء الـله في عائلة واحدة ولنا هدف واحد هو الحياة الابدية.
“روحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَليَّ لِأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنى وأَرسَلَني لِأُبشِّرَ الفُقَرء وأَجبُرَ مُنكَسِري القُلوب وأُنادِيَ بِإِفْراجٍ عنَ المَسبِيِّين وبتَخلِيَةٍ لِلمَأسورين ” (سفر اشعياء 61 : 1).
النبي أشعياء حل عليه روح الرب مع أخذه الصفات الست مع الحكمة عدم الكبرياء والتوفيق والتواضع والحكمة والفم الغير كاذب ويخدع الناس وعدم الجبروت “أَنا الحِكمَةَ أُساكِنُ الدَّهاء وأَجِدُ عِلمَ التَّدابير مَخافَةُ الرَّبِّ بُغضُ الشَّرّ الكِبرِياءُ والزَّهوُ وطَريقُ السّوء وفَمُ الخَداٍئع قد أَبغَضتُها لِيَ المَشورَة والتَّوفيق أَنا الفِطنَةُ لِيَ الجَبَروت “ (سفر الامثال 8 : 12 / 14).
الروح القدس لا يقبل أشياء تعمل ضده بل يقبل الذي يعمل بوصايا اللـه والا كانت عاقبته واجرته الموت .
“بِيَ المُلوكُ يَملِكون والعُظَماءُ يَشتَرِعونَ ما هو عَدلٌ بِيَ الرُّؤَساءُ يَرأَسون والزّعَماءُ وجَميعُ القُضاةِ الشَّرعِيِّين أَنا أُحِبُّ الَّذينَ يُحِبُّوَنني والمُبتَكِرونَ إِلَيَّ يَجِدوَنني مَعِيَ الغِنى والمَجْد والأَمْوالُ الثَّابِتَةُ والبِرّ “ (سفر الامثال 8 : 15 / 20).
من يملك موهبة الروح القدس أن يقاضي بالعدالة والمحبة بين الناس ولا يكون محب المال الذي هو أصل الشرور .
القلوب البشرية تحولت من حجر الى قلوب فيها روح ولحم ودم تحفظ وصايا الرب الاله ويسيرون باحكامه.
“وأُعْطيكم قَلبًا جَديدًا وأَجعَلُ في أَحْشائِكم روحًا جَديدًا وأَنزِعُ مِن لَحمِكم قَلبَ الحَجَر وأُعْطيكم قَلبًا مِن لَحْم وأَجعَلُ روحي في أَحْشائِكم وأَجعَلُكمِ تَسيرونَ على فَرائِضي وتَحفَظونَ أَحْكامي وتَعمَلون بِها ” (سفر حزقيال 36 : 26 / 27 . )
الذين يمارسون ويسيرون بوصايا الـله لهم روحاً جديدة وقلباً نقياً وعقلاً روحياً وهكذا يتحول الذهن والعقل فيتجدد الانسان بموهبته الروحية فاللحم هو علامة الضعف في العهد القديم ” فما المِصْريُّونَ سوى بشَرٍ لا آلِهةٌ وخَيلُهُم جسَدٌ لا روحٌ فإذا رفَعَ الرّبُّ يدَهُ عثَرَ النَّصيرُ وسقَطَ المَنصورُ وهَلَكوا كلُّهُم معاً “ (سفر اشعياء 31 : 3).
هكذا المصريون هم ضعفاء تجاه الـله لعدم عندهم موهبة الروح القدس ، علامة اللحم في العهد الجديد يقابل الطبيعة المائلة الى الخطيئة التي ترمز الى قلب حجري لا يطاوع ولا يريد أن يعمل بوصايا الـله فيبتعد عنه الروح القدس
“فالذينَ يَسلُكونَ سَبـيلَ الجسَدِ يَهتَمّونَ بِأُمورِ الجسَدِ والذينَ يَسلُكونَ سَبـيلَ الرُّوحِ يَهتَمّونَ بأُمورِ الرُّوح والاهتمامُ بالجسَدِ مَوتّ وأمَّا الاهتِمامُ بالرُّوحِ فحياةٌ وسلامٌ لأنَّ الاهتِمامَ بالجسَدِ تَمَرُّدٌ على اللـهِ فهوَ لا يَخضَعُ لِشريعةِ اللـهِ ولا يَقدِرُ أنْ يَخضَعَ لَها والذينَ يَسلُكونَ سَبـيلَ الجسَدِ لا يُمكِنُهُم أنْ يُرضوا الـله” (رسالة رومة 8 : 5 / 8).
