الكاتب: حمورابي الحفيد
ان ما آتي به من تساؤلات وافكار هي من طبيعتي البشرية وعقلي الذي وهبتني اياه الطبيعة، لا من كوني انتظر ان اتحول في الطرف الاخر من القبر الى ملاك كما تربيت عليه في تربيتي المسيحية بكل ما تعنيه من معنى.
باختصار اتسائل كبشر ضمن محدودية ملكاتي العقلية امل ان يعاملني المؤمنين من الثلاثة على صغر عقلي وطروحاتي.
لم تصاب البشرية بآفة كالتي جسدها ما يسمى بالأديان السماوية اذ ان الخراب الذي زرعته وتزرعه على المعمورة كلها لم تفعله أية كارثة أخرى أن كانت بفعل عوامل طبيعية أو خلافات بين مجاميع بشرية حيث انهار الدماء لم تجف منذ بروز هذه الآفة في تاريخ البشرية.
أن النزاعات هي من طبيعة الحياة البشرية، أذ كانت تنشأ حروب محلية هنا او هناك بين دول متجاورة أو قبائل متناحرة أو بين شخصين في نزاع على مصلحة معينة لكن لم يكن صراعا أبديا كما أصبح بعد بروز بدعة الأديان السماوية على الساحة الدولية.
ادعت الأديان ولا زالت انها جاءت لخير وخلاص البشر وانها صدرت من اله واحد انه وحده تعبدون، لكن الحقيقة جميعها ولدت من افكار افراد كانت لهم دوافع سياسية ومصالح شخصية او الشعور بالمسؤولية تجاه شعبهم، لهذا وجدنا وكلائه على الارض انتزعوا منه كل صلاحياته واصبحوا جميعا الهة على عبادهم البؤساء كل ما جنوه منهم هو الفقر والجهل والموت والدماء.
فالادعاء بانها صدرت من قوة فوقية واحدة يلغيه ما حملته رسائل كل منها اذ ليس من المعقول ان ارادة واحدة تدعي فعل الخير تاتي بثلاث رسائل كل منها تنسف الاخرى وباساليب وحشية وانهار من دماء البشر المؤمنين برسالة عليهم ان يزيلوا الاخرى من الوجود فهل يعقل ان قوة تدير الاكوان تكون بهذا التناقض وهذه اللاعقلانية؟؟؟؟
فجاء بثلاث رسائل حسب ادعاء اصحابها الاولى يمنح ارضا لمختاريه من مجموعة بشرية ويمنحهم صلاحيات لقتل وابادة شركائهم في الوطن ومفضلين على كل الجنس البشري بانواعه.
ثم يأتي بثانية في غاية الرومانسية وافراط في المثالية المبالغ بها ويجردهم من كل موروثاتهم الطبيعية ويجعلهم خراف للذبح وطعاما لكل جائع في عالم من اسس وجوده الصراع لاجل البقاء.
ثم يكمل المهزلة بثالثة الف بائها الجريمة المقدسة وصلاحيات مطلقة لابادة المؤمنين بالاولى والثانية ومن كل من لم يتبنى اية منها ادواتها ليصبح كل الدين لها:
اختصرت بالقتل والسلب والسبي اوحش انواع الجريمة في كل الاعراف البشرية فهل يعقل ان يكون هذا الخالق بهذا السقوط الاخلاقي ليصبح سمسارا لنشر الجريمة؟؟
فاصبح الخروف طعاما لاتباع الاولى والثالثة فأين العدل او المنطق في هذا التناقض الذي لا يليق بمعتوه ان يأتي بمثله فكيف الحال ان كان من خالق السموات والاكوان اين العقل ايها البشر؟؟؟
اليهودية
فلنبدأ باليهودية كان الاسرائيليين لاجئين في مصر وعوملوا كالعبيد من قبل الفراعنة فكان لا بد من زعيم يخرج من بين القوم لتحريرهم من الظلم الفرعوني عليهم فبرز بينهم شاب تحمل عبء تحرير قومه وذكاء منه ربط دعوته للتحرير بقوة خارقة لا وجود لها على الارض اي باله عرشه في السماء وهو قد تكفل بانقاذهم وتحريرهم وان يهيء لهم وطنا يأويهم وكانت ارض الميعاد لجدهم ابراهيم، وقاد موسى شعبه في رحلة دامت 40 عاما ولم يبلغ احد من ذلك الجيل ارض الميعاد حيث قضوا جميعا في الصحراء حتى موسى نفسه لم تطأ رجله ارض الميعاد واكمل من خلفه اعباء العودة وهكذا حصل واقاموا دولتهم التي لم يكتب لها العيش بسلام وغزيت ثلاث مرات الى ان ابيدت ورحل شعبها واعاد التاريخ نفسه وتفرقوا بين الامم وعانوا كل المظالم حتى الابادة الجماعية في القرن الماضي وكانوا دوما موضع كره من مضيفيهم لا لسبب الا لانهم يهود وتحملوا كل المظالم لمدة 2000 سنة ألى أن أستيقض الضمير العالمي واعاد لهم جزءا من أرض ميعادهم ولا يزالون في حروب مع الجميع بسبب هويتهم ولم يحصل الى يومنا هذا انهم تنعموا ليلة واحدة بالامان لان الخطر يداهمهم من كل حدب وصوب هذه هي النعم التي أسبغها عليهم دينهم السماوي.
