يوسف تيلجي
بعد شهور من العسل مع “داعش”، تركيا – المتحالفة مع قطر، وأحد أقوى مناصري وداعمي الأخوان المسلمين في العالم، تحصد ما زرعته من أرهاب في المنطقة، فلا يخفى على المتابعين الدور التركي في تغذية الأرهاب، فهي المنفذ والمعبر الرئيسي لهم، فتركيا تستقبل الجهاديين من كل أنحاء العالم من أجل دفعهم الى المحرقة في سوريا، ومن المؤكد للعراق نصيب منه أيضا، وهي توفر المعلومات اللوجستية لهم، وتتاجر معهم نفطيا (2.12.2015 / قدمت وزارة الدفاع الروسية دليلا على أن تركيا تشتري النفط من “الدولة الإسلامية“. فقد أظهرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية صورا لصهاريج محملة بالنفط على الحدود السورية – التركية وتعتقد الوزارة أن الصهاريج تنقل النفط الى الموانئ التركية، حيث يرسل من هناك للمعالجة في بلدان أخرى/نقل عن موقع روسيا وراء العناوين)، وتعالج جرحاهم أيضا ( 2016/05/13 كشفت مصادر اعلامية، الجمعة، فضيحة جديدة للحكومة التركية بحصولها على صور تظهر عناصر داعش الاجرامية وهم يعالجون في مستشفى “أرسين ارسلان” في مدينة غازي عنتاب التركية ./ نقل عن موقع الأنصار الأخباري) .. أما حال تركيا الأن، فهي تتعرض الى هجمة شرسة من حليف الأمس، حيث تعرضت الى هجومين في أسبوع واحد (*)، وهذا دليل على أنتقام “داعشي عنيف” ضدها، وهو سيؤثر على النواحي الأقتصادية والسياسية في تركيا وسيهبط من معدلات السياحة، أضافة الى خلقه حالة أجتماعية غير مستقرة، أن تركيا المعروفة بعلمانيتها منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك (ولد في19 مايو 1881– توفي10 نوفمبر 1938)، والتي تحطمت في عهد رجب طيب أردوغان (رئيس تركيا الثاني عشر والحالي منذ28 أغسطس 2014 م)، الذي يقود تركيا الى الهاوية، حيث أوقعها في مستنقع الأرهاب، أردوغان الذي خلق من تركيا سلطنة عثمانية أسلامية في القرن 21، بسيطرة تامة على الجيش، دكتاتورية واضحة في كل القرارات الستراتيجية، محاولة أعادة الأمبراطورية العثمانية التي ذهبت ولم تعد بخلق تحالفات دولية، البذخ في المظاهر، ومنها قصر أردوغان الحالي (احتفالا بذكرى تأسيس الجمهورية التركية، دشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قصره الرئاسي الجديد في أنقرة، الذي تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع وكلفته أكثر من 600 مليون دولار، القصر أثار الكثير من الجدل في تركيا/ نقل من موقع DW) .. أن سياسة أردوغان المعادية للعرب سوف لن تستمر – بمحاولته أشعال الوضع في سوريا والعراق، أكثر مما هو عليه، وأن قطر والسعودية المتحالفتين مع تركيا، بمخططهما التكفيري، وضعوا الأسلام المتطرف فوق أخوة الدول العربية الشقيقة، لذا وقفا في طرف الأجنبي على حساب العربي!، أن الأرهاب الذي ينال من تركيا اليوم، وينال من السعودية أيض، وسوف ينال من قطر لاحقا، لا بد من حده، وذلك بتحجيم أدوار كل من تركيا وقطر والسعودية في المنطقة، ولتعلم هذه الدول أنهم لم يبقوا في مأمن منه/ الأرهاب، لأن الذي يزرع الموت من المؤكد سيحصد الدم!.
——————————————————-
(*) أخر العمليات الأرهابية في تركيا :
1 – هجوم إسطنبول 2017، هو هجوم وقع خلال احتفالات رأس السنة يوم 1 يناير 2017في مطعم رينا في حي أورطاكوي بمنطقة بشكطاش بمدينة إسطنبول، حيث قام مسلح بقتل 39 وجرح 69 باستخدام رشا الويكيبيديا.
2- 5هجوم يناير/ كانون الثاني 2017، قُتل مهاجمان ورجل شرطة ومدني في هجوم بسيارة مفخخة وآخر مسلح على محكمة في مدينة أزمير التركية، بحسب وسائل الإعلام الرسمية . / نقلا عن BBC .