النبي يوئيل احد أنبياء العهد القديم يوكد في تنبائه ان موهبة الروح حلت وافضيت على كل البشر وبدون أستثناء.
“وسيَكونُ بَعدَ هذه أَنِّي أُفيضُ روحى على كُلِّ بَشَر فيَتَنَبَّأَ بنوكم وبَناتُكم ويَحلُمُ شُيوخُكم أَحْلاماً ويَرى شُّبانُكم رُؤًى” (سفر يوئيل 3 : 1 / 2 .)
موهبة الروح القدس تعطى وتحل على الرجال والنساء وعلى الجميع هكذا تمنى موسى النبي
“فقالَ لَه موسى أَلعَلَّكَ تَغارُ أَنتَ لي؟ لَيتَ كُلَّ شَعبِ الرَّبِّ أَنبِياءُ بِإِحْلالِ الرَّبِّ روحَه علَيهم “ (سفر العدد 11 : 29).
روح النبوءة الحقيقية أن يحل روح الرب على الانبياء وتم اليوم
“ ولا فَرقَ الآنَ بَينَ يَهودِيٍّ وغيرِ يَهودِيٍّ بَينَ عَبدٍ وحُرٍّ بَينَ رَجُل وامرأةٍ فأنتُم كُلُّكُم واحدٌ في المَسيحِ يَسوعَ “ (رسالة غلاطية 3 : 28).
الوحدة مع المسيح تسمو على الفرقات العرقية والاجتماعية الكل يشاركونه حياته الروح القدس لم يحل في أرض يهوذا فقط بل البعيدين في خارج اسرائيل.
“فإِنَّ الوَعدَ لَكم أَنتُم ولأَولادِكُم وجَميعِ الأَباعِد على قَدْرِ ما يَدْعو مِنهُمُ الرَّبُّ إِلهُنا” (اعمال الرسل 2 : 39).
بمعنى الوثنيين “فأَقولُ إِذًا أَتُراهم عَثَروا لِيَسقُطوا سُقوطًا لا قِيامَ بَعدَه؟ مَعاذَ الـله! فإِنَّه بِزَلَّتِهِم أَفْضى الخَلاصُ إِلى الوَثَنِيِّينَ لإِثارةِ الغَيرةِ في إِسرائيل فإِذا آلَت زَلَّتُهم إِلى يُسْرِ العالَم ونُقْصانُهم إِلى يُسْرِ الوَثَنِيِّين فكَيفَ يَكونُ الأَمْرُ في اكتِمالِهم؟ أَقولُ لَكم أَيُّها الوَثنِيُّون بِقَدرِ ما أَنا رَسولُ الوَثنِيِّين أُظهِرُ مَجدَ خِدمَتي لَعلِّي أُثيرُ غَيرَةَ الَّذينَ هم مِن لَحْمي ودَمي فأُخلِّصَ بَعضًا مِنهم فإِذا آلَ إِبْعادُهم إِلى مُصالَحَةِ العالَم فما يَكونُ قَبولُهم إِلاَّ حَياةً تَنبَعِثُ مِنَ الأموات وإِذا كانتِ الباكورةُ مُقدَّسة فالعَجينُ كُلُّه مُقدَّسٌ أَيضًا وإِذا كانَ الأَصْلُ مُقَدَّساً فالفُروعُ مُقدَّسةٌ أَيضاً فإِذا قُضِّبَتْ بَعضُ الفُروع كُنتَ أَنتَ زَيتونَةً بَرِّيَّة فطُعِّمتَ مَكانَها فأَصبَحتَ شَريكًا لَها في خِصْبِ أَصلِ الزَّيتونَة فلا تَفتَخِرْ على الفُروع وإِذا افتَخَرتَ فاذكُرْ أنَّكَ لا تَحمِلُ الأَصْل بلِ الأَصْلُ يَحمِلُكَ ولا