الكاتب:حمورابي الحفيد
يبدو ان مراكز القرار في الدول الاسلامية قد حسمت امرها لبدء الجولة الثانية لغزو من نجى من الجولة الاولى من العالم، لقناعتهم ان مستلزمات ذلك قد اكتملت وان ثمار التي جنتها من ايرادات النفط قد حققت أهدافها في بناء القاعدة السفلية لتبرر أعلان الحرب العالمية الثالثة ( لقد صرف بين(: 120 – 150 بليون دولار من السعودية وبقية مشايخ الخليج) فوفقا لموازين القوى ونجاح الفقهاء المسلمون في اختراق خطوط العدو وخلخلة أركان امنه وسلامته من الداخل وتعذر استنساخ النموذج القديم الذي استخدمت فيه الخيول والجمال والسيوف بالهجوم على البلدان، اي جيش مقابل جيش.
اذ أدرك المشرع الاسلامي انه لا يمكن استنساخ هذا النموذج في الغزو في أيامنا هذه بسبب تغير موازين القوى واليات الحرب، فوجد الوسيلة الكفيلة بنجاح الاسلام في تحقيق أهدافه عن طريق تفجير بيت العدو من الداخل.
اذ يجد المشرع الاسلامي اليوم ان في كل عمارة في بلاد العدو يسكنها على الأقل ما يكفي من جند اللـه لتدميرها على من فيها من الكفار عند اعلان حالة الجهاد الاكبر، لهذا نجد الشيوخ يتبارون على الفضائيات لإعلان الجهاد وابادة الكفار من وجه الارض لكي يصبح كل الدين للـه، وبصمت ورضى الحكومات الاسلامية من جهة وانتشائهم بالاستماع الى خطب ومواعظ الشيوخ، ومن جهة اخرى خيانة حكام البلاد الحرة لشعوبهم والغدر باوطانهم.
لهذا نجد تسارع العمليات الجهادية في كل العالم من برلين الى انقرة الى ملبورن والمساعي جارية على قدم وساق في تصعيد وتائر الجهاديين، وحكام الغرب لا يزالون يرددون بغباء كذبة الاٍرهاب، وعند السؤال من هو الاٍرهاب؟؟
يخيم الصمت وتخرس الالسن لان الكل يدرك ما هو الاٍرهاب ليس هناك شبح اسمه الاٍرهاب بل هناك مدرسة ومناهج وكتب وقدوات حسنة يحتذى بها انه باختصار الاسلام الحقيقي الذي يعلنه الفقهاء والشيوخ من على الفضائيات وبكل صراحة.
فهل نصدق ما تقوله الآيات القرانية والسيرة والحديث المحمدي والخلف الطالح والتاريخ الاسود للاسلام ام نصدق كذب الحكومات الاسلامية ومعها الغربية.
ان كل جريمة تحصل على يد جهاديين الذين صدقوا ما عاهدوا اللـه عليه، نسمع من اللبراليين بان هذا ليس هو الاسلام.
اما الشيوخ من جانبهم يعلنون وبصدق واخلاص لإيمانهم انه هو الاسلام الحقيقي وليس اسلام نزلاء الفنادق المنافقون والخوارج والروافض.
فما الذي ينتظر من طفل يتربى على مقدسات كهذه:
قاتلوهم الى ان يصبح كل الدين للـه، وقاتلوهم ليخزيهم اللـه ويعذبهم على ايديكم ليشفي صدور قوم مؤمنين واتيتكم بالذبح ونصرت بالرعب وان انتهت الأشهر الحرم فدق الاعناق، فإذا أين الأشكال هل يحتاج أنشتاين لتفسيره؟
ام انها المكابرة لدى النخب الاسلامية الذين يعيشون التناقض الدائم مع انفسهم بشخصيات مأزومة بالتهرب من الواقع بالقول هذا ليس هو الاسلام بالـله عليكم اتوسل اليكم الان قد مضى على هذا الوباء 14 قرنا ونيف قولوا لنا اذا ما هو الاسلام؟
ان لم يكن ما ولد عليه وعاش وفقا لتعاليمه اليوم وكانت دائما الجريمة هي الوسيلة الوحيدة لنشره والمحافظة عليه وهذا ما فعله في كل تاريخه.
