يوسف تيلجي
مقدمة ..
في الصميم:
من المنطق الألتزام الأخلاقي، أن نكون أكثر شفافية تجاه القارئ، فلا بد أن نحترم عقليته، وأن لا نكون في مقالاتنا وبحوثنا وقرأتنا قد تجردنا/ أو أبتعدنا، عن أبسط مبادئ البحث العلمي، أو من الأمانة الفكرية، أو من سرد الحقائق كما هي، وبهذا نتحول من أصحاب كلمة وفكر ومبدأ، الى مهرجي مسارح السقوط الثقافي أو الهزل التافه، الذي في نهاية فصولها، يقذفنا الجمهور ليس بالبيض والطماطا، بل يقذفنا بالأحذية … فلم يعد حقيقة الوضع والواقع السابق والحالي! أن يحجب عن العالم، فكل شي أصبح أكثر من واضح وجلي، وأن ما يجري سيجر العالم كله الى أنشطارات وليس الى أنقسامات/كما كان معروفا به العالم سابقا أبان حقبة القطبين السوفيتي والأميريكي، أن دول العالم لا زالت غير واعية تماما لما يجري، أو أنها تتخفى خلف حجاب شعارات أصبحت تافهة كالديمقراطية والحرية الشخصية وحرية ممارسة الشعائر الدينية/ خاصة المتزمت منها، التي ستنعكس وبالا على هذه الدول حضارة ونظاما ومجتمعا، وأني أرى قادة الدول بما فيها العظمى، كأنهم غير مقدرين لما يجري حاليا!! أو غير مدركين لأنعكاس الأحداث (كأعمال التخريب والأغتيالات والتفجيرات .. أو حتى المظاهر الدينية المبالغ بها / كأحياء مقتل الحسين بالمسيرات، كما جرت في مدينة وينزر الكندية وديترويت الأميريكية مثلا، … أو صلاة المسلمين في الشوارع والأزقة والساحات في أوربا/ التي بها الكثير من التحدي والأستفزاز للأخرين ..) على مستقبل الأمن الدولي عامة وعلى الوجه الحضاري خاصة، فعلى قادة العالم أن يتحملوا المسؤولية تجاه شعوبهم بقول الحقيقة كما هي، وأن يكشفوا لهم/ أي لشعوبهم، ما يجري وما سيجري وما يخفون من وقائع تتعلق بأتباع دين أو معتقد أو مذهب محدد (المتطرفين من المسلمين وغيرهم ..!! الذين يعيشون/ ومنهم مولودون، في كنف الدول الغربية ..)، الذين ليس من السهولة بمكان أن يندمجوا بالمجتمعات الغربية التي حلوا بها كالمجتمعات الأوربية وأميريكا وكندا والدول الأسكندنافية ..!! والذين من الممكن أن يتحولوا الى قنابل موقوتة، تنفجر بأي تماس “فكري متطرف”!! وكل هذه القضايا وغيرها تتعلق بمحور واحد فقط وهو “مفهوم الله” في الأسلام وأختلافه كرمز ووجود ودور ونهج وثقافة وحياة عن “مفهومه” في المسيحية/ بالتحديد، وهو مجال بحثنا المختصر.
النص:
أن الأندماج الأنساني والتعايش المجتمعي والتراكم الحضاري يستلزم بث الروح في “هيكل” صلد جامد منذ مئات السنين، حمله الفقهاء والمفسرين والشيوخ والعلماء من جيل الى جيل ومن حقبة الى حقبة ومن عهد الى عهد ومن دولة الى دولة، محافظين على جوهره وشكله، حتى يبقى فعالا ومؤثرا في الحياة العامة الخاصة بهم كمسلمين من جهة وفي نظام الدولة التي ينشدون أليها من جهة أخرى، وحتى يبقوا هم في الصورة/في الحالتين، لكي يقتادوا ويعتاشوا وينتفعوا من هذا الوضع، فكيف بأتباع هكذا دين أن يندمجوا مع المجتمعات الأوربية والأميريكية ..، فبالرغم / مثلا، من أن الولايات المتحدة الأميريكية لها خلفيات ثقافية ودينية وأثنية مختلفة، ولكن الثقافة الأسلامية بقت الأكثر تناقضا مع التطور المجتمعي والأنساني والحضاري/بوضعها الحالي، لأن الأسلام في واد والمجتمع في واد أخر، فهم/ غالبا، أينما يذهبوا يأملون ويرغبون بنقل روح ومفهوم وشكل ومبدأ هذا “الهيكل” المتحجر الى حياتهم الجديدة، وهنا يحدث الأنفصام الحياتي والمجتمعي والحضاري!! في المجتمع الجديد الذي أنتقلوا أليه، فيبقى وجودهم سلبا ما لم يتغير جوهرهم، وهذا الجوهر مرتبط ب “هيكل” جامد/ صعب المراس.