المسيحية
كان في الشرق الاوسط دولا وصراع عالمي لأجل التسلط والمصالح فكان من حظ المنطقة اي الشام الكبرى ان تحتلها الأمبراطورية الرومانية وكانت متسلطة على الشعب اليهودي الذي كان يعاني من ظلمها فظهر من بين ابنائهم شاب يمتهن النجارة وكان قد تجاوز العقد الثالث من عمره ووجد في ان العنف ليس الطريق الافضل للتخلص من العبء الروماني فاختار طريقا اخلاقيا انسانيا لاجبار السلطات الرومانية الخضوع لمنطقه لانه يمثل ارقى قيم يمكن لانسان متحضر ان يتحلى بها طريق اللاعنف والتضحية والتسامح وايضا ربط هذا المخلص رسالته بأب حنون في السماوات يرشده ويوجهه في كل خطوة يخطوها في حياته وكانت حيثيات رسالته لا تقوى امامها كل قوى الشر لرصانة وحبكة وقوة منطقها لهذا وبدون دولة او حكومة تتبناها غزت العالم وزهقت الاف الارواح في سبيلها لكنها لم تسلم من التلوث حيث تأسس ما دعي بالكنيسة وهذه انشطرت الى عشرات الكنائس وعلى رأس كل منها راع يعتبر نفسه هو خليفة اللـه على الارض والاخرون في ظلال ونشبت حروب دامية بين آلهة الشرهذه والى يومنا هذا يدفع المؤمنون الدماء دفاعا عن اله مصطنع أتخذوا منه الها يعبدونه وهو لا علاقة له بالالاه الفوقي الذي يدعون انهم يده الضاربة لمخالفيهم.
وجردت مباديء هذه الرسالة اتباعها من كل صفة موروثة من الطبيعة التي خلقوا عليها اولها حق الدفاع عن النفس لاجل البقاء في غابة من الاجناس المتصارعة.
من تلك المباديء واهمها ما ورد في الموعظة على الجبل وخيل اليهم بوهم انهم ليسوا من هذا العالم بل ينتظرون تحولهم بعد القبر الى ملائكة لهذا اصبحوا مداسا لكل قدم ساحقة وان صاحبها كوفئة بالاعدام صلبا ويجد اية رحمة ممن اراد تحريرهم بل كانوا يصرخون امامه اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى اطفلنا، وامام هذا الواقع المر لم يكن في وسعه الا توجيه عتاب لابيه في العلى بصراخه “الاهي الاهي لماذا تركتني”، و على ثيابي اقترعوا، وليس لابن الانسان اين يضع رأسه، بهذه العبارات المؤلمة والحزينة ودع العالم مخذولا من اقرب الافراد عليه اي التلاميذ.
وكنتيجة لهذه الرسالة وظهور كائنات مفترسة قضي عليها في المشرق بفعل الرسالة الثالثة وبدائية طبائع حاملها وتحولت تلك الاوطان الى ما يسمى بالوطن العربي البدوي وتركيا العثمانية بدلا من اقوام وشعوب في قمة الرقي والتحضر، وهي في طريقها لالتهام ما تبقى من الارض ومن عليها.
الاسلام
كان الاه هذه الرسالة مغاليا في الكرم فوعد حاملها بالارض كلها وما عليها، كان صاحبها ذات طموحات غير محدودة بعد ان ذاق طعم الرفاهية من خيرات زوجته المفرطة في الغنى وكونها وقومها سادة لقريش، فبعد وفاتها وعمها الاسقف ونظرا للهوة الساحقة بين طفولته الشقية حتى انه حرم من عطف وحنان الامومة وغياب الابوة فكانت طفولة بائسة مما تركت اصابعها على نفسية الطفل، وبين البيئة المليئة بالرفاهية والجاه في افنان زوجته فخلق هذا تناقضا في بنيته النفسية ان يميل الى السلطة والمال والجنس بغض النظر من عدم مشروعية طموحاته لم يجد في الجريمة حرجا لتحقيق ذاته، فمن ارهف ما قاله اتيتكم بالذبح ونصرت بالرعب والاف غيرها من احاديثه في تبني الجريمة المقدسة مضافا اليها عشرات الآيات القرانية التي تشرع الجريمة، وتفضيله على جميع البشر من قبل الهه كما ورد في الاية المفرطة في السخاء قوله تعالى: ان وهبتك امراة نفسها فاستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين فهل يعقل ان خالق الكون لا عمل له الا ان يعمل سمسارا لبدوي من عطاءات الصحراء القاحلة؟؟؟
فأين المنطق في كينونة اله يعيش هذا التناقض الهدام؟؟ هل يعقل هذا وياتي اتباع الثلاثة بكذبة تلغيهم جميعهم الا وهي في مقولة الاديان السماوية فان كانت كذلك لماذا اصبحت مهمة احدكم افناء الاخريين ان كانت صادرة من قوة واحدة وبنفس الدرجة من القدسية؟؟؟
ما هذا الاستهبال للعقل البشري؟؟؟
تحياتي
2017 – 03 – 18