دعوني اقدم رؤيتي المتواضعة عن هذا الوباء الذي تجلت في وجوده واستمراريته وانتشاره عبقرية محمد في إيجاد اقصر الطرق لنيل كل شيء، ألا وهو الجريمة وفق كل القيم والاعراف الانسانية فوجد محمد في نمط الحياة البودية التي كانت اركانها الجريمة لطمانة الحاجات الحياتية للبدوي ان يغزوا جاره ويستلوي على ما يتركه المغدور به، لان البدوي يزدرى العمل والكدح لتوفير حاجاته الحياتية فوجد اقصر الطرق المؤدية الى روما.
وسيرا على هذا النهج استنسخ محمد طريقة العيش الرغيد هذه ووسع في افاقها لتشمل العالم كله (انا وابن عمي على الغريب) وكان اول ضحايا شهوته عملا بقوله الاقربون اولى بالمعروف وطننا الحبيب العراق الذي من يومها الى اللحظة هو في طريقه المؤكد الى هاوية لا قعر لها، تجسيدا للغرائز البدوية التي تربى عليها وهي ان نبي الرحمة وجد في الاغتصاب ونهب وسلب الاخر واخيرا ذبح الاخر هي افضل ترجمة للغرائز البدوية، وجعل من هذه الجرائم أقدس المقدسات الاسلامية لان هذه هي الطريقة التي اعتاد البدوي ان يعيش عليها، وباختصار (الجهاد الغنائم والسبي والغتصاب قوموني ان كنت مخطئا) اي كل ما يعتبر من ابشع الجرائم في معاجم الاعراف الانسانية.
انفرد محمد برسالته بهذه الخصوصية لان من ولد بدويا او تبدون ليس بمقدوره الخروج عن نسق الحياة التي حكمت عليه بهذه الخصوصية، التي في العرف الأنساني هي من ابشع الجرائم وفقا لكل التشريعات والأعراف البشرية فرسالة محمد مختصرة بأنه جعل من كل القيم البدوية مقدسات اسلامية اي تقديس الاسلام للبداوة ونمط حياتها، ولا غرابة ان نجد شكل الكوفية والعقال التي تغطي جماجم الفحول العفنة يرتب عل شكل كوبرى اي اكثر انواع الافاعي سمية مضافا اليها العلم السعودي الذي يقول للعالم اسلم تسلم فلديك خيارين اما القرآن او السيف فلا ثالث لهما، وهذا ما فعله ويفعله الاسلام حتى اللحظة أينما تمكن من ذلك، فنجح في تسويق أهدافه تحت لافتات مظللة منها انه أعاد تسمية الاوطان التي أصبحت من ضحايا الغزو بالوطن العربي بعد نجاح الاسلام في إبادة شعوبها، نجد ان العالم كله انطوت عليه هذه الخدعة واعتبرت جريمة إفناء شعوب بكاملها أمرا واقعا، فنرى ان شمال افريقيا شمله تعريف العالم العربي كما جرى لبلدان الشرق الأوسط بنات اعظم إمبراطوريات وتصدرها لقيم التحضر والحريّة كلهم اختزلوا اليوم وابيدوا لتسويق كذبة الوطن العربي حيث ان حتى من تبقى من أبناء تلك الشعوب وتربوا في هذه البلدان اكثر عروبية من البدو انفسهم لهذا نجد ان المقبور ميشيل عفلق توصل الى هذه الحقيقة عندما أعلن في المؤتمر القومي السادس ان الاسلام هو روح العروبة وعندها التقط صدام حسين هذه الإشارة واراد استثمارها لاطالة عمر نظامه المتهالك بما سماه الحملة الإيمانية فبدا بالمضايقات على كل مظهر حضاري في
المجتمع وعمل على بدونة الحباة.
ثم اتى الاميركان بعده مع الاحزاب الاسلامية بكل اطيافها وأكملوا ما لم يتمكن صدام حسين من اتمامه.
المعلوم هو وفقا لكل المعارف المتوفرة ان الوطن الأصلي والوحيد للبدو هو جزيرة الجرب البدوي وان تواجد منهم في البلدان المجاورة لهم كانوا من العامة من الرعاة يتحركون بحثا عن الخضرة والماء لعدم توفرها في جزيرتهم المتصحرة بفضلهم ذهابا وإيابا.
اذ ليس للعرب مكان على خريطة العالم غير جزيرة الجرب البدوي لكن بفضل العبقرية المحمدية في تبني الاجرام وسيلة لطمأنة الحاجات الغريزية نجد اليوم قارات بكاملها قد لفها هذا الظلام والى الابد.