المستقبل غامض، لا أرى فيه أي فجوة أمل ألا بتحرك ثوروي ديني سياسي، الذي يحتاج الى قادة متنورين لفكر ديني متطور، وليس لشيوخ سلفيين معممين يعيشون في حقبة الجاهلية، يقدسون النص، الذي نزل قبل أكثر من 1400 سنة في وضع وحقبة وحدث وظرف ومجتمع قبلي متعصب لا يمت للحاضر بصلة لا من قريب ولا من بعيد، الأمر الذي يجعل الهوة تزداد/ حاليا، بين المسيحية المتطورة والمحدثة والأسلام الجامد، كما أن كل مؤتمرات حوار الأديان وغيرها، أنما هي مناسبات بروتوكولية لتبادل الكلمات والاحاديث، لا تقدم أي خطوة أيجابية نحو تعايش افضل فكريا بين المسلمين والمسيحيين، وذلك لأختلاف مفهوم الله، فالله في المسيحية ليس نفسه في الأسلام، كما أن الدين فكرا ونهجا وممارسة وحياة مختلف تماما مسيحيا وأسلاميا، فالثقافة الدينية في الأسلام لا زالت تعيش حقبة صدر الرسالة المحمدية، وأي تطور بها يعتبر كفرا، كما أن رجال الدين/معظمهم، لا زالوا يؤكدون على القالب الديني الجامد للأسلام، انطلاقا من مقولة، ان الأسلام صالح لكل العصور/أي صالح لكل زمان ومكان، وبهذا تحجيرللأيات القرأنية.
المحور الأول / سأستشهد بثلاث أيات من القرأن، فقط من أجل تحديد الموضوع:
-
فلو تناولنا سورة المائدة الأية 51 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، ففي شرح الأية، ينهى الله تعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله، قاتلهم الله، ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض، ثم تهدد وتتوعد من يتعاطى ذلك فقال : ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) / تفسير ابن كثير، نقل بتصرف من موقع أسلام ويب.
أضاءة، كيف التعايش مع هذه الأية/ في أوربا مثلا، فالأية تنهي وتهدد وتتوعد المسلمين، من يقبل تولي النصراني أو اليهودي أموره، أذن لو كان هناك قرانيا أله واحد لما نزلت هكذا أية، تذل من معتقدي باقي الأديان/اليهود والنصارى تحديدا، أذن هناك أقوام أخرى لديهم أله أخر ينهي أله الأسلام من التعايش والعمل معهم في أمور الدولة وبالحياة العامة، فمنطقيا ومن مفهوم الأية أن النصارى واليهود لهم أله أخر لأن أله الأسلام يذلهم .. وسائل يسأل، ولكن هل القرأن يقر مثلا بتولي، البوذي أو الهندوسي أو الصابئي أو الملحد .. أمور المسلمين!!، لأن الأية لم تنهي عنهم بتولي أمور المسلمين/ وأن الأية لم تذكرهم، أذن كيف يقال أن القرأن صالح لكل زمان ومكان، شامل جامع كامل، وهو أغفل/أي القرأن، عن ذكر “غير” اليهود والنصارى في متن الأية من معتقدي أديان أخرى سماوية كالصابئة أو أرضية كالبوذيين والهندوس بتولي أمور المسلمين ..!!
-
ولو تناولنا أية أخرى، قال تعالى: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة :29). أضاءة، من مفهوم الأية أنه على المسلمين الذي عدد نفوسهم حوالي 1.4 مليار نسمة أن يقاتلوا غير المسلمين الذي عدد نفوسهم حوالي 5.6 مليار نسمة (وتختلف الجهات المعنية في تقدير عدد نفوس سكان العالم البالغ 7 مليار نسمة، وتقديره هنا هو ما بين مايو 2010 ويونية 2011. كما تقدر الأمم المتحدة زيادة عدد سكان الأرض بمعدل 79 مليون نسمة سنويا بين عامي 2005 و 2015 / نقل بتصرف من الويكيبيديا) حتى يؤمنوا بالأسلام! أذن يجب تغيير الخارطة الدينية للعالم/ أكيد بالسيف، من خارطة متعددة الاديان والمعتقدات والمذاهب الى خارطة وحيدة الدين والمعتقد الذي هو الأسلام، وهو امر بعيد عن المنطق والعقلانية والأنسانية.
أضاءة أخرى، وأما قوله: (وهم صاغرون)، فإن معناه: وهم أذلاء مقهورون، محتقرون (نقل بتصرف من موقع أسلام ويب/تفسيرالطبري للأية).