شَكَّ أَنَّكَ تَقول قُضِّبَت فُروعٌ لأُطعَّمَ أَنا أَحسَنتَ إِنَّها قُضِّبَت لِعَدَمِ إِيمانِها وأَنتَ باقٍ لإِيمانِكَ فلا تَتَكبَّرْ بل خَفْ فإِذا لم يُبقِ الـلهُ على الفُروعِ الطَّبيعِيَّة فلَن يُبْقيَ علَيك فاَعتَبِرْ بِليِنِ اللـهِ وشِدَّتِه فالشِّدَّةُ على الَّذينَ سقَطوا ولِينُ اللـهِ لَكَ إِذا ثَبَتَّ في هذا اللِّين وإِلاَّ فتُفصَلُ أَنتَ أَيضًا أَمَّا همِ فإِذا لم يَستَمِرُّوا في عَدَمِ إِيمانِهم يُطعَّمون لأَنَّ اللـهَ قادِرٌ على أَن يُطَعِّمَهمَ ثانِيًا فإِذاكُنتَ قد فُصِلتَ عن زَيتونةٍ بَرِّيَّةٍ وأنتَ تَنتمي إِلَيها بِالطَّبيعة وطُعِّمتَ خِلافًا لِلطَّبيعَةِ في زَيتونةٍ بُستانِيَّة فَما أَولى الفُروعَ الطَّبيعِيَّةَ بِأَن تُطَعَّمَ في زَيتونَتِها “ (رسالة رومة 11 : 11 / 24 ).
مواهب الروح القدس رافقت التلاميذ في تبشير رسالة يسوع في اليهودية والى كل ارجاء العالم وحلت عليهم يوم العنصرة.
“ولكِن هذا هو ما قِيلَ بلِسانِ النَّبِيِّ يوئيل سَيَكونُ في الأَيَّامِ الأَخيرة يَقولُ الـله أَنِّي أُفيضُ مِن روحي على كُلِّ بَشَر فيتَنَبَّأُ بَنوكم وبَناتُكم وَيَرى شُبَّانُكم رُؤًى ويَحلُمُ شُيوخُكم أَحْلاماً وعلى عَبيدي وإِمائي أَيضًا أفيض مِن روحي في تِلكَ الأَيَّام فَيَتَنبَّأون وأجعَلُ فَوْقًا أَعاجيبَ في السَّماء وسُفْلاً آياتٍ في الأَرض دمًا ونارًا وعَمودَ دُخان فتَنقَلِبُ الشَّمسُ ظَلامًا والقَمَرُ دَمًا قَبلَ أَن يأتيَ يَومُ الرَّبّ اليَومُ العَظيمُ المَجيد فيَكونُ أَنَّ كُلَّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَخلُص يا بَني إِسرائيلَ اسمَعوا هذا الكَلام إِنَّ يَسوعَ النَّاصِريّ ذاكَ الرَّجُلَ الَّذي أَيَّدَه اللهُ لَدَيكُم بِما أَجْرى عن يَدِه بَينَكم مِنَ المُعجِزاتِ والأَعاجيبِ والآيات كما أَنتُم تَعلَمون ” (اعمال الرسل 2 : 16 / 22).
هبات الروح كانت القوة والسند اليومي في الكنائس التي أسسها الرسول بولس وخاصة في الكرازات والمواعظ
“لأَنَّ بِشارَتَنا لم تَصِرْ إِلَيكم بِالكَلامِ وَحْدَه بل بِعَمَلِ القُوَّةِ وبِالرُّوحٍ القُدُسِ وبِاليَقينِ التَّامَّ هذا وإِنَّكم تَعلَمونَ كَيفَ كُنُّا بَيَنَكم لِخَيرِكم “ (رسالة تسالونيقي الاولى 1 : 5).