لا يخفى على احد ان صاحب القرار الاسلامي يجد اليوم انه هناك إمكانية ضم أوربا الى ما يسمى كذبا الوطن العربي وان الهياكل المادية لذلك قد اكتملت لتحقيق ذلك عن طريق ما هيئته من ركائز مادية، منها الغزو البشري لبلدان العالم الحر تحت مسمى اللجوء استاجبة لمشاعر انسانية انخدع بها العالم الحر متصورا انه خير يفعل في احتضان الملهوف وفاته ان يدرك ان هؤلاء المجاميع لهم خصوصية بعيدة كل البعد عما تشترك به كل الاجناس البشرية الا البدو او من تبدون لا يمكن التعامل معهم كباقي الاجناس البشرية مثلا ان احسنت الى انسان ما سيبقى يشعر بالامتنان على من احسن اليه الا البدو او من تبدون لانهم تربوا على منهج الكراهية.
فالمسلم الملتزم الذي يعيش على أتعاب وتضحيات الاخرين لا يربي اطفاله على الشعور بالحب والأحترام لمن وفروا لهم حياة كريمة لكنه وفقا لشرع اللـه يربى اطفاله على كراهية من أحسن اليهم واغتنام كل فرصة للغدر بمن أحسنوا أليه، وهذه فريضة ثابتة من اركان الاسلام، اضافة لكل هذا هناك الشبكة الكاملة من المساجد والجوامع والحسينيات والمراكز الاسلامية ومدارس حفظ القران والمال الوفير تغطي ساحة العدو بالكامل.
لهذا ان هيجان الشيوخ المتصاعد ليس نابعا من فراغ بل لإدراك لواقع الحال الذي نجحوا في بناءه وسلبية الطرف الاخر في الانتباه الى الهاوية التي بانتظارهم هم وشعوبهم، مضافا اليها القوانين وطرائق أدارة المجتمع والتي سنة اساسا لمجتمعات متطورة ومتحضرة يستغلها المسلمون ابشع استغلال بشكل همجي لاضعاف العدو وهذا اضعف الايمان.
انطلاقا من ثوابت اسلامية ادرج المثال ادناه بما ان الاسلام لا يقر بحق الملكية لغير المسلم نجد ان الضيوف الجدد من سوريا او العراق او أفغانستان الذين تبركت بهم ألمانيا ميركل حاولت الحكومة الألمانية إيجاد اعمال شبه وهمية لبعض منهم وفقا للإمكانيات المتاحة لدمجهم في الحياة العامة.
نجدهم يرفضون العمل وفقا للثوابت الاسلامية قولهم انهم ضيوف اللـه فلا حاجة لهم بالعمل لأنهم يرتزقون من مال اللـه اي بمعنى ادق ان مادام للكفار من ثروات فعليهم إعالتنا لانها من ملك اللـه وليس منهم.
من جانبي لا اجد اية غرابة في هذا لأن هذا ركن من أركان الأسلام ومن أوليات أسباب ودوافع وجوده انتشاره واستمراريته.
اي ما يملكه الكفار هو مشروع غنائم للمسلمين كلما تمكنوا من ذلك، وهذا ما يفعله الجميع في كل ارجاء المعمورة التي غزيت تحت حماقة ما يسمى حقوق الإنسان وان كل البشر متساوون في القيمة والجميع لهم حق الحياة ومواقف انسانية علما بان كل هذه تعتبر كبائر وفقا لشرع اللـه الاسلام يعلوا ولا يعلى عليه.
ان الموجة الجديدة في اعلان الجهاد العام لا يمكن ان تمر وفقا للخيال المريض الذي ينفرد به الشيوخ وفقهاء الاسلام مستغلين صبر وتحمل المجتمعات المضيفة لهم، لكن من فهمي ومعايشتي الطويلة مع الانسان الغربي انه لا يمنعك من ان تقدم نفسك بالشكل الذي تريده وحتى لو التجأت لوسائل اجرامية في تحقيق ذاتك.