أذن أله المسلمين يأخذ لأتباعه “أتاوة” من أهل الكتاب، وليس من غير المسلمين عامة، حسب نص الاية، أذن اليزيدي والهندوسي والبوذي … لايدفع جزية حسب نص الأية!، كل ذلك من أجل منح حق مواطنة من الدرجات الدنيا لهم وهم أذلاء مهانون!! فأين الحضارة والتعايش في هكذا مفاهيم!!
-
ولو تناولنا سورة البينة، في قوله تعالى/ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ [البينة: 1]. وتفسيرها لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب، يعني اليهود والنصارى. {وَالْمُشْرِكِينَ}، وهم عبدة الأوثان . {مُنفَكِّينَ}، أي: منفصلين وزائلين . يقال: فككت الشيء فانفك، أي: انفصل . والمعنى: لم يكونوا زائلين عن كفرهم وشركهم حتى أتتهم البينة. لفظه لفظ المستقبل ومعناه الماضي . والبينة الرسول، وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي بين لهم ضلالهم وجهلهم. وهذا بيان عن نعمة اللّه على من آمن من الفريقين إذ أنقذهم به . ( نقل بتصرف من موقع / طريق الأسلام – تفسير بن تيمية).
أضاءة، بعيدأ عن ما يفسره فقهاء الأسلام بطرقهم الخاصة!!، فأن أهل الكتاب كفار حتى يؤمنوا، بنبي الأسلام محمد، الذي جاء لهذا الغرض/ لكشف جهل وظلال الكفار، فالأيمان بالرسول محمد نعمة للمؤمنين، ولكن الأخرين من غير أهل الكتاب، وحسب سياق الأية ليسوا بكفار/ كالبوذيين والهندوس والملحدين ..، أذن أله الأسلام يحدد بأن العالم كله كافر عدا المسلمين …وسؤالنا كيف للعالم والأنسانية جمعاء أن تتحضر أو أن تتمدن بهكذا مفهوم، فالمسلم هنا/لديه شعور فوقي، لانه يظن بأنه المؤمن الوحيد والباقي كلهم كفرة/أنجاس، وما هو حال الأجيال المستقبلية بهكذا مفاهيم، وكيف يكون وضع المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا/ مثلا، فجيران المسلمين كفرة والذين يعملون معهم كفرة والذين يدفعون لهم المساعدات كفرة والذين يعالجوهم ويزرقهم الحقن في حال تمرضهم كفرة والذين يدافعون عنهم كالشرطة ورجال الأمن كفرة، أذن الدولة والنظام والمؤسسات والملكة .. كلهم كفرة!!! .
المحو الثاني/ ومن الفكر المسيحي سأتناول أيضا ثلاث أيات/أحاديث للمسيح، لأوضح بمفهومها كلمة الله في المسيحية:
-
“أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم” ( مت44:5( الأية تنصب على المحبة والتسامح والغفران، فبدل قتل الأعداء والكفار/كما هو في الأسلام (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ(191) سورة البقرة )، هنا المسيح يقول أحبوا أعداءكم حتى وأن كانوا كفار، وبدل المقابلة بالمثل بالنسبة لللاعنين يقول المسيح باركوهم من أجل التسامح، وصلوا من أجل المسيئين بدل سحقهم .. فكما يتضح من الأية، أن أله المسيح هو أله محبة وتسامح ..
-
” كل من ياخذ بالسيف بالسيف يهلك” ( متى 26 : 52 ) .
نهي كامل عن أستعمال القوة/كالسيف مثلا، وحتى أن المسيح منع “التلميذ بطرس” من أستخدام السيف ضد الجنود / دفاعا عنه، قبل تسليم المسيح نفسه لهم كي يصلب، فكلمة الله هنا أنه أله سلام وليس ألها للقتل … بينما القوة/السيف، في الأسلام هي أداة لنشر الدين وقتل المرتدين والمشركين وللحرب والدفاع والأحتلال والأنتقام والغزو والتوسع … وهناك أشارات تدل على قتل المشركين بدل هدايتهم في سياق الأية القرأنية (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة / 1 – 5 .
-
” يقول السيد المسيح : أحبوا بعضكم بعضا، كما أنا أحببتكم” ( يوحنا 15 : 9- 15).
هنا بالأية تأكيد على المحبة بين الجميع ونبذ للكراهية والبغضاء، ويبرهن المسيح على ذلك نتيجة حبه/اي المسيح للبشر ككل، فهو لم يذكر حبه للمسيحيين فقط، بل حبه للجميع دون تمييز، فبالمسيحية يتجلى الله على أنه محبة، بينما أله الأسلام، يؤمن بالمعاملة بالمثل، ولا وجود للغفران والعفو عن الذنب، كقوله تعالى (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45] .
هل الأسلام هو الحل :
من خلال قرأتي أستفزتني بعض أفكار الأخوان المسلمين حيث يقولون (ولأن الإسلام هو العقيدة والشريعة ونظام الحياة الذى ارتضاه الله لعباده، وهو وحده الذى يعلم ما فيه نفعهم وصالحهم، كما يعلم سرهم وعلانيتهم.. فقد كان الإسلام وسيظل هو الحل الوحيد لمشاكل وأزمات البشرية، يعرف ويلبى مطالب الروح والنفس فى توازن، ويربى فى الناس وازع الإيمان والخشية والرحمة، ويطبع فى القلوب وعلى الجوارح حب الخير، ويزرع فيهم الضوابط الداخلية تمارس دورها قبل الضوابط الخارجية، يؤكد القيم والمثل، كما يؤكد العفة والفضائل)/ نقل بتصرف من موقع ويكيبيديا الأخوان المسلمين .. وتناسى وأغفل تنظيم الأخوان المسلمين، الذي يعتبر نفسه نظام حياة، بأنه أكثر التنظيمات الأسلامية عنفا خاصة في مجال الأغتيالات منذ نشأته فهو المسؤول عن (أغتيال القاضي المصري أحمد بك الخازندار في 22 مارس 1948، أغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948، أغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب في 5 مايو 1949 ومحاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر 1954 حادثة المنشية وغيرها/ نقل بتصرف من موقع بوابة الفجر).. هذا عدا ما يحدث الأن في مصر الذي كله من تنظيم وفعل الأخوان، والكل يتذكر العبارة التى أطلقها “خيرت الشاطر“ مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان قبل ساعات من عزل الرئيس محمد مرسى فى 30 يونيو 2013 (الجماعة أو حرق مصر)!!
وأنني أتسأل هل الأسلام كما يقولون هو “الحل” و”الحياة”، وأذا كان هو الحل والحياة، فهل مثلا “جماعة بوكوحرام” (جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد.. المعروفة بالهوساوية باسم بوكو حرام أي” التعاليم الغربية حرام، هي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا) مثلا هي الحل والحياة، في القتل والنهب والأختطاف والاغتصاب، وهل “داعش” هي الحل والحياة، التي سبت النساء والأطفال وباعت حتى الرضع، وأغتصبت النساء وقتلت الألاف لمجرد أختلاف المذهب، أضافة للسحل والجلد والصلب ونحر الرقاب، وهل “القاعدة” هي الحل والحياة، التي فجرت برجي منهاتن في سيبتمبر 2011 بالولايات المتحدة الاميريكية (هي مجموعة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق11 سبتمبر 2001. حيث تم تحويل أتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها . الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون. سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.)، أخيرا وليس أخرا قتل صحفي “شارلي أيبدو” في 7 يناير 2015 / فرنسا، لمجرد حرية الرأي، لنشرها رسوما مسيئة للرسول (قتل 8 صحفيين من بينهم رئيس تحرير مجلة “شارلي ابدو” و 4 آخرين خلال الهجوم الذي شنه الأخوان “سعيد وشريف كواشي“/المولودين في باريس وهم مسلمين، وبعد مرور يومين، قتل مسلح آخر/وهو مسلم أيضا، يدعى “اميدي كوليبالي” 4 أشخاص واحتجز عددا آخر في متجر يهودي. ويعتقد أن كوليبالي هو المسؤول عن مقتل شرطية فرنسية في اليوم الذي سبق هجومه على المتجر اليهودي.) علما أن الصحيفة نفسها لديها منشورات أستفزازية أخرى لباقي الديانات … فهل الأسلام هو الحل والحياة، حيث يرد / الأسلام، على أي رسم يستفزهم، أو أي مقال أو نص فكري أو أي تعبير حر مخالف لمعتقدهم .. بالقتل، فأذا كان القتل هو الحل والحياة لأختلاف الرأي، فنعم الأسلام هو الحل والحياة!!
خاتمة:
يبقى السؤال النهائي، هل أله المسلمين نفسه أله المسيحيين! وأذا كان نفسه لماذا يتوعد ويهدد ويريد قطع رقاب المسيحيين/ وهم عباده، ولماذا يتعامل معهم بهذه الطريقة المهينة والمذلة! أما أذا كان للمسلمين أله وللمسيحيين أله أخر، فهل من المعقول أنه هناك أله يدعو للقتل وأله ثان يدعوا للمحبة .. وأخيرا، هل من المنطق أن يوجد لكل دين أو معتقد أو مذهب أو جماعة أله خاص بهم … وأذا كان كذلك، فكم أله بك أيتها الحياة !!