“ولَم يَعتَمِدْ كَلامي وتَبْشيري على أُسلوبِ الإِقناعِ بِالحِكمَة بل على أَدِلَّةِ الرُّوحِ والقُوَّة “ (رسالة قورنتس الاولى 2 : 4 ).
بولس كان يقوده الروح القدس أينما ذهب ويتكلم بقوة الروح القدس وبعدة لغات ” والحَمدُ لـله أَتَكلَّمُ بِلُغاتٍ أَكثَرَ مِمَّا تَتكلَّمونَ كُلُّكُم “ (رسالة قورنتس الاولى 14 : 18).
نعم موهوبة الروح تجعل ألانسان أن يتكلم بعدة لغات ويشاهد رؤى كما شاهدة بولس الرسول أنسان اختطف وصعد الى السماء “أَلا بُدَّ مِنَ الاِفتِخار؟ إِنَّه لا خَيرَ فيه ولكِنِّي أَنتَقِلُ إِلى رُؤَى الرَّبِّ ومُكاشَفاتِه أَعرِفُ رَجُلاً مُؤمِنًا بالمسيحِ اختُطِفَ إِلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ مُنذُ أَرَبعَ عَشرَةَ سَنة أَبِجَسَدِه؟ لا أَعلَم أَم مِن دونِ جَسَدِه؟ لا أَعلَم أَللـهُ أَعلَم وإِنَّما أَعلَمُ أَنَّ هذا الرَّجُلَ أَبِجَسَدِه؟ لا أَعلَم أَمِن دونِ جَسَدِه؟ لا أَعلَم أَللـهُ أَعلَم اِختُطِفَ إِلى الفِردَوس وسَمِعَ كلَمِاتٍ لا تُلْفَظُ ولا يَحِلُّ لإِنسانٍ أَن يَذكُرَها “ (رسالة قورنتس الثانية 12 : 1 / 4 .)
بولس الرسول يقول لنا أن الروح القدس أصبح ملكاً لنا ومجيء المسيح ثانية يمنحنا التعزية والقوة في هذه الحياة
بولس الرسول من معجزاته كان الروح القدس يحل على الجماعات المسيحية المؤمنة العاملة بالوصايا وبحكام الشريعة “أُريدُ أَن أَعلَم مِنكُم أَمرًا واحِدًا أَمِنَ العَمَلِ بِأَحْكامِ الشَّريعةِ نِلتُمُ الرُّوح أَم لأَنَّكم سَمِعتُم بِشارَةَ الإِيمان؟ أَبَلَغَت بكُمُ الغَباوةُ إِلى هذا الحَدّ؟ أَفيَنتَهي بِكُمُ الأَمرُ إِلى الجَسَد بَعدَما ابتَدَأتُم بِالرُّوح؟ أَكانَ عَبَثًا كُلُّ ما اختَبَرتُم إذا صَحَّ أَنَّه كانَ عَبَثاً أَتُرى أَنَّ الَّذي يَهَبُ لَكُمُ الرُّوح ويُجْري المُعجِزاتِ بَينَكم يَفعَلُ ذلِكَ لأَنَّكم تَعَملونَ بِأَحْكامِ الشَّريعة أَم لأَنَّكم سَمِعتُم بِشارَةَ الإِيمان؟ ” (رسالة غلاطية 3 : 2 / 5 ).
وكذلك من التبرعات والهبات التي يمنحها الروح “حتَّى إِنَّه لا يُعوِزُكم شَيءٌ مِنَ الهِبات وأَنتُم تَنتَظِرونَ تَجَلِّيَ رَبِّنا يسوعَ المسيح ” (رسالة قورنتس الاولى 1 : 7 .)
مواهب الروح القدس فائدتها التمسك بالحسن والابتعاد عن كل ما هو شر وتقوية النفوس في الايمان والرجاء وحفظ الوصايا
“ لا تُخمِدوا الرُّوح لا تَزدَروا النُّبُوَّات بلِ اختَبِروا كُلَّ شَيءٍ وتَمسَّكوا بِالحَسَن إِجتَنِبوا كُلَّ نَوعٍ لِلشَّرّ “ (رسالة تسالونيقي الاولى 5 : 19 / 22 ).
موهبة الروح القدس لن يتركنا وحيدين بل يبقى معنا دائماً
الانجيل الذي نادى به بولس ورفيقاه وقبله هو بشارة اللـه فالبشارة أكثر من كلام هي قوّة الـله التي تكمّل المؤمنين هي قوّة الروح القدس بل إن الانجيل يحمل قوّته في ذاته فيبدو كالمطر (إش 55: 10) الذي لا يرجع فارغاً اليقين
“ لِأَنَّه كما يَنزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ مِنَ السَّماء ولا يَرجِعُ إِلى هُناك دونَ أَن يُروِيَ الأَرض ويَجعَلَها تُنتِجُ وتُنبِت لِتُؤتِيَ الزَّارعَ زَرعاً والآكِلَ طَعاماً “ (سفر اشعياء 55 : 10).
بشارة الـله نجحت فالروح القدس يعمل في المرسلين والتلاميذ وخدام الرب .جماعة المؤمنين أن يكونوا منفتحين على جميع مواهب الروح القدس كي يتكلمون باسم الـله أينما وجدوا في الكنيسة والبيت والشارع ويجعلنا نتجنب عمل أي شر الروح فهو يرفع الانسان فوق جميع الخلائق فيجعله على مستوى الروح القدس والمجد لـله دائما.
رسالةالعبرانيين 10 : 1 / 10 لا فائدة في الذبائح القديمة
ولَمَّا كانَتِ الشَّريعَة تَشتَمِلُ على ظِلِّ الخَيراتِ المُستَقبَلَة لا على تَجْسيدِ الحَقائِق نَفسِه فهي عاجِزَةٌ أَبَدَ الدُّهور بِتِلْكَ الذَّبائِحِ الَّتي تُقَرَّبُ كُلَّ سَنَةٍ على مَرِّ الدُّهور أَن تَجعَلَ الَّذينَ يَتَقَرَّبونَ بها كامِلين ولَولا ذلِك لَكُفَّ عن تَقْريبِها لأَنَّ الَّذينَ يَقومونَ بِشَعائِرِ العِبادة إِذا تَمَّت لَهُمُ الطَّهارَةُ مَرَّةً واحِدَة لم يَبْقَ في ضَميرِهِم شيءٌ مِنَ الخَطيئَة في حينِ أَنَّ تِلْكَ الذَّبائِحَ ذِكْرى لِلخَطايا كُلَّ سَنَة لأَنَّ دَمَ الثِّيرانِ والتُّيوسِ لا يُمكِنُه أَن يُزيلَ الخَطايا لِذلِكَ قالَ المسيحُ عِندَ دُخولِه العالَم لم تَشَأْ ذَبيحَةً ولا قُرْبانًا ولكِنَّكَ أَعدَدتَ لي جَسَدًا لم تَرتَضِ المُحرَقاتِ ولا الذَّبائِحَ عن الخَطايا فقُلتُ حينَئذٍ وقَد كانَ الكَلامُ عَلَيَّ في طَيِّ الكِتاب هاءَنَذا آتٍ أَللَّهُمَّ لأَعمَلَ بمَشيئَتِكَ فقَد قالَ أًوَّلا ذَبائِحُ وقَرابينُ ومُحرَقاتٌ وذَبائحُ كَفَّارَةٌ لِلخَطايا لم تَشَأْها ولَم تَرتَضِها معَ أَنَّها تُقَرَّبُ كَما تَقْضي الشَّريعَة ثُمَّ قال هاءَنَذا آتٍ لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ فقَد أَبطَلَ العِبادةَ الأُولى لِيُقيمَ العِبادةَ الأُخْرى وبِتِلكَ المَشيئَة صِرْنا مُقَدَّسينَ بِالقُرْبانِ الَّذي قُرِّبَ فيه جَسَدُ يَسوعَ المَسيحِ مَرَّةً واحِدَة