لكنهم لا يمكن ان يخونوا حبهم للحرية و الجمال وان ما لديهم اليوم من إمكانيات مسح اجزاء او كل الكرة الارضيّة وما عليها ان شعروا بان حريتهم في خطر، وان حدود صبرهم هو تحجيم حريتهم فاين الحكومات الاسلامية من مسؤولياتها الدولية من رعونة الشيوخ وعربدتهم في توحيش اتباعهم ممن اصبحوا أسرى شخصياتهم البدوية وشعورا مني بالمسؤولية وعلمي بان هناك ملايين من المسلمين هم ضحايا هذا الوباء وهم صامتون او متكابرون في أنكار مسؤولية النصوص في تحطيم حلمهم في حياة كريمة سيكونوا ايضا هدفا للغضب الساطع الذي بانت معالمه تتصاعد بموازات هيجان الشيوخ وان الكارثة التي ستحصل من الصعب تصور حجمها مع ما يتوفر من إمكانيات تدميرية لا حدود لها ويصبح من ضحاياها الملايين من المسلمين الذين يريدون العيش بسلام ولديهم من المشاعر الانسانية أجملها ولي منهم أحبة اقرب لنفسي من أهل بيتي لأَنِّي كنت اجد فيهم من الانسان أجمله ومن المحبة أعمقها فلماذا يريد الشيوخ الحمقى والحكومات المتواطئة معهم ان يكون اولئك الاحبة طعاما لنيران الغضب الساطع الذي لا يمكن تخيل قدرته التدميرية فاين عقلاء المسلمين من المحرقة التي يعمل الشيوخ الحمقى جر الانسانية اليها؟؟؟
لا يسعني هنا الا ان اشير الى ان هذا الاعصار الذي تتصاعد وتائر تخمره باطراد وسوف لن يكنس المسلمون فقط لوحدهم بل سيكون هدف غضب هذه الشعوب جميع من جاء من تلك المناطق الموبوئة من العالم لاعتقادهم وبحق بانهم جميعا نتاج تلك القمامة والكل ملوث بنفس الفيروس بغض النظر ان كان مسلما او غير مسلم. فالاخضر سيحترق بنار الجاف والعفن عقليا، لا يسعني في هذا في هذا المجال الا ان أنشد تغريدة المرحوم الفنان الكبير محمد عبد الوهاب في أغنيته اخي جاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفدى يا اخي، رغم ان الأوروبيين لا علم لهم بها لكن الطبيعة البشرية تُمارس نفس السلوكيات عندما تكون المبررات متشابهة اي النتائج تكون دوما وفقا للاسباب.
حتى حكامهم الخونة سوف لن يفلتوا من غضب العملاق عندما يصاب بالهيجان وكلما اشدت الآلام تتصاعد وتائر الانتقام.
الجدير بالذكرى ان ردة فعل الغضب بالنسبة لهم لا كلفة بشرية لها كل المطلوب ستؤديه الماكنة العملاقة التي لا تخطيء في اداء المطلوب، ولو بمقدار ملم واحد، اذ ان ما يتطلب أدائه هناك فائض من المخزون الالي الذي لا يشترك في اداء وظائفه الانسان نفسه بعد برمجته فان ما توصل اليه العقل الجبار في المجتمعات الحرة من اليات تدميرية لا حدود لها وأمكانية تحديد مساحة الهدف ومدى شمولية قدراته التدميرية.
في حين حتى الان لم يتمكن البدو ومن تبدون حتى من انتاج قطعة قماش لتستر الفروج المحصنة ولا العلف الذي يحتاجه الكائن الحي كل الذي تمكنوا منه هو عربدتهم من ماذنبهم في لعن البشرية والتهديد بالقضاء عليها، ليتعض حمقى الشيوخ من الحكمة الشعرية المتداولة اجتماعيا في المجتمعات العربية اي المتبدونة (وانت ان اكرمت الكريمة ملكته وان انت أكرمت اللئيم تمردا) فلا تكونوا ذلك اللئيم الناكر للجميل فلن تكون هناك رحمة عندما ينهض الأسد من غفوة النوم التي طالت (فان رأيت أسنان الليث فلا تظنن ان الليث يبتسم) هذا ما ينطبق على حال الجاليات الاسلامية التي تشتري بكل الوسائل احتقار وكره الشعوب المضيفة لها، لكن حسب رؤيتي المتواضعة ان اللعبة اقتربت من نهايتها واللـه اعلم بمدى شموليتها لان الكيل قد طفح ولم يعد يتسع للمزيد.. آمل ان تنال صرختي هذه إذنا صاغية من عقلاء المسلمين لتحجيم حرية الشيوخ في تسميم الاجيال ولم يعد هناك متسعا للمناورة بعد ان انكشف المستور، لان كل الامور أصبحت مكشوفة و معلنة على كل المنابر على حقيقتها ولم يعد يجد التنكر او التكابر او الكذب او التحايل مكان لقبوله … لان الحقيقة أعلنت من أولياء الامر … اللـه يستر من القادم… تحياتي.
************************
24 – 12 